قيود مصرفية صينية صارمة على المعاملات الروسية
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
نقلت وكالة بلومبيرغ عن مصادر مطلعة -لم تسمها- أن البنوك الصينية المملوكة للدولة شرعت في تشديد القيود على تمويل العملاء الروس، بعد قرار الولايات المتحدة فرض عقوبات ثانوية على الشركات المالية الأجنبية التي تدعم أنشطة موسكو في الصراع الأوكراني.
ووفقا لبلومبيرغ، بدأ ما لا يقل عن بنكين كبيرين مراجعة شاملة لعملياتهما التجارية الروسية في الأسابيع الأخيرة، مع التركيز بشكل خاص على المعاملات عبر الحدود.
وكشفت المصادر عن أن البنوك تتخذ إجراءات حاسمة من خلال قطع العلاقات مع العملاء المدرجين تحت العقوبات والتوقف عن تقديم أي خدمات مالية للصناعة العسكرية الروسية، بغض النظر عن العملة أو موقع المعاملة.
ولضمان الامتثال، يعمل المقرضون على تعزيز الإجراءات الواجبة على العملاء، وإجراء فحوصات شاملة على تسجيلات الأعمال، والمستفيدين المعتمدين، والمراقبين النهائيين الذين لهم علاقات مع روسيا.
ومن المتوقع أن يمتد نطاق المراجعة ليشمل العملاء غير الروس المشاركين في الأعمال التجارية في روسيا أو الذين ينقلون العناصر المهمة إلى روسيا عبر دول وسيطة، وفق المصدر نفسه.
وتشير بلومبيرغ إلى أن هذا التطور حلقة جديدة في تصعيد القيود التي فرضتها البنوك الحكومية الصينية منذ أوائل عام 2022، إثر الحرب الروسية الأوكرانية، الذي أدى إلى فرض عقوبات واسعة النطاق، بما في ذلك تلك التي فرضتها الولايات المتحدة.
والشهر الماضي، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية استخدام عقوبات ثانوية ضد البنوك التي تسهل صفقات شراء روسيا لمعدات لجيشها، مما أدى إلى توسيع الضغوط المالية على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ووفقا لبلومبيرغ، فإنه رغم معارضة الصين العامة للعقوبات الأميركية، فإن هذه الخطوة تسلط الضوء على مدى امتثال البنوك الصينية لهذه العقوبات. وقد امتنعت الصين عن تقديم مساعدات عسكرية كبيرة لروسيا، حتى مع استمرارها في تقديم الدعم الدبلوماسي لبوتين وتوسيع التجارة في المناطق التي لا تخضع للعقوبات.
وخلال الصراع الدائر، شهدت صادرات الصين إلى روسيا زيادة كبيرة، مما جعلها أكبر مستورد للنفط من روسيا.
وقد قيدت العقوبات بشكل كبير قدرة البنك المركزي الروسي على الوصول إلى الاحتياطات الدولية، ولم يتبق له سوى الذهب واليوان. وارتفعت حصة التسويات القائمة على اليوان إلى 27% اعتبارًا من سبتمبر/أيلول الماضي ارتفاعا من 15% نهاية عام 2021.
وفي المجال المالي، لجأت البنوك الروسية إلى شركة "يونيون باي" الصينية عام 2022 بعد تعليق عمليات فيزا وماستر كارد هناك.
وتتمتع أكبر 4 بنوك حكومية في الصين بسجل حافل من الامتثال للعقوبات الأميركية السابقة ضد دول مثل إيران وكوريا الشمالية للحفاظ على الوصول إلى نظام المقاصة بالدولار الأميركي.
وأثار قرار الولايات المتحدة بفرض عقوبات ثانوية جدلا بسبب تأثيره المحتمل الذي لا يمكن التنبؤ به وخطر العواقب الجانبية المصاحبة له. وردا على ذلك، قد تنسحب البنوك العاملة في عدد من الدول من قطاعات بأكملها، حتى تلك التي لم تخضع لعقوبات مباشرة، من باب الحذر لتجنب انتهاك القواعد، تقول لبلومبيرغ.
وتطلب هذه الجولة الأخيرة من القيود من البنوك الالتزام بمعايير صارمة، خاصة عندما تكون غير متأكدة من القطاعات التي يمكن أن تتأثر بمعاملاتها التجارية ذات الصلة بروسيا.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
عقوبات أميركية جديدة تستهدف شبكة الشحن الإيرانية
أعلنت وزارة الخزانة الأميركية الأربعاء عقوبات جديدة على أكثر من 115 فردا وكيانا وسفينة على صلة بإيران، في مؤشر على أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تُكثف جهودها في حملة "أقصى الضغوط" بعد قصف المواقع النووية الرئيسية الإيرانية في يونيو.
وتستهدف العقوبات بشكل عام مصالح الشحن التابعة لمحمد حسين شمخاني، نجل علي شمخاني، وهو مستشار للمرشد علي خامنئي.
ووصفت وزارة الخزانة الأميركية هذه الخطوة بأنها أهم إجراء يخص العقوبات المتعلقة بإيران منذ 2018، خلال ولاية ترامب الأولى.
ووفق وزارة الخزانة فإن شمخاني يسيطر على شبكة واسعة من سفن الحاويات والناقلات عبر شبكة معقدة من الوسطاء الذين يبيعون شحنات النفط الإيرانية والروسية وسلعا أخرى عبر العالم.
واتهمت الوزارة شمخاني باستغلال علاقاته الشخصية والفساد في طهران لتحقيق أرباح بعشرات المليارات من الدولارات، يُستخدم جزء كبير منها لدعم النظام الإيراني.
وبشكل عام، تستهدف العقوبات الجديدة 15 شركة شحن و52 سفينة و12 فردا و53 كيانا للضلوع في التحايل على العقوبات في 17 دولة، من بنما وإيطاليا إلى هونغ كونغ.
وقالت الخارجية الأميركية في بيان: "تتخذ الولايات المتحدة اليوم إجراءات حاسمة لعرقلة قدرة النظام الإيراني على تمويل أنشطته المزعزعة للاستقرار، بما في ذلك برنامجه النووي، ودعمه للجماعات الإرهابية، وقمعه لشعبه".
وأضافت: "تستهدف هذه الإجراءات مشغل محطة، وشركات إدارة سفن، ومشترين بالجملة سهّلوا مجتمعين تصدير وشراء ملايين البراميل من النفط الخام الإيراني، والمنتجات النفطية، والبتروكيماويات".
وقال مسؤول أميركي إن الخطوة الجديدة لن تسبب اضطرابا في أسواق النفط العالمية إذ صُممت خصيصا لاستهداف جهات محددة.
وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على شمخاني في وقت سابق من يوليو، وعزا التكتل ذلك إلى دوره في تجارة النفط الروسية.
وأشار مسؤول أميركي إلى أن العقوبات الأميركية الجديدة ستؤثر على كل من روسيا وإيران، لكنها تركز على طهران، مضيفا: "من وجهة نظرنا، وبالنظر إلى موقع هذا الشخص وارتباطه بالزعيم الأعلى وأنشطة والده السابقة في مجال العقوبات، من الأهمية بمكان التأكيد على أن العقوبات على إيران ذات مغزى وتأثير كبير".
جدير بالذكر أن الولايات المتحدة استهدفت علي شمخاني، والد محمد حسين، بعقوبات في عام 2020.