مشاركون في صالون بيت الشعر العربي يقدمون توصيات للحفاظ على اللغة العربية
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
أقيمت فعاليات صالون الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي، مساء أمس الأحد، في بيت الشعر العربي، التابع لصندوق التنمية الثقافية، حول «اللغة العربية واقعها ومستقبلها»، وذلك بمناسبة احتفال منظمة اليونسكو باليوم العالمي للغة العربية.
شارك في الصالون الدكتور عبدالحكيم راضي الأستاذ بكلية الآداب جامعة القاهرة، وعضو مجمع اللغة العربية، والدكتور أبواليزيد الشرقاوي الأستاذ بكلية دار العلوم، والدكتورة هدى عطية الأستاذة بكلية الآداب جامعة عين شمس، والدكتور أحمد تمام الأستاذ بكلية الآداب جامعة بني سويف، والدكتور عايدي علي جمعة الأستاذ بجامعة 6 أكتوبر، وأدارت المناقشة الكاتبة والإعلامية سمية عبدالمنعم.
في البداية، أشارت وأدارت المناقشة الكاتبة سمية عبدالمنعم، إلى أنَّ تاريخ اللغة العربية يزخر بالشواهد التي تبيّن الصلات الكثيرة والوثيقة التي تربطها بعدد من لغات العالم الأخرى، إذ كانت حافزاً لإنتاج المعارف ونشرها، وساعدت على نقل المعارف العلمية والفلسفية اليونانية والرومانية إلى أوروبا في عصر النهضة، موضحة أن اللغة العربية تواجه مجموعة من التحديات والإشكالات الأدبية، من بينها المشاكل اللغوية التي خلَّفتها الألسن مختلفة اللهجات، والاختلاط بالأجناس وألسنتِها ولهجاتها، وهو ما خلَّف مسألة الإشكالات اللغوية، وما رافق ذلك من لحن في اللغة وخصوصاً عندما أخذت اللغة العربية مسارها القديم في المتن الديني والقرآني، وأن إشكالية الترجمة، أحد تلك التحديات، فقد مرَّرتْ في متن اللغة العربية مصطلحات ومفاهيم جديدة.
وفي كلمته أشار الشاعر الكبير أحمد عبدالمعطي حجازي إلى أنَّ الإنسان حيوان ناطق، ومن ثم فإن اللغة شرط من شروط إنسانية الإنسان وخروجه من حيوانيته، وأن العربي لا يكون عربيا سوى بلغته الغربية، مبديا اندهاشه من اللجوء لتسمية الأشياء بكلمات أجنبية مثل «كافيه» و«سوبر ماركت»، رغم وجود بدائل عربية فصيحة، متمنيا أن يتحدث المسؤولون لغة عربية سليمة ليحببوا الناس في لغتهم العربية.
وأضاف «حجازي» أنَّ اللغة العربية قادرة على التطور مع العصر، موضحا أن الأدب العربي لم يكن به رواية ولا قصة قصيرة ولا مسرحية ولا مقالة صحفية، لكن اللغة العربية استطاعت أن تواكب هذه الفنون، وأصبح لدينا إرث أدبي في هذه الفنون، لافتًا إلى أن بعض الدول العربية تدرس الطب والعلوم التطبيقية باللغة العربية، دون أدنى مشكلة.
من جانبه، قال الدكتور عبدالحكيم راضي، عضو مجمع اللغة العربية: «نحن في المجمع نقيم مؤتمرات ونصدر توصيات، لمختلف الوزارات، ولم يحدث أن يأخذ أحد بهذه التوصيات».
وتحدث عن ما أسماه «محنة اللغة العربية بين المجتمع ومؤسسات التعليم»، موضحا أنَّ اللغة العربية كانت عالمية، ثم تحول ذلك الواقع القديم إلى حلم صعب المنال، مضيفَا: دائما أطالب أن يخرج المجمع إلى المجتمع، ويطرق الأبواب، مؤكدا أن المجتمع العربي أصبحت إجادة الإنجليزية شرطا للتفاهم والعمل في أي مهنة، ولا أحد أو مؤسسة تشترط إجادة اللغة العربية، وهذه مشكلة ومأساة ونكبة في العالم العربي، فالمجتمع العربي هو المتهم الأول في أزمة اللغة العربية.
وأبدى عضو مجمع اللغة العربية حسرته على ما فعله أبناء اللغة في لغتهم، وقال: «عربيتنا محنتها من أهلها، لأن هناك فرقاء ممن يهاجمون العربية، ويتهمونها بأنها صعبة، ويقارنونها بغيرها من اللغات، وهذا كله كلام خاطئ وغير صحيح»، مضيفا أنَّ المجتمعات العربيات كلها مسؤولة عن أزمة اللغة، وبعض الأهالي يشتكون أن أبناءهم في مدارس اللغات يتحدثون أحيانا باللغة العربية، وهذه مأساة، أن يشكو ولي أمر من أن ابنه يتحدث بلغة وطنه.
وقال الدكتور أبو اليزيد الشرقاوي «لأول مرة يتم التحدث عن المشاكل التي تواجه اللغة العربية، فطوال عشر سنوات أحضر مناسبات في الاحتفال بلغة الضاد في اليوم الذي خصصته اليونسكو ودائما يكون الكلام عن مديح لها وتغزل في محاسنها دون الحديث عن المشكلات والتحديات».
وأضاف الشرقاوي، أن هناك مشكلات كثيرة في مناهج اللغة العربية في ما يتعلق بتدريس الأدب العربي وخاصة الأدب الحديث، لافتا إلى أن منهج الثانوية العامة لم يتم تعديله بصورة حقيقية منذ عام 1989، فأصبح الدارس في حالة فراغ فكري وعاطفي، مشيرًا إلى ما يثيره نظام «البابل شيت» من أزمات لغوية، وسيؤدي لتخرج جيل كامل لا علاقة له باللغة العربية وآدابها.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: اللغة العربية صالون ثقافي بيت الشعر العربي وزارة الثقافة اللغة العربیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
«جونا عربي».. شعار «أيام العربية» ينبض بالحياة ببرنامج حافل
أبوظبي (الاتحاد)
كشف مركز أبوظبي للغة العربية اليوم عن برنامجه الكامل للدورة الثالثة من مهرجان «أيام العربية» الممتد لثلاثة أيام، محتفياً باللغة العربية وحيويتها وصلتها بالواقع المعاصر، فمن 13 إلى 15 ديسمبر 2025، تتحوّل منارة السعديات إلى فضاءٍ نابضٍ بالموسيقى والسينما وفنون السرد والتجارب التفاعلية، تحت شعار يتماهى مع روح الشباب هو «جونا عربي».وتقدم دورة عام 2025 أوسع برنامج لمهرجان «أيام العربية» حتى الآن، إذ يشهد عروضاً موسيقية تُقدم للمرة الأولى، وورش عمل للتطوير المهني، ومساحات مخصّصة للشباب والعائلات، مسلطاً الضوء على الدور المحوري لأبوظبي باعتبارها منصة عالمية للغة العربية والثقافة، بالتزامن مع اليوم العالمي للغة العربية الذي تحتفي به اليونسكو في 18 ديسمبر.
وقال الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية: «إن مهرجان أيام العربية أكثر من مجرد احتفالية، إنه برنامج حي، يستفيد من مفهوم الصناعات الإبداعية، ليجعل اللغة نابضة بالحياة». وأضاف: «تدعو دورة هذا العام الجمهور إلى تذوق جماليات اللغة العربية بالحواس، رؤيتها، وسماعها، والتفاعل معها عبر الابتكارات في العلوم، والفنون، مع عناية خاصة بفئة الشباب، وابتكارات العالم الرقمي، تعزيزاً لرسالة شعار اليونسكو لاحتفالات هذا العام باليوم العالمي للغة العربية «آفاق مبتكرة للغة العربية: سياسات وممارسات ترسم مستقبلاً لغوياً أكثر شمولاً»، وتأكيداً لرسالة مركز أبوظبي للغة العربية بأن اللغة ليست إرثاً فحسب، بل قوة إبداعية متجددة».
عبر العروض الموسيقية والحوارات الثقافية الثرية، يصطحب المهرجان خلال أيامه الثلاث زواره في رحلة من الأمسيات الغنائية يحييها كل من فؤاد عبد الواحد، ورحمة رياض، وفرقة كايروكي. فيما تشهد الليلة الختامية احتفاء خاصاً بفن الموشحات، بمشاركة لينا شاماميان، وريما خشيش، وزينة عماد.
وضمن فقرتها الفنية، ستقدم خشيش ألبومها الجديد «يا من إذا» تكريماً للشاعر والموسيقار المصري فؤاد عبد المجيد، إذ يشهد الألبوم عرضه الحي الأول، وإطلاقه الرسمي على مسرح المهرجان بعد إصداره الرقمي العالمي.
جلسات حوارية
تستضيف قاعة المهرجان يومياً جلسات حوارية تستكشف عمق التعبير الثقافي العربي وتطوره، إذ تُفتتح فعاليات اليوم الأول بجلسة تحمل عنوان «النغمة والقصيدة: التراث مصدراً للإبداع المعاصر»، تتناول العلاقة الراسخة بين الموسيقى والشعر، والأساليب التي يواصل بها التراث الثقافي العربي التأثير في الممارسات الإبداعية الحديثة. وتجمع الجلسة رؤى كل من لينا شماميان، والباحث والشاعر الدكتور مهدي منصور.أما اليوم الثاني فيتضمن جلسة بعنوان «الشباب وصناعة المحتوى العربي»، بمشاركة المخرجين ماجد الزبيدي، وندى جاهد، يستعرضان خلالها تجربتهما في دخول عالم السينما، والدروس التي اكتسباها خلال إخراج أفلامهما.
يختتم المهرجان فعالياته في اليوم الأخير، بالشراكة مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، بجلسة بعنوان «أصوات وجماليات: العربية مصدراً للإلهام»، تسلط الضوء على دور اللغة العربية بوصفها محدداً للهوية، وأساساً للتعبير الأدبي والفني. ويشارك في الجلسة كل من المؤلف الموسيقي إيهاب درويش رئيس جمعية الموسيقيين الإماراتيين، والناقدة الأدبية مريم الهاشمي، والشاعر عبدالرحمن الحميري، الفائز بمسابقة «أمير الشعراء» لعام 2025.
رؤية معاصرة
وفي دورته الثالثة، تعود جلسات «الحكايات حول موقدة النار» برؤية معاصرة تعيد سرد التقاليد العربية، حيث تلتقي الحكايات الكلاسيكية بفنون السرد الحديث، والموسيقى، والشعر ضمن أجواء رائعة في الهواء الطلق. ويشارك في الجلسات كلٌ من الفنان فايز السعيد، والشاعر علي الخوَّار، وعازف العود عبدالعزيز المدني، وعازف الناي ناصر أمير، إلى جانب خبير الخيل العالمي علي العامري.
وانطلاقاً من رسالته الثقافية، يستضيف المهرجان، بالتعاون مع جامعة نيويورك أبوظبي، مؤتمراً بعنوان «الذكاء الاصطناعي وتعليم اللغة العربية»، بهدف تمكين معلمي اللغة العربية، ودعم تطوير نماذج مبتكرة للمناهج الدراسية المدعومة بالذكاء الاصطناعي. كما توفّر الدورة التدريبية للسرد القصصي المقدمة من (سي إن إن بالعربية) فرصةً للمواهب الناشئة من صناع المحتوى لتعزيز قدراتهم في السرد ومهارات الإنتاج الرقمي.
تجارب تفاعلية
ويقدم المهرجان أنشطة متنوعة مُصممة لتناسب جميع الأعمار، مع تجارب تفاعلية، وجدار غرافيتي للرسم الحي، وورش عمل حول كيفية توظيف وسائل التواصل الاجتماعي لبناء مسارات مهنية إبداعية. إضافة إلى عرض باقة مختارة من الأفلام العربية لصناع أفلام موهوبين، يقدمها استوديو الفيلم العربي، إحدى مبادرات المختبر الإبداعي، ذراع تطوير المواهب لهيئة الإعلام الإبداعي في أبوظبي، علاوة على ذلك، يتضمن البرنامج مجموعة من الأنشطة المناسبة للعائلات تتضمن مسرح الدمى والجوقة العربية، ومجموعة متنوعة من ألعاب الطاولة التقليدية.