الفصائل والقوى الفلسطينية في دمشق تشيد بالدور اليمني المساند للشعب الفلسطيني
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
يمانيون../
نظمت الفصائل والقوى والهيئات الوطنية الفلسطينية في دمشق ملتقى الوفاء والتضامن والدعم والإسناد للشعب والجيش اليمنيين والقيادة اليمنية في مقر المجلس الوطني الفلسطيني بدمشق.
وأشاد المجتمعون بالدور العظيم الذي يقوم به اليمن من أجل دعم وإسناد فلسطين، وأكدوا على وحدة الساحات وترابط المصير بين أبناء محور المقاومة.
ونعت الفصائل الفلسطينية والشخصيات المجتمعية شهداء الفريق الاستشاري الإيراني الذين ارتقوا في اعتداء إسرائيلي جبان على حي المزة الدمشقي مؤكدين أنهم مضوا على طريق القدس وأنهم دفعة من حساب التضحية التي تقدمها الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبقية محور المقاومة للقضية الفلسطينية التي تشكل قضية العرب والمسلمين والأحرار في العالم.
وأوضح مسؤول العلاقات العربية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو أحمد فؤاد أن الموقف اليمني هو نموذج يجب أن يحتذى من قبل الجماهير العربية ومن قبل بعض الأنظمة العربية إذا أمكن ذلك.
ونقل موقع “العهد” الإخباري، عن فؤاد قوله، إن الموقف اليمني شجاع وجريئ ويعبر عن موقف إنساني وثوري ليس له مثيل خلال فترة طويلة في الوضع العربي الرسمي أو الشعبي.
وأضاف إن الفلسطينيين لا يتضامنون مع اليمن بل يقفون إلى جانبه ويؤيدونه ولديهم كل الاستعداد كي يكونوا إلى جانب الشعب اليمني العظيم وإلى جانب قيادته الشجاعة التي تتحدى الولايات المتحدة الأمريكية بالامكانيات البسيطة المتوفرة لديها، مشيرًا إلى أن الأمريكي والإسرائيلي سيحسبان ألف حساب للشعب اليمني ولبطولات الجيش اليمني.
في سياق متصل، أكد أبو أحمد فؤاد أن العدو الصهيوني سيدفع آجلًا أو عاجلًا ثمن اعتدائه على المستشارين العسكريين الإيرانيين في دمشق وعلى كل دول محور المقاومة لأن في هذا تماد وتطاول على سورية وكل المحور ولا بد أن ينتهي وأن يزداد التضامن والتكاتف بين كل هذه القوى المقاومة لتوجيه الضربات إلى العدو من أجل منعه من ارتكاب كل هذه الجراىم.
من جهته، قال ممثل حركة “الجهاد الإسلامي” في سورية اسماعيل السنداوي (أبو مجاهد) إن فصائل المقاومة الفلسطينية وعموم الشعب الفلسطيني يتوجهون بالتحية إلى حركة أنصار الله وكذلك إلى الشعب اليمني الذي أكد عمليًا أن البحر الأحمر هو بحر عربي وليس بحيرة صهيونية كما أرادت امريكا والكيان الصهيوني.
وأشار أبو مجاهد إلى أن الشعب اليمني يقف مع فلسطين في معركة طوفان الأقصى ليؤكد أنها أمة عربية واحدة، مشيرًا إلى أنها المرة الأولى في التاريخ التي يتم فيها فرض حصار بحري على كيان الاحتلال الإسرائيلي.
وتوجه بالتحية إلى أنصار الله والسيد عبد الملك الحوثي الذي يقف هذا الموقف الصلب والداعم لقضية فلسطين والذي يجب أن ينسحب على بقية العرب من أنظمة وشعوب.
واعتبر ممثل حركة “الجهاد الإسلامي” في سورية أن حركة أنصار الله هي حركة مقاومة عربية مقاتلة وليست حركة “إرهابية” كما تدعي أمريكا، مشيرًا إلى ضرورة أن يدين العرب قيام واشنطن بتصنيفها على هذا النحو.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
مكانة البطل في وجدان الشعب اليمني
يتميّز الشعب اليمني بتقديسه للبطولة وتعلّقه العاطفي العميق بالأبطال، فهو لا يكترث كثيراً باتجاهات البطل أو التزاماته الفكرية، بقدر ما يهمه أن يكون بطلاً حقيقياً، يتجلى فيه معنى الشجاعة والإتقاد والإقدام والقدرة على التغيير.
في الذاكرة الشعبية الريفية، كان أول ما يقرأه اليمني بعد أن يتعلّم القراءة والكتابة هو قصص بعض البطولات الخيالية المتاحة حينها: الزير سالم، عنترة بن شداد، والمياسة والمقداد؛ فهذه الحكايات أول نوافذ الفرد اليمني نحو تصور الذات البطولية، ورؤية نفسه من خلال أبطال خياليين صاغوا وجدانه المبكر، ومنذ تلك اللحظة، تبدأ رحلة البحث والارتباط بكل ما يمت للبطولة بصلة.
وعلى هذا الأساس، احتضن اليمنيون رموزاً متعددة للبطل المنقذ: فمجدوا عبد الناصر، ورفعوا من شأن السلال، وأحبوا الحمدي، وهتفوا لفتاح، وانبهروا بصدام، واعلو من مكانة فيصل، وحتى أُعجب الكثير منهم بأسامة كرمز للمغامرة، وغيرهم كثير.
لم يكن الارتباط بهذه الشخصيات قائماً على تقييم دقيق لمبادئ البطولة الحقيقية دائماً، بل على ما أثارته في وجدانهم من مشاعر التفاؤل والكرامة والقدرة على المواجهة.
في الوعي الجمعي اليمني، هناك عقد غير مكتوب بين الشعب والبطل؛ عقد ولاء وإسناد ودعم، يتجلى في الساحة السياسية والاجتماعية فور أن يقدّم شخص ما نفسه كمنقذ أو قائد استثنائي، ورغم أن هذه الظاهرة موجودة في مجتمعات عربية أخرى، فإنها في اليمن أكثر وضوحاً وتجذّراً، إذ تلامس أعماق الشخصية اليمنية ذات الميل الفطري للبطولة والشجاعة والتحفز المستدام.
لكن، حين يغيب “البطل الحقيقي” عن المشهد السياسي، وتتبعثر الدولة، ويتصدّر المشهد من لا يملك مقومات البطولة، يجد اليمني نفسه مضطراً إلى توزيع ولاءاته بشكل مؤقت؛ يمنحها لهذه الأطراف المتصدرة، لا حباً بها، بل اتقاءً للشرور، ومراعاة للحال وانتظاراً للبطل المنتظر، لذلك، نراه يلوذ برمزية “عفاش” احيانا، ويتماشى البعض مع الحوثي على مضض، ويهز البعض الآخر رأسه للانتقالي في ظروف مماثلة، ويصافح مكونات الشرعية بتردد، وكل ذلك ضمن إطار من الولاءات المؤقتة، التي لا ترقى لمستوى القناعة أو التسليم الكامل.
تتوزع القوة الاستراتيجية الشعبية، وفق هذا المنظور، بنسبة 80% في هذه الولاءات المؤقتة القابلة للاسترداد بمجرد ظهور البطل الحقيقي، بينما 20% فقط هي ولاءات راسخة نسبياً للجهات المتصدرة، لكنها تظل قابلة للمراجعة والتراجع.
وفي الختام، سيظل الشعب اليمني بطلا في ذاته، ومصنعا للأبطال، وسيبقى اليمني في انتظاره الأزلي للقائد البطل، حاملاً في قلبه عهدا مع الحرية والكرامة، مؤمناً أن الخلاص لا يأتي إلا على يد قائد شجاع، يرفع السيف في وجه الظلم، ويعيد للوطن هيبته ومكانته.
وما الخيرُ إلا في السيوفِ وهزِّها
وإلقائها في الهامِ أو في الحواجبِ
وحملُ الفتى للسيفِ في اللهِ ساعةً
كستينَ عاماً من عبادةِ راهبِ
فماليَ إلا السيفُ حصنٌ ومفزعٌ
إلى أن أُلاقيَ السيفَ والسيفُ صاحبي
– إبراهيم بن قيس الحضرمي
نقلاً عن صفحة الكاتب على فيسبوك