وكالة أممية: إسرائيل شددت قيود وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إن السلطات الإسرائيلية زادت، منذ مطلع العام الجديد، القيود على وصول بعثات الإغاثة إلى غزة، وسط تحذيرات من مجاعة تلوح في الأفق بالقطاع المحاصر.
وقالت الوكالة الأممية، إن سبعا فقط من أصل 29 دفعة لتوصيل الغذاء والدواء والمياه والإمدادات الأخرى، كانت مخططة منذ بداية عام 2024، وصلت إلى وجهاتها في شمال غزة، إلى حدود يوم الأحد الأحد.
وأضافت أن هذا الرقم "يمثل هذا تدهورا كبيرا بالمقارنة مع ديسمبر 2023، عندما تم تنفيذ أكثر من 70 بالمئة (13 من أصل 18) من المهام المخطط لها في الشمال بنجاح".
وأوردت، أن هذا الوضع "يشلّ قدرة الشركاء في المجال الإنساني على الاستجابة بشكل هادف ومتسق وعلى نطاق واسع لمئات الآلاف من الأشخاص الذين ما زالوا في شمال غزة."
وأضافت أن، القيود الإسرائيلية على بعثات الإغاثة ورفضها لها تؤثر أيضا على الوصول إلى مدينتي دير البلح وخان يونس في وسط وجنوب غزة.
ولم تعلق الهيئة العسكرية الإسرائيلية المشرفة على الشؤون الفلسطينية، والمعروفة باسم "COGAT"، على تقرير الأمم المتحدة بشكل مباشر عندما طلبت صحيفة واشنطن بوست ردها، الاثنين.
وقالت إن القوات الإسرائيلية "دعت سكان شمال قطاع غزة إلى الانتقال مؤقتا إلى جنوب غزة لحمايتهم"، منذ وقت مبكر من الحرب، وأنها "تسهّل إيصال المساعدات إلى شمال قطاع غزة".
ووفقا لعمال الإغاثة، تشتد حاجة السكان للمساعدات، وخاصة المواد الغذائية، في جميع أنحاء غزة، وخاصة في الشمال.
وفي مؤتمر صحفي، الاثنين، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إنه "قلق للغاية" بشأن التوتر المتزايد في المنطقة، مكررا دعوته لمزيد من المساعدات ووقف التصعيد.
وقال: "نحن بحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.. لضمان وصول المساعدات الكافية إلى حيث تكون هناك حاجة إليها. لتسهيل إطلاق سراح الرهائن. لإخماد لهيب حرب أوسع نطاقا، لأنه كلما طال أمد الصراع في غزة، زاد خطر التصعيد وسوء التقدير".
وسلط رئيس منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، بدوره الضوء على عدم وصول المساعدات الكافية إلى مناطق بقطاع غزة.
وكتب في منشور على منصات التواصل الاجتماعي، أنه "مع تزايد خطر المجاعة في غزة، وتعرض المزيد من الناس لتفشي الأمراض الفتاكة، هناك حاجة ماسة إلى تغيير جذري في تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع".
ودعا المسؤول الأممي، إلى فتح طرق دخول جديدة للمساعدات من خلال: "السماح لعدد أكبر من الشاحنات بالمرور عبر نقاط التفتيش الحدودية كل يوم، وتخفيف القيود على حركة العاملين في المجال الإنساني"، علاوة على "ضمان سلامة العاملين بالقطاع الإغاثي".
As the risk of famine in #Gaza grows, and more people are exposed to deadly disease outbreaks, a fundamental step change in the flow of humanitarian aid into the Strip is urgently needed:
-opening of new entry routes
-more trucks being allowed through border checks each day… pic.twitter.com/Mp1AQPSSqs
وفي رد سابق على تقارير عن قيود على المساعدات، قال مسؤول إسرائيلي، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة الحملة العسكرية، للصحيفة إن إسرائيل "تبذل جهودا كبيرة" لزيادة المساعدات الإنسانية.
كما اتهم المسؤول حماس بالاستيلاء على شحنات المساعدات، وهي تهمة ترفضها الأمم المتحدة والولايات المتحدة.
