قال عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، "إن حركة المقاومة الإسلامية حماس أثبتت أنها قوية، وأنها قادرة على هزم الجيش الذي يُقال إنه جيش لا يقهر".

وأضاف بنكيران كلمة له خلال افتتاح الدورة العادية للمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، التي اطلقت اليوم السبت بمدينة بوزنيقة المغربية: "حماس ارتفع نجمها في السماء، حيث علمونا وعلموا الأمة الشيء الكثير.

. لقد علمتنا أن الشعوب تريد الكرامة أولا".

وشدد بنكيران أن ما بعد 7 أكتوبر 2023 سيكون مرحلة جديدة، ليس في سبيل القضية الفلسطينية فقط بل في سبيل إحياء الأمة الإسلامية من جديد، معتبرا أن الأمة استقبلت الطوفان بالقبول الحسن وفرحت به، رغم الموجة العاتية التي قام بها الغرب بالإجماع لاتهام حماس بأنها منظمة إرهابية.

وذكر بنكيران أن "ما قامت به حماس أحيا الحركة الإسلامية، التي كانت تعاني من ضربات الأقارب والأباعد، وأحيا حزب العدالة والتنمية كذلك، حيث بدأ مناضلو الحزب والحركة الإسلامية في المغرب يشعرون بحركية جديدة انطلقت في نفوسهم بالتوازي مع هذه المرحلة".

وأبرز بنكيران أن "جيش الاحتلال استطاع أن يرهب الأمة بأنه جيش لا يقهر، غير أن ما يقوم به حقيقة هو الإفساد فوق الأرض، في حين، أن حماس هزمته هزيمة نكراء، فأكدوا للأمة العربية والإسلامية كلها بأن هزيمة إسرائيل ممكنة، بالتسلح بالعدة والإيمان".

وأضاف مخاطبا الإسرائيليين: "ما تفعلونه اليوم من قتل وتدمير أثبت أنكم لستم أهلا لقيادة البشرية، لأن الذي يقودها يجب أن يراعي اختلافها وتنوعها، وحتى في حالة الغلبة لا يسرف في القتل، في حين، شاهد العالم أنكم تفتقدون للأخلاق، وأنكم عنصريون، ولذلك سوف تُغلبون وتُخرجون من أرض فلسطين".

وتابع: "في الوقت الذي تعذبون أسرانا وتجوعونهم، نرى حركة حماس تُحسن معاملة أسراكم بشهادة من تم استرجاعهم"، ودعا اليهود إلى استرجاع التاريخ وتذكر كيف وفر المسلمون لهم الحماية والأمان، في وقت أقام لهم هتلر المحارق، وطردتهم إسبانيا وغيرها من الدول الغربية.

ونبه بنكيران إلى أن التاريخ لم يبدأ في 7 أكتوبر، لأن الاعتداءات الصهيونية مستمرة ومتواصلة منذ أربعينيات القرن الماضي، واصفا الإسرائيليين وجيشهم الدموي بـ "الظلمة والقتلة والهمج والمجرمين"، وفق تعبيره.

داخليا أكد بنكيران، أن "الربيع العربي شكل فرصة للمغرب لتحقيق طفرة سياسية وديمقراطية، غير أنها عانت من مؤامرة قادها رئيس الحكومة الحالي وأعاقت مسارا كان يمكن أن يذهب بالمغرب بعيدا".

وجدد بنكيران التذكير بالشرطين الذين وضعهما رئيس الحكومة عزيز أخنوش أمامه عقب انتخابات 2016، والمتمثل أولهما في عدم مشاركة حزب الاستقلال في الحكومة، وثانيهما في عدم  إقرار  دعم مالي مباشر للفئات الهشة والفقيرة.

وأرجع بنكيران قيام الحكومة الحالية بإخراج الدعم المباشر إلى الملك، مؤكدا أن الملكيقف شخصيا لتفعيل هذا الورش، مبرزا أن المغاربة لا يمكن أن ينسوا الجهود التي بذلها حزب العدالة والتنمية من أجل إخراج هذا الدعم إلى حيز الوجود، والعناية بالفئات الهشة في المجتمع المغربي، وكذا أهمية الإصلاح الذي تم على المحروقات في توفير هوامش مالية للحكومة الحالية لتفعيل هذا الدعم.

من جانب آخر، أعرب بنكيران عن أسف لعدد من التراجعات التي شهدتها المغرب، ومنها إحداث هيئة مؤقتة لتدبير قطاع الصحافة والنشر، والمصادقة على قانون الشركات الجهوية متعددة الخدمات، مبرزا أن الأخير يختطف من الجماعات الترابية صلاحياتها، ضدا على الدستور.

ومن التراجعات أيضا، يضيف بنكيران، مَنع مجموعة من النشطاء من تسليم مذكرة لرئيس الحكومة تتعلق بإيقاف التطبيع مع الاحتلال، متوجها بالسؤال للحكومة ورئيسها: "هل تخافون من العمل الحضاري الذي قام به هؤلاء الذين يعبرون عن مطلب ينادي به المغاربة في كل مسيرات وتظاهراتهم الداعمة لفلسطين؟"، معتبرا أن هذا السلوك دال على الضعف الكبير الذي تعانيه الحكومة ورئيسها.

كما دعا بنكيران إلى القيام بمصالحة وطنية تسمح بإطلاق سراع الصحفيين المعتقلين، وعلى رأسهم توفيق بوعشرين، متوجها إلى الملك بهذا الطلب، قصد إعمال عفوه الكريم عن هؤلاء المعتقلين.

