نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالا لباحث في الشؤون الأمنية، تناول فيه المخاطر والغموض الذي يكتنف الضربات العسكرية الأميركية والبريطانية في اليمن والهدف من ورائها.

واعتبر مدير برنامج الدفاع والأمن في معهد الشرق الأوسط، بلال يوسف صعب، أن الولايات المتحدة، بضربها أهدافا لجماعة أنصار الله (الحوثي) في اليمن وداعميها الإيرانيين، وجّهت رسالة "لاذعة" مفادها أنها تخلت عن وضعية الدفاع فقط في البحر الأحمر التي طالما تبنتها، وأنها عازمة على إيقاف هجمات هذه الجماعة على السفن التجارية في المياه الإقليمية.

وقال إنه من غير الواضح ما إذا كانت هذه الإستراتيجية ستنجح، بالنظر إلى تعنت الحوثيين الذين سيستفيدون من أي قتال مع الولايات المتحدة. وأضاف أن اشتباكا من هذا القبيل سيعزز من قدرتهم على إثبات مصداقيتهم لدى أعدائهم الأميركيين، وبصرف الانتباه عن إدارتهم "البشعة" لشؤون المناطق شمال غرب اليمن والعاصمة صنعاء.

بيد أن كاتب المقال يرى أن الولايات المتحدة مطالبة بالتصرف نظرا لما يشكله الحوثيون من تهديد متفاقم على حرية التجارة والملاحة في البحر الأحمر، الذي يعد ممرا ملاحيا عالميا رئيسيا وذا أهمية جوهرية لواشنطن في المنطقة.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد أعرب عن استعداده "لتنفيذ مزيد من الإجراءات لحماية شعبنا والانسياب الحر للتجارة الدولية حسب ما تقتضيه الضرورة".

ويعتقد الكاتب أن بايدن إذا التزم بهذا النهج "الصارم" الجديد، وزود القوات الأميركية في المنطقة التفويض والموارد التي تحتاجها، وربط أي استخدام آخر للقوة مع الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب الكارثية بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) فإن فرصه في كبح جماح الحوثيين سوف تتحسن.

وبعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وإعلان إسرائيل الحرب، تعهد الحوثيون بشن هجمات تهدف إلى إيقاف السفن الإسرائيلية أو السفن الأخرى التي تحمل البضائع إلى "الموانئ الفلسطينية المحتلة" لإظهار التضامن مع الفلسطينيين في غزة.

ومنذ 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هاجم الحوثيون أو تحرشوا بما لا يقل عن 27 سفينة في ممرات الشحن الدولية.

وفي 11 يناير/كانون الثاني، ردت الولايات المتحدة وبعض حلفائها بضرب أكثر من 60 هدفا في اليمن، بما في ذلك أنظمة الرادار الحوثية ومنظومات الدفاع الجوي ومواقع التخزين والإطلاق. ونفذت الولايات المتحدة جولة أخرى من الضربات ضد الحوثيين يوم الجمعة.

وأشار الكاتب في مقاله إلى أن المخاطر والشكوك المحيطة بالهجمات الأميركية والبريطانية في اليمن واضحة.

الدعم الإيراني

فالحوثيون -الذين أزالتهم الخارجية الأميركية من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية في فبراير/شباط 2021 بهدف تسهيل نقل المساعدات الإنسانية إلى أجزاء من اليمن الخاضعة لسيطرتهم- كانوا قد أعلنوا أنهم سينتقمون.

وقد يؤدي إعلان هذه الجماعة -برأي كاتب المقال- إلى تصعيد ترغب واشنطن بشدة في تجنبه، وهو ما يتضح من الزيارات المتعددة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى المنطقة في الآونة الأخيرة.

ويزعم كاتب المقال أنه لولا الدعم "السخي" الذي يحصل عليه الحوثيون من إيران في شكل أموال وتدريب ومعلومات استخبارية، لفقدت هذه الجماعة قدرتها على إلحاق ضرر بليغ بالملاحة في المنطقة.

ومع ذلك، فإنه حتى لو أوقفت إيران دعمها للحوثيين، فإن ذلك لن يحول دون استخدامهم الأسلحة التي لديهم بالفعل، وهو أمر لا يستهان به، وفق المقال الذي يردف كاتبه أن بإمكانهم "نظريا" أيضا الصمود بمفردهم نظرا لتحكمهم في إيرادات وموارد الدولة.

وإزاء تلك المخاطر -يستطرد الكاتب- ليس أمام الولايات المتحدة سوى الرد على عدوان الحوثيين الذين "كلما أظهروا مزيدا من التعنت والتهور اتسع الإجماع الدولي على مواجهتهم".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی الیمن

إقرأ أيضاً:

العرابي: الولايات المتحدة شريك دولي لا غنى عنه في دعم القضية الفلسطينية

أكد السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق ورئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن التنسيق بين مصر والولايات المتحدة يعد ركيزة أساسية لاستقرار الشرق الأوسط، مشددًا على أن التوترات المتصاعدة في الأراضي الفلسطينية تتطلب تحركًا دوليًا منسقًا لاحتواء التصعيد.

أستاذ قانون دولي: مؤسسة غزة حولت طوابير المساعدات إلى ساحات للموتجيش الاحتلال الإسرائيلي: نسيطر عمليا على ثلثي قطاع غزةالأورومتوسطي لحقوق الإنسان: مؤسسة تعمل باسم غزة تدار من إسرائيل وتنفذ حرب تجويع

وفي مداخلة هاتفية عبر برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة "الحدث اليوم"، أوضح العرابي أن الدور التاريخي لمصر في دعم القضية الفلسطينية لا يمكن أن يُحقق أهدافه بالكامل دون شراكة فاعلة مع قوة دولية مؤثرة مثل الولايات المتحدة.

مصر تسعى لحل سياسي طويل الأمد.. لا هدنة مؤقتة فقط

شدد العرابي على أن القاهرة لا تكتفي بالدعوة إلى وقف إطلاق النار، بل تطرح رؤية استراتيجية تقوم على إيجاد مسار تفاوضي جاد يُفضي إلى حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية، على أساس إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وأشار إلى أن الجهود المصرية تهدف إلى كسر الجمود السياسي ووقف محاولات تصفية الحقوق الفلسطينية عبر اتفاقات مؤقتة لا تُلبي تطلعات الشعب الفلسطيني.
 

الدور الأمريكي مطلوب لإعادة التوازن وكبح العدوان

أوضح وزير الخارجية الأسبق، أن الولايات المتحدة تملك النفوذ السياسي والضغط الدبلوماسي الكافي لإجبار إسرائيل على وقف العدوان، كما أثبتت تجارب سابقة قدرتها على لعب دور حاسم في دفع المسارات السياسية عندما تكون الإرادة السياسية متوفرة.
 

مصر وسيط موثوق.. وأمن المنطقة مسؤولية دولية مشتركة

أكد العرابي أن مصر تواصل دورها كـوسيط محوري يتمتع بالمصداقية في الصراعات الإقليمية، وتسعى إلى إحداث توازن في المعادلة السياسية، بما ينعكس على أمن واستقرار الشرق الأوسط ككل.

وختم العرابي حديثه بدعوة الولايات المتحدة إلى تحمل مسؤولياتها كـ"شريك موثوق"، والالتزام بالشفافية والجدية، مشيرًا إلى أن استقرار المنطقة لم يعد خيارًا، بل ضرورة إقليمية ودولية في ظل المتغيرات المتسارعة على الساحة العالمية.

طباعة شارك السفير محمد العرابي الأراضي الفلسطينية دعم القضية الفلسطينية

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع الإسرائيلي: أطلقنا عملية "الراية السوداء" لمعاقبة الحوثيين في اليمن
  • إسرائيل تطلق عملية الراية السوداء ضد الحوثيين: غارات مكثفة على موانئ ومحطة كهرباء في اليمن
  • اليمن.. غارات إسرائيلية على الحديدة ووزير الدفاع يتوعد الحوثيين
  • الفقر الخطر الذي يُهدد أمن الأمم
  • الإمارات تتضامن مع الولايات المتحدة وتعزّي في ضحايا الفيضانات
  • اليمن في صدارة الدول الأكثر خطراً في العالم والسبب الحوثيين
  • عُمان تُعزّي الولايات المتحدة في ضحايا "فيضانات تكساس"
  • واشنطن تكشف عن الدرس الأهم الذي لقنته للمليشيات الحوثية في اليمن والتزم به عبدالملك الحوثي مطيعا
  • ميلوني تزعم أن الولايات المتحدة لم توقف إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا
  • العرابي: الولايات المتحدة شريك دولي لا غنى عنه في دعم القضية الفلسطينية