الخليج الجديد:
2025-07-02@18:32:01 GMT

العرب والمخاطر المستقبلية

تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT

العرب والمخاطر المستقبلية

العرب والمخاطر المستقبلية

يعيش العالم العربي منذ عقود حالة فريدة يمكن تسميتها «حالة الاستعصاء» أي «الاستعصاء عن الاستجابة للتحديات».

السؤال الذي يشغل الجميع هو: هل يمكن أن تتكرر سلبية الاستجابة العربية في التعامل مع هذا النوع من التحديات والمخاطر؟

يتجدد السؤال مع ظهور أنواع مختلفة من التحديات يؤدي التقاعس عن المواجهة الجماعية كوسيلة للتعامل معها، إلى كوارث يصعب تحمّل نتائجها.

كيف ستكون الاستجابة العربية لتلك التحديات، وعلى الأخص منها التحديات التي أخذت تفرضها الثورة الصناعية الرابعة، وأهمها الذكاء الاصطناعي؟

* * *

يعيش العالم العربي منذ عقود حالة فريدة يمكن تسميتها ب«حالة الاستعصاء». والمقصود هنا هو «الاستعصاء عن الاستجابة للتحديات». فالقاعدة العلمية التي تقول: «لكل فعل رد فعل مساوٍ له في القوة ومضاد له في الاتجاه»، لم تجد لها صدى مؤثراً عند دوائر صنع القرار، في ما يتعلق بضخامة وعنف التحديات من ناحية، وهزالة ردود الفعل العربية، من ناحية أخرى.

الأمر الذي بات يدفع البعض إلى القول «تحسّراً على الحالة العربية» إن «نظرية التحدي والاستجابة» ليست لها وجود ملموس في الواقع العربي، على كل المستويات سياسية كانت، أو اقتصادية، أو حتى أمنية - عسكرية. ربما تكون التحديات الأمنية والعسكرية لها بعض الاستجابات، لكنها فردية، وليست جماعية على المستوى العربي.

لذلك يسأل بعض العرب المهمومين بالواقع العربي ومشاهده المستقبلية، بحذر، عن الكيفية التي سوف يتعامل بها العرب، الحكومات والشعوب، مع نوعية جديدة من الأزمات والتحديات والمخاطر التي في طريقها، ليس نحو العرب فقط، بل نحو العالم كله. والسؤال الذي يشغل الجميع هو: هل يمكن أن تتكرر سلبية الاستجابة العربية في التعامل مع هذا النوع من التحديات والمخاطر؟

إذا كانت القاعدة العلمية تقول إن الأمم والشعوب تتوحد وتتكتل لسببين، أو لدافعين: إما لدرء مخاطر، وإما لتحقيق مكاسب، فالعقود السابقة كانت مفعمة بالمخاطر والتحديات للعرب، كما كانت مملوء بالفرص التي تتيح تحقيق نجاحات، لكن العرب لم يستطيعوا تكوين تكتل عربي، قادر على التعامل، بنديّة، مع ظاهرة التكتلات الاقتصادية العالمية التي أضحت أحد أبرز معالم عصرنا الراهن.

ورغم ذلك، يتجدد السؤال مع ظهور أنواع مختلفة من التحديات يؤدي التقاعس عن المواجهة الجماعية كوسيلة للتعامل معها، إلى كوارث يصعب تحمّل نتائجها.

التحدّيات التي نعنيها هي؛ وكما حدّدها «إيان بريمر» رئيس ومؤسس «مجموعة أوراسيا» (الشركة العالمية الرائدة في مجال البحوث والاستشارات): فورة الأوبئة التي أخدت تجتاح العالم، أولها وباء «كورونا»، وما تفرضه من حالات طوارئ عالمية، وثانيها التغيّر المناخي الذي يهدد، بعنف، مستقبل البشرية كلها، بقدر ما يهدد كوكب الأرض الذي نعيش عليه.

اللافت أن هذين التهديدين لا يعرفان التمييز بين الأمم والشعوب، ومخاطرهما تفوق قدرة أي أمة، أو دولة، سواء كانت تلك الدولة إمبراطورية عالمية، أو كانت دويلة صغيرة تعيش في كنف رعاية دولة أكبر. أما التحدي الثالث، فهو الثورة الصناعية الرابعة بكل أبعادها، وتجلياتها، وتطوراتها المستقبلية، وفي القلب منها ثورة «الذكاء الاصطناعي».

اللافت هنا أن الثورة الصناعية الرابعة تتضمن ثورتين في آن واحد، هما ثورة المعلومات والاتصالات، وثورة البيوتكنولوجيا، واللافت أيضاً، أن من يملك زمام إدارتهما، ويتحكم فيهما هو نظام العولمة الرأسمالية، أو الإمبراطورية الرأسمالية العالمية.

ما يعنى أنهما يخضعان إلى تحقيق أهواء ومصالح وطموحات قيادة «غير أمينة»، أو بالأحرى «غير مؤتمنة» على المصالح العالمية، وفي مقدمتها الأقاليم الهامشية في النظام العالمي الحالي، الذي تسيطر وتهيمن عليه مجموعة الدول الرأسمالية السبع، بزعامتها الأمريكية، الأمر الذي يضع مستقبل عالمنا العربي في مهب رياح عاتية، ليس من بين قوانينها أن تأخذ في اعتبارها مصالح الآخرين، واهتماماتهم.

