لجريدة عمان:
2025-07-30@13:44:07 GMT

بين أحضان الجبال وبساط واحاتها الخضراء

تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT

تعد القرى الثلاث في ولاية الجبل الأخضر بمحافظة الداخلية من أجمل المسارات الجبلية التي تشق قرى العقر والعين والشريجة، وسط بساتين الرمان والعنب والزيتون والورد والمدرجات الزراعية الخضراء وجبالها الشاهقة وخرير الماء المنساب من الأفلاج وجوها المعتدل صيفا والبارد شتاء، وبساطة عيش سكانها.

يقول سامي الريامي: تعد القرى بالجبل الأخضر من المزارات المهمة التي يقصدها الزوار والسياح وذلك بسبب التنوع الموجود في هذا المسار حيث يبدأ من قرية العقر العريقة، وبعدها يتوسط قرية العين مرورا بمنابع الأفلاج ومزارع الورد، وبعدها يمر المسار على المدرجات الزراعية، ونهاية المسار تكون في قرية الشريجة التي تطل على المدرجات الزراعية وقرية القشع.

وأضاف الريامي: يتراوح طول المسار حوالي 2 كيلومتر، أما المسافة من محافظة مسقط إلى الجبل الأخضر نحو ساعتين. ومن أشهر المحاصيل الزراعية التي تشتهر بها القرى: الرمان والزيتون والورد والعنب والجوز.

بساطة العيش

قالت حمدة السعدية: تتميز القرى الثلاث (قرية العقر، قرية العين، قرية الشريجة) بموقعها المتميز وتشكيلة البيوت القديمة وممراتها الضيقة أضافت طابعا متميزا وفريدا لجمالية المكان، وتتمتع القرى بمعالم سياحية عدة مثل: المدرجات الزراعية وطريق الورد وشلال العين ومزارع الرمان والأفلاج والمزارع المتصلة بكل قرية، وما يميز سكان القرى أن نظام حياتهم بسيط وعفوي، كما أن أغلب الأهالي في هذه القرى انتقلوا من بيوتهم القديمة واستقروا في منطقة أخرى، وقاموا بترميم بيوتهم القديمة وأضافوا لها العديد من اللمسات الجميلة؛ فأصبحت أنزالًا تراثية، أما الأهالي الذين ما زالوا يسكنون القرى الثلاث خاصة قرية العين وقرية الشريجة فإنهم يمارسون نظام حياتهم المعتاد ومستمتعين بالعيش في القرى حيث إنهم تأقلموا على ذلك،ويتشارك النساء والرجال في حصاد المحاصيل الزراعية. موضحة السعدية: إن على الزائر الأخذ في الاعتبار احتياطات السلامة عند زيارة تلك القرى كما أنه يفضّل اصطحاب شخص لديه خبرة ومعرفة بمسارات الطريق أو من أهل المنطقة وحمل المستلزمات الضرورية من غذاء وغير ذلك.

المناظر الخلابة

أشارت عائشة الجبل إلى أن الجبل الأخضر يعد من المعالم الطبيعية في محافظة الداخلية وأحد أعلى الجبال؛ إذ يبلغ ارتفاعه حوالي 3000 متر فوق سطح البحر، وتصل المسافة من محافظة مسقط إلى الجبل الأخضر حوالي 150 كيلومتر، مضيفة أن في الجبل الأخضر عدة قرى جبلية معروفة، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بالتعرف على ثقافة وتقاليد السكان المحليين و بالضيافة العمانية، ومن أشهر الأماكن القرى الثلاث التي تتميز بالإطلالة والمناظر الخلابة الجميلة، ففي هذه القرى يستمتع الزائر بمناظر المدرجات الرائعة، ومن المحاصيل التي تتميز بها المشمش والخوخ والتين والتفاح.

وأضافت: إن رحلة التسلق إلى قمة الجبل الأخضر تحدٍ شيّق للمغامرين وعشاق الطبيعة. يتمتع الجبل بمسارات تسلق عديدة تناسب جميع المستويات، بدءا من المبتدئين إلى المحترفين. كما يمكن للزوار الاستمتاع بالمشي لمسافات طويلة والتأمل في المناظر الطبيعية الخلابة كالوديان والشلالات.

بين الطبيعة والجبال

تروي إحدى زائرت القرى الثلاث مريم البداعية: إن تجربتي الأولى خلال زيارتي للقرى بولاية الجبل الأخضر زاد معها شغفي لممارسة رياضة المغامرات التي تدفعني كل يوم لاكتشاف جمال سلطنة عُمان، وإن ما شاهدته من عمران بين الجبال وفي قمة الجبال ومزارع مدرجة على حواف الجبال جعلني أدرك معنى أن العماني ابن بيئته وهو من يشكّل البيئة لتتناسب مع متطلبات الحياة. بين القرى الثلاث ومع الجو البارد ونحن نتجول كنت أقف تارة لالتقاط الصور وتارة أخرى أتامل إبداع الخالق سبحانه وتعالى، المسار الذي يمتد نحو 4.5 كيلومتر يأخذكم بين أحضان الطبيعة بين التراث والثقافة بين الجبال ومنظر القرى بين التمدن والحياة الريفية الجميلة فعلا هي تجربة رائعة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الجبل الأخضر

إقرأ أيضاً:

عن الطائف وحولها.. آخر الدندنة (3)

تستوقفني دوماً صفحة في صحيفة” البلاد” بعنوان (البلاد زمان)؛ تستعرض الأخبار والمقالات التي كتبت منذ تأسيس هذه الصحيفة العريقة بعراقة المملكة، ومن ضمن المواضيع قرأت مقالاً طويلاً بعنوان (المصيف)، وتقصد الطائف. المقالة بقلم الكاتبة (عواطف أمين سلامة) بتاريخ 1883/5/29 هجري. يعني منذ قرابة الستين عاماً. دل المقال بوضوح على أهمية الطائف العريقة في نفوس المجتمع السعودي، ودعوني أقتطف بعض العبارات للكاتبة، التي أتمنى أن تكون بخير، مما كتبت (سيدتي هل تعلمين أن المصيف ليس اسما يكتب أو يسمع. إنه بلد جميل. له طابعه ومميزاته الخاصة. إنه النبع الخالص للجمال الرائع؛ فالطائف لم يعد الطائف الذي تعهدينه لقد كان خاملاً ليس به نشاط ولا نزهات، لم يكن سوى بلد يتمتع بالجو البارد اللطيف، لكنه الآن تطور مع الزمن، فأصبح المصيف الممتاز للمملكة. إنه الجمال الكمين الذي بدأ يبرز إلى حيز الوجود) الكاتبة خاطبت سيدة أخرى قد تكون شككت في جمال الطائف، فهي ترد عليها وتصفه بشعور المحبة الصادقة. تخيلوا الطائف في هذه الحقبة التي كُتب فيها المقال كان مكتظاً بالبساتين، مشهوراً بالليالي المقمرة التي لا تنسى! تكمل الكاتبة في مقالها (إن الطائف ياسيدتي غني بالمناظر الطبيعية الخلابة التي تلهم الشاعر وحيه، وتسعد الناظر برؤياها وتفرح الطفل حيث تتيح له فرص اللهو بين ربوعها؛ فالطائف مكتظ بالبساتين الواسعة ذات الأشجار التي تبدو كملكات جمال في أبهى حللهن السندسية الخضراء، وتلك الثمار تتدلى بمنظر بديع مذهل سبحان الخالق المنسق والزهور الجميلة ذات الروائح الشذية تملأ الأرض لتستنشق ذاك النسيم العليل المحمل بعبير الزهور، حتى تشعر براحة جمة وجسد مفعم بالحيوية) يبدو لي أن الكاتبة- جزاها الله خيراً- تحب الطائف وتشرح جمالها وروعتها قبل ستين عاماً لسيدة ربما لم يكن لها نفس الرأي، أو ربما تستعرض معها أياماً جميلة قضوها في الطائف معاً تسترسل في وصفها الجميل فتصف الحشائش الخضراء والجبال الشاهقة وشلالات المياه تتدفق منها، وكأنها تقول لا صيف يترك في النفس ذكرى جميلة أكثر من صيف الطائف!! ودعوني أقتطف من ثمرات هذا المقال الجميل بعض العبارات (نسيت أن أحدثك عن الحشائش الخضراء المخملية الأخاذة