مسؤول أممي: 16.9 أوكراني يحتاجون إلى دعم إنساني عاجل
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
قال المتحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، ماثيو سالتمارش، اليوم الثلاثاء، إن هناك نحو 16.9 مليون شخص في أوكرانيا في حاجة إلى دعم إنساني عاجل.
وشدد سالتمارش على أهمية استمرار التمويل الإنساني للاستجابة للاحتياجات الطارئة في المناطق الأمامية ودعم الأشخاص الذين تضرروا جراء الحرب.
وأوضح المتحدث في مؤتمر صحفي عُقد اليوم في جنيف، أن السكان يعملون بجد لإعادة بناء منازلهم وحياتهم في مناطق البلاد الأقل تعرضًا للعمليات العسكرية المباشرة، وذلك في ظل استمرار الحرب دون أي نهاية قريبة.
وأشار إلى أن هناك نحو 6.3 مليون لاجئ أوكراني لا يزالون مشردين من ديارهم بعد مرور نحو عامين على الغزو الروسي، معظمهم (5.9 مليون) في أوروبا، بالإضافة إلى نحو 3.7 مليون نازح داخليًا. وأشار إلى أن أوكرانيا تعد واحدة من أكبر الدول المنتجة للاجئين.
وأكد أن المنظمة الدولية أجرت دراسات استقصائية للاجئين لتقييم وتسليط الضوء على التحديات التي يواجهونها في المنفى.
ولفت إلى أن هناك 14% فقط من اللاجئين يخططون للعودة إلى أوكرانيا في المستقبل القريب، بينما ما زالت المخاوف الأمنية والوصول إلى الخدمات الأساسية والسكن وسبل العيش تشكل تحديات رئيسية.
وأوضح المُتحدث أن غالبية اللاجئين الأوكرانيين يعتزمون الاستمرار في إقامتهم في البلد المضيف الحالي، حيث يعتمدون بشكل كبير على الدعم المُقدَّم من الحكومات المُستضيفة والمجتمع الدولي لتلبية احتياجاتهم الأساسية، وتأمين الوصول إلى الخدمات الأساسية، وبناء قدراتهم الذاتية والاندماج الفعّال في المجتمعات التي يعيشون فيها.
وأعلنت المفوضية العُليا لشؤون اللاجئين أنها ستتعاون مع الأمم المُتحدة لإطلاق خطة استجابة إنسانية للأوكرانيين في الداخل وكذلك اللاجئون.
وتتضمن هذه الخطة دعمًا للحكومات المُضيفة في العديد من الدول مثل بلغاريا والتشيك وأستونيا والمجر ولاتفيا وليتوانيا ومولدوفا وبولندا ورومانيا وسلوفاكيا.
وأشارت المفوضية إلى أنها قد تضطر لإيقاف الأنشطة الأساسية إذا لم تتلق دعمًا مستدامًا من المجتمع الدولي للأوضاع في أوكرانيا والبلدان المُجاورة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحده أوكرانيا إلى أن
إقرأ أيضاً:
مفوضية اللاجئين: أزمة السودان وصلت نقطة اللاعودة مع تضاعف أعداد اللاجئين بتشاد
وجهت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تحذيراً بشأن حالة الطوارئ الإنسانية المتفاقمة في شرق تشاد، حيث تضاعف عدد اللاجئين السودانيين الواصلين إلى البلاد لأكثر من ثلاث مرات، وخلال ما يربو قليلاً عن عامين من الصراع الدامي.
التغيير ـــ وكالات
منذ أبريل 2023، عبر أكثر من 844,000 لاجئ سوداني إلى تشاد. وقبل هذه الأزمة الأخيرة، كانت تشاد تستضيف نحو 409,000 لاجئ سوداني فروا من موجات سابقة من النزاع في إقليم دارفور بين عامي 2003 و2023. وعلى مدى عامين ونيّف، شهدت البلاد ارتفاع عدد هؤلاء اللاجئين إلى أكثر من 1.2 مليون شخص، وهو ما يتجاوز بكثير العدد الذي استقبلته البلاد خلال العقدين السابقين، ويشكل ضغطاً تصعب التعامل معه من حيث قدرة تشاد على الاستجابة.
بدأ التدفق الأخير إلى تشاد في أواخر أبريل 2025، وذلك في أعقاب الهجمات العنيفة التي شنتها الجماعات المسلحة في شمال دارفور في مطلع الشهر نفسه. وأسفرت تلك الهجمات على مخيمات النازحين، بما في ذلك مواقع الاستضافة في زمزم وأبو شوك ومدينة الفاشر، عن مقتل أكثر من 300 مدني ودفعت بعشرات الآلاف إلى البحث عن مكان آمن. وخلال مدة تربو على الشهر من الزمن، وصل 68,556 لاجئاً إلى مقاطعتي وادي فيرا وإنيدي إست في تشاد، حيث بلغ متوسط عدد من يعبرون الحدود يومياً 1,400 شخص في الأيام القليلة الماضية. يضطر هؤلاء المدنيون للفرار في حالة من الذعر، والكثيرون منهم يتنقلون وسط إطلاق النار، وعبر نقاط التفتيش المسلحة ويتعرضون للابتزاز والقيود المشددة التي تفرضها الجماعات المسلحة.
