“تلغراف”: تزايد الجوع في غزة يحول الأطفال إلى هياكل عظمية
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
الجديد برس:
تحدثت صحيفة “تلغراف” البريطانية، عن تزايد الجوع في غزة، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي والحصار على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023.
وذكر التقرير، أن الجوع “يحول الأطفال في غزة إلى هياكل عظمية”. ومع ارتفاع معدلات سوء التغذية، يخشى الخبراء من أن يتعرض جيل كامل لخطر “تأخر النمو”، وفق الصحيفة.
كذلك، ذكر التقرير أن الأطفال يبحثون مثلاً عن “الباذنجان” في الحقول المهجورة، وقد قضى الكثيرون أياماً من دون طعام. ولم يأكل آخرون أكثر من نصف قطعة خبز أو علبة من الفاصوليا، تقاسموها مع العديد من أفراد أسرهم.
وفي الأيام التي تصل فيها شاحنات المساعدات إلى المخيمات المترامية الأطراف، التي تشكلت في جنوب غزة، “يمكن رؤية نفس الأطفال وهم يتدافعون بين الحشود، وهم يحملون الدِلاء في أيديهم، ويطلبون الطعام”.
ولفتت الصحيفة، إلى أن هذا هو الواقع الجديد للحياة في غزة، حيث يدفع “انعدام الأمن الغذائي الخانق مئات الآلاف من الناس إلى سوء التغذية”، ويخشى الكثيرون أن تكون المنطقة “على شفا مجاعة”، يمكن أن تؤدي عواقبها إلى مقتل عدد أكبر من الناس مقارنةً بالقنابل، وفق تقرير الصحيفة.
ونقل التقرير عن العاملين في المجال الإنساني على الأرض في غزة، عن أن العديد منهم يقضون بانتظام ما يصل إلى ثلاثة أيام من دون تناول الطعام.
وأشار التقرير إلى أن الأطفال الصغار والرضع، “هم الأكثر عرضةً للخطر”، لأنهم يعتمدون بشكل خاص على الغذاء لتغذية نموهم البدني والعقلي الناشئ.
وتشير الأبحاث إلى أنه من دون إمدادات كافية من الطاقة، في أول 1000 يوم من حياة الطفل، يمكن أن يضعف نمو الطفل، مما يتسبب في أضرار جسدية ومعرفية لا رجعة فيها تُعرف باسم “تأخر النمو”.
ويختم التقرير في صحيفة “تلغراف”، محذراً من أنه مع وجود أكثر من 135 ألف طفل دون سن الثانية في قطاع غزة، يخشى الخبراء أن يكون جيل كامل الآن معرضاً لخطر هذه الحالة.
وقبل أيام كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن سكان قطاع غزة يعانون من انعدام الغذاء أو الماء، وكذلك من عدم توفر الصرف الصحي، مع استمرار العدوان والحصار الإسرائيليين، مشيرةً إلى أن الأزمة الإنسانية تفاقمت منذ انتهاء الهدنة المؤقتة، وبسبب إجبار الاحتلال السكان على إخلاء بعض المناطق.
كما توقعت صحيفة “لوموند” الفرنسية، بدورها، أن يصبح نحو نصف سكان غزة في مرحلة “الخطر”، التي تشير إلى زيادة سوء التغذية الحاد وارتفاع معدل الوفيات بحلول 7 فبراير المقبل.
المصدر: الجديد برس
إقرأ أيضاً:
إلغاء تفويضات العراق 1991-2002: ثمرة نهج هادئ يحول العراق من ملف أمني إلى شريك استراتيجي
12 دجنبر، 2025
بغداد/المسلة: أعلان الكونغرس الأمريكي، في خطوة تاريخية، إلغاء التفويضات العسكرية للحرب في العراق، لم يكن مجرد إجراء برلماني روتيني، بل انعكاساً مباشراً لتحول جذري في ديناميكيات العلاقات الخارجية العراقية، حيث برز نهج دبلوماسي في السنتين الاخيرتين، يعيد رسم ملامح بغداد على الخارطة الدولية بألوان أكثر هدوءاً وثقة.
وشكّل هذا النهج، في حقبة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، نموذجاً لإدارة التوترات الإقليمية بعيداً عن صخب التصريحات الحادة، إذ اعتمد على توازن دقيق بين المصالح الوطنية والشراكات الدولية، مما أعاد بناء جسور انهارها عقود من النزاعات والعقوبات، ودفع اللاعبين الدوليين إلى إعادة تقييم صورة العراق كدولة ناشئة من رماد الحروب.
من جانب آخر، أدت حوارات الحكومة الهادئة، التي ركزت على قضايا الاستقرار الاقتصادي والأمني، إلى ترسيخ قناعة عالمية بأن بغداد لم تعد مجرد ملف أمني مشحون، بل شريكاً مسؤولاً يساهم في تهدئة التوترات الإقليمية، خاصة في ظل التحديات المستمرة مع الجماعات المسلحة والضغوط الخارجية، حيث أصبحت الزيارات الدبلوماسية المحسوبة أداة لتعزيز الثقة المتبادلة مع واشنطن وجيرانها.
وقال تحليل ان إلغاء التفويضات الأمريكية لعامي 1991 و2002، الذي مرر بأغلبية ساحقة في مجلس النواب بنتيجة 261 صوتاً مقابل 167، وانتظاراً للمصادقة النهائية في السناتور، يُعد أولى الثمار الملموسة لهذا النهج، إذ يعترف به كإشارة إلى نضج العراق السياسي، ويفتح صفحة جديدة تعتمد على الشراكة المتكافئة بدلاً من إرث الغزوات والاحتلال، مع الحفاظ على التعاون الأمني ضد التهديدات المشتركة مثل داعش.
أما في السياق الأوسع، فإن هذه الدبلوماسية الناعمة، التي تجمع بين الثبات الداخلي والانفتاح الخارجي، غيّرت مواقف داخل الكونغرس نفسه، حيث أقنعت حتى بعض الجمهوريين المحافظين بأن العراق اليوم يمثل عنصراً من استقرار الشرق الأوسط، لا مصدراً للقلق الأبدي، مما يعزز مكانة بغداد كوسيط إقليمي فعال في قضايا الطاقة والأمن.
و يظل التحدي في ترجمة هذا النجاح إلى استثمارات اقتصادية مستدامة وإصلاحات داخلية، ليصبح العراق نموذجاً للانتقال السلمي في منطقة مليئة بالتوترات، حيث يُظهر هذا الإنجاز كيف يمكن للصبر الدبلوماسي أن يحوّل الإرث المرير إلى فرصة للتعاون المستقبلي.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts