هل يظهر تنظيم الدولة من جديد بسوريا؟
تاريخ النشر: 3rd, July 2025 GMT
بعد التفجير الذي استهدف كنيسة مار إلياس في دمشق يوم 22 يونيو/حزيران الماضي وراح ضحيته أكثر من 25 مواطنا سوريا مسيحيا كشفت وزارة الداخلية السورية عن إلقاء القبضة على خلية تتبع لتنظيم الدولة الإسلامية متورطة في الهجوم يرأسها عبد الإله الجميلي الذي ينحدر من منطقة الحجر الأسود بريف دمشق، ويعرف بأنه والي الصحراء لدى التنظيم.
وأعلنت الوزارة خلال مؤتمر صحفي أن الخلية كانت تخطط لهجوم ثان يستهدف مقام السيدة زينب في ريف دمشق، لكن تم إلقاء القبض على الانتحاري قبل التنفيذ، مما أعطى انطباعا بأن تنظيم الدولة لديه توجه لتنفيذ المزيد من العمليات في سوريا خلال الفترة المقبلة، وبالتالي قد لا يقتصر الأمر على تفجير الكنيسة، خاصة أنه سبقه هجوم على قوات حكومية في محافظتي حمص والسويداء.
انتقال التنظيموأفادت مصادر أمنية سورية للجزيرة نت بأن خلايا تنظيم الدولة اتخذت منذ مطلع العام الحالي قرارا بالانتقال من البادية السورية والانتشار في عموما المحافظات، خاصة في أرياف دير الزور وحمص وحلب ودمشق، لأنها وجدت في الفراغ الأمني الذي تعمل الحكومة السورية الحالية على ملئه فرصة من أجل تحسين وضعها في سوريا.
ويتيح هذا الانتشار في المدن لخلايا التنظيم ميزات عديدة، أهمها الابتعاد عن نطاق عمليات التحالف الدولي التي تركز بشكل رئيسي على البادية السورية، حيث يدعم الفرقة 80 في الجيش السوري التي تقوم بعمليات تمشيط مستمرة.
إضافة إلى أن الاقتراب أكثر من المناطق المأهولة يتيح عمليات الحشد والتعبئة، خاصة في ظل وجود شرائح شبابية باتت تعبر عن سخطها تجاه الحكومة السورية بسبب ما تصفه بالتساهل في ملاحقة فلول النظام السابق، وقد خرجت في يونيو/حزيران الماضي مظاهرات عدة في مدينة حماة تعبر عن غضبها من نهج الحكومة.
نشاط التنظيم ينطلق من سجون قسدتضمّن إعلان وزارة الداخلية السورية القبض على الخلية التي نفذت تفجير مار إلياس تأكيدا بأن الخلية قدمت من مخيم الهول في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، والذي يضم المئات من عناصر انتسبوا سابقا إلى تنظيم الدولة مع عوائلهم.
إعلانويخضع مخيم الهول لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تصر حتى اللحظة على الاحتفاظ بالسيطرة عليه رغم إبرام اتفاق أولي مع الحكومة السورية مطلع يونيو/حزيران 2025 بإشراف من قوات التحالف الدولي، ويتضمن نقل السيطرة على المخيم إلى الحكومة.
وهذه ليست المرة الأولى التي تقبض فيها قوى الأمن السوري على خلايا لتنظيم الدولة قادمة من شمال شرق سوريا، فقد أشارت تسريبات صادرة عن وزارة الداخلية السورية إلى أن الخلية التي تم إلقاء القبض عليها في مدينة حلب في مايو/أيار الفائت أيضا قدمت من مناطق شمال شرق سوريا.
ومنذ مارس/آذار الماضي تشهد الحدود العراقية السورية استنفارا أمنيا نظرا للقلق العراقي من تسلل عناصر لتنظيم الدولة من مناطق شمال شرق سوريا مستفيدين من الفراغ الأمني.
ويبدو أن هذا ما يدفع الحكومة العراقية إلى الحرص على تطوير التنسيق الأمني مع دمشق، لذا أرسلت بغداد خلال الفترة الماضية شخصيات عدة إلى سوريا، أولها رئيس المخابرات حميد الشطري، ثم عزت الشابندر الذي تم تعيينه مبعوثا إلى سوريا.
كما تستمر مساعي العراق منذ مطلع عام 2025 لاستعادة مواطنيه المحتجزين في مخيم الهول المخصص لاعتقال عناصر تنظيم الدولة، وتشير التقديرات الرسمية العراقية إلى أن عدد المحتجزين العراقيين في المخيم يبلغ أكثر من 15 ألفا.
