الاحتلال يبيد الثروتين الزراعية والحيوانية وصولا لإبادة غزة
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
تسبب عدوان الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية في خسائر بشرية كبرى لا تعوض، إضافة إلى خسائر اقتصادية نابعة من دمار البنية التحتية، وتضرر القطاعين الزراعي والحيواني بشكل خاص.
وأجرى الباحثون حول العالم دراسات عدة للتحقق من مدى تأثير الحروب واستخدام الأسلحة على ناتج الأنشطة الزراعية وكفاءة التربة، الأمر الذي أكد بالفعل تأثر الزراعة في مناطق النزاع المسلح نتيجة عوامل مختلفة.
ويمتد تأثير الاعتداءات المسلحة خارج حدود الأراضي المتضررة، فيؤثر في سلسلة إنتاج الغذاء العالمي، وهو ما حدث بالفعل جراء الحرب الروسية الأوكرانية التي أدت إلى ارتفاع كبير في أسعار سلع غذائية رئيسية حول العالم.
في شهر يونيو/حزيران 2022، نشرت منصة "ساينز نيوز" تقريرا يرصد الأضرار الحادثة في القطاع الزراعي الأوكراني جراء الحرب الروسية الأوكرانية، وأوضح التقرير أن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو" توقعت فشل حصاد نحو 20% من المحاصيل المزروعة في فصل الشتاء، وانخفاض معدل حصاد القمح إلى نحو النصف.
وأشار التقرير إلى دراسة أجراها الباحث جوزيف هوبي من أجل التعