بيان من جماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
بسم الله الرحمن الرحيم
*جماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان*
*بيان*
قال الله تعالى : {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ * الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ } [آل عمران: 172، 173].
الحمد لله على كل حال، وصلى الله وسلم على النبي محمد وصحبه والآل، وبعد فقد ظلت جماعة أنصار السنة المحمدية طيلة أيام الحرب في بلادنا حاضرة مع الشعب السوداني تعاني ما يعاني وتكابد ما يكابد وتتجرع غصص الغبن معه كما يفعل وأصاب أفرادها ما أصاب الشعب، وهي تقف معه بما في وسعها، تدعوا إلى الله وتذكر الناس وتعمل على تثبيتهم ومواساتهم، وتبين لهم أحكام الشرع في النوازل والفتاوى التي أفرزتها الحرب، وترد على المبطلين ومروجي الشائعات المفسدة، وتواسي بالمال والدواء، وها هي بعد مرور تسعة أشهر تجدد العهد والثبات على المباديء والعمل على ما فيه مصلحة الأمة والبلد ودرء الشر أو تخفيفه، وفي هذا الصدد وإلحاقا لبياننا السابق ومواقفنا الثابتة نشير إلى الأمور التالية:
*أولا*: نؤكد وقوفنا مع شعبنا الأبي الصابر بكل ما نملك داعين الله أن يتجاوز محنته ويخرج منها منتصرا عزيزا.
*ثانيا*: نؤكد وقوفنا مع القوات المسلحة المؤسسة الرسمية والوطنية في البلاد والتي تمثل كل أهل السودان وهي المسؤولة عن حماية الأرض والعرض والنفس والمال والهوية، ونرفض أي محاولات للنيل منها، مع رفضنا القاطع لتعدد الجيوش في البلاد وضرورة تخليص البلاد من تعدد الواجهات العسكرية مع رجائنا للقوات المسلحة التوفيق والخطط الرشيدة والنصر والتأييد.
*ثالثاً*: إدانة الانتهاكات الفظيعة التي ترتكبها قوات الدعم السريع المتمردة والمليشيات والعصابات المتحالفة معها من نهب وسلب وقتل واغتصاب وتهجير وتخريب مما لا يعرف له نظير في العصر الحديث، وندعوا لإدانته ورفضه ومقاومته باستمرار.
*رابعاً*: دعم النفير العام والهبة الشعبية والدفاع عن البلاد والانخراط في صفوف الجهاد ، والمقاومة الشعبية تحت إمرة القوات المسلحة وقيادتها. ودعوة الشعب السوداني للاصطفاف صفا واحدا في مواجهة التمرد وعصابات النهب والفوضى وهو عدو لا يستثني أحدا فالواجب الاجتماع والوحدة في وجه هذا العدوان البربري الهمجي والعزيمة على كسره وهزيمته.
*خامساً*: الثبات على توحيد الله والتوكل عليه ونبذ الشرك بكل صوره وضرورة التوبة واللجوء إلى الله، وهجر البدع والمعاصي، والكف عن الظلم والغفلة والملاهي والمنكرات، ولنعلم أن نصر الله يستجلب بنصرة شرعه كما قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7].
*سادساً*: حث ذوي المال على الإنفاق على المحتاجين ومواساة المتضررين ورحمة الناس في البيع والشراء والإيجارات. وحثهم على دعم القوات المسلحة بسخاء فإن المتمردين يجدون الدعم السخي من أعداء البلاد ومما ينهبونه من أموال الدولة والشعب. بينما أعوان الجيش هم الشعب ورجاله الأوفياء.
*سابعاً*: نبذ الجهوية والقبلية رغم أن حرب التمرد لها منطلقات قبلية لكن علينا ألا ننجر وراء نداءات القبلية الجاهلية ولا نحمل أحداً وزر غيره ولو كان من قبيلته، بل ندعوا للاجتماع تحت مظلة الإسلام الدين الواحد في البلد الواحد.
*ثامناً* : دعوة الذين لا يزالون يساندون التمرد رغم الانتهاكات الفظيعة والجرائم البشعة ندعوهم للتأمل من جديد والكف عن مناصرة الباطل، بل ندعوا منسوبي قوات الدعم السريع المتمردة للكف عن انتهاك الأعراض وسلب الأموال وقتل الأنفس والإفساد في الأرض ونؤكد لهم أن جرائمهم أصبحت مكشوفة وواضحة للعيان يعايشها الشعب ويكابدها ويكتوي بنيرانها فما عادت مكابرة الإعلاميين في الفضائيات تجدي شيئا مع ظهور الحقائق لكل ذي عينين.
*تاسعاً*: تذكير المتآمرين الذين باعوا بلادهم وخانوا عهدهم وقدموا مصالحهم الشخصية على مصلحة البلاد بأن الباغي تدور عليه الدوائر وغداً يذهب المال وتحل الآجال وتبقى الخيبة وسوء المنقلب.
*عاشراً*: ضرورة أن تكف الجهات الخارجية ذات الأجندة والمصالح الخاصة عن التدخل في شؤون بلادنا ودعم التمرد مما يساهم في تفاقم الأزمة وتطاول أمد الحرب وإعاقة التحول المستقل للشعب السوداني إلى الحكم الرشيد مع مناشدة اصدقاء السودان الصادقين أن يدعموا أي جهود تصب في مصلحة البلاد واستقرارها، كما نطالب المؤسسات الدولية أن تعامل بلادنا بعدالة وأن تدين انتهاكات وجرائم قوات الدعم السريع المتمردة والعصابات الإجرامية وأن تحاسب الدول الداعمة للتمرد.
*3 رجب 1445ه*
*14 يناير 2024م*
*إعلام الجماعة*
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الإفريقي يحذر من تقسيم السودان ويرفض الاعتراف بالحكومة الموازية لـ”الدعم السريع”
رفض الاتحاد الإفريقي الاعتراف بالحكومة الموازية التي أعلنتها قوات الدعم السريع في السودان، محذرا من خطر تقسيم البلاد وتداعيات ذلك على جهود السلام، وداعيا المجتمع الدولي إلى عدم التعامل مع الكيان الجديد.
دعا الاتحاد الإفريقي إلى عدم الاعتراف بالحكومة الموازية التي أعلنتها قوات الدعم السريع في السودان، محذرًا من تداعيات هذه الخطوة على وحدة البلاد وجهود السلام الجارية، في وقت تتصاعد فيه الأزمة الإنسانية نتيجة الحرب المستمرة منذ أكثر من عام.
تحذير من تقسيم السودان
وفي بيان له، دعا مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي “جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي والمجتمع الدولي إلى رفض تقسيم السودان وعدم الاعتراف بما يُسمى الحكومة الموازية” التي شكلتها قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المدعو “حميدتي”.
وأكد البيان أن هذه الخطوة “ستكون لها عواقب وخيمة على جهود السلام ومستقبل السودان”، منددا مجددا بـ”جميع أشكال التدخل الخارجي التي تؤجج النزاع السوداني، في انتهاك صارخ” لقرارات الأمم المتحدة.
حكومة موازية وسط رفض محلي ودولي
وأعلنت قوات الدعم السريع يوم السبت 26 تموز/يوليو تشكيل حكومة موازية تتألف من 15 عضوا، يرأسها حميدتي، ويتولى عبد العزيز الحلو، زعيم “الحركة الشعبية لتحرير السودان”، منصب نائب رئيس المجلس الرئاسي. كما تم تعيين محمد حسن التعايشي رئيسا للوزراء، والإعلان عن حكام للأقاليم، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقد في مدينة نيالا، كبرى مدن إقليم دارفور.
وكان حميدتي قد أعلن في نيسان/أبريل الماضي، في الذكرى الثانية للحرب الأهلية، نيته تشكيل “حكومة السلام والوحدة”، مؤكدا أن التحالف الجديد يمثل “الوجه الحقيقي للسودان”، مع وعود بإصدار عملة ووثائق هوية جديدة، واستعادة الحياة الاقتصادية.
وقد أعربت الأمم المتحدة في حينه عن قلقها العميق من خطر “تفكك السودان”، محذّرة من أن مثل هذه الخطوات ستؤدي إلى تصعيد إضافي في النزاع وترسيخ الأزمة.
اتهامات لـ”الدعم السريع” باستهداف المدنيين
وقبل أيام، اتهمت مجموعة “محامو الطوارئ” السودانية، المعنية بتوثيق الانتهاكات خلال الحرب المستعرة في البلاد، قوات الدعم السريع بارتكاب مجزرة راح ضحيتها 30 مدنياً على الأقل، بينهم نساء وأطفال، خلال هجوم استمر يومين على قرية بريما رشيد بولاية غرب كردفان.
وذكرت المجموعة، في بيان صدر الجمعة 25 تموز/يوليو، أن الهجوم وقع يومي الأربعاء والخميس واستهدف القرية الواقعة قرب مدينة النهود، وهي منطقة استراتيجية لطالما شكلت نقطة عبور للجيش السوداني في إرسال التعزيزات نحو الغرب. وأسفر اليوم الأول من الهجوم عن مقتل ثلاثة مدنيين، بينما ارتفع عدد الضحايا في اليوم التالي إلى 27.
وأكد البيان أن “من بين القتلى نساء وأطفال، ما يجعل من الهجوم جريمة ترقى إلى انتهاك جسيم لقواعد القانون الدولي، لاسيما من حيث الاستهداف المتعمد والعشوائي للمدنيين”.
وفي تطور خطير، اتهمت المجموعة قوات الدعم السريع باقتحام عدد من المنشآت الطبية في النهود، بينها مستشفى البشير والمستشفى التعليمي ومركز الدكتور سليمان الطبي، ووصفت ذلك بأنه “انتهاك صارخ لحرمة المرافق الطبية”.
ولم تصدر قوات الدعم السريع حتى الآن أي تعليق رسمي على تلك الاتهامات.
انقسام ميداني يعمق الأزمة الإنسانية
وتخوض قوات الدعم السريع منذ 15 نيسان/أبريل 2023 حربا دامية ضد الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، أسفرت عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص وتشريد أكثر من 13 مليون نازح ولاجئ، بحسب الأمم المتحدة. وتسيطر قوات الجيش على مناطق الشمال والشرق والوسط، بينما تفرض قوات الدعم السريع سيطرتها على معظم إقليم دارفور وأجزاء من كردفان.
في ظل هذا الانقسام، تعاني البلاد التي يبلغ عدد سكانها نحو 50 مليون نسمة من أزمة إنسانية غير مسبوقة، تتفاقم مع انتشار المجاعة وصعوبة وصول المساعدات.
13 وفاة بسبب الجوع في دارفور
وفي مؤشر على عمق الكارثة الإنسانية، أعلنت مجموعة “شبكة أطباء السودان” أمس الثلاثاء عن وفاة 13 طفلا في مخيم لقاوة بشرق دارفور خلال الشهر الماضي بسبب سوء التغذية. ويأوي المخيم أكثر من 7000 نازح، معظمهم من النساء والأطفال، ويعاني من نقص حاد في الغذاء.
ودعت المجموعة المجتمع الدولي ومنظمات الإغاثة إلى زيادة الدعم الإنساني العاجل، محذرة من تفاقم الوضع في ظل تزايد معدلات الجوع بين الأطفال. كما ناشدت منظمات الإغاثة الأطراف المتحاربة السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى مناطق النزاع.
أزمة إنسانية خطيرة
وبحسب تقييمات الأمم المتحدة، يعيش السودان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، في ظل تعقيدات أمنية وسياسية تحول دون الوصول الآمن للمساعدات. ومع تزايد المبادرات المنفردة لتقاسم السلطة، تبدو البلاد مهددة بتفكك فعلي، في غياب تسوية شاملة للنزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع.
من جهة أخرى، قالت المنظمة الدولية للهجرة إنه “رغم احتدام الصراع في السودان ظهرت بؤر من الأمان النسبي خلال الأشهر الأربعة الماضية، مما دفع أكثر من 1.3 مليون نازح للعودة إلى ديارهم، لتقييم الوضع الراهن قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلدهم نهائيا”.
وأضاف المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة عثمان بلبيسي أن “أغلبية العائدين توجهت إلى ولاية الجزيرة، بنسبة 71% تقريبا، ثم إلى سنار بنسبة 13%، والخرطوم بنسبة 8%”.
وتوقع بلبيسي عودة “نحو 2.1 مليون نازح إلى الخرطوم بحلول نهاية هذا العام، لكن هذا يعتمد على عوامل عديدة، ولا سيما الوضع الأمني والقدرة على استعادة الخدمات في الوقت المناسب”.
يورو نيوز
إنضم لقناة النيلين على واتساب