وقد أجرت فرق الحماية التابعة للمفوضية مقابلات مع 6,810 من اللاجئين الواصلين حديثاً منذ أواخر أبريل، وكشفت عن روايات مروّعة عن العنف والفقدان. وأبلغ عدد مذهل بلغ 72 بالمائة عن وقوع انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، بما في ذلك العنف الجسدي، والانتهاكات الجنسية، والاحتجاز التعسفي والتجنيد القسري، فيما قال 60 بالمائة منهم بأنهم قد انفصلوا عن أفراد أسرهم.
وإلى جانب حالة النزوح الطارئة، هناك أزمة هائلة تتكشف فصولها وتطال الأطفال.
وصلت نسبة الأطفال في سن الدراسة وأولئك المحرومين من الالتحاق بالمدارس حالياً إلى 66 بالمائة، وهناك 30 طفلاً وصلوا مصابين بجروح خطيرة.
ومن بين المتضررين، هناك الطفلة حواء البالغة من العمر سبع سنوات، والتي كانت قد فرّت إلى تشاد مع شقيقتها الكبرى بعد أن فقدت والدتها ووالدها وشقيقيها في قصفٍ على مخيم زمزم. وأثناء الهجوم، تعرّضت حواء لإصابات بالغة، واستلزم الأمر بتر إحدى ساقيها. قصتها ليست سوى واحدةٍ من بين قصصٍ لا حصر لها تعكس الخسائر الجسدية والنفسية المدمرة للحرب المستعرة على المدنيين في السودان. لقب باتت الحاجة ملحة لتوسيع نطاق توفير الرعاية الصحية ودعم الصحة النفسية لمعالجة المعاناة المباشرة، وإرساء أسس التعافي والمصالحة.
وعلى الرغم من الجهود التي يبذلها الشركاء في المجال الإنساني والسلطات المحلية، ما زالت الاستجابة لحالات الطوارئ تعاني من نقص خطير في التمويل. كما أن ظروف الإيواء مزرية بنفس القدر، حيث لم تُلبى سوى نسبة لا تتجاوز 14بالمائة من الاحتياجات الحالية، مما يترك عشرات الآلاف عرضةً لعوامل الطقس القاسية وانعدام الأمن. يحصل اللاجئون حالياً على 5 لترات فقط من المياه للشخص الواحد يومياً، أي أقل بكثير من المعيار الدولي الذي يتراوح بين 15 و20 لتراً للاحتياجات اليومية الأساسية. ويجبر هذا النقص الحاد العائلات على اتخاذ قرارات صعبةٍ تعرض صحتهم وكرامتهم للخطر. وبالإضافة إلى ذلك، ما زال نحو 290,000 لاجئ عالقين على الحدود، تحت رحمة العوامل الجوية وانعدام الأمن وخطر التعرض لمزيد من العنف.
كما تشدد المفوضية على الحاجة الملحة لإقرار المجتمع الدولي بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي يشهدها السودان، والعمل على القضاء عليها. فالعنف في مدينة الفاشر وما حولها، وانتشار نقاط التفتيش، والقيود التي تفرضها الجماعات المسلحة على التنقل، تجعل حركة المدنيين محفوفة بالمخاطر بشكل متزايد، وتؤدي لزيادة المخاطر التي يتعرض لها أولئك الذين ما زالوا يحاولون الفرار.
في إطار الاستجابة الإقليمية للاجئين في السودان، تسعى المفوضية وشركاؤها في تشاد بشكل عاجل للحصول على 553.7 مليون دولار أمريكي لتلبية الاحتياجات الإغاثية للاجئين الفارين من السودان إلى شرق تشاد، بما في ذلك توفير خدمات الحماية والمأوى والغذاء والمياه والصرف الصحي.
لقد اضطر أربعة ملايين شخص حتى الآن للفرار من السودان إلى الدول المجاورة منذ بداية الحرب، والتي دخلت عامها الثالث، وهو ما يمثل منعطفاً مأساوياً في أزمة النزوح الأكثر ضراوةً في العالم. وفي حال استمر النزاع، فسوف يواصل آلاف الأشخاص الآخرين الفرار، مما يعرض الاستقرار الإقليمي والعالمي للخطر.
تعتبر حالة الطوارئ في السودان أزمة إنسانيةٍ وأمانٍ وطفولةٍ. إنّ حياة ومستقبل الملايين من المدنيين الأبرياء، بمن فيهم الأطفال مثل حواء، على المحك. ومن دون زيادة كبيرة في التمويل، لا يمكن تقديم المساعدات الإغاثية بالحجم والسرعة المطلوبَين.
الوسومأزمة إنسانية الأطفال السودانيين في تشاد المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حالة الطوارئ الإنسانية