«مصر والصومال» تحالف إقليمي لمجابهة المد «الإثيوبي» في منطقة البحر الأحمر
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
الخرطوم : الهضيبي يس
أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن بلاده لن تسمح بالمساس بمصالح اشقاءها بمنطفة القرن الأفريقي، وذلك في إشارة لخلاف الذي نشب مطلع شهر يناير /كانون الثاني مابين الصومال، َاثيوبيا، وذلك خلال زيارة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود لعاصمة المصرية القاهرة.
وشدد السيسي أيضاً على أن الاتفاق بين إثيوبيا وأرض الصومال ليس مقبولا لأحد.
وتأتي زيارة الرئيس الصومالي إلى القاهرة استجابة لدعوة مصرية رسمية له من الرئيس السيسي، نقلها وفد رفيع المستوى زار مقديشو مؤخراً.
وكان قد استقبل الرئيس المصري نظيرة الصومالي حسن شيخ محمود بقصر الاتحادية، حيث تطرقت المباحثات المشتركة بينهما حول مجمل تطورات الأوضاع الإقليمية، والدولية خاصة تلك التي تهدد مصالح الدولتين على مستوى منطقة البحر الأحمر
وناقش الرئيس الصومالي مع الرئيس المصري كذلك التحركات العربية والمصرية لمواجهة المخطط الإثيوبي بإنشاء منفذ بحري وقوة عسكرية بحرية على البحر الأحمر، خاصة أنه يمس الملاحة البحرية ويهدد أمن واستقرار المنطقة.
وتتخوف مصر من تعرض مصالحها المائية لتهديدات مماقد يكلفها خسائر اقتصادية فادحة فهي تعتمد على حركة الملاحة في منطقة البحر الأحمر عبر قناة السويس بنحو 80٪ من عائداتها الاقتصادية.
حيث فقدت “إثيوبيا” احد اهم مصادرها المائية بانفصال دولة ارتريا عنها خلال العام 1993، مماحولها إلى دولة “حبيسة”.
وتوكد الباحثة في الشؤون الأفريقية د. فاطمة العاقب لموقع (نبض السودان ) أن ماتم من اتفاق بين إقليم ارض الصومال، وإثيوبيا يهدف إلى تشكيل خناق جديد على مصر خاصة مابعد قضية سد النهضة والنزاع حولها.
وتضيف صباح أن بحث إثيوبيا عن منفذ مائي في منطقة البحر الأحمر يظل مرتبط بتحقيق أهداف ومساعي دولية ترمي إلى إعادة تشكيل مصالح المنطقة.
بينما “الصومال” فهي تكتسب مكانتها الآن من موقعها الجيوسياسي باعتبار حدودها المائية من المحيط الهادي، وخليج، وباب المندب مايجعل التنافس حول هذه المنطقة هو المحطة القادمة بين مجموعة التحالفات الاقتصادية، والسياسية إقليميا ودوليا.
ويشير الكاتب الصحفي إبراهيم ناصر في حديث لموقع (نبض السودان) – إلى رغبه القاهرة في إعادة مكانتها الأفريقية عن طريق إقامة تحالفات إقليمية مع بعض دول منطقة شرق أفريقيا.
وعزا إبراهيم ذلك إلى توفير مصد للحد من تحركات أديس أبابا التي باتت تشكل عليها خطرا جراء تطلعاتها الاقتصادية والسياسية بقيادة منطقة القرن الأفريقي وفقا لسياسات رسمتها لنفسها.
متوقعا بأن تستفيد مصر خلال الفترة القادمة من حجم الاضطرابات الداخلية التي بدت تعيش فيها إثيوبيا أمنيا، وسياسيا لمواجهة مساعيها التوسعية.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: إقليمي تحالف مصر والصومال منطقة البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
العداء الإثيوبي.. والصبر المصرى
تواجه إثيوبيا مشاكل وتحديات كبيرة تهدد وحدتها نتيجة الصراعات العرقية والأزمات الاقتصادية المتلاحقة، وكلما زادت الضغوط على الحكومة الإثيوبية والمخاوف من تفكك الاتحاد الفيدرالى الإثيوبي، تذهب الحكومة الإثيوبية إلى خلق مشكلة أو نزاع خارجى لشغل الرأى العام الإثيوبي عن مشاكله الداخلية من خلال تصريحات وخطابات عدائية مع الدول المجاورة، فى تناقض شديد للواقع الذى بدحض كل مزاعم إثيوبيا المضللة، ويؤكد اعتداءها على سيادة الدول ومخالفة كل قرارات الشرعية الدولية، وتزعزع الأمن فى منطقة القرن الافريقى، بداية من الاعتداء على دولة الصومال واحتلال ميناء بربرة على البحر الأحمر من خلال اتفاق غير شرعى مع الانفصاليين فى شمال الصومال مقابل اعتراف إثيوبيا للانفصاليين باستقلال هذا الاقليم فى خطوة شكلت انتهاكا لسيادة دولة ورفضها المجتمع الدولى والمنظمات الأممية وأدانتها جامعة الدول العربية، وتكرر الأمر نفسه مع الجارة اريتريا فى تصعيد إثيوبي جديد لدولة أخرى بهدف الحصول على منفذ بحرى بالقوة وعلى حساب سيادة الدول، وهو النهج نفسه الذى تتخذه إثيوبيا مع دول حوض النيل فى محاولة فرض أمر واقع مخالف للشرعية الدولية.
الأسابيع الأخيرة شهدت حملة عداء وتصعيدًا إثيوبيا ضد مصر، ومزاعم ومغالطات وصلت إلى حد إنكار اتفاقيات النيل عام 1920، 1929، وباقى الاتفاقيات الدولية التى تحفظ حقوق مصر التاريخية فى مياه النيل.. هذه الحملة الإثيوبية الممنهجة لم تأتِ من فراغ وإنما لأسباب جوهرية يأتى على رأسها انهيار الحلم الإثيوبي فى النهضة الشاملة جراء إنشاء هذا السد الذى روجت له واعتبرته مشروع القرن لتحويل إثيوبيا إلى مصاف الدول الاقتصادية الكبرى والخلاص من كل مشاكلها وخدعت الشعب الإثيوبي بالمساهمة فى إنشاء السد رغم ظروفه الاقتصادية الصعبة، وبعد مرور 15 عامًا على إنشاء السد وافتتاحه رسميًا، فاق الشعب الإثيوبي على صدمة كبيرة، وواقع أليم لم يتغير وحالة اقتصادية أكثر سوءًا.. الأمر الثانى الذى كشف الواقع الإثيوبي المذرى كان حالة الصبر المصرى اللامحدود فى المسار التفاوضى لسنوات رغم التلاعب الإثيوبي والهروب من التوقيع على اتفاق قانونى بشأن الجوانب الفنية وتشغيل السد، لتأتى المفاجأة بفشل إثيوبيا فى تشغيل السد بعد تعطل معظم التربونات عن العمل، واضطرار إثيوبيا لتصريف المياه بصورة عشوائية وبكميات هائلة بعد أن شكلت خطورة على جسم السد، وأدى الأمر إلى خسائر كبيرة فى السودان وتهديد مصر، وهو ما سبق أن حذرت منه مصر وكشفه الواقع والتجربة.
الحقيقة أن إثيوبيا فى مزنق شديد ما بين مطرقة الواقع فى فشل إدارة وتشغيل السد، وسندان مخالفة قرارات الشرعية الدولية بسبب قراراتها الاحادية المخالفة للقرارات الأممية التى تنظم الأسس الحاكمة للأنهار الدولية العابرة للحدود، وهو ما يدفع إثيوبيا للهروب من الواقع الذى تعيشه بأكاذيب وخطاب سياسى متطرف، تقابله مصر بأقصى درجات ضبط النفس.. إلا أن الأخطر من كل هذا هو الاعلان الإثيوبي الأخير عن إنشاء عدد من السدود الجديدة بحجة الاستفادة من المياه فى الزراعة، فى هروب جديد من فشل سد النهضة وصناعة أزمة جديدة مع مصر، ويبدو أن إثيوبيا ومن يقف خلفها، لا تعى أن مصر الآن، ليست مصر عام 2011 التى انشغلت بأزمتها الداخلية وكانت أولويتها الحفاظ على وحدتها واتقرارها المجتمعى فى مواجهة مخطط دولى كبير تحطم على صخرة الإرادة المصرية.. ومصر الآن قادرة على حماية أمنها القومى أينما وجد، وعلى رأسه حصتها فى مياه النيل، وعلى إثيوبيا أن تدرك أنها لن تستطيع وضع حجر واحد جديد على مجرى النيل الذى يشكل شريان الحياة لكل مصرى.
حفظ الله مصر