دانت الولايات المتحدة، الأربعاء، الضربات الإيرانية الأخيرة في العراق وسوريا وباكستان حيث قالت طهران أنها تستهدف "جماعات إرهابية مناهضة" لها.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر "نعم، نحن ندين هذه الضربات. لقد رأينا إيران تنتهك الحدود السيادية لثلاث من جاراتها خلال الأيام القليلة الماضية".

وكان ميلر قال في وقت سابق إن الولايات المتحدة تعارض الضربات الصاروخية "المتهورة التي تقوم بها إيران، التي تقوض استقرار العراق".

وأضاف في بيان "ندعم جهود حكومة العراق وحكومة إقليم كردستان لتلبية تطلعات الشعب العراقي".

وقال مسؤولان أميركيان لرويترز أمس الاثنين إن الضربات لم تستهدف أي منشآت بها أميركيون، ولم تقع إصابات في صفوف الأميركيين.

وقالت إيران إن الحرس الثوري نفذ هجوما على "مقر تجسس" إسرائيلي في مدينة أربيل بالعراق يوم الاثنين. ونفى العراق في وقت لاحق وجود أي مركز تجسس من هذا القبيل في البلاد.

واعتبر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن "الضربة الإيرانية في أربيل كانت عملا عدوانيا واضحا ضد العراق"، وتابع في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء العراقية (واع)، "هذا الفعل بالتأكيد تطور خطير يقوض العلاقة القوية بين العراق وإيران".

وأفادت سلطات الإقليم بمقتل "أربعة مدنيين" على الأقل وإصابة ستة آخرين. ومن بين القتلى رجل الأعمال البارز في مجال العقارات بشراو دزيي وزوجته.

وقالت بغداد إنها ستتخذ إجراءات منها "تقديم شكوى إلى مجلس الأمن" الدولي. 

وفي باكستان ذكرت  وسائل إعلام إيرانية أن مقرّين تابعين لجماعة "جيش العدل" التي تصنفها طهران "إرهابية" وتتهمها بالعمل من قواعد في باكستان، تعرضا لقصف "بالصواريخ والطائرات المسيرة وتم تدميرهما".

وأكدت وزارة الخارجية الباكستانية أن القصف الذي وقع مساء الثلاثاء أدى الى مقتل طفلين وإصابة ثلاثة أشخاص آخرين بجروح.

وعن الضربات في سوريا، قالت طهران إنها استهدفت "أماكن تجمّع القادة والعناصر الرئيسية للإرهابيين (..) وخصوصا تنظيم داعش"، ردا على تفجيرين انتحاريين في كرمان جنوب إيران مطلع يناير تبناهما تنظيم الدولة الإسلامية، أديا إلى مقتل نحو 90 شخصا.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

ما أهمية محادثات إيران وقطر وعُمان لمفاوضات طهران وواشنطن؟

قال مدير مكتب الجزيرة في طهران عبد القادر فايز إن الاجتماع الوزاري الثلاثي بين إيران وقطر وسلطنة عُمان يعكس تصاعدا في وتيرة التنسيق الإقليمي حيال المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، مشيرا إلى أن قطر بدأت تلعب دورا أكثر وضوحًا في هذا الملف الحساس.

وأكد فايز أن التقدير السائد في طهران هو أن المحادثات وصلت إلى مرحلة شديدة الأهمية، خاصة بشأن تخصيب اليورانيوم، وهو الملف الذي بات يمثل نقطة كسر عظم بين إيران والولايات المتحدة، مما يفسر التحرك القطري المساند للدور العُماني في هذا المسار.

وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قد اجتمع في طهران، الأحد، مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ووزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي، في لقاء ثلاثي عُقد على هامش "منتدى الحوار"، وبحث آخر مستجدات الوساطة الإقليمية بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وأشار فايز إلى أن الإيرانيين ينظرون لتشددهم في ملف التخصيب باعتباره مسألة سيادية لا تحتمل التنازل، خاصة أن دورة الوقود النووي باتت مكتملة داخل إيران، معتبرا أن طهران تعتبر التخلي عن التخصيب على أراضيها تفريطا في إحدى ركائز قوتها التفاوضية الأساسية.

إعلان صفر تخصيب

ولفت إلى أن الولايات المتحدة تضع شرط "صفر تخصيب" كمدخل رئيسي لأي اتفاق، إذ ترى أن إنهاء هذه الأنشطة بالكامل يمثل ضمانة جوهرية لمنع توجه إيران نحو تصنيع السلاح النووي، لكن في المقابل، لا تلمس طهران ما تعتبره "ضمانات وازنة" من الجانب الأميركي حتى الآن.

وأوضح فايز أن السؤال الجوهري من وجهة النظر الإيرانية بات يتمحور حول ما يمكن أن تقدمه واشنطن مقابل خفض مستوى التخصيب أو وقفه، معتبرا أن قطر ودولا أخرى في الإقليم دخلت على هذا الخط في محاولة لتقريب وجهات النظر وإحداث اختراق محتمل.

وكانت الخارجية القطرية قد أكدت في بيان أن الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أعرب خلال اللقاء عن أمل بلاده في التوصل إلى "اتفاق منصف ودائم وملزم" بين إيران والولايات المتحدة، بما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار ويفتح آفاقا جديدة للحوار الإقليمي.

وشدد فايز على أن الدخول القطري على هذا المسار يعكس إدراكا بأن المفاوضات وصلت إلى نقطة بالغة الحساسية، حيث لم تعد محكومة فقط بمنطق عض الأصابع، بل انتقلت إلى مرحلة كسر إرادات، في انتظار من يبادر بالتنازل أولا.

قضية مقدسة

وأضاف فايز أن إيران لا تعتبر التخصيب قضية مقدسة، لكنها في الوقت ذاته تربط أي تراجع فيه بوجود ضمانات حقيقية من الجانب الأميركي، مشددا على أن طهران ما زالت ترى أن هذه الضمانات غير متوفرة، وهو ما يعقد فرص التوصل إلى اتفاق شامل.

وكان وزير الخارجية الإيراني قد أكد، الأحد، أن بلاده ماضية في عمليات تخصيب اليورانيوم، في رد مباشر على تصريحات المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، معتبرا أن مطالب واشنطن "غير واقعية" وأن التقدم يتطلب اعترافا بالوقائع على الأرض.

وأبدى المسؤولون الإيرانيون، ومن بينهم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، تفاؤلا حذرا حيال فرص تحقيق تقدم، شرط أن تتخلى واشنطن عن "نهج الإكراه والتسلط"، حسب تعبيره خلال لقائه رئيس الوزراء القطري، حيث أكد أن بلاده لن ترضخ لأي إملاءات خارجية.

إعلان

وتدعو الولايات المتحدة إيران إلى التخلي عما لديها من يورانيوم عالي التخصيب وإرساله خارج البلاد، أما طهران فتطالب برفع العقوبات عنها والحصول على ضمانات بعدم تكرار الانسحاب الأميركي من الاتفاق كما حدث عام 2018 خلال الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب.

مقالات مشابهة

  • ما أهمية محادثات إيران وقطر وعُمان لمفاوضات طهران وواشنطن؟
  • إيران تلوّح باتحاد نووي إقليمي بمشاركة واشنطن
  • ماذا تريد إيران دوليا وإقليميا من منتدى طهران للحوار؟
  • ما الملفات التي يحملها وزير خارجية أفغانستان في زيارته لإيران؟
  • هاكان فيدان يبحث مع نظيره العراقي المفاوضات النووية الإيرانية الأمريكية
  • إيران بين السطور.. الحاضر الغائب في قمة بغداد العربية
  • مسئول عراقي: ملفات غزة وسوريا واليمن والمفاوضات الإيرانية الأمريكية على طاولة قمة بغداد
  • بريطانيا: نعمل مع واشنطن على وقف دائم للنار بين الهند وباكستان
  • إيران تصر على حقها النووي وتشترط رفع العقوبات لبناء الثقة مع واشنطن
  • محادثات إيران و3 دول أوروبية بإسطنبول.. كيف تنعكس على المفاوضات النووية؟