المعارك تحتدم وسط غزة والقسام تفجر نفقين بجنود الاحتلال
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
تركزت الاشتباكات في غزة، اليوم الأحد، وسط القطاع وجنوبه مع إعلان فصائل المقاومة عمليات جديدة ضد جنود الاحتلال، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه عثر على فتحات أنفاق وسط القطاع، وأعلن مستشفى سوروكا الإسرائيلي وصول 8 جنود مصابين بمعارك غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأفاد مراسل الجزيرة بوقوع اشتباكات بين المقاومة والاحتلال في بلدة الزوايدة ومخيم النصيرات، وسط قطاع غزة.
من جهتها، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن مقاتليها قصفوا قوات الاحتلال المتوغلة في مخيم المغازي وسط القطاع بقذائف هاون من العيار الثقيل.
وقالت القسام إن مقاتليها استهدفوا دبابتين من نوع ميركافا وجرافة عسكرية بقذائف "الياسين 105" شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة، وأكدت أن المقاتلين أوقعوا الجنود في الدبابتين بين قتيل وجريح.
وأضافت أن مقاتليها أبلغوا كذلك عن تفجير نفقين في جنود الاحتلال وحقل ألغام في قوة راجلة مكونة من 7 جنود، كما بثت مشاهد لتدمير ناقلة جند في مخيم المغازي الذي يحاصره الاحتلال وسط أنباء عن إطلاق النار على المدنيين بشكل عشوائي.
بدورها، قالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إنها قصفت تمركزا لآليات وجنود الاحتلال في محور مخيم المغازي بوابل من قذائف هاون؛ كما قصفت بلدات في غلاف غزة بدفعات صاروخية متزامنة.
وفي جنوب قطاع غزة، قالت القسام إنها قصفت حشود الجيش الإسرائيلي المتوغلة في منطقة المحطّة بمدينة خان يونس بقذائف الهاون.
من جانبها، قالت سرايا القدس إنها قصفت حشودا لجنود وآليات الاحتلال الإسرائيلي بوابل من قذائف هاون في منطقة الكتيبة وسط خان يونس.
إصابات الاحتلالعلى صعيد متصل، قال مستشفى سوروكا الإسرائيلي إنه استقبل 8 جنود أصيبوا في معارك غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأضاف المستشفى أنه استقبل منذ بداية الحرب 2478 جريحا، 14 منهم بحالة خطيرة، كما يواصل تقديم العلاج لـ35 عسكريا أصيبوا في غزة.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن مطلع الشهر الجاري أن وحدة 669 للإنقاذ أجلت أكثر من ألف جريح أصيبوا منذ بدء العملية البرية في قطاع غزة.
وفي سياق التوغل الإسرائيلي، قال المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري إن قواتهم عثرت على فتحتي نفق في أحد المباني وسط قطاع غزة، وفتحة نفق في مخيم المغازي وسط القطاع كانت بداخلها وسائل قتالية، وفق تعبيره.
وأضاف المتحدث العسكري أن قوات الجيش دمّرت أمس السبت مجمعا لإطلاق القذائف الصاروخية في منطقة بيت لاهيا شمال غزة.
وتابع أن مسيّرة إسرائيلية قصفت 4 عناصر من قوات النخبة في حركة حماس، وقتلت عنصرا خامسا كان يتقدم باتجاه القوات، بحسب كلامه.
كما قال هاغاري إن الجيش الإسرائيلي سيركز في عملياته على وسط وجنوب قطاع غزة بشكل مختلف عما فعلوه بالشمال، دون توضيح مغزاه، معلنا "تفكيك" بنية القيادة العسكرية لحركة حماس في شمال القطاع، حسب قوله.
في تلك الأثناء، نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن وزير الدفاع يوآف غالانت تأكيده لعائلات الجنود الأسرى أن الحرب لن تنتهي قبل إعادة كل الأسرى.
