شحن الهواتف مهمة صعبة للغاية.. كيف تغلب عليها الغزيون؟
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
أصبح الهاتف الخلوي من الضروريات في هذه الأيام، فهو وإن كان وسيلة اتصال بالأساس، إلا أنه تحول لوسيلة تجعلك تطلع على كل ما يدور حولك، وأكثر من ذلك تجعلك توثق ما يدور حولك، وهو الأمر الأهم في قطاع غزة الذي يعاني عدوانا إسرائيليا مدمرا منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
يجلس رجال نازحون في غزة حول مجموعة متشابكة من الكابلات والأسلاك الممددة المتصلة بمنفذ طاقة في مستشفى سعيا لتحقيق هدف بالغ الأهمية ولكنه بعيد المنال، وهو شحن هواتفهم.
وفي وقت الحرب بغزة، فإن الهاتف المشحون بمثابة شريان حياة، إذ يساعد في الاطمئنان على الأحبة بعد القصف الإسرائيلي، ويساعد في معرفة الأماكن التي قد يتوفر بها الطعام والمياه، بالإضافة إلى توفير الإنارة في الخيام بعد حلول الظلام.
وقال محمد أبو سخيتا الذي نزح مع عائلته التي تضم طفلا رضيعا من مخيم الشاطئ للاجئين بشمال غزة إلى خيمة في رفح "اليوم، حلم البني أدم أن يشحن (الهاتف) شحنة كاملة، من الصعوبة جدا، يا تشحنه 50-60 (بالمئة)، أقصى حد 70 (بالمئة) لأنك بتقعد تضيع ثلاث أو أربع ساعات"، وفق تقرير مصور لوكالة "رويترز".
وتحظى المنطقة المتاح فيها شحن الهواتف خارج المستشفى الإماراتي في رفح بشعبية كبيرة لأنها مجانية. ويسمح المستشفى للنازحين بتوصيل الكابلات إلى مقابس الكهرباء التي يتم تغذيتها إما عن طريق الألواح الشمسية أو مولد عندما يتوفر الوقود.
وفي أماكن أخرى، تسمح بعض الأسر أو الشركات الصغيرة التي لديها ألواح شمسية للناس بشحن الهواتف ولكن في كثير من الأحيان مقابل رسوم، وهو أمر لا يستطيع الجميع تحمل تكلفته.
وقال أبو سخيتا: "والله في بيشحنوا طاقة شمسية بفلوس، بس الأوضاع المادية عندي صعبة، فأضطر للبحث عن بديل، أشحن في مكان مثل مستشفى، أو مؤسسة مجانية من غير دفع نقود".
والهواتف ليست الجهاز الوحيد الذي يحتاج إلى شحن منتظم.
وقال محمد أبو طه، وهو حلاق في رفح، إنه يعتمد على الألواح الشمسية في منزل عائلته لشحن ماكينة الحلاقة الكهربائية الخاصة به بعد استخدامها.
وقال: "من بين كل زبون أبعث ابن أختي ليشحن الماكينة وأضطر أحكي للزبون يعني إذا فيه شمس بشتغل، مفيش شمس مش هنشتغل.. وإذا الماكينة طفت معي، أعتذر للزبون".
وتمكن أحد الخياطين في رفح من التغلب على مشكلة انقطاع الكهرباء عن طريق تحويل دراجة طفل مفككة إلى دينامو بدواسة لتشغيل ماكينة الخياطة الخاصة به.
لا مكان للشحن
مع استمرار العدوان والمجازر نزح معظم السكان، وأدى النقص الحاد في الغذاء والمياه والكهرباء والأدوية إلى كارثة إنسانية، وفقا للأمم المتحدة.
وأصبح شحن الهاتف أحد تحديات الحياة اليومية؛ إذ يستغرق وقتا طويلا ومثيرا للإحباط شأنه شأن البحث عن الخبز أو المياه.
وقال محمود معروف، وهو نازح من جباليا بشمال غزة، والذي أحضر بطارية مشابهة لبطاريات السيارات إلى نقطة الشحن في المستشفى الإماراتي: "جئنا هنا حتى نشحن عند هنا لكن هناك زحام".
وإلى جانب الهواتف، يجلب الناس مثل هذه البطاريات لشحنها حتى يتمكنوا بعد ذلك من تشغيل الأجهزة التي يحتاجونها في خيامهم.
وينظم المتطوعون في المستشفى جدولا زمنيا يسمح للأشخاص بالشحن لفترة معينة من الوقت. ويساعد النظام على تجنب المشاحنات من خلال إتاحة الوصول إلى المقابس القيمة لأكبر عدد ممكن من الأشخاص، ولكن الطلب مرتفع للغاية بحيث لا يرضي الجميع.
وقال معروف إنه يحتاج إلى شحن بطاريته لتشغيل الأجهزة الطبية لأطفاله الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي.
وقال: "عندنا أولاد تعيش على التنفس الاصطناعي، أحضرنا بطارية كبيرة حتى نشحنها لأن المستشفيات مليئة والوضع صعب جدا".
وعلى الرغم من الملل، فإنهم محظوظون بما يكفي ليجدوا مكانا يتحملهم حتى يشحنوا هواتفهم بقدر الإمكان.
وقال محمد الشمالي، وهو نازح من مدينة غزة "نأتي هنا عند المستشفى الإماراتي حتى نشحن هواتفنا، يستمر الهاتف بالعمل يوم أو يوم ونصف كحد أقصى. نحن نستخدمه للإنارة فقط لا غير".
وأضاف: "الاتصالات ضعيفة، لا شبكة إنترنت موجودة. نستخدمه لإضاءة الطريق أو الخيمة، لا أكثر ولا أقل".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة شحن الهواتف الكهرباء غزة هواتف كهرباء شحن المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی رفح
إقرأ أيضاً:
كوشنر وويتكوف في مهمة حساسة ببرلين.. سلام أوكرانيا مقابل تنازلات إقليمية
أفاد موقع أكسيوس، اليوم السبت بأن المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، وصهر الرئيس ترامب جاريد كوشنر، سيجتمعان بعد غد الاثنين في برلين مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، في محاولة للتوصل إلى اتفاق بشأن خطة الولايات المتحدة للسلام في أوكرانيا.
تنازل أوكرانيا عن الأراضيويبذل البيت الأبيض جهودًا حثيثة لحث أوكرانيا على الموافقة على خطته، إلا أن التنازلات الإقليمية التي تُطالب كييف بتقديمها لا تزال تشكل نقطة خلاف رئيسية.
ويعتقد الجانب الأمريكي أن جميع القضايا الأخرى قريبة من الحل، وأن زيلينسكي ربما يكون قد طرح مسارًا للمضي قدمًا بشأن التنازلات الإقليمية.
وأشار مسؤول في البيت الأبيض لـ"أكسيوس" إلى أن زيلينسكي ألمح، خلال تصريحات علنية يوم الخميس، إلى إمكانية إجراء استفتاء في أوكرانيا على اتفاق سلام يتضمن التنازل عن بعض الأراضي وقال المسؤول إن الولايات المتحدة تعتبر ذلك تقدمًا.
سيطرة روسيا على دونباستُصرّ روسيا على سيطرتها على منطقة دونباس بأكملها بموجب أي اتفاق، رغم أن حوالي 14% منها لا تزال تحت سيطرة أوكرانيا وقد أدرجت الولايات المتحدة مطلب روسيا في خطتها، مقترحةً تحويل المنطقة المعنية إلى منطقة منزوعة السلاح.
منطقة اقتصادية في دونباسوفي التصريحات نفسها، أوضح زيلينسكي تشكيكه الشديد في المقترح الأمريكي بإنشاء "منطقة اقتصادية حرة" في دونباس، ويسعى إلى إدخال تعديلات وتوضيحات على قضايا أخرى.
وقال إنه يعتقد أن مسألة عدالة التنازلات المطلوبة من أوكرانيا "سيُجيب عنها الشعب الأوكراني" في استفتاء أو انتخابات.
ويُعدّ إجراء مثل هذا التصويت في ظل الظروف الراهنة بالغ الصعوبة، لكن مسؤولاً أمريكياً صرّح بأن الأوروبيين، قالوا خلال اجتماع عُقد يوم الجمعة إنهم سيدعمون زيلينسكي إذا اقترح إجراء استفتاء على الأراضي.
خلال ذلك الاجتماع الافتراضي، ناقش ويتكوف وكوشنر خطة إنشاء منطقة منزوعة السلاح مع مستشاري الأمن القومي لأوكرانيا وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة.
وقال مسؤول في البيت الأبيض، إن تلك المناقشات والجولة الأخيرة من المحادثات الأمريكية الأوكرانية يوم الخميس أظهرت تقدماً كافياً لإقناع ترامب بإرسال ويتكوف وكوشنر إلى أوروبا.
وقال مسؤول ثانٍ في البيت الأبيض: "إنهم يعتقدون أن هناك فرصة للسلام، والرئيس يثق بهم".
وقال مسؤول أمريكي رفيع المستوى ، إن إدارة ترامب مستعدة لمنح أوكرانيا ضماناً يستند إلى المادة الخامسة من حلف الناتو، على أن يُقرّه الكونجرس ويكون ملزماً قانوناً.
وأضاف مسؤول أمريكي: "نريد أن نمنح الأوكرانيين ضمانًا أمنيًا لا يكون بمثابة شيك على بياض، بل ضمانًا قويًا بما يكفي. ونحن على استعداد لعرضه على الكونجرس للتصويت عليه".
إعادة الإعمار في أوكرانياوفي التفاصيل، أوضح المسؤول الأمريكي أنه ستكون هناك ثلاث اتفاقيات منفصلة بشأن السلام، والضمانات الأمنية، وإعادة الإعمار، وأن المحادثات الأخيرة منحت الأوكرانيين "رؤية شاملة لما بعد الحرب" لأول مرة.
وأضاف المسؤول الأمريكي أن المفاوضات بشأن حزمة الدعم الاقتصادي وإعادة الإعمار لما بعد الحرب تسير على نحو جيد، موضحا أنه "عندما يرى الناس ما سيحصلون عليه، وليس فقط ما سيقدمونه، يصبحون أكثر استعدادًا للمضي قدمًا".
وأضاف: "وفقًا للمقترح الحالي، ستنتهي الحرب مع احتفاظ أوكرانيا بسيادتها على 80% من أراضيها، وستحصل على أكبر وأقوى ضمان أمني حصلت عليه على الإطلاق، بالإضافة إلى حزمة دعم اقتصادي كبيرة".