تداعيات موازنة الحرب.. بنك إسرائيل يحذر نتنياهو من سنوات ضائعة
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
وجّه محافظ بنك إسرائيل أمير يارون نداءً أخيرًا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قبل يوم من تصويت الحكومة على الموازنة المراجَعة لسنة 2024، داعيًا إلى اتخاذ إجراءات مالية أكثر جرأة لدعم الحرب على قطاع غزة، وفق وكالة بلومبيرغ.
سنوات ضائعةوحث يارون، في رسالة بعث بها صباح اليوم إلى نتنياهو ووزير ماليته بتسلئيل سموتريتش، على إجراء تعديلات فورية على الموازنة لخفض النفقات وزيادة الإيرادات خلال السنتين المقبلتين، وفق بلومبيرغ التي أشارت إلى أن بعض الخطوات التي طرحها لا تحظى بشعبية كبيرة ومن غير المرجح في الوقت الحالي أن تتخذها الحكومة.
وقال يارون إن "القيام بنشاط قوي وحاسم، على الرغم من كل الصعوبات والتحديات التي ينطوي عليها الأمر، من شأنه تعزيز القوة الاقتصادية والمالية للاقتصاد الإسرائيلي وتجنب سنوات ضائعة"، وفق تعبيره.
وبحسب بلومبيرغ، يمثل نداء يارون -الذي عُين مؤخرًا لولاية ثانية مدتها 5 سنوات- أحدث دفع له في النقاش حول الاستجابة المالية المكلفة للحرب الدائرة منذ 3 أشهر في قطاع غزة، ويقدر البنك كلفتها بنحو 210 مليارات شيكل (56 مليار دولار).
ضغط الموازنةوأشار تحليل نشرته وزارة المالية مؤخرا إلى زيادة قدرها 48 مليار شيكل (12.84 مليار دولار) في نفقات 2024، مع تراجع قدره 35 مليار شيكل (9.36 مليارات دولار) في الإيرادات مقارنة بتوقعات ما قبل الحرب على القطاع المحاصر.
ومن المتوقع أن يتضخم العجز الإسرائيلي إلى 6% من الناتج المحلي الإجمالي إذا لم يتم إجراء تعديلات على موازنة هذه السنة التي تصل نفقاتها إلى 561 مليار شيكل (150.12 مليار دولار)، بحسب بلومبيرغ.
وقدرت الخطط المالية التي تم إقرارها في مايو/أيار الماضي أن موازنة 2024 ستكون أصغر من الحجم الحالي بنحو 10%.
ووفق بلومبيرغ، ينصب تركيز يارون في الرسالة على تدبيرين محددين كانت حكومة نتنياهو مترددة في اعتمادهما، هما زيادة معدل ضريبة القيمة المضافة البالغ نسبتها 17%، وإلغاء المزايا الضريبية التي وعدت بها منذ فترة طويلة للآباء الذين لديهم أطفال صغار.
ونشرت وزارة المالية الإسرائيلية، اليوم، قائمة مقترحة لتخفيضات نفقات الموازنة التي تراوحت بين خفض النفقات بنسبة 5% على جميع المكاتب الحكومية وتأجيل مشاريع البنية التحتية إلى زيادة الرقابة على الإنفاق من قبل جهازي الأمن الرئيسيين في إسرائيل.
ولا اتفاق إلى الآن على القضايا المثيرة للجدل مثل إغلاق بعض المكاتب الحكومية، ومستقبل المخصصات التقديرية للأحزاب الخمسة التي تشكل ائتلاف نتنياهو الحاكم، والذي يهدف في الغالب إلى دعم القضايا الدينية ومستوطنات الضفة الغربية، وفق بلومبيرغ.
وأشار يارون، الذي يعمل مستشارا اقتصاديا للحكومة، إلى أنه متشكك في التوقعات الاقتصادية المتفائلة التي أعلنها سموتريتش ومسؤولون آخرون بشكل متكرر.
وقال "إن توقع نمو مرتفع بشكل غير عادي في نهاية الحرب من شأنه أن يساعد على خفض نسبة الدَّين إلى الناتج المحلي الإجمالي بسرعة كما حدث بعد جائحة فيروس كورونا، ليس له أساس كاف".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يتمسك بإبادة واحتلال القطاع وسموتريتش يتوعد بمواصلة تجويع وتهجير سكانه ولابيد يحذر من مستنقع
الثورة / متابعة/ محمد هاشم
أعلن رئيس وزراء حكومة الكيان الصهيوني الارهابي بنيامين نتنياهو أن “إسرائيل” تعتزم السيطرة على كامل أراضي غزة، مع تكثيف جيشها غاراته الجوية وعملياته البرية في القطاع الفلسطيني المحاصر، حيث أسفرت العمليات العدوانية الوحشية خلال الساعات الماضية عن استشهاد وجرح عشرات المدنيين غالبيتهم من الأطفال والنساء .
وقال نتنياهو في شريط مصوّر إن “القتال شديد ونحن نحقق تقدما. سوف نسيطر على كامل مساحة القطاع … لن نستسلم، غير أن النجاح يقتضي أن نتحرك بأسلوب لا يمكن التصدي له”.
وأتت تصريحاته غداة تأكيد جيش الاحتلال أن قواته بدأت عملية برية واسعة في شمال وجنوب غزة، على الرغم من الدعوات الدولية المتزايدة لوقف إطلاق النار وتخفيف الأزمة الإنسانية التي يشهدها القطاع المدمّر جراء جريمة الإبادة المتواصلة منذ أكثر من 19 شهرا.
وندد ما يعرف بوزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير باستئناف إدخال المساعدات، معتبرا عبر منصة إكس أن نتنياهو “يرتكب خطأ جسيما من خلال هذه الخطوة… حماس يجب أن تُسحق فقط، وليس أن تمد في الوقت ذاته بالأوكسجين للبقاء على قيد الحياة”.
أما وزير المال الصهيوني بتسلئيل سموتريتش فأكد أنه لن يسمح بوصول المساعدات إلى حماس، وقال إن “ما سيدخل في الأيام المقبلة سيكون الحد الأدنى فقط: بعض المخابز التي تُعد الخبز للناس، ومطابخ مجتمعية تقدم وجبة مطبوخة يومياً، هذا سيسمح للمدنيين بتناول الطعام، ولأصدقائنا في العالم بمواصلة توفير الحماية الدبلوماسية لنا”.
ميدانيا، قال جيش الإحتلال امس، إن قواته “استهدفت أكثر من 160 هدفا خلال الساعات الأخيرة” وكانت غالبية هذه الأهداف مستشفيات وخياماً تؤي نازحين، ما أسفر عن ارتقاء العشرات من المدنيين وإصابة الكثيرين .
وأصدر جيش الاحتلال أمرا بالإخلاء “الفوري” لسكان محافظة خان يونس ومنطقتي بني سهيلا وعبسان المجاورتين.
إلى ذلك ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 53 ألفاً و475 شهيداً، و121 ألفاً و398 جريحاً منذ السابع من أكتوبر 2023م.
وفي الدوحة، استؤنفت المفاوضات غير المباشرة بين دولة الاحتلال وحركة المقاومة الإسلامية حماس، من دون تحقيق أي اختراق يذكر.
وقال مكتب نتنياهو إن الاتفاق يجب أن يشمل الإفراج عن كل الأسرى وإقصاء حماس من القطاع وجعل غزة منطقة منزوعة السلاح.
ومنذ انهيار الهدنة الهشة التي استمرت لشهرين واستئناف الكيان الصهيوني عملياته في قطاع غزة، فشلت المفاوضات التي تتوسط فيها كل من قطر والولايات المتحدة في تحقيق اختراق.
ويُصر نتنياهو على عدم إنهاء الحرب دون “القضاء بشكل كامل على حماس” حسب زعمه.
وقال مصدر مطلع في حماس إن الحركة مستعدة “لإطلاق سراح كل الأسرى المحتجزين دفعة واحدة بشرط أن يتم التوصل لاتفاق شامل ودائم لوقف إطلاق النار”، مشيرا إلى أن “إسرائيل” تسعى إلى “الإفراج عن أسراها على دفعتين أو دفعة واحدة مقابل هدنة مؤقتة”.
من جهته حذر زعيم المعارضة “الإسرائيلية” يائير لابيد، من إعادة احتلال قطاع غزة، معتبرا أن غرق الجيش فيما سماه “وحل غزة” لسنوات “خطأ استراتيجي”.
وأردف لابيد في إشارة إلى مخططات احتلال قطاع غزة: “إذا كانت أموال الضرائب التي ندفعها ستذهب الآن إلى تمويل تعليم أطفال غزة والنظام الصحي في غزة لمدة ثلاث أو أربع أو خمس سنوات، فيتعين على الحكومة أن تتوقف عن الاختباء وأن تقول ذلك بصوت عالٍ”.
وحذر من عواقب إعادة احتلال قطاع غزة، وقال: “إن التسبب في غرق الجيش الإسرائيلي في وحل غزة لسنوات هو خطأ استراتيجي، وكارثة اقتصادية، ومأساة سياسية”.