إسكوبار العصر الحديث.. مغردون يتوقعون سيطرة زعيم العصابة فيتو على الإكوادور
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
علق مغردون على هروب زعيم عصابة "لوس تشونيروس" الإكوادورية المقلب بـ"فيتو"، وقالوا إنه سيكون بابلو إسكوبار (بارون المخدرات الكولومبي) العصر الحديث، في حين قال آخرون إنه قد يستولي على الحكم في البلاد.
ويوصف فيتو بأنه أخطر سجين في البلاد، وقد هرب من السجن قبل يومين مما اضطر رئيس الإكوادور دانيال نوبوا إلى إعلان حالة الطوارئ ودخول البلاد في نزاع مسلح داخلي.
وكانت السلطات قد نقلت فيتو إلى سجن "لاروكا" شديد الحراسة بعد اغتيال مرشح رئاسي بعد أيام من تهديد فيتو له بالقتل. وقد تطلب نقله إلى السجن 4 آلاف عنصر مسلح.
لكن بقاء أخطر سجين في البلاد لم يدم طويلا في السجن الجديد لتتم إعادته مجددا إلى سجنه المفضل "واياكيل"، ليتم الإعلان عن اختفائه قبل يومين فقط.
وبدأت السلطات عملية بحث واسعة عن المجرم الهارب، كما قال مكتب المدعي العام إنه سيحقق في الهروب المزعوم لـ"فيتو".
وفرض الرئيس نوبوا حالة الطوارئ في البلاد لمدة 60 يوما، وأعلن دخول البلاد في نزاع مسلح داخلي، كما فرض حظر تجوّل ليليا، وصنّف مجموعات الجريمة المنظمة العابرة للحدود على أنها منظمات إرهابية وجهات فاعلة متحاربة.
وتجيز حالة الطوارئ للحكومة الاستعانة بالجيش لحفظ النظام العام في سائر أنحاء البلاد، بما في ذلك داخل السجون.
وعلى وقع هذه التطورات، شهدت 6 سجون أعمال تمرد أدت لسيطرة العصابات على بعضها واحتجاز حراسها كرهائن، ووصل الأمر إلى أنهم هددوا بإعدامهم.
ولم يقف الأمر عند السجون، فقد هاجمت إحدى العصابات مقر قناة عمومية في "واياكيل" خلال بث مباشر، وأجبرت الموظفين على الاستسلام.
لكن شرطة الإكوادور أعلنت في وقت لاحق إلقاء القبض على جميع المسلحين، وإجلاء الطاقم الإعلامي، وقالت إن جميع الموظفين والرهائن على قيد الحياة.
وعلق مغردون على هذه التطورات الدرامية في الإكوادور بشيء من السخرية، لكن آخرين أعربوا عن اعتقادهم بأن الأمور قد تصل إلى ما هو أبعد من هروب فيتو.
المعلم فيتو
وتعليقا على عملية الهروب، قال موسى، متهكما: "المعلم فيتو أكبر تاجر مخدرات في الإكوادور، وهم بينقلوه على سجن شديد الحراسة، قال لهم وربنا لزعلكوا، وبردو (أيضا) هرب وبينفذ اللي قاله حرفيا".
أما أبكالوس، فقال إن البلاد غرقت في الفوضى بعد هروب فيتو من السجن، معتبرا أن حربا حقيقية بدأت بين الحكومة والعصابات.
وانتقد زيكي تغاضي الحكومة عن فيتو حتى تمكن من تعزيز قوته، بالقول إن "عصابة اسمها لوس تشونيروس، وقائدها فيتو، أصبحت تنسّق مع عصابة أكبر شهرة في المكسيك اسمها كارتل سينالوا، واستفاد فيتو من هذا التحالف بزيادة نفوذه واستفحلت قوته في الإكوادور، فتم القبض عليه ووضعوه في السجن، لكن بعد فوات الأوان".
بابلو إسكوبار العصر الحديث
الرأي نفسه تقريبا ذهب إليه علي نادر بقوله: "في اعتقادي بعد اللي حصل في الأكوادور النهاردة، فيتو هيكون بابلو إسكوبار العصر الجديد".
وذهب غريب أيضا للحديث عن إمكانية محاولة فيتو للسيطرة على البلاد، قائلا: "هل ينجح رجل العصابات الأخطر في الإكوادور (فيتو) في الاستيلاء عليها؟".
وقال غريب "تعيش الإكوادور حالة فوضى منذ فرار فيتو قبل يومين رغم إعلان حالة الطوارئ، فيما يبدو أن الرجل يخطط للسيطرة على البلاد".
وكان فيتو مسجونا منذ عام 2011، تنفيذا لأحكام بالسجن تصل إلى 34 عاما بسبب ارتكابه جرائم مختلفة بما في ذلك تهريب المخدرات والقتل.