ولو أخذنا التهديدات الثلاثة التي تواجه العالم حالياً، وفي القلب منها عالمنا العربي الذي ينتمي إلى أمة واحدة هي «الأمة العربية»، سنجد أن خطر انتشار الأوبئة والتهديدات المناخية، تشكل حافزاً قوياً للتكامل، نظراً لأن فداحة التهديدات تفوق قدرة أي أمة من الأمم الأربع على مواجهتها. ومن ثم يشكل هذان التهديدان حافزاً مهماً للتكامل. أما الثورة الصناعية الرابعة وفي القلب منها «الذكاء الاصطناعي»، فتجمع بين خطر التهديد، وبين تحقيق المصالح والمكاسب. فهي مصدر للخطر إذا ظلت أي أمة عاجزة عن الانخراط فيها بقوة.

كيف ستكون الاستجابة العربية لتلك التحديات، وعلى الأخص منها التحديات التي أخذت تفرضها الثورة الصناعية الرابعة، وأهمها الذكاء الاصطناعي؟ هذا هو سؤال المستقبل.

*د. محمد السعيد ادريس خبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية

المصدر | الخليج

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: العرب التحديات الاستجابة العربية المخاطر المستقبلية الذكاء الاصطناعي الثورة الصناعية الرابعة انتشار الأوبئة التغيرات المناخية الثورة الصناعیة الرابعة الاستجابة العربیة الذکاء الاصطناعی من التحدیات

إقرأ أيضاً:

العدل .. مناقشة الرؤية المستقبلية لما بعد الحرب

انعقد الاجتماع الاول لمجلس وزير العدل للعام 2025 بقاعة وزارة العدل بمجمع الوزارات ببورتسودان برئاسة وكيل وزارة العدل مولانا هويدا علي عوض الكريم وزير العدل المكلف بحضور جميع اعضاء المجلس حضوريا واسفيرياً . وذلك الاثنين.في البدء رحبت مولانا هويدا بكل اعضاء المجلس وقالت ان انعقاد هذا الاجتماع يجئ بهدف التشاور مع الادارات المتخصصة حول رؤية وزارة العدل في المرحلة القادمة وفقاً للتطورات التي تشهدها البلاد.واكدت مولانا هويدا أن وزارة العدل هي مستشار الدولة وأن استقرار السودان يرتبط ارتباطاً وثيقاً بسيادة حكم القانون وبسط هيبة الدولة وهنا يكمن في دورها في الاطار القانوني والدستوري وضبط الاداء القانوني في الدولة .ناقش الاجتماع عددا من التقارير المهمة ابرزها رؤية وزارة العدل الاستراتيجية التي قدمتها رئيس ادارة التخطيط والتطوير الاستراتيحي وأبانت أن رؤية وزارة العدل التي تتمثل في سلطة عدلية مستقلة لضمان استقرار السودان ببسط سيادة حكم القانون وتحقيق العدالة كما اشارت الي اهمية الولاية علي الاعمال القانونية لضمان النزاهة والشفافية والحكم الرشيد .كما قدم المحامي العام لجمهورية السودان تقرير عن الدعاوي الدولية والاقليمية والرؤية المستقبلية حول التقاضي الدولي والأقليمي.و قدم رئيس ادارة التشريع تقرير عن موقف عن مشروع الطبعة المراجعة العاشرة للقوانين مشيرا الي أن القوانين التي تم تعديلها وتلك التي ألغيت والتي عدلت والتي صدرت جديدة بعد الطبعة المراجعة التاسعة بلغت عدد 270 قانون من جملة 363 وبهذا نجد عدد القوانين السارية في السودان 363 قانونا وبعد الانتهاء من طباعة المجلدات ستكون هنالك نسخة الكترونية توضع في قرص مدمج ومحمي لتسهل الوصول الي المعلومة المطلوبة وستكون هنالك ترجمة لقوانيين الطبعة العاشرة .كما قدم رئيس ادارة حقوق الانسان والقانون الدولي الانساني مقرر الالية الوطنية تقرير عن المشاركة في الدورة (59) لمجلس حقوق الانسان بجنيف وقال انه تم تقديم عدد (6) بيانات وجدت الاشادة و التعاون من بعثة السودان بجنيف ” كما أكد علي ضرورة التنسيق بين الالية الوطنية لحقوق الانسان و الجهات المعنية بمجلس حقوق الانسان .وفي ختام الاجتماع أشاد المجلس بالتقارير المقدمة من رؤساء الادارات المتخصصة والادارات القانونية بالولايات المتاثرة بالحرب والولايات المستضيفة التي بذلت جهدا مقدرا في الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • ٣٠/ يونيو، ليلة القبض علی جَمْرَة!!
  • فرنسا تواصل انسحابها من ثاني دولة بالعالم وتسلم قواعدها العسكرية التي كانت تستخدمها
  • عطيفي يطلع على مستوى الخدمات التي يقدمها مستشفى الأمل العربي
  • العدل .. مناقشة الرؤية المستقبلية لما بعد الحرب
  • محمد الموجي.. مهندس الألحان الذي غيّر وجه الموسيقى العربية
  • مدبولي: التحديات التي تواجه الدول النامية تهدد الاقتصاد العالمي بأسره
  • راضي الجعايدي: مشاركة الترجي والأندية العربية كانت مشرفة بكأس العالم للأندية
  • اللغة العربية في بنغلاديش.. من التجذر التاريخي إلى التحديات الأكاديمية
  • الهيئة العربية للمسرح تختار صاحب رسالة «اليوم العربي»
  • غسان سلامة: الشعوب العربية تخاذلت عن نصرة غزة