كما دعا بنكيران أعضاء العدالة والتنمية، إلى الجدية والمعقول والحيوية والتضحية، مشددا أن المجتمع في أشد الحاجة إلى حزبهم، خاصة في ظل الظروف الراهنة وفي ظل الضعف الذي أبانت عنه هذه الحكومة وما خلقته من مشاكل وأزمات، وفق تعبيره.

للإشارة فإن الدورة العادية للمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية (برلمان الحزب) حملت عنوان "دورة طوفان الأقصى"، التي قال بنكيران إن رئيس المجلس الوطني ادريس الآزمي هو من اقترحها، وأن الأمنة العامة وجدت في ذلك رأيا سديدا وأقرته.


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المغربية الفلسطينية المغرب فلسطين تضامن اسلاميون المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العدالة والتنمیة

إقرأ أيضاً:

رفض قاطع.. وتوعد بإحباط المشروع.. الجيش السوداني يصف الحكومة الموازية بـ«المؤامرة»

البلاد (الخرطوم)
رفض الجيش السوداني، أمس (الأحد)، بشكل قاطع إعلان ائتلاف سياسي بقيادة قوات الدعم السريع عن تشكيل “حكومة موازية” برئاسة محمد حسن التعايشي، واصفًا الخطوة بأنها “محاولة بائسة لشرعنة مشروع إجرامي”، متعهدًا بإفشالها، ومشدداً على أنها تمثل تهديدًا مباشرًا لوحدة السودان واستقراره.
وقال المتحدث باسم الجيش، العميد نبيل عبدالله، في بيان نُشر عبر صفحة القوات المسلحة على “فيسبوك”:” الجيش بمساعدة الشعب سيُحبط أجندة الحكومة الموازية ومن يقفون خلفها”، مضيفًا أن “المشروع الحقيقي لقوات الدعم السريع هو الاستيلاء على السلطة ولن نسمح بذلك تحت أي ظرف”.
وكان تحالف بقيادة قوات الدعم السريع قد أعلن في مؤتمر صحفي بمدينة نيالا بدارفور، عن تشكيل “حكومة موازية” تحمل اسم “حكومة السلام والوحدة”، وتعيين محمد حسن التعايشي، عضو مجلس السيادة السابق، رئيسًا لها، في خطوة أثارت ردود فعل محلية ودولية غاضبة. كما كشف التحالف عن تشكيل مجلس رئاسي مكوّن من 15 عضوًا، يترأسه قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وينوب عنه عبد العزيز الحلو، زعيم الحركة الشعبية – شمال، الذي يسيطر على أجزاء من جنوب السودان.
وضم المجلس شخصيات سياسية ومسؤولين سابقين، من بينهم الهادي إدريس الذي أُعلن تكليفه بمنصب حاكم دارفور، في تحدٍ مباشر للوالي الحالي مني أركو مناوي، المتحالف مع الجيش السوداني.
من جهتها، وصفت وزارة الخارجية السودانية، في بيان عبر منصة “إكس”، إعلان تشكيل الحكومة الجديدة بأنه “وهمي” و”دليل على انكسار الميليشيا المتمردة”، مشيرة إلى أنه يعكس “محاولة يائسة لإضفاء الشرعية على تمرد مسلّح يهدف إلى انتزاع السلطة بالقوة”.
وأعربت الخارجية عن استنكارها الشديد لموافقة كينيا على استضافة الاجتماعات التحضيرية، التي أفضت إلى هذا الإعلان، معتبرة ذلك “انتهاكاً صريحاً لسيادة السودان وخرقًا لمبادئ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول”، كما دعت المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية إلى إدانة هذه الخطوة ورفض التعامل مع أي كيان خارج الشرعية.
وأكدت الوزارة أن أي تفاعل دولي مع هذا الإعلان سيُعتبر “تعدياً على الحكومة الشرعية وانتهاكًا لحقوق الشعب السوداني ومقدراته”.
ويعود الإعلان إلى مشاورات سابقة جرت بين قوات الدعم السريع وتحالف من الجماعات المسلحة خلال اجتماعات في كينيا، حيث تم التوافق على مشروع “سودان اتحادي جديد” قائم على ثمانية أقاليم، وتم توقيع “دستور انتقالي” في مارس الماضي، يهدف لتشكيل حكومة بديلة عن السلطة المركزية في الخرطوم.
وحذّر مسؤولون في الأمم المتحدة من أن هذه الخطوة ستزيد من تعقيد المشهد السوداني وتعرقل الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إنهاء النزاع الدائر منذ أبريل 2023، مؤكدين أن السودان بات يواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع الإسرائيلي: هدفنا هزيمة حماس حتى لا تقرر الوضع في غزة
  • «مدبولي» يؤكد تقدير الحكومة للتسهيلات المُقدمة من المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة
  • نتنياهو يصر على هزيمة حماس.. و يؤكد: القتال ضد إيران لم ينته
  • نتنياهو يُصر على هزيمة حماس ويوجه رسالة لـ"المحور الإيراني"
  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)
  • الاتفاق الذي انقلب على صاحبه، كيف تحولت مبادرة الجيش لأداة ضده
  • الحكومة الألمانية: مستعدون لزيادة الضغط على إسرائيل بشأن غزة
  • مشاهد فاخرة وزعماء قبائل.. زفاف رئيس شباب العدالة والتنمية يلفت الأنظار
  • رفض قاطع.. وتوعد بإحباط المشروع.. الجيش السوداني يصف الحكومة الموازية بـ«المؤامرة»
  • العياصرة: حماس مطالبة بالاستنجاد بالنظام العربي الرسمي لإدارة هزيمة