عربي21:
2025-12-14@07:54:28 GMT

مقاومة غزة في مواجهة طغيان الصهيونية.. رأي من الجزائر

تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT

مقاومة غزة في مواجهة طغيان الصهيونية.. رأي من الجزائر

نحن في الشهر الرابع على جهاد الكتائب وحاضنتها غزة، وقد أرتنا غزة من نفسها ما حيّر العقول، فخلال كل تلك الأسابيع والعدو الصهيو ـ أمريكي يدمر غزة بكل ما يملك من أسلحة عصرية فتاكة، وهي صابرة محتسبة منتصرة للمقاومة ومتمسكة بالأرض لا تسمع من أبنائها الصغار والكبار والنساء والرجال إلاّ ما يقوي إيمانك بالله تعالى ويمتن يقينك بقدر الله عز وجل، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، فعرفت بنفسها بهذه المواقف الخالدة.



 فإذا رأينا من بعيد ما يصيبهم يوميا طيلة ساعات النهار والليل: حزنت قلوبنا ودمعت عيوننا، وإذا نظرنا لصبرهم وتمسكهم بحقهم واستمرار التفافهم حول المقاومة، وأثر ذلك في دفع عشرات الآلاف من غير المسلمين للبحث عن السبب؟! فأقبلوا على الإسلام يسألون عنه، ويحاولون التعرف على أسرار قوته وتأثيره، وعظيم صنعه في تربية أتباعه، وتقوية عزائمهم على العطاء بلا منّ، ونفوسهم على الصبر والاحتمال بلا حد:  انشرحت صدورنا، وحمدنا الله تعالى على أن هيأ للمسلمين طليعة مجاهدة لها كل ذلك الصبر والثبات والاحتساب، وقد جعل الله تعالى من ذلك سبيلا لهداية الملايين من غير المسلمين للإسلام، تصب أجور اهتدائهم في حسابات أهل غزة والمقاومين من غير أن ينقص ذلك من أجورهم شيئا.

وكذلك إذا نظرنا إلى المقاومة واستمعنا لبياناتها العسكرية: حمدنا الله تعالى على تلك الأعمال الخالدة والبطولات المجيدة التي قام بها شباب المقاومة الثائر، فأحيا بها معاني الجهاد وشرائعه، وما تتركه في النفوس من معاني العزة والأمل في الفوز بنصر الله تعالى .

إن المقاومة قد سجلت بإنجازاتها الخارقة للعادة ـ فهم عشرات الآلاف لا يملكون إلاّ سلاحا معظمه يدوي، وصواريخ من صنعهم لا غناء فيه في مجرى العادة في وجه جيش يتكون من مئات الآلاف، يتفوق على المقاومة تفوقا هندسيا في العدد والعدة والسلاح، تسانده جميع الأسلحة الفتاكة لدى أمريكا والغرب من مئات طائرات والآلاف من الدبابات والمدافع، وعشرات الآلاف من القنابل التي تزن الواحدة منها ألفي 2000 رطل، وخبراء عسكريين وأجهزة المخابرات الكبرى في العالم، وقادة أمريكيين خبروا الحروب الاستدمارية وقادوها في عدة ميادين، وتمرنوا على أساليبها ومكائدها، ومن ورائهم مصانع الأسلحة وخزائن الأموال، فلا يرد للصهاينة طلب ولا يتأخر عنهم إمداد، ومع هذا استطاعت المقاومة أن تلحق بجيوش العدو الهزائم النكراء، فتعطل مئات الآليات الحربية وتقتل الآلاف من الجنود والعديد من القادة وتأسر غيرهم، ولم يستطع العدو لحد اليوم قتل الأبطال، وإنما يصب غضبه على الأهالي المدنيين العزل من أطفال ونساء وشيوخ .

إن المقاومة الإسلامية أعربت عن نفسها بتلك البطولات، وأثبتت بعشرات الشواهد أنها لا تواجه دولة الكيان الصهيوني وحدها، وإنما تواجه أمريكا وكل الأنظمة الغربية المساندة لها، وكل من يمدها بتأييد في الرأي والسياسة ويعينها بالمال والدبلوماسية، ويخذّل عنها غضبة الشعوب المسلمة في العالم العربي والإسلامي، فكفى بالمقاومة شرفا أنها مع قلة عددها وعدتها تحارب كل هؤلاء الأعداء الأقوياء المتناصرين، فتنتصر عليهم في ميدان المعركة وتلحق بعساكرهم وآلياتهم الحربية الهزيمة تلو الهزيمة، وكفى بأمريكا وابريطانيا وحلفائهم خزيا وعارا وخرقا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني: أنهم يعينون دولة الاستدمار القوية بمعداتها على المقاومة وعلى حاضنتها الشعبية في غزة التي عاشت الحصار منذ سنوات طويلة من الزمن ولا تزال .

إن ملامح الجهاد الإسلامي المؤيد من الله تعالى واضحة لكل ذي عينين وبصيرة، وأن ذلك ليبشر بنصر قادم إن شاء الله تعالى، وإن كل فئة ستنال الجزاء عن عملها إن خيرا فخير وإن شرا فشر .

 واستجابة منّي لبعض من اقترح علي المساهمة في تعرية أباطيل المخذّلين عن المقاومة في غزة، التي عدّوها فتنة وانتصروا لمواقف من يعتبرونهم بالباطل أولياء الأمر، فتنكروا بذلك لقومهم، وخانوا أمانة الإسلام في أعناقهم: أكتبُ موضوعا طويلا في بيان شذوذ فهومهم وانحراف سلوكاتهم وبخيانة مواقفهم، وسنشرع في نشره على حلقات، سائلا الله تعالى النصر للمقاومين الأبطال في غزة وعموم فلسطين، والشفاء لجرحاهم والرحمة الواسعة لشهدائهم .

شذوذ في الفهم وانحراف في السلوك وخيانة في المواقف

تعالت أصوات بعض المنتسبين إلى العلم بالإنكار على حماس وسائر الفصائل المقاومة في غزة والضفة وفلسطين المحتلة قيامهم بالثورة على المحتل الصهيوني لفلسطين يوم 07 أكتوبر وما تلاه من أيام، استطاعت كتائب القسام في ذلك اليوم الأغر إلحاق هزيمة مذلة بفرقة من الجيش الصهيوني، وتتابع القتال بين الكتائب المقاتلة ودولة الكيان الصهيوني ومعها حلفاؤها بقيادة أمريكا أياما مديدة وأسابيع ممتدة ارتكبت فيها دولة العدو من المجازر ما لا عد له ولا حصر على شعب غزة من الأطفال والنساء والشيوخ والعزل والمدنيين، ولم تميز في قصفها بين عمارة ومدرسة وجامعة ومستشفى ومستوصف.

وظل خلال كل هذه الأسابيع النظام الرسمي في العالم العربي والإسلامي يندد بالمجازر والحصار، ويناشد الأعداء السماح له بإدخال مساعدات إنسانية لأهل غزة .

 وفي هذه الأجواء الملتهبة بنيران الأعداء وقنابلهم، خرجت بعض الأصوات تنكر باسم الإسلام: ما قامت به الفصائل المجاهدة وتعتبره: فتنة تتحمل تبعاتها الفصائل، وتثمّن: مواقف الخزي والخذلان التي تمسكت بها أنظمة العار في العالمين العربي والإسلامي!!

 فرأيت من واجبي أن أعالج هذا الموضوع بكثير من الاختصار نزولا عند رغبة بعض الأحبة في المساهمة في واجب الدفاع عن الدين وعن المقاومين الأبطال، وأرجو من الله تعالى التوفيق والسداد والقبول، فالخير أردت ووجه الله تعالى أبتغي، وإليه وحده أسعى وأحفد.

إن هذا الموضوع كثير الذيول، وسأتناوله من خلال العناصر الآتية:

بيان فضل الجهاد في سبيل الله تعالى ـ بيان الفرق بين الجهاد والقتال.

1 ـ بيان فضل الجهاد في سبيل الله في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة .

ـ القرآن الكريم: لقد وردت آيات كثيرة في بيان وجوب الجهاد وفضله منها:

قال تعالى: ‌(وَقاتِلُوا ‌الْمُشْرِكِينَ ‌كَافَّةً كَما يُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)التوبة :36.

قال تعالى: ‌(‌كُتِبَ ‌عَلَيْكُمُ ‌الْقِتالُ ‌وَهُوَ ‌كُرْهٌ ‌لَكُمْ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)البقرة: 216.

قال تعالى: ‌(‌انْفِرُوا ‌خِفافاً ‌وَثِقالاً وَجاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (التوبة: 41)

إن المقاومة الإسلامية أعربت عن نفسها بتلك البطولات، وأثبتت بعشرات الشواهد أنها لا تواجه دولة الكيان الصهيوني وحدها، وإنما تواجه أمريكا وكل الأنظمة الغربية المساندة لها، وكل من يمدها بتأييد في الرأي والسياسة ويعينها بالمال والدبلوماسيةقال تعالى:  ‌إِنَّ ‌اللَّهَ ‌اشْتَرى ‌مِنَ ‌الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة: 11)

قال تعالى: (‌يَا ‌أَيُّهَا ‌الَّذِينَ ‌آمَنُوا ‌هَلْ ‌أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ* تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ *يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرى تُحِبُّونَها نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ) ‌‌(سورة الصف: 7 ـ 13).

‌قال تعالى: (لَا ‌يَسْتَوِي ‌الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً * دَرَجاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (النساء: 95، 96).

الحديث الشريف:

إن الأحاديث في بيان فضل الجهاد كثيرة جدا منها:

عن أبي هريرة رضي الله عنه : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أفضل؟ قال: "إيمان بالله ورسوله"، قيل: ثم ماذا؟ قال: "الجهاد في سبيل الله". قيل: ثم ماذا؟ قال: "حج مبرور" متفق عليه.

عن ابن مسعود رضي الله عنه قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: "‌الصَّلاةُ ‌عَلَى ‌وَقْتِهَا". قَالَ: ثمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: "ثمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ". قَالَ: ثمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: "الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ"، رواه البخاري.

وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "‌لغدوة ‌في ‌سبيل ‌الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها" متفق عليه.

وعن عثمان رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "‌رباط ‌يوم ‌في ‌سبيل ‌الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل". رواه الترمذي والنسائي.

عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "‌رباط ‌يوم ‌وليلة في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله وأجري عليه رزقه وأمن الفتان". رواه مسلم.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة وصام رمضان كان حقا على الله أن يدخله الجنة جاهد في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها". قالوا: أفلا نبشر الناس؟ قال: "‌إن ‌في ‌الجنة ‌مائة ‌درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة". رواه البخاري.

عن زيد بن خالد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "‌مَنْ ‌جَهَّزَ ‌غَازِيًا ‌في ‌سَبيلِ ‌اللهِ ‌فَقَدْ ‌غَزَا، وَمَنْ خَلَفَ غَازيًا في أهْلِهِ بِخَيرٍ فَقَدْ غَزَا". مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

هذه باقة من نصوص القرآن والسنة: في بيان واجب الجهاد وفضله عن سائر الطاعات الأخرى ما عدا الفرائض الكبرى؛ كالشهادتين والصلاة وبر الوالدين، فهل من عرف قيمة الجهاد وفضله وعلو منزلة أصحابه عند الله تعالى يقعد بعد ذلك عنه وهو قادر عليه؟

 فكيف إذا كان الجهاد: جهاد دفع؛ كما هو الحال في غزة وعموم فلسطين المحتلة؟ لا شك أن القائمين به اليوم في غزة والضفة وسائر المدن الفلسطينية المحتلة من أبر الخلق وأصدقهم وأكثرهم سعيا في كسب مرضاة الله تعالى والفوز بجنته ورضاه، فأعانهم الله تعالى على ذلك وثبتهم وأجزل لهم الأجر والثواب .

2 ـ الجهاد غير القتال :

الجهاد: لفظ أعم من القتال لغة وشرعا.  ففي اللغة: الجهاد: مصدر: جاهد، يجاهد، جهادا ومجاهدة، مشتق من: جَهَدَ يَجْهد جَهدًا، أي ارتكب المشقة، أو احتمل المشقة، أو بذل الجهد.

 أما لفظة القتال، فهي: مصدر، على وزن: "فعال"، من: قاتَل، يُقاتِل، قِتالاً ومُقاتَلة، وهي مشتقة من كلمة: قَتَل، يَقْتُلُ، قَتلاً، أي أزهق روح غيره .

فالكلمتان مختلفتان لغة: اشتقاقا ودلالة،  فالجهاد أوسع دائرة من القتال، أي هو أعم من القتال.

ومن الناحية الشرعية: فالجهاد أعم من القتال وأوسع، والقتال مجرد درجة من درجاته أو نوعا من أنواعه، فالقتال أعلى درجات الجهاد أو أعلى أنواعه، وإن غلب عند الفقهاء إطلاق لفظ الجهاد في سبيل الله على القتال في سبيل الله، أي أنهم عرّفوا العام بالخاص لأهميته وعظم أثره، فالقتال هو أعلى ـ كما أشرت ـ درجات الجهاد وأخطرها أثرا .

وقد اختلف الفقهاء في حكم الجهاد، وقد تناول ابن حجر هذا الموضوع في التحقيق الذي ذكره في شرح ما ذكره البخاري رحمه الله في باب وجوب النفير، وما يجب من الجهاد والنية، قال رحمه الله: "باب وجوب النفير"، أي الخروج إلى قتال الكفار .

 وأصل النفير: مفارقة مكان إلى مكان، لأمر حرّك ذلك.

وقوله: "وما يجب من الجهاد والنية"؛ أي وبيان القدر الواجب من الجهاد، ومشروعية النية في ذلك .

 قال: للناس في الجهاد حالات: إحداهما في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، والأخرى بعده، ويهمنا هنا الحال الثانية، أي بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم .

قال رحمه الله : الحال الثانية بعده صلى الله عليه وسلم، فهو فرض كفاية على المشهور، إلّا أن تدعو الحاجة إليه، كأن يدهم العدو ويتعين على من عينه الإمام، ويتأدى فرض الكفاية بفعله في السنة مرة عند الجمهور، ومن حججهم أن الجزية تجب بدلا عنه، ولا تجب في السنة أكثر من مرة  اتفاقا .

وقيل يجب كلما أمكن، وهو قوي، والذي يظهر أنه استمر على ما كان عليه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن تكاملت فتوح معظم البلاد، وانتشر الإسلام في أقطار الأرض، ثم صار إلى ما تقدم ذكره، والتحقيق أيضا أن جنس جهاد الكفار متعين على كل مسلم إمّا بيده وإما بلسانه وإما بماله وإما بقلبه والله أعلم : فتح الباري : 6/38 دار المعرفة- بيروت،1379ه.

وواضح من خلال تحقيق ابن حجر أن جهاد الكفار فرض عين على كل مسلم، فكيف يكون حكم الجهاد إذن إذا كان الكفار معتدين على دار الإسلام، وآخذين لجزء مهم من أجزائها، كما هو حال الصهاينة في استيلائهم على فلسطين وتدميرهم لها، وقتلهم لسكانها وتهجيرهم للملايين منهم، ونهبهم لخيراتها عقودا من الزمن.

*رئيس جبهة العدالة والتنمية ـ الجزائر

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير غزة المقاومة الرأي فلسطين احتلال فلسطين مقاومة غزة رأي أفكار أفكار أفكار سياسة من هنا وهناك أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة رسول الله صلى الله علیه وسلم الجهاد فی سبیل الله رضی الله عنه الله تعالى الآلاف من من القتال قال تعالى ف ی س ب یل ب أ م وال فی غزة

إقرأ أيضاً:

حكم إسناد سبب نزول المطر إلى كثرة البحار والأنواء.. الإفتاء تجيب

تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا مضمونه: ما حكم إسناد سبب نزول المطر إلى كثرة البحار والأنواء؟ لقد هطلت الأمطار بغزارة في مدينتنا، فقال بعض الناس: إن سبب نزول هذه الأمطار الغزيرة هو وجود البحار، وقال بعضهم: إن سببها الأنواء، فما حكم عزو سبب نزول المطر إلى كثرة البحار والأنواء؟



وأجابت الإفتاء عن السؤال قائلة: من أسند سبب وجود المطر إلى كثرة البحار، ووجود النوء بقوتها وطبعها ونسب الفعل إلى ذات تلك الأشياء فهو اعتقاد باطل لا يصح اتفاقًا، ومن أسند سبب نزول المطر إلى النوء وغيرها معتقدًا أنَّها من الله تعالى تفضّلًا منه ورحمة بعباده، وأنَّ النَّوْءَ وغيره لا يزيد عن كونه ميقاتًا وعلامة، اعتبارًا بالعادة التي أجراها الله تعالى، بحيث لا تأثير لها لا بطبع ولا قوة -فهو مؤمن، ولا يضر قوله هذا بإيمانه شيئًا.

 

حكم الصلاة في المنزل أثناء الأمطار الشديدة.. دار الإفتاء توضحهل يجوز عمل مساج للسيدات ؟.. الإفتاء تحذر وتكشف الضوابط الشرعيةعلي الطلاق بالتلاتة منا واكل.. الإفتاء توضح هل يقع بها انفصال حال حنث اليمين؟هل يجب الإلتزام بكل أفعال النبي ومالمقصود بالبدعة .. الإفتاء توضح



من قدرة الله تعالى وحكمته إقامة السنن الكونية على نظامٍ بالغ الإحكام
من سنن الله تعالى في كونه أن أقامه على نظامٍ بالغ الإحكام، قوامُه ارتباط العلل بمعلولاتها ارتباطًا عاديًّا، وإجراء المسببات وفق أسبابها، فليست الأسباب بذواتها مؤثرة موجِدة، بل هي سنن كونية جارية بإذنه تعالى، فالفاعل الحق هو الله وحده، والأسباب لا توصل إلى نتائجها إلا بتقديره سبحانه وتعالى وإعماله لها وفق مشيئته وقدرته، قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ﴾ [الصافات: 96].

بيان أنه لا مؤثر في الحقيقة سوى الله تعالى
قد أجرى الله تعالى العادة على غزارة الأمطار في المناطق الساحلية المُطِلَّة على البحار والمحيطات مُقَارنةً بالمناطق الداخلية، وأن يَقْتَرنَ وجود الأنواء بطقسٍ متقلِّبٍ. والأنواء جمع نوء، وهو: سقوط نَجْمٍ في المغرب، وطلوع آخر في المشرق، وللأنواء ثمانية وعشرون مَنْزِلَةً، كل مَنْزِلَةٍ مدتها ثلاثة عشر يومًا، وهي منازل القمر المشار إليها في قوله تعالى: ﴿وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ﴾ [يس: 39]، واستدل به العرب قديمًا على معرفة أحوال المناخ، وكان يُعْتَقَدُ أنَّ الأمطار والخيرات كلها تجيء منها. يُنْظَرُ: "قرة عين الأخيار" للعلَّامة علاء الدين ابن عابدين الحنفي (7/ 557، ط. دار الفكر)، و"فتوحات الوهاب" المعروف "بحاشية الجمل"، للإمام سليمان الجمل الشافعي (2/ 127، ط. دار الفكر)، و"مطالب أولي النهى" للإمام الرحيباني الحنبلي (1/ 825، ط. المكتب الإسلامي).

فنزول المطر وإن صاحبته هذه الظواهر إلَّا أنه يَظَلُّ فعلًا إلهيًّا خالصًا مرهونًا بأمر الله ومشيئته، إذ لا مُؤَثِّر في الوجود بذاته أو بطبعه غير الله تعالى، فالسِّكِّين لا يقطع بنفسه، بل يخلق الله القطع عند استعماله، والماء لا يروي بنفسه، بل يخلق الله تعالى الريَّ عند شربه، فهكذا البحار والأنواء لا تؤثر بنفسها، بل يخلق الله تعالى المطر عند وجودها، فكُلُّ ما نراه من آثارٍ في الكون فهو بخلقه وإيجاده تبارك وتعالى؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَا عَدْوَى وَلَا هَامَةَ وَلَا نَوْءَ وَلَا صَفَرَ» متفق عليه.

قال العلَّامة أبو الحسن الملا علي القاري في "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" (7/ 2895، ط. دار الفكر): [«وَلَا هَامَةَ وَلَا نَوْءَ»: بفتح فسكون، أي: طلوع نجم وغروب ما يقابله. أحدهما: في المشرق، والآخر بالمغرب، وكانوا يعتقدون أنَّه لا بد عنده من مَطَرٍ أو رِيحٍ يَنْسُبُونَهُ إلى الطالع أو الغارب، فنفى صلى الله عليه وسلم صحة ذلك] اهـ.

حكم عزو سبب نزول المطر إلى كثرة البحار والأنواء
إذا قال المُكَلَّفُ: أُمْطِرْنَا بكثرة البحار أو بنَوْءِ كذا وما شابه ذلك، واعتقد أنَّها أسبابٌ ومؤثِّراتٌ بذاتها بحيث يُعْزِي إليها وجود المطر؛ فقوله هذا حرام، واعتقاده ذلك لا يصح؛ لأنَّ النَّوْءَ مخلوق، والمخلوق لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًّا.

قال الإمام جمال الدين المَلَطي في "المعتصر من المختصر من مشكل الآثار" (2/ 195، ط. عالم الكتب): [ورد مرفوعًا عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: ﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ﴾ [الواقعة: 82]، قال: "ما شأنكم تقولون مطرنا بنوء كذا وكذا". وكان قولهم كفرًا، فأنزل الله وتجعلون شكركم على ما أنزلت عليكم من الرزق والغيث أنَّكم تكذبون؛ تقولون: مطرنا بنوء كذا وكذا] اهـ.

وقال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في "أسنى المطالب" (1/ 294، ط. دار الكتاب الإسلامي) [(ويكره أن يقول) بعد المطر: (مطرنا بنوء كذا)، بفتح النون وبالهمز، أي: بوقت النجم الفلاني على عادة العرب في إضافة الأمطار إلى الأنواء لإيهامه أنَّ النوء ممطرٌ حقيقة، (بل) يقول: مطرنا (بفضل الله ورحمته، وإن اعتقد أنَّ النوء ممطر) حقيقةً (فمرتد)] اهـ.

وقال العلَّامة البهوتي في "كشاف القناع" (2/ 74-75، ط. دار الكتب العلمية): [ويسن (أن يقول: مطرنا بفضل الله ورحمته، ويحرم) قول: مطرنا (بنوء كذا)] اهـ.

أمّا إذا قال ذلك معتقدًا أنَّ نزول المطر من الله تعالى بفضل رحمته وجوده على عباده، وأنَّ البحار والأنواء وغيرها ما هي إلا مواقيت وعلاماتٌ فحسب، وأنَّها اعتبارًا بالعادة التي أجراها الله تعالى تنزل الأمطار فور حدوثها، بحيث لا تأثير لها لا بطَبْعٍ ولا بقوة، فلا يؤثر قوله هذا على إيمانه؛ لِأَنَّه أسند ذلك ضمنًا إلى سبب من الله تعالى. يُنْظَرُ: "حاشية رد المحتار" للإمام ابن عابدين الحنفي (4/ 243، ط. دار الفكر)، و"منح الجليل شرح مختصر خليل" للشيخ عليش المالكي (2/ 114، ط. دار الفكر)، و"نهاية المحتاج" للإمام الرملي الشافعي (2/ 427، ط. دار الفكر)، و"شرح منتهى الإرادات" للإمام منصور البهوتي الحنبلي (1/ 338، ط. عالم الكتب).

وقد ورد عن زيد بن خالد الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه قال: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّمَ صَلَاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ فِي إِثْرِ سمَاءٍ كَانَتْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: «هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟» قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «قَالَ: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي كَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي مُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ» متفق عليه.

قال الإمام النووي في "شرحه على صحيح مسلم" (2/ 60-61، ط. دار إحياء التراث العربي): [لو قال: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كذا معتقدًا أنَّه من الله تعالى وبرحمته وأنَّ النوء ميقات له وعلامة اعتبارًا بالعادة فكأنَّه قال: مُطِرْنَا في وقت كذا؛ فهذا لا يكفر] اهـ. وينظر: "التمهيد" للإمام ابن عبد البر المالكي (24/ 380-381، ط. وزارة عموم الأوقاف والشؤون الإسلامية.وأوضحت بناء على ما سبق وفي واقعة السؤال: أن من عزا سبب وجود المطر إلى كثرة البحار، ووجود النوء بقوتها وطبعها ونسب الفعل إلى ذات تلك الأشياء فهو اعتقاد باطل لا يصح اتفاقًا، ومن عزا سبب نزول المطر إلى النوء وغيرها معتقدًا أنَّها من الله تعالى تفضلًا منه ورحمة بعباده، وأنَّ النَّوْءَ وغيره لا يزيد عن كونه ميقاتًا وعلامة، اعتبارًا بالعادة التي أجراها الله تعالى، بحيث لا تأثير لها لا بطبع ولا قوة -فهو مؤمن، ولا يضر قوله هذا بإيمانه شيئًا.

طباعة شارك المطر حكم إسناد سبب نزول المطر إلى كثرة البحار والأنواء البحار الأمطار الله سنن الله فى الكون

مقالات مشابهة

  • ما حكم من نسى الاغتسال قبل دخول مكة المكرمة؟.. علي جمعة يجيب
  • فتاوى وأحكام | أصلي سنة الفجر بالبيت أم المسجد؟.. هل كل إنسان له قرين؟.. هل تحدث علامات الساعة كلها في يوم واحد؟
  • اعتقاد خاطئ عن آية وأما بنعمة ربك فحدث
  • ما سر قل أعوذ برب الفلق؟.. علي جمعة: تحصنك من 8 شرور مهلكة
  • هل حرم الإسلام التعصب بكل أشكاله وصوره
  • ما حكم الوضوء بماء المطر وفضله؟.. الإفتاء توضح
  • حـفظ المـال
  • حكم إسناد سبب نزول المطر إلى كثرة البحار والأنواء.. الإفتاء تجيب
  • الرسول وحب من طرف واحد بين صحابي وصحابية!!
  • مدرب المنتخب الأردني: العراق خصم قوي ولا يمكن الحكم عليه بخسارته مع الجزائر