وتنتقد الحكومة الإسرائيلية الجيش لعدم تمكّنه من تحقيق أهداف الحرب في غزة، لا سيما أنه لم يستطع استعادة أي أسير بالعمليات العسكرية التي أسفرت في بعضها عن مقتل أسرى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی جنود الاحتلال مخیم المغازی وسط القطاع قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
ﻏﺰة.. ﺗﻮاﺟﻪ الموت ﺑﺮداً
تجمد الطفلة «رهف أبوجزر».. وغرق خيام النازحين وتحذيرات من تفشى الأوبئة
الأونروا: تسونامى إنسانى يجتاح القطاع يفوق قدرة منظمات الإغاثة الدولية
فتح البرد فصلاً جديدًا من فصول الموت فى قطاع غزة المُحاصر، حيث تتكامل قسوة الطقس مع فصول الإبادة الجماعية المستمرة بحق الشعب الفلسطينى. ملايين الأرواح تُركت تحت رحمة البرد والجوع والخيام الممزقة، فى ظل عجز كامل للمنظمات الإنسانية عن توفير الحد الأدنى من مقومات الحياة.
فالأطفال لا يعرفون معنى اللعب، بل يعرفون فقط كيف يهربون من الغرق، وكيف يقفون على قطعة تراب صغيرة لئلا يبتل جسدهم أكثر. وتختل أجسادهم وتزهق أرواحهم بفعل الجوع والبرد فالموت هنا يتلون مع كل مرحلة من مراحل الإبادة الجماعية.
ارتقت الصغيرة «رهف أبوجزر» شهيدة متجمدة. بعد أن فقدت روحها ذات الـ8 شهور فى ليلة قاسية هى الثانية التى يعيشها قطاع غزة. وسط اغراق مياه الأمطار لمخيمات النزوح تزامنًا مع تأثر فلسطين بمنخفض جوى عميق يستمر حتى ساعات مساء اليوم الجمعة، فى ظل أجواء باردة ودرجات حرارة متدنية.
واكد شهود عيان أنّ خيمة عائلة الرضيعة تضررت بفعل المنخفض الجوى وقوية الرياح وغزارة الأمطار، ما أدى إلى انخفاض حاد فى درجة حرارتها وسط غياب وسائل التدفئة والرعاية الصحية.
وهذه ليست حالة الوفاة الأولى إذ ارتقى العشرات من الأطفال خلال فصل الشتاء الماضى نتيجة البرد القارس، وانعدام الرعاية الصحية اللازمة، وسط استمرار الحصار الإسرائيلى.
سبق رهف الطفل زاهر ابو شامية الذى استشهد دهسا قرب الخط الأصفر شرق مدينة غزة بعدما أطلق الاحتلال النار عليه وتركه ينزف فقامت إحدى الدبابات. بداية والمرور عليه ومنع إنقاذه فيما استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين برصاص الاحتلال فى عدة مناطق.
كما رفضت سلطات الاحتلال الإسرائيلى السماح لطفل (5 سنوات) بالسفر من رام الله لتلقى علاجٍ منقذ للحياة من مرض السرطان فى مستشفى «تل هاشومير»، بحجة أن عنوانه مسجل فى غزة.
واوضحت منظمة «غيشا - مسلك» فى التماسها أن عائلة الطفل انتقلت إلى رام الله عام 2022 لتلقى العلاج الطبى، الذى أصبح غير فعال حاليا، بينما يحتاج الطفل بشكل عاجل إلى عملية زرع نخاع عظمى لا تتوفر فى الضفة المحتلة أو القطاع.
وقالت الارصاد الجوية الفلسطينية إن منخفض بايرن الجوى على فلسطين يشتد ويطرأ انخفاض ملموس على درجات الحرارة، لذا يكون الجو باردًا وماطرا وعاصفا، وتسقط الأمطار على كافة المناطق وتكون غزيرة ومصحوبة بعواصف رعدية وتساقط البرد أحيانا.
وأظهرت مقاطع فيديو دخول مياه الأمطار إلى الخيام، بينما يُحاول النازحون إنقاذ ما تبقى من فراش وأغطية وحماية أطفالهم من الغرق والأجواء الباردة.
واشتكى النازحون فى عدة مناطق بالقطاع المنكوب من دخول المياه إلى أماكن نوم الأطفال والنساء والشيوخ فى الخيام، مؤكدين أن كل إجراءات الحماية فشلت أمام المنخفض الجوى والأمطار الغزيرة.
وحذر مدير عام صحة بغزة منير البرش من وفاة أطفال وكبار سن ومرضى جراء انخفاض درجات الحرارة داخل خيام النازحين التى غمرتها الأمطار.
