فلسطينيون أفرج عنهم جيش الاحتلال: تعرضنا للتنكيل ولظروف احتجاز مروعة
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
غزة- قال معتقلون فلسطينيون أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عنهم، إنهم تعرضوا للتنكيل، ولظروف احتجاز مُروّعة.
وقالت هيئة المعابر الفلسطينية في غزة (تتبع لحكومة غزة) إن جيش الاحتلال أفرج الثلاثاء، عن 110 فلسطينيين كان قد اعتقلهم خلال حربه على غزة التي بدأت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وبحسب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، ومقره جنيف، فإن لا يوجد إحصاء دقيق لعدد المعتقلين من غزة حتى الآن نظرا لسياسة الإخفاء القسري التي تنتهجها إسرائيل.
جردوني من ملابسي وقيدوني بالحديد
روى زياد عليوة البالغ من العمر 62 عاما، والذي أفرجت سلطات الاحتلال عنه -اليوم الثلاثاء 9 يناير 2024- أنه تعرض للتعذيب من قبل جيش الاحتلال رغم كِبر سنه.
وقال عليوة للجزيرة نت خلال وجوده في مركز إيواء يتبع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة إنه اعتقل يوم 18 نوفمبر خلال اجتيازه الحاجز الفاصل بين شمالي القطاع وجنوبه.
وكان الجيش قد أمر سكان شمال قطاع غزة بمغادرته إلى الجنوب، وأقام حاجزا جنوب مدينة غزة، وأجبر العائلات النازحة على المرور عبره.
وأضاف عليوة "لدى عبوري الحاجز، نادى عليّ جندي واحتجزني وطلب مني خلع ملابسي كاملة وقيّد يدي بالقيود الحديدية، وسحبني إلى منطقة بها شوك وهو ما أدى إل تمزيق قدمي، وما زلت حتى الآن أعاني منها".
وتابع الأسير المحرر"جمعوني مع معتقلين آخرين، وتعرضنا للضرب الشديد، والشتائم البذيئة، وكلما كنا نصرخ يزيد الضرب"، مشيرا إلى رفض الجنود السماح لهم بقضاء الحاجة.
وبعد 14 يوما تم نقل عليوة للتحقيق مع المخابرات الإسرائيلية، مضيفا "سألوني حول المكان الذي كنت فيه يوم 7 أكتوبر، الذي شهد هجوم طوفان الأقصى، وماذا أعرف عن حركة حماس و"المخطوفين"الإسرائيليين في غزة".
كما سأل ضابط التحقيق عليوة عن مكان وجود الأنفاق التي حفرتها المقاومة الفلسطينية في منطقته وعن الأشخاص المنتمين لحركة حماس.
وتابع "كلما كنت أقول له: لا أعرف، كانوا يضربوننا بشدة".
ولاحقا، تم نقل عليوة إلى سجن النقب، ووُضع مع 14 معتقلا في غرفة تبلغ مساحتها حوالي 20 مترا مربعا، بمرحاض تصله المياه لمدة ساعة واحدة في اليوم. ويضيف "كنّا ننتظر وصول الماء لتنظيف القاذورات من الحمام".
وذكر أنهم لم يغيروا ملابسهم، بما فيها الداخلية، مطلقا منذ يوم اعتقالهم قبل 53 يوما، كما لم يتم السماح لهم بالاستحمام، أو تزويدهم بأي نوع من الصابون أو المنظفات.
أما بخصوص الطعام، فيقول "كانوا يحضرون لنا وجبة واحدة في اليوم فقط، في المساء، وهي عبارة عن بيضة و4 شرائح خبز صغيرة وطبق صغير من الأرز، ولم يكن هناك فطور، وإذا كان هناك فطور كان عبارة عن نصف كوب من اللبن الزبادي".
وبعد 25 يوما نقل عليوة إلى غرف من الخيام، موضحا أنها كانت باردة دون توفر أغطية كافية. ويتابع "عانينا من البرد وأعطونا بطانية واحدة رقيقة، وكانوا يرفضون إحضار بطانيات إضافية رغم البرد".
ورغم كِبر سنه ومعاناته من جروح في قدميه، لم يتم عرض عليوة على الطبيب، حسبما يقول. وكشف أن أحد المعتقلين من عائلة "كلاّب" ويبلغ من العمر حوالي 75 عاما، توفي داخل السجن، وكان يعاني أمراضا عديدة وغير قادر على قضاء حاجته بنفسه.
وأضاف أن الاحتلال نكّل بالمعتقلين كونهم صرخوا "الله أكبر" بعد اكتشافهم وفاته، موضحا أنه رفض السماح لهم بإقامة صلاة الجنازة عليه.
