أكاذيب مستمرة يرددها الكيان الصهيوني على لسان ممثليه في مختلف المحافل الدولية، بشأن حربه على قطاع غزة، محاولًا تبرئة ساحته وتجميل صورته البشعة أمام العالم، وطمس معالم جريمته الكبرى متعددة الأركان ملايين الفلسطينيين العزل.


غلق معبر رفح

آخر تلك الأكاذيب كان ادعاء ممثل إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في الدعوى المرفوعة ضدها من جنوب إفريقيا، بأن مصر هي المسؤولة عن غلق معبر رفح وليست إسرائيل، وهو ما نفته مصر بشكل رسمي، حيث كذب ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، أمس الجمعة، ما ذكره فريق الدفاع الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية بأن مصر هي المسؤولة عن منع دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة من الجانب المصري لمعبر رفح الحدودي.

وقال "رشوان"، في بيان، إن كل المسؤولين الإسرائيليين، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء ووزيرا الدفاع والطاقة، أكدوا عشرات المرات في تصريحات علنية منذ بدء العدوان على غزة، أنهم لن يسمحوا بدخول المساعدات لقطاع غزة وخاصة الوقود، لأن هذا جزء من الحرب التي تشنها دولتهم على القطاع.

وأكد أن سيادة مصر تمتد فقط على الجانب المصري من معبر رفح، بينما يخضع الجانب الآخر منه في غزة لسلطة الاحتلال الفعلية، وهو ما تجلى فعليًا في آلية دخول المساعدات من الجانب المصري إلى معبر كرم أبو سالم الذي يربط القطاع بالأراضي الإسرائيلية.


تفكيك "هيكل حماس العسكري" في شمال غزة

قبل أيام، ادعى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أن القوات الإسرائيلية نجحت في تفكيك "الهيكل العسكري" لحركة حماس في شمال غزة، وزعم مقتل نحو 8000 مسلح في تلك المنطقة.

ولكن بعد هذه التصريحات، نشر الإعلام العسكري التابع لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مشاهدًا من معارك بين مقاتليه والجيش الإسرائيلي شرق حي التفاح وحي الدرج في غزة.

وأظهرت المشاهد استهداف عناصر القسام لجنود الاحتلال بقذائف مضادة للأفراد، إلى جانب استهداف آليات عسكرية إسرائيلية بقذائف "ياسين 105".

أنفاق مستشفى الأهلي المعمداني

في السابع عشر من أكتوبر الماضي، قصفت قوات الاحتلال المستشفى الأهلي المعمداني، تحت ذريعة وجود أسلحة وأنفاق خاصة بالفصائل الفلسطينية أسفل المستشفى، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 200 مدني.

وبعد اقتحام المستشفى، لم يعثر جيش الاحتلال الإسرائيلي على أي أسلحة أو أنفاق داخل أو أسفل المستشفى، وهو ما يؤكد أكاذيبه المتكررة بأن المستشفيات تأوي أسلحة وأنفاق المقاومة الفلسطينية.

حرب إعلامية مضللة

الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، قال إن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد نشر وترويج الأكاذيب كجزء من حربه الإعلامية التي تشكل أحد أهم عوامل عدوانه على قطاع غزة.

وأضاف "غباشي"، في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن ادعاء إسرائيل بأن مصر هي من تعرقل جهود إدخال المساعدات الإنسانية، إلى قطاع غزة بصفتها المتحكم في حركة المعبر وليس إسرائيل، مجرد أكذوبة أخرى من أكاذيب دولة الاحتلال، وهو أمر غير صحيح، والدليل على ذلك الزيارات والمؤتمرات التي عقدها الأمين العام للأمم المتحدة وعدد من قادة الدول الأوروبية من أمام معبر رفح، الذي تعرض للقصف والاستهداف الإسرائيلي.

وأوضح نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن إسرائيل في حالة صدمة جراء من يحدث لها في قضية محاكمتها أمام محكمة العدل الدولية، حيث تعتبر هذه المحاكمة سابقة تاريخية بالنسبة لإسرائيل، وهو موقف انعكس صداه في الارتباك الواضح على ممثلي إسرائيل في جلسات الدعوة التي أقامتها ضدها جنوب إفريقيا.