وأوضح أن الرطوبة والمياه داخل الخيام تهيئ بيئة لانتشار أمراض الجهاز التنفسى بصفوف النازحين فيما يعجز المرضى عن الحصول على أى رعاية صحية.
وسجل الدفاع المدنى الفلسطينى غرق مخيمات بأكملها فى منطقة المواصى بخان يونس.
ومنطقة «البصة والبركة» فى دير البلح ومنطقة «السوق المركزى» فى النصيرات وفى منطقتى «اليرموك والميناء» فى مدينة غزة.
وتلقى منذ بدء المنخفض أكثر من 2500 إشارة استغاثة من نازحين تضررت خيامهم ومراكز إيوائهم فى جميع محافظات قطاع غزة.
واكد أن الفلسطينين بأطفالهم ونسائهم يغرقون الآن وتجرف الأمطار خيامهم رغم المناشدات والنداءات الإنسانية العديدة التى أطلقت لإنقاذهم قبل أن نرى هذه المشاهد المأساوية فى المخيمات.
وأعلن الدفاع المدنى الفلسطينى إجلاء نازحين من عشرات الخيام بعد غرقها الكامل، إثر الأمطار الغزيرة جنوبى القطاع، وحذر من تفاقم الأوضاع الإنسانية فى حال استمرار المنخفض الجوى الجديد مع عدم وجود مساكن مؤقتة تؤوى النازحين. مع استمرار انتهاك الاحتلال الإسرائيلى لاتفاق وقف إطلاق النار.
وأشار مدير المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة إسماعيل الثوابتة، إلى تفاقم الكارثة الإنسانية التى يعيشها النازحون فى مخيمات القطاع، مع تضرر أكثر من 22 ألف خيمة بشكل كامل جراء المنخفض، بما يشمل الشوادر ومواد العزل والبطانيات.
وأكد أن نحو مليون والنصف نازح يعيشون أوضاعًا قاسية داخل مخيمات الإيواء، بينما تقيم مئات آلاف العائلات داخل خيام مهترئة تضررت بفعل حرب الإبادة وبفعل العواصف الأخيرة.
وأوضح أن قطاع غزة بحاجة فورية إلى 300 ألف خيمة جديدة لتأمين الحد الأدنى من الإيواء، فى حين لم يدخل إلى القطاع سوى 20 ألف خيمة فقط منذ بدء الأزمة.
وشددت وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، على أن هطول الأمطار فى القطاع يحمل مصاعب جديدة ويفاقم الأوضاع المعيشية المتردية أصلا ويجعلها أكثر خطورة.
وأشارت «أونروا» فى تصريحات صحفية إلى أن البرد والاكتظاظ وانعدام النظافة فى القطاع تزيد خطر الإصابة بالأمراض والعدوى.
وأكد المستشار الإعلامى لوكالة «أونروا» عدنان أبو حسنة: أن الوضع الإنسانى فى قطاع غزة بلغ مرحلة غير مسبوقة، واصفًا ما يجرى بأنه «تسونامى إنسانى» يفوق قدرات الوكالة والمنظمات الإغاثية، فى ظل منع الاحتلال إدخال المستلزمات العاجلة رغم النقص الحاد فى الإمدادات منذ وقف إطلاق النار.
وسلطت صحيفة الجارديان البريطانية، الضوء على انتقادات وكالات الإغاثة الدولية لاستمرار فرض الاحتلال الإسرائيلى قيودا مشددة على شحنات المساعدات إلى قطاع غزة رغم مضى شهرين على إعلان اتفاق وقف إطلاق النار.
وأبرزت صحيفة الجارديان البريطانية أن وكالات الإغاثة الدولية لا تزال تنتقد القيود الإسرائيلية المشددة على دخول المساعدات رغم مرور شهرين على إعلان وقف إطلاق النار. وذكرت الصحيفة أنه تم إدخال أكثر من 9000 طفل إلى المستشفيات فى أكتوبر الماضى فقط بسبب سوء التغذية الحاد.
وقالت تيس إنجرام، المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف): «فى مستشفيات غزة، التقيت بالعديد من الأطفال حديثى الولادة الذين كان وزنهم أقل من كيلوجرام واحد، وكانت صدورهم الصغيرة تنتفخ بسبب الجهد المبذول للبقاء على قيد الحياة».