التي طالما افترشناها!! أما الجبال فإنها جبال شاهقة تتخللها الغدران وانسياب المياه للوديان) ثم تحدثت عن أن الطائف مصيف جميل ساحر، لكنه بحاجة لاهتمام البلدية ببعض الأمور؛ مثل الطرق والمتنزهات وإضاءة بعض الشوارع، كما أشارت في المقال لضرورة الاهتمام بمسجد العباس وختمت مقالها بالعبارات التالية (إنها مدينة جميلة بديعة رائعة، فلو تم تلافي القصور- كما ذكرت- لظهرت الطائف بالمظهر اللائق، وأبتهل إلى الله أن أرى في الصيف القادم أكبر عدد من المصطافين والمصطافات وكل زائر عربي) انتهى. شكراً لك أختنا الفاضلة التي حملت في قلبها كل ذاك الحب للطائف، أتمنى أن أراها وأسمع رأيها عن الطائف اليوم!! يقال (والله أعلم) نسبة إلى الخليفة معاوية بن أبي سفيان، أنه قال: أسعد الناس من يصيف في الطائف ويشتي في مكة ويربع في جدة، والحقيقة أن الطائف مدينة يشار إليها بالبنان بين المدن، تتسم بطبيعة خلابة وبأهمية إستراتيجية مناخية سياحية متميزة جداً!! وتحتاج الطائف أن تخرج من كونها مدينة موسمية لا تنتعش إلا صيفاً. يجب أن تستمر فيها الفعاليات والمهرجانات الجاذبة لسكانها وزوارها، والتي تتناسب مع أجوائها وطبيعتها الجغرافية، وهذه في يد المختصين في التخطيط السياحي والتجاري والبيئي؛ فالطائف تمتلك مقومات طبيعية تجعلها مدينة حيوية نشطة متنوعة طوال العام؛ لتكون مقصداً للسياح من داخل المملكة وخارجها!! ولست وحدي أتساءل، بل يتساءل كثيرون عن سوق عكاظ أين اختفى وما لسبب؟؟ سوق عكاظ معلم تاريخي مكاني وزماني مرتبط بالطائف منذ أكثر من ألف وخمسمئة عام سوق عربي، كان ملتقى تجارياً أدبياً ثقافياً، يلتقي فيه الناس من مختلف القبائل العربية، وقد استمر هذا السوق في صدر الإسلام وعهد بني أمية ثم توقف عام 129 للهجرة، وقد أعيد إحياء هذا السوق في العهد السعودي بعد انقطاع دام 12 قرناً، وافتتحه الأمير خالد الفيصل، واستمر السوق في إبداعات ملفتة وزيارات على مستوى كبير، وتألق السوق سنوات عديدة، حتى أصبح تظاهرة أدبية ثقافية رفيعة المستوى، استقطب الزوار من جميع أنحاء العالم!! كان سوق عكاظ مهرجاناً ينتظره الجميع بلهفة، ثم فجأةً توقف ومثله يجب ألا يتوقف!! وبقي السؤال عن توقفه بلا إجابة!! ونرجو أن تكون الإجابة عودته مجدداً، نتمنى للطائف ولجميع مدن المملكة وقراها الخير والتقدم والازدهار ودمتم. (اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً).

مقالات مشابهة

  • بقدرة 50 كجم في الساعة.. إطلاق أول آلة لتقشير البُن تناسب القرى الزراعية
  • بعد غد.. افتتاح فعاليات مهرجان الجبل الأخضر 2025
  • رؤية مشروع الجبل العالي
  • غوتيريش: حل الدولتين المسار الوحيد الموثوق به لتحقيق السلام
  • خريطة توضح المواقع الثلاث التي تشملها الهدنة التكتيكية في غزة
  • قصة حُلم معطّل 15
  • لقاء سيدة الجبل: الازدواجية التي يعيشها لبنان باتت تعيق حياة كل لبناني
  • تحذير من الأرصاد: عواصف وأمطار غزيرة تضرب الجبال والسواحل خلال الساعات القادمة
  • عن الطائف وحولها.. آخر الدندنة (3)
  • وزير العمل: تعاون مع العمل الدولية لتنمية المهارات وتعزيز الوظائف الخضراء