وتابع أنه في حالة صدور قرار من الحكمة بإدانة إسرائيل ووقف الحرب، ستكون إسرائيل في ورطة كبيرة، حيث سيتوجب على مجلس الأمن تنفيذ قرار المحكمة، ورغم أن أمريكا ستقوم باستخدام حق الفيتو لتعطيل القرار، إلا أن صداه سيكون غير مسبوق، لأنه في هذه الحالة سيتم الإخلال العلني بالنظام الدولي وستكون الولايات المتحدة في وضع صعب دوليًا.

وشدد الدكتور مختار غباشي، على أن ادعاءات إسرائيل بأن مصر هي من تتسبب في غلق معبر رفح، أمر متوقع من دولة تقوم فكرتها بالأساس على أكذوبة كبيرة، تصدرها للعالم منذ سنوات.

أكاذيب مفضوحة

الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أكد أن اتهام إسرائيل لمصر بتعطيل دخول المساعدات عبر معبر رفح البري، حلقة جديدة في مسلسل الأكاذيب الإسرائيلية التي تروجها دول الاحتلال منذ بداية العدوان على قطاع غزة في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر 2023.

وأضاف "الرقب" في تصريحات خاصة لـ "الفجر" أن هذه الادعاءات الكاذبة والمضللة مردود عليها في أكثر من موضع بأدلة من أرض الواقع شهدها العالم كله، تمثلت في الضغط الذي مارسته القاهرة على المجتمع الدولي حينما رفضت السماح بخروج حملة الجنسيات الأمريكية والأجنبية من قطاع غزة عبر معبر رفح إلا بشرط السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى أهالي القطاع، حيث كانت إسرائيل في هذا الوقت تمنع دخول أي مساعدات للفلسطينيين.

وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أن جنوب إفريقيا أيضًا في مرافعتها أمام محكمة العدل الدولية لإدانة إسرائيل في حربها ضد غزة، ذكرت بالتفصيل ما حدث من تعنت إسرائيلي فيما يتعلق بدخول المساعدات عبر معبر رفح واشتراطات وإجراءات تفتيش الشحنات والتي لم تكن في النهاية يصل جزء كبير منها لأهالي قطاع غزة.

وشدد الدكتور أيمن الرقب، على أن أكاذيب الاحتلال أيضًا، فضحها اقتحام مستشفى الأهلي المعمداني، حيث رأى العالم أنه لا توجد أنفاق لحركة المقاومة حماس أسفل المستشفى، وهو الادعاء الذي صدرته تل أبيب للعالم في محاولة لشرعنة قصف المستشفى واقتحامه.

جرائم الاحتلال في حرب غزة

أوضحت نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، أنه عقب مرور 97 يومًا على الحرب الإسرائيلية، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 1،944 مجزرة، وهناك 30،210 شهيدًا ومفقودًا، منهم 23،210 شهيدًا ممن وصلوا إلى المستشفيات، و10،000 شهيد من الأطفال، و7،000 شهيدة من النساء، و326 شهيدا من الطواقم الطبية، و45 شهيدا من الدفاع المدني، و112 شهيدا من الصحفيين، وهناك 7،000 مفقودٍ 70% منهم من الأطفال والنساء، فضلا عن 59،167 مصاب، 6.000 إصابة بحاجة للسفر للعلاج لإنقاذ حياة، و650 جريحًا فقط من سافروا للعلاج، كما هناك 10،000 مريض سرطان يواجهون خطر الموت، و99 حالة اعتقال من الكوادر الصحية، بالإضافة إلى 10 معتقلين من الصحفيين، وهناك 2 مليون نازح في قطاع غزة، و400،000 مصاب بالأمراض المعدية نتيجة النزوح.

تدمير البنية التحتية في غزة

تم تدمير 134 مقرًا حكوميًا، و95 مدرسة وجامعة دمرها الاحتلال بشكل كلي، و295 مدرسة وجامعة دمرها الاحتلال بشكل جزئي، بالإضافة إلى 142 مسجدًا دمرها الاحتلال بشكل كلي، و240 مسجدًا دمرها الاحتلال بشكل جزئي، و3 كنائس استهدفها ودمرها الاحتلال، و69،000 وحدة سكنية دمرها الاحتلال كليًا، و290،000 وحدة سكنية دمرها الاحتلال جزئيًا، و65،000 طن من المتفجرات ألقاها الاحتلال على غزة، بالإضافة إلى 30 مستشفى أخرجها الاحتلال عن الخدمة، و53 مركزًا صحيًا أخرجه الاحتلال عن الخدمة، وهناك 150 مؤسسة صحية استهدفها الاحتلال بشكل جزئي، و121 سيارة إسعاف دمرها جيش الاحتلال، وهناك 200 موقع أثري وتراثي دمرها الاحتلال.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: معبر رفح البري أنفاق حماس محاكمة إسرائيل محكمة العدل الدولية أكاذيب إسرائيل مجلس الأمن غزة أمام محکمة العدل الدولیة دمرها الاحتلال بشکل دخول المساعدات إسرائیل فی الاحتلال ا قطاع غزة معبر رفح

إقرأ أيضاً:

تساؤل إسرائيلي: لماذا نهرب دائما للملاجئ من صواريخ الحوثي البعيدة عنا ألفي كم؟

لا يزال الاحتلال يحصد خيبة أمله من الاتفاق الأمريكي المنفرد مع الحوثيين، وسط قناعة سائدة بأن واشنطن تفضل حالياً أن تتعامل تل أبيب مع الحوثيين بمفردها، حيث حصل الرئيس دونالد ترامب على موافقة من الحوثيين بعدم ضرب سفنه، فيما يواصلون إطلاق الصواريخ على الاحتلال.

دان أركين المراسل العسكري لمجلة "يسرائيل ديفينس"، أكد أن "نظام الإنذار الجديد أدى إلى تسابق مئات آلاف الإسرائيليين لمراكز الشرطة وجوانب الطرق، وأوقف السائقون سياراتهم، واستلقوا على الأرض، ووضعوا أيديهم على رؤوسهم، وهذا مشهد سريالي مجنون عاشه الإسرائيليون في عام 2025، مما دفعهم للتساؤل: هل يمكن أن يتركنا ترامب وشأننا، ويعقد صفقات ضخمة مع دول الخليج، ويتحدث مع حماس وإيران بشكل مباشر وغير مباشر، وماذا عنا هنا؟".

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أنه "فيما يتعلق بقضية الحوثيين، اتخذ ترامب إجراءات، وقام بتمييز الاحتلال عن بقية الأطراف المعنية، حيث لن يهاجم الحوثيون السفن الأمريكية وغيرها من السفن المبحرة في مضيق هرمز والبحر الأحمر، وستستمر الحركة البحرية للبضائع من الصين دون انقطاع، لكنهم سيواصلون إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار للمجال الجوي الإسرائيلي".


وأكد أن "الأمريكيين ربما خلصوا إلى أن الاحتلال قادر على التغلب على الحوثيين، وحل صراعه معهم بقواته الجوية، مع بعض مساعدتهم، صحيح أنها باتت تتغلّب على المسافة البعيدة المقدرة بألفي كيلو مترا، وتنفذ بنجاح طلعات جوية طويلة المدى مع عشرات الطائرات المقاتلة والتزود بالوقود والقيادة والاستخبارات، وتدمر بنك الأهداف الحوثية، لكن كل طلعة جوية مهمة معقدة للغاية وطويلة الأمد، وليست خالية من المخاطر". 

ونقل عن قائد سرب طائرات إف-15 أنهم " يثقون أكثر من 100% في الفريق الفني الذي سيعمل على إعدادها بشكل جيد للرحلة الطويلة بطريقة احترافية تمامًا، ومع ذلك، فقد يحدث عطل مفاجئ، يشكل مشكلة على بعد مئات الكيلومترات من الدولة، فضلا عن كونها طلعات باهظة الثمن بملايين الشواقل، وكل ذلك يعني أن اليمن الذي يسيطر عليه الحوثيون، لا يزال يشكل إحدى الجبهات النشطة ضد الاحتلال، وتحديًا عسكريًا لواحدة من أقوى القوات البحرية في العالم، وهي الأسطول الخامس ومقر القيادة المركزية الأمريكية "سينتكوم". 

وأوضح أن "الحوثيين لا يملكون دبابات أو طائرات مقاتلة أو مدافع، لكن لديهم قوة كبيرة في الصواريخ والمركبات غير المأهولة، ويواصلون الهجمات، رغم أن جميع الذخائر التي يتم إطلاقها يتم اعتراضها بواسطة بطاريات الدفاع الجوي باستثناء أقلية منها تسقط في دولة الاحتلال مثل القريبة من مطار بن غوريون، حيث انضمت إليها بطاريات "ثاد" الأميركية، المعروفة باسم "آرو"".

 وأضاف أن "الجيش الأمريكي يتمتع بقوة بحرية وجوية هائلة ضد الحوثيين، حتى دون وجود "قوات على الأرض"، ولو أراد حقا لكان بوسعه القضاء عليهم، لأن الأسطول الخامس قوة ضاربة بحرية وجوية قوية يشمل مئات الطائرات المقاتلة المتقدمة، وأنظمة مضادة، وقوات كوماندوز منتشرة في قواعد المنطقة".


وأشار إلى أن "ما يثير القلق الاسرائيلي أن الأمريكيين"يستطيعون القضاء على الحوثيين، لكنهم لا يريدون وضع نهاية حقيقية لتهديدهم، الذي بات يستهدف حاليا دولة الاحتلال فقط، التي لا يمكن لها أن تمر مرور الكرام على إطلاق صاروخ من اليمن لمطارها الدولي الوحيد في وسطها، وهو موقع استراتيجي فائق الأهمية يعيش حوله الملايين".

واستدرك بالقول إن "سلاح الجو أثبت قدرته على التعامل مع تهديد الحوثيين، لكنهم في الوقت ذاته يواصلون تهديد مطار بن غوريون الدولي، ولا يُظهِرون أي علامات استسلام، وفي حال استمرت هجماتهم، فإن أفكار العمل البري ضدهم ستظهر مرة أخرى، ربما بالتعاون مع دول الخليج المجاورة، وربما مع دولة الاحتلال ذاتها، لأنه لا يوجد سبب، حتى في عالم اليوم المجنون، لاستمرار ملايين الإسرائيليين في الركض كل بضعة ليال للقواعد العسكرية والمناطق المحمية بسبب عدوّ يبعد ألفي كيلومتر عنهم، وليس لديهم صراع معه".

مقالات مشابهة

  • آلاف المتطوعين في تونس ينطلقون يوم غدٍ نحو معبر رفح نصرةً لغزة
  • تساؤل إسرائيلي: لماذا نهرب دائما للملاجئ من صواريخ الحوثي البعيدة عنا ألفي كم؟
  • مفوض عام “الأونروا”: منع إسرائيل دخول الصحفيين الدوليين إلى قطاع غزة “حظر على نقل الحقيقة”
  • مفوض عام الأونروا: منع إسرائيل دخول الصحفيين الدوليين إلى قطاع غزة حظر على نقل الحقيقة
  • الأونروا: منع إسرائيل دخول الصحفيين إلى قطاع غزة حظر على نقل الحقيقة
  • مقرر أممي معني بالحق في الغذاء: إسرائيل تستدرج الفلسطينيين للمساعدات في غزة ثم تقتلهم
  • كبير الدبلوماسيين الفرنسيين الأسبق: إسرائيل تتحول إلى دولة منبوذة
  • المقرر الأممي المعني بالحق في الغذاء: إسرائيل تشن حملة لتجويع الفلسطينيين في غزة
  • فتح تحقيق ضد فرنسيين إسرائيليين متورطين بحرب الإبادة في غزة
  • داخلية غزة تعلق على إعلان إسرائيل تشكيل عصابات داخل القطاع