ديسانتس يسحب ترشحه ويدعم ترامب
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
علق حاكم ولاية فلوريدا رون ديستانتس حملته الانتخابية لصالح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ليقفز بذلك خطوة جديدة في سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
.المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: انتخابات دونالد ترامب محمد جمعة واشنطن
إقرأ أيضاً:
هل هذه حرب عادلة؟
تفرز الحرب الإسرائيلية الإيرانية الكثير من الأمور، التي ربما كانت واضحة للخبراء، لكنها لم تكن بنفس الوضوح للغالبية العظمى من الرأي العام، وبدا أن الإعداد لهذه الحرب لم يكن ردًا على تطورات أو تهديد نشأ في التوقيت السابق للحظة القرار.
فقد بدأت الحرب الإسرائيلية دعائيًا، بتصوير الخطر الإيراني النووي وقدرات طهران على أو امتلاكها لأسلحة نووية تستهدف تدمير إسرائيل، هي دعاية رائجة في الغرب على مدى الثلاثين عامًا الماضية، لكن لم تسنح الفرصة لإسرائيل بالاستفادة من صدى دعاياتها في أي وقت قبل ذلك.
لقد جاءت الفرصة لإسرائيل الآن والتي استغلتها تمامًا بعد سقوط الذين مازالوا يعتبرون إسرائيل عدوًا ويعتقدون في قدراتهم على إيلامها، فقد أنهت إسرائيل أسطورة حزب الله، وقضت على إمكانياته العسكرية، وعلى تأثيره، ليعود حزبًا مستضعفًا، على الأقل خارج لبنان.
كما حاربت إسرائيل حماس بهدف القضاء على الحركة ومعها الشعب الفلسطيني في غزة، والخطة بالنسبة للضفة قادمة، ويمكن قراءتها من الآن، ويضاف إلى ذلك النجاح متعدد المنفذين، غرضًا وقصدًا ونوايا، في إسقاط الحكم المنيع في سوريا في بضع ساعات.
هذا إعداد للمسرح، لا يمكن إغفاله، نحو الجائزة الكبرى، والتي كان يجب أن تسقط في يد إسرائيل والغرب، وهي تدمير القدرات العسكرية والعلمية والثقافية الإيرانية، أو كما أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى ما قد يكون قد تبقى من “الإمبراطورية الإيرانية”.
وبينما الحرب في غزة مستمرة، بسبب الفكر الصهيوني المُبتعث بأن هزيمة العدو ليست كافية، بل استسلامه وخنوعه وإذلاله، هو الهدف النهائي، فكل تصريحات قادة إسرائيل من الجيش والأوساط السياسية هي عن إعادة العدو إلى عقود سابقة أو إلى سنوات ما قبل التاريخ.
بينما حرب غزة مستمرة، فإن المسرح لم يكن جاهزًا كفاية من دون خداع العدو الإيراني، والذي جرى عبر الولايات المتحدة، فالرئيس ترامب ناور الجميع بحديثه عن أنه في ولايته الثانية سينهي الحروب، حرب غزة والحرب الروسية الأوكرانية، إلا أن الحربين مستمرتان، ولكي يخدع إيران صرح وغرد بأنه يحذر إسرائيل من الهجوم عليها، وكلف دبلوماسييه بعقد جولات حوار مع الإيرانيين.
كان الجميع قد نسي أنه أعطى مهلة 60 يومًا لإيران لإبرام اتفاق نووي معها، لكن إسرائيل لم تنسَ، لأن الـ60 يومًا أمام العالم كله مسألة عرض، يُقبل أو يُرفض أو يُجرى تعديله من خلال التفاوض، ولكن بالنسبة لإسرائيل فإنه موعد شن الحرب.
حملت الأخبار قبل الهجوم حساسية إيرانية أو ما وصفته طهران بأنها علمت من دولة صديقة بخطط هجوم إسرائيلي، ولم يتضح عما إذا كانت طهران قد صدقت المعلومات الواردة إليها، أو تشككت فيها، ولم تظن بإمكانية حدوثها، تحت التفاوض مع واشنطن.
واتضح أن التفاوض كان فخًا، وربما أكثر من ذلك، نقل معلومات محدثة عن البرنامج النووي الإيراني، فتبادل المعلومات الاستخباراتية، بين واشنطن وتل أبيب نشاط قديم ومستدام.
وكان تناغمًا في الدهاء ما بين العاصمتين لإحكام القبضة حول طهران، وقد أحكمت، ولم تذهب إسرائيل إلى حرب في تاريخها القصير وحدها أبدًا، باستثناء حرب أكتوبر 73، التي كادت أن تقضي عليها كدولة، لولا التدخل الأمريكي.
لذا فإنها حتى في الحرب الدائرة حاليًا ساندتها الولايات المتحدة، وهما صورا الأمر بأنه مجرد إبلاغ الرئيس ترامب بالعملية العسكرية قبل البدء فيها. وتركت الولايات المتحدة وإسرائيل المجال للتكهنات خصوصًا فيما حدث عند إبلاغ الرئيس ترامب، ولم تبتعد التحليلات كثيرًا عن الموضوعية، فإسرائيل تضرب إيران، وأمريكا تدافع عن إسرائيل، وتمنع وصول عشرات الصواريخ الإيرانية إلى العمق الإسرائيلي.
وكما قام الرئيس ترامب بنفسه بدور في الخداع الإستراتيجي، فإنه ينشط في الحرب النفسية، ويشير إلى فوات الأوان، بالنسبة لصفقة نووية مع إيران، ويملي على العالم أبجديات هذه الحرب، التي لا تخرج عن أن إسرائيل، رغم أنها المعتدية، من حقها الدفاع عن نفسها، ويمضي خلفه قادة الاتحاد الأوروبي.
وإذا لم يشارك الرئيس ترامب في ضرب إيران، إلا أنه يهددها إذا تعرضت لمصالح أمريكا أو أمريكيين في المنطقة، برد غير مسبوق.
هكذا يلهو الرئيس الأمريكي بمصير أمة عظيمة كإيران، ويخرج من الخداع إلى الحرب النفسية، ومنها إلى الحرب الإعلامية عبر التهديد، وفي الوسط من هذا كله التلويح العسكري، واستدعاء حاملات الطائرات إلى المنطقة، والتقارير عن قنابل لا تملكها سوى الولايات المتحدة، تستطيع الوصول إلى المعامل والمفاعلات في أعماق الجبال.
ويكون التساؤل مشروعًا: هل هذه حرب عادلة؟ لقد بُوغتت إيران، وهي دارت في أنحاء العالم لإثبات سلمية برنامجها النووي، وهي حُرمت لعشرات السنين تحت نظام العقوبات من التكنولوجيا، والصواريخ التي لديها والمسيرات أيضًا، لا تطاول ما لدى إسرائيل، وقواتها الجوية متهالكة وقديمة، وتعود إلى زمن الشاه الذي أطاحت به ثورة شعبية في عام 1979.
قد تقضي هذه الحرب على إيران، بشكل علني، أو باتفاق، لكن اليوم التالي لتوقف الحرب لن ينشر ربيعًا وسلامًا، وإنما يعمق القلق والخوف، من موجة جديدة من الهيمنة الأمريكية.
محمد الشاذلي – بوابة الأهرام