وقبيل الإفراج عنه بيومين، كشف عليوة أن جنود الاحتلال أخذوه إلى منطقة في صحراء النقب، وتم التنكيل بهم بطريقة قاسية، حيث تم ضربهم ودُفعوا أرضا على وجوههم. وأضاف "أحضر الجنود أطفالا إسرائيليين يشتمونا، ويصوروننا، ويستهزؤون بنا".
واستمر المعتقلون، على هذا الوضع نحو 6 ساعات كاملة، دون السماح لهم برفع رؤوسهم عن الأرض، موضحا أن القيود نكأت جراح قدميه القديمة وتسببت بسيلان الدم منهما.
وفي السياق ذاته يقول محمد طشطاش إنه اعتقل من منطقة مشروع بيت لاهيا من منزله، واستمر اعتقاله حوالي شهر.
ويضيف للجزيرة نت "تم تعذيبنا واستخدام أساليب استفزازية، وتعرضنا للضرب والشتائم وتم تعريتنا ونشر صورنا على الإنترنت".
وفي رحلة عودتهم إلى غزة، يوضح عليوة أن جيش الاحتلال سرق أموالهم وهواتفهم وملابسهم، وبطاقات الهوية الشخصية الخاصة بهم.
من جانبه، يقول المعتقل السابق حسام عودة، من حي الزيتون شرقي مدينة غزة، إنه تم اعتقاله يوم 4 ديسمبر/كانون الأول الماضي، واستمر اعتقاله لمدة 25 يوما.
ويضيف للجزيرة نت إنهم اعتقلوا من منازلهم، وأخبرهم الجيش أنه سوف ينقلهم إلى منطقة آمنة، لكنه أخذهم إلى السجن. مشيرا إلى آثار القيود الحديدية التي ما زالت ظاهرة على يديه، ويقول "تعرضت للتعذيب الشديد، وهذه بعض آثاره".
وحول أساليب التعذيب يقول "كان هناك إجبار على البقاء في وضعية غير مريحة طوال النهار، وجلوس على الركب، والنوم ساعة واحدة فقط".
وأوضح حسام أن الجيش أحضر لهم الطعام والشراب بعد 3 أيام من الاعتقال، وكان عبارة عن وجبة واحدة في اليوم هي خبز وجبن.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يرتكب مجزرة في جباليا ويقصف خياما ومنازل بخان يونس
أفادت مصادر طبية للجزيرة بارتفاع حصيلة الشهداء جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منازل مأهولة جنوب وشمال قطاع غزة منذ منتصف الليلة الماضية إلى 65، بينهم 50 شهيدا في شمال القطاع.
وشن جيش الاحتلال، مساء الثلاثاء، هجوما مكثفا بالمدفعية والطيران الحربي، على عدة مناطق في شمال قطاع غزة، وذلك بعد دقائق من توجيهه إنذارا للفلسطينيين بإخلائها، تمهيدا لقصفها بدعوى استخدامها لإطلاق صواريخ.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أنذر قبل دقائق من بدء الهجوم، الفلسطينيين في بلدة جباليا، ومخيمها وأحياء تل الزعتر، والشيخ زايد، والنور، والسلام، والروضة، بمغادرة منازلهم فورا، واصفا الإجراء بأنه "إنذار مسبق وأخير قبل الهجوم".
واستهدفت سلسلة غارات وأحزمة نارية منازل المواطنين في مخيم جباليا وجباليا البلد وبيت لاهيا شمال القطاع، مما أدى إلى استشهاد 50 مواطنا، غالبيتهم من الأطفال والنساء.
وأفادت مصادر طبية بسقوط قتلى وجرحى، بعد استهداف من الطائرات الحربية الإسرائيلية منزلا قرب مسجد الفرقان في منطقة الفالوجا غرب مخيم جباليا.
وفي جنوب القطاع، أفاد مراسل الجزيرة بان قصفا مدفعيا استهدف المناطق الجنوبية والشرقية من مدينة خان يونس.
إعلانواستشهد فلسطيني وزوجته وطفلتاهما في قصف مسيرة للاحتلال على خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس.
كما استشهد عدد من المواطنين جراء استهداف الاحتلال منزلا لعائلة أبو أمونة في منطقة بلدة الفخاري جنوب شرق خان يونس.
وتفتقر غزة لمخيمات إيواء فعلية تضمن الحماية أو توفر الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية، وسط دمار واسع في البنية التحتية في القطاع.
وتواصل إسرائيل، بدعم أميركي، حرب الإبادة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، مخلّفة أكثر من 172 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، بحسب بيانات رسمية فلسطينية.