وبعيد سقوط بشار الأسد وتوالي التسريبات عن رغبة إدارة ترامب الأميركية بالانسحاب من سوريا حذرت "قسد" على لسان قائدها مظلوم عبدي بشكل صريح من عودة تنظيم الدولة، وهذا ما دفع ربما التحالف الدولي إلى رعاية تفاهم لنقل سيطرة السجون التي يُحتجز فيها عناصر سابقون من تنظيم الدولة إلى الحكومة السورية.
وكشفت مقابلات أجراها باحثون مع عناصر من تنظيم الدولة كانوا موقوفين سابقا في سجون قسد عن وجود تنسيق بين من هم داخل السجون وخارجها من الخلايا، حيث استعرض الباحث صبحي فرنجية نتائج هذه المقابلات في تحقيق نشره ضمن صحيفة المجلة التي أشارت إلى استغلال عناصر التنظيم فترة استقرارهم الطويلة في السجون الخاضعة لقسد لإجراء مراجعات على طريقة عملهم السابقة والتخطيط للمستقبل.
كما أفادت المقابلات بأن هدف تنظيم الدولة القادم هو الدولة السورية، لذا سيعمل على استقطاب العناصر المستاءة من انفتاح الحكومة السورية على الغرب، وأنه يعكف على وضع خطط لاختراق الدولة السورية.
وتفيد بعض الإحصائيات بأن "قسد" تدير قرابة 26 سجنا تحتجز فيها أكثر من 10 آلاف سجين، من بينهم جنسيات سورية وعراقية وعربية وأجنبية، ويتم احتجازهم ضمن ظروف سيئة تزيد حالة التطرف، ويتعرضون لتعذيب جسدي ونفسي.
كما أن بعض التقارير أشارت إلى وجود حالات فساد داخل السجن تتيح لعناصر التنظيم التواصل مع الخارج، إضافة إلى إمكانية تهريب بعض عناصره خارج السجون أيضا.
وبعد هجوم مار إلياس عادت الولايات المتحدة الأميركية إلى التأكيد على ضرورة أن تسيطر الحكومة السورية على مراكز احتجاز تنظيم الدولة.
إعلان توقعات لهجمات جديدةتتوقع العديد من المؤسسات البحثية السورية والدولية حصول هجمات جديدة بعد تفجيرات مار إلياس، وأنها لن تكون الأخيرة.
ورجحت دراسة صدرت عن مركز جسور للدراسات في أعقاب تنفيذ الهجوم على كنيسة مار إلياس حصول هجمات جديدة، واستندت الدراسة إلى ممارسات تنظيم الدولة سابقا في العراق، حيث نفذ 30 هجوما في يوم واحد عام 2012 طالت كنائس ودور عبادة.
ورأت الدراسة أن هدف التنظيم زعزعة حالة الاستقرار التي تسعى الحكومة السورية إلى إرسائها، وأنه يريد نسف كل الخطوات التي قامت بها في إطار الحفاظ على السلم الأهلي وضبط الأمن، وبالتالي دفع الفئات المجتمعية إلى الإحجام عن مشاركة السلطة في بناء الدولة بعد إفقادهم الثقة بها.
ومن الملاحظ أن التهديدات الرسمية التي صدرت ضمن صحيفة التنظيم أواخر مايو/أيار 2025 ضد الحكومة السورية تزامنت مع انخراط سوريا ضمن غرفة عمليات إقليمية تضم تركيا والأردن ولبنان والعراق، إضافة إلى التسريبات الأميركية التي تؤكد وجود تنسيق بين واشنطن والحكومة السورية لمنع تنظيم الدولة، مما قد يفسر زيادة حنق تنظيم الدولة على الحكومة ورغبته بضرب جهودها ومنعها من استكمال جهود تشكيل المؤسسات الأمنية التي ستستهدف منع عودة التنظيم.
"تبادل المعلومات لا يعكس تأييدًا كاملًا لهيئة تحرير الشام".. واشنطن بوست عن مسؤولين أمريكيين: نشارك الحكومة السورية الجديدة معلومات استخبارية بشأن تهديدات #تنظيم_الدولة pic.twitter.com/n1dhaDc4uc
— الجزيرة سوريا (@AJSyriaNowN) January 25, 2025
تحذيرات من مرحلة إعادة صياغة الإستراتيجيةحذرت مجموعة سايت إنتليجنس المتخصصة في الشؤون الأمنية ومراقبة نشاط المتطرفين من خطر قراءة تراجع نشاط تنظيم الدولة في سوريا على أنه علامة ضعف، بل رجحت أنه دخل في مرحلة إعادة صياغة الإستراتيجية.