وتقول السلطات الرسمية في الإكوادور إن الاشتباكات بين العصابات داخل سجون البلاد تسببت في مقتل نحو 400 شخص منذ عام 2021، مشيرة إلى أن أكثر من 7800 جريمة قتل تم تسجيلها خلال العام الماضي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حالة الطوارئ فی الإکوادور فی البلاد
إقرأ أيضاً:
فيتو الرئيس.. ونائب المصادفة
لم يكن موقف الرئيس السيسى باستخدام حق الفيتو حدثا عابرا أو مجرد إجراء شكلى لمعالجة تجاوزات شابت العملية الانتخابية، بل كان تعبيرًا عن رؤية أعمق تهدف إلى تصحيح مسار العمل السياسى من جذوره.
هذه الرؤية بدأت من القوائم والترشيحات وتجاوزت حدود صناديق الاقتراع.. المعضلة الحقيقية لم تكمن يومًا فى آلية التصويت وحدها، بل ارتبطت بسلوكيات سبقت العملية الانتخابية، حيث اختلطت السياسة بالعلاقات الشخصية، وتحولت بعض الأحزاب من ساحات للعمل العام إلى دوائر مغلقة تسيطر عليها المجاملات، وتحسم فيها القرارات الهاتفية، بعيدا عن معايير الكفاءة أو الخبرة السياسية.
من هنا ظهر ما أُطلق عليه ظاهرة «نائب الباراشوت»، وهو النائب الذى لم يمر بمسيرة سياسية منظمة أو يعرف معنى التنظيم الحزبى وقواعده، لكنه وجد نفسه فجأة مرشحًا للبرلمان بسبب علاقات شخصية أو صلاته بأصحاب النفوذ داخل الحزب.
هذه الأنماط من الترشيحات لا تُهدر فقط حق الكفاءات الحزبية التى أفنت سنوات فى خدمة كياناتها السياسية، وإنما تفرغ التجربة البرلمانية من محتواها الحقيقى، كما أنها تجعل التمثيل النيابى مجرد إجراء خالٍ من التعبير عن تطلعات الشارع أو احتياجاته.
الأخطر من ذلك أن مثل هذه الممارسات توصل رسائل سلبية للقواعد الشبابية فى الأحزاب، بأن الجهد والاجتهاد لا يكافآن، وأن طريق البرلمان ليس عبر جهودهم وإيمانهم بقضايا الناس، بل من خلال العلاقات والمصالح.
فى هذا السياق، يعكس قرار الفيتو رسالة واضحة بأن الدولة لن تسمح بوجود برلمان يشكَّل بالمصادفة أو حياة سياسية تدار بالمحاباة، فالدولة التى تسعى إلى بناء مؤسسات قوية ومستقرة لا يمكن أن تقبل بأن تتحول الأحزاب إلى منصات للنفوذ الشخصى، ولا أن يُختزل العمل البرلمانى فى مقاعد تُمنح كالهدايا بدلًا من أن تُكتسب بالاستحقاق والجدارة.
هذا القرار أضاف شعورا بالثقة لدى المواطنين تجاه إدارة الدولة للمشهد السياسى.. وجود الرئيس فى صلب هذه القرارات يمنح طمأنينة بأن الأمور تدار بحكمة وروية، وأن القرارات تدرس بعناية شديدة لضمان المصلحة العامة.
ثقة الشعب فى هذه الإدارة لم تأتِ عبثًا، بل بنيت على مواقف أثبتت حيادية الدولة ووقوفها على مسافة واحدة من الجميع، دون حماية لأى خطأ مهما كان مصدره، ولكن يبقى التحدى الأكبر أمام الأحزاب السياسية التى يجب أن تعيد النظر فى سياساتها وآلياتها الداخلية لتفتح المجال أمام كوادرها الحقيقية.
الخيار الآن واضح: إما أن تتحمل الأحزاب مسئوليتها الوطنية وتعزز مصداقيتها بترشيح الأفضل والأكفأ، أو تستمر فى إنتاج أزمات تهدد وجودها وتأثيرها.
تصحيح واقعنا السياسى يبدأ بالالتزام بقواعد اللعبة السياسية واعتماد التمثيل النيابى كمسئولية وطنية حقيقية وليس مجرد تشريف رمزى. وهذا هو صلب التدخل الذى تقوم به الدولة لتصويب المسار وحماية الوطن من عواقب لا يحتملها مستقبله السياسى والاجتماعى.
سيدى الرئيس.. مطمئنون لوجودك ومطمئنون لعدلك وأمانتك، ونعلم جيدا أن سيادتكم لا تمرر أى أمر إلا بدراسة وتمنح الحقوق لأصحابها لذا فإنكم أملنا وملاذنا الأول والأخير.
[email protected]