واندلعت الحرب بعد هجوم غير مسبوق شنته الحركة في السابع منأكتوبر على إسرائيل أدى الى مقتل نحو 1140 شخصا، غالبيتهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر إسرائيلية رسمية.
وخطف نحو 250 شخصا كرهائن خلال الهجوم، لا يزال 132 منهم محتجزين، وفقا للسلطات الإسرائيلية.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء" على حماس وتشن منذ ذلك الحين حملة كثيفة من القصف والغارات المدمرة اتبعتها بهجوم بري منذ 27 أكتوبر.
وأدت العمليات العسكرية الإسرائيلية الى مقتل 24100 شخص وإصابة و60834 غالبيتهم من المدنيين وبينهم النساء والأطفال، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس في قطاع غزة.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
فضيحة مدوّية في قلب إسرائيل.. اتهام الاحتلال بتسليح ميليشيات في غزة
البلاد – غزة
في الوقت الذي يواجه فيه قطاع غزة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخه، جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل الذي خلّف آلاف القتلى والجرحى، ودمّر المستشفيات والمدارس ومخازن الغذاء، تطفو إلى السطح فضيحة جديدة تهزّ الداخل الإسرائيلي وتثير غضبًا واسعًا في الأوساط السياسية والأمنية.
فبعد شهور من التقارير التي تحدّثت عن دعم مجموعات مسلحة داخل القطاع لنشر الفوضى ونهب المساعدات، جاء تصريح ناري من أحد أركان المؤسسة الأمنية الإسرائيلية سابقًا، ليكشف عن جانب خطير وغير مسبوق من السياسات السرية التي اتبعتها حكومة تل أبيب.
وفي مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية، صرّح وزير الدفاع الأسبق وزعيم حزب “إسرائيل بيتنا” اليميني، أفيغدور ليبرمان، بأن إسرائيل قامت بنقل أسلحة خفيفة وبنادق هجومية إلى مجموعات وصفها بـ”الميليشيات الإجرامية” داخل غزة، بأوامر مباشرة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وقال ليبرمان بالحرف: “نحن نتحدث عن ما يعادل تنظيم داعش في غزة”، محذرًا من خطورة هذه الخطوة، ومشيرًا إلى أنه لا توجد أي وسيلة لمراقبة هذه الأسلحة أو تتبّع استخدامها، مما يشكّل خطرًا مستقبليًا على إسرائيل نفسها.
وأوضح ليبرمان أن رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) كان على علم بعملية نقل الأسلحة، لكنه أبدى شكوكه حول ما إذا كان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي مطلعًا على التفاصيل، مرجّحًا أيضًا أن مجلس الوزراء لم يوافق رسميًا على القرار.
وفي ردٍ رسمي، قال مكتب رئيس الوزراء إن إسرائيل “تعمل على هزيمة حماس بطرق متنوعة ومختلفة”، وذلك بناءً على توصيات الأجهزة الأمنية، دون التطرق بشكل مباشر لما قاله ليبرمان.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد نشرت قبل شهور معلومات تفيد بأن الحكومة الإسرائيلية قامت بدعم مجموعات مسلحة لخلق فوضى داخل غزة، من خلال نهب المساعدات الإنسانية وإشاعة الانقسام بين المدنيين، وهي خطوة وُصفت آنذاك بأنها محاولة للسيطرة على الأوضاع عبر وكلاء فوضويين.
وكررت الأمم المتحدة إدانتها لعمليات القتل التي طالت مؤخراً عشرات الفلسطينيين خلال توافدهم إلى مراكز توزيع المساعدات في قطاع غزة.
وأشار نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، إلى أنه لا ينبغي اعتبار قتل الفلسطينيين في نقاط توزيع المساعدات الإغاثية حوادث فردية.
وقال فليتشر في بيان نشر على الموقع الإلكتروني لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أمس : “يشهد العالم يوماً بعد يوم مشاهد مروعة لفلسطينيين يتعرضون لإطلاق النار في غزة وهم يحاولون ببساطة الحصول على الطعام، ما يؤدي لمقتلهم أو إصابتهم”. كما أيد دعوة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش “لإجراء تحقيقات مستقلة وفورية بهذا الشأن”، مضيفاً أن “هذه ليست حوادث فردية”.