وبحسب بيانات المجموعة، فإن عمليات التنظيم خلال النصف الأول من عام 2025 بلغت ثلث عملياته فقط خلال الفترة ذاتها من العام الذي سبقه.
ونقلت المجموعة عن مسؤولين أمنيين تأكيدات أن تنظيم الدولة بدأ منذ سقوط الأسد أواخر عام 2024 بتنشيط خلايا نائمة تستخدم أسلحة مزودة بكاتم صوت وبعض المتفجرات، وتعكف حاليا على تحديد أهدافها، مع ترجيح أنها استولت على بعض الأسلحة التي كانت بحوزة قوات الأسد سابقا.
وتشكل التوترات الطائفية التي تحصل في سوريا من حين إلى آخر -على غرار أحداث الساحل التي حصلت في مارس/آذار من العام الجاري على خلفية هجوم لفلول النظام السابق على قوات حكومية- إضافة إلى المرونة التي تبديها الحكومة السورية تجاه مختلف المكونات عاملين مهمين من الممكن أن يساعدا تنظيم الدولة على التحرك من جديد في سوريا.
وقد سعى التنظيم إلى توظيف العاملين في خطاباته الجديدة التي استهدفت الحكومة السورية بشكل واضح واتهمتها بعدم تطبيق الشريعة.
بالمقابل، من المحتمل أن يصطدم تنظيم الدولة بعوائق في سياق محاولته تجديد نشاطه في سوريا، ومنها حالة الإنهاء التي أصابت المجتمع السوري، والرغبة الكبيرة التي تظهر في الأوساط السورية باستعادة الاستقرار والشروع في عملية إعادة البناء.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الحکومة السوریة تنظیم الدولة إضافة إلى مار إلیاس فی سوریا أکثر من
إقرأ أيضاً:
أحد مؤسسي تمرد في حور لـ صدى البلد: الحركة هي «عصا موسى» التي ابتلعت الإخوان.. ومدير مكتب «البلتاجى» هددني بالاغتيال
حسن شاهين:30 يونيو.. ثورة الإنقاذ التي أنقذت الدولة من التفككتمرد كانت ناقوس السقوط الذي دوّى من كل مئذنة وكنيسة22 مليون مصري وقّعوا استمارة تمرد.. والإخوان لا يعرفون إلا الإنكارالجيش والرئيس السيسي أنقذا الثورة من الاندثار.. والشعب لم ينسَ30 يونيو نقطة التحول نحو الجمهورية الجديدةالشباب الآن في قلب السلطة.. وتمكينهم أصبح سياسة دولةرسالتي للرئيس: “إنك اليوم لدينا مكين أمين”
في ذكرى مرور أكثر من عقد على 30 يونيو، يعود الحديث مجددًا عن أحد أبرز الوجوه التي ارتبطت بالحراك في تلك المرحلة، حسن شاهين، أحد مؤسسي حملة "تمرد" والمتحدث الرسمي السابق باسمها، والذي كان شاهدًا وشريكًا في لحظة فارقة من تاريخ مصر الحديث.
في هذا الحوار الخاص، يكشف شاهين تفاصيل ما قبل 30 يونيو، وكواليس إطلاق "تمرد" وتحدياتها، ويتحدث عن التهديدات التي تلقاها بسبب موقفه من جماعة الإخوان، مؤكدا أن ما بعد 30 يونيو لم يكن فقط مرحلة انتقال سياسي، بل بداية لتأسيس دور جديد للدولة والمجتمع.
وإلى نص الحوار:
بعد مرور أكثر من عقد.. كيف تُقيّم اليوم ما حققته 30 يونيو من أهداف؟
كفي بـ 30 يونيو "ثورة الإنقاذ" إنها أطاحت بالجماعة الإرهابية وأنقذت الدولة من مخاطر التفكك في ظل سياسة استقطاب نفذتها جماعة الإخوان الإرهابية خلال فترة حكمهم، فضلا عن محاولاتهم لمحو الهوية الثقافية والحضارية لمصر.
30 يونيو كانت البداية لتدشين مرحلة مفصلية في تاريخ مصر، نقلت مصر من مرحلة الضياع والتفكك، إلى مرحلة البناء والتنمية، كما رفعت تلك الثورة شعار العمل للحفاظ على الدولة الوطنية وتثبيت أركانها ومؤسساتها المختلفة، فضلا عن أنها كانت السبيل لاستعادة مصر مكانتها الإقليمية والدولية.
ثورة 30 يونيو نقطة التحول التي دونها المصريون في سجلات الكرامة والعزة والشرف، سطروا بأحرف من نور في كتب التاريخ أنهم شعب لا يعرف المستحيل، انتفاضه المصريون فى 30 يونيو 2013 كانت لإعادة البلاد إلى المسار الصحيح.
30 يونيو رسمت مسارا جديدا للعمل الوطني المصري الخالص، لتنطلق مسيرة البناء والتنمية الحديثة على كافة الأصعدة والمستويات، استنادا إلى دعائم قوية وأسس متينة تتمثل في حالة التلاحم الشعبي والاصطفاف الوطني خلف القيادة المصرية لمجابهة كافة التحديات.
استطاع المصريون من خلالها أن يحفظوا وحدة وأمن بلادهم من مخططات خارجية كانت تستهدف بالأساس تقسيم مصر والتفريط في أراضيها.
علاوة على أن ثورة 30 يونيو كانت بداية الطريق نحو الجمهورية الجديدة، حيث شهدت فترة ما بعد الثورة تطهيرا لأرض مصر من الإرهابيين، إلى جانب خوض معركة التنمية والتعمير في كافة ربوع الوطن.
ثورة 30 يونيو نجحت في عودة الوحدة الوطنية بين المصريين بعد محاولات يائسة من قبل جماعة الإخوان الارهابية في خلق مجتمع قائم على أساس الاستقطاب والفرقة، و وقفت حائط صد أمام مخططات تستهدف التفريط في أرض مصر، حيث أجهضت تلك الثورة مخطط الجماعة الإرهابية في منح أجزاء من الأراضي المصرية لأطراف أخرى، وبقيت أرض مصر متماسكة وحرة أبية مستعصية على أي خائن.
ما ذكرياتك عن تأسيس تمرد.. وصف لنا ما وراءها؟تمرد.. هى عصا موسي، إذا هي تلقف ما يأفكون، تمرد ابتلعت الجماعة الارهابية.
أردد دائماً مقولتي .. لم أغيرها، تمرد كانت ناقوس السقوط الذى دوَّى من كل مئذنة وكنيسة وساحة، فوقع الحق و بطل ما كانوا يعملون.
حملة "تمرد" كان هدفها الأساسى سحب الثقة من الرئيس الطائفى والدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة، جاءتنى فكرة جمع التوقيعات ضد الجماعة الإرهابية، لإثبات أن الأغلبية فى الشارع المصرى ضد إسقاط الهوية المصرية، وضد الإرهاب بكل صوره، وقررت أن تكون الحملة تحت شعار "تمرد".. اعترض، صوت المصريين حر ومستجاب وقتما أرادوا.. فعلوا.
وبالفعل لاقت فكرتى استحسان عدد من الزملاء، وعليه ألقيت البيان التأسيسى لتمرد عام ٢٠١٣ فى ٢٨ من أبريل، وكنت المتحدث باسمها حتى نهاية الحكم الطائفى فى مصر، تمكنت الحملة من جمع ٢٢ مليون و ١٣٤ ألف و ٥٤ توقيع مقابل 13 مليوناً و347 ألفاً و380 صوتاً جاءت بالإرهابى مرسى على كرسى أكبر منه ومن جماعته، و عندما دعونا المصريين إلى النزول و المشاركة فى ثورة 30 يونيو لحماية بلدهم، شارك 30 مليون مصري فى الثورة المصرية الضرورية لإنقاذ مصر من مخطط الفوضى فى الشرق الأوسط.
كانت "تمرد" وقتها صوت الشعب المصرى والتف حولها كل القوى السياسية ونصرها الله لصدق غرضها، وحفظها من الاندثار الرئيس عبدالفتاح السيسى والجيش المصرى كله عندما أيدوا مُراد الشباب الثورى الحر و رغبةً المصريين فى الحفاظ على بلدهم الغالية مصر.
الإخوان حاولوا الترويج أن حركة تمرد كانت مجرد أداة مرحلية.. كيف ترد على من يشككون في استقلاليتها ويقولون إنها صُنعت لخدمة قوى معينة؟
زوراً و بهتاناً.. تمرد بريئة براءة الذئب من دم ابن يعقوب.. كلام الإخوان لا يعول عليه.
وقع على استمارة تمرد ٢٢ مليون و١٣٤ ألف و٥٤ مصري، ونزل ٣٠ مليون مصري الشارع يحملون لافتات عليها "ارحل يا مرسي انت و جماعتك" هل يعقل القوى المعينة اللي بيدعوا وجودها تكون دفعت ليا و لزملائي اللي شاركوني فى تمرد و لـ ٣٠ مليون مصري !!! من اجل التظاهر السلمي و المطالبة بحقنا في بلدنا.. "اغبياء حتي فى تأليف السيناريوهات اللي المفروض تخدمهم"
مسألة التهديد بالاغتيال يتحدث عنها مؤسسي تمرد جميعا.. هل حدث ذلك معك بشكل مباشر؟.. وما الآلية؟
جماعة الاخوان.. هى الجذر الفكرى للإرهاب، جماعة دموية لها تاريخ كبير من الاغتيالات لكل من عارضهم و تصدي لهم على مر التاريخ.
تعرضت لمحاولات اغتيال اكثر من مره علي يد الإخوان، علاوة عن مؤامرات فاشلة من صبيان الجماعة و ملاحقتهم ليا وقتها عند بيتي و مكان الشغل و مقررات تمرد.
لكن ابرز محاولتين للأغتيال.. كان من مدير مكتب الارهابي محمد البلتاجي، بعد مؤتمر لحملة تمرد في احدي المحافظات، وقتها كنت أعلنت ان عدد التوقيعات التي وصلت لها الحملة تجاوزت الـ 15 مليون توقيع و عليه يكون عدد مؤيدين و داعمين تمرد و عزل مرسي تجاوزت الـ 13مليون صوت الذي حصل عليهم الرئيس الاخواني مرسي خلال الانتخابات الرئاسية و بعد هذا المؤتمر، تواصل معي مدير مكتب محمد البلتاجي و ابلغني رسالة مضمونها "اخاف علي نفسي و أسرتي إذا استمرّت حركة تمرد" وحصل مشادة بينا و بلغته اني مكمل حتي رحيل الجماعة من الحكم و إلقائهم في السجون، ردد وقتها "انت اللي طلبت الموت" و بالفعل في نفس اليوم وانا في احدي مقرات تمرد، تم احراق المقر وانا فيه و فكره اني أنجو وقتها كانت صعبة، لان الحريق كان كبير و ضخم، لكن إرادة الله تمت و أحبطت محاولتهم.
ووقتها حررت محضر و اتهمت فيه محمد البلتاجي و مكتب الإرشاد بالكامل بمحاولة اغتيالي.
والمرة الاخري .. كان يسبقها ايضاً تهديد و عقبها محاولة صدمي بعربية.
في النهاية العمليات الارهابية جزء لا يتجزء من جماعة الشرور الإخوانية، ليس بجديد عليهم.
كيف تنظرون اليوم إلى المشهد السياسي في مصر؟ وكيف ترون دور الشباب الذي نزل في ٣٠ يونيو اليوم؟
شهدت الدولة المصرية خلال العقد الأخير، طفرة غير مسبوقة في ملف الشباب، فمنذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي مقاليد الحكم في البلاد، حققت الدولة إنجازات ملموسة وواضحة للشباب، وهو ما تجسد في تقليد الكوادر الشبابية العديد من المناصب القيادية والتنفيذية، ووصول الشباب إلى مراكز صنع القرار، وأن يكون لهم دور محوري في المشاركة في العديد من الأحداث.
بالفعل تم تمكين الشباب وإعداد جيل جديد من القيادات الشابة، وتبلورت إرادة الرئيس السيسي في البرنامج الرئاسي، عبر مجموعة من الدورات ومؤتمرات الشباب الدورية التي توجهت بمنتدى شباب العالم وإنشاء الأكاديمية الوطنية للشباب، بالإضافة إلى إصداره قرارا بتعيين 4 مساعدين و4 معاونين لكل وزير من الشباب.
الدولة المصرية تسير وفقاً لسياسة التأهيل قبل التمكين بإطلاقها البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة عام 2015، واعلانها عن الأكاديمية الوطنية لتأهيل الشباب، وكانت بداية خطة الدولة لتمكين الشباب مع إعلان الرئيس السيسي أن عام 2016 عام للشباب وعلى مستوى الجهاز الإداري كانت خطة التدريب والتمكين في كافة أجهزة الدولة من خلال محور التدريب وبناء القدرات باعتباره المحور الأهم في خطط الإصلاح وبرنامج عمل الحكومة، إلى جانب دعم المشاركة الحزبية للشباب بإطلاق تنسيقية شباب الأحزاب و السياسيين والإعلان عن اتحاد شباب الجمهورية الجديدة.
ومن مكاسب الشباب ايضاً ان قاعدة المشاركة الشبابية فى الأجهزة التنفيذية والتشريعية للدولة قد توسعت، من خلال وجود أسماء من الشباب في حركة نواب المحافظين.
فاستحوذ الشباب على 25 حقيبة من بين 39 قيادة تم اختيارهم في حركة المحافظين عام 2019 من بينهم 23 نائبا للمحافظ ومحافظين من الفئة العمرية الشابة ويُعد برلمان 2021 ترجمة حقيقية لتمكين الشباب والمرأة، لأن هناك قفزة ضخمة فى تمثيل المرأة والشباب بما يقارب 50% من تركيبة المجلس الجديد، مقابل 20% فى 2015 وغياب شبه كامل عن كل المجالس السابقة، و مازالت انتظر من الرئيس عبدالفتاح السيسي المزيد و المزيد من الخطوات الواسعة فى ملف الشباب و المرأة و ذوى الهمم.
من حين لآخر تطرح فكرة المصالحة من البعض.. كيف ترى ذلك بصفتك في طليعة الثائرين على حكم الإخوان؟
مستحيل أن يحدث ذلك، من لزوميات اللعبة فى السياسة ان يكون لك عدو ظاهر و عدو خفي، و عادتاً خطر العدو الخفى اشد وطأة من العدو الظاهر، و الأخوان على مر التاريخ لعبوا مع مصر دور العدوين معاً، و حالياً يؤدون دور العدو الخفي، لكن احب أقولهم من على لسان الخال عبدالرحمن الأبنودى.. مصر عارفة وشايفة وبتصبر، لكنها في خطفة زمن تعبر، وتسترد الاسم والعناوين.
جماعة الأخوان الارهابية بالفعل متورطة فى سلسلة من الجرائم و الأنشطة الارهابية التي استهدفت زعزعة استقرار الأمن و نشر الفوضي داخل الدولة المصرية.
بالإضافة إلى أنهم لم يتعظوا من درس 30 يونيو، و مازالت الجماعة إلى الآن تواصل ممارستها الاجرامية و التخريبية ضد الوطن و مؤسساته.
جماعة الاخوان الارهابية هى العدو الأول للأمن القومي المصري، وقد أثبتت الأحداث أنهم لا يؤمنون بالدولة و لا بالمواطنة، يعملون لصالح أجندات خارجية تهدف إلى تفكيك مصر و اضعافها.
ما رسالتك للرئيس السيسي والجيش ؟
الرئيس عبدالفتاح السيسي و الجيش المصري هم من حافظوا على ثورة 30يونيو من الاندثار عندما أيدوا مُراد الشباب الثورى الحر ورغبةً المصريين فى الحفاظ على بلدهم الغالية مصر.
الرئيس عبدالفتاح السيسي لم يسع إلى منصب رئيس الجمهورية، تولى حكم مصر فى وقت عصيب، و مع ذلك لم يتردد فى اتخاذ أصعب القرارات بهدف حماية و تأمين و تنمية الدولة المصرية فى ظروف استثنائية شديدة الخطورة، و لصدق غرضه و شرف و نبل أهدافه تشعر طول الوقت بتأييد الله له فى كل خطواته.
كل ما أود قوله لرئيس عبدالفتاح السيسي، أن أنا حسن شاهين و الشعب المصري مازلنا إلى الآن نردد لك إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ.
ما الرسالة التي تحملها الأحداث الإقليمية والصراعات الحالية لمصر؟
مصر استطاعت بعد ثورة 30 يونيو أن تتبوأ مكانتها الإقليمية والدولية المناسبة والملائمة لها، وهو ما ظهر جلياً في الحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة، حيث اتجهت كافة الانظار الى مصر باعتبارها قوة لا يمكن الاستغناء عنها لتحقيق السلام والاستقرار بمنطقة الشرق الاوسط، رغم كل التحديات الداخلية و الخارجية مصر تظهر دوراً إقليمياً نشطاً ولا يمكن لجاحد ان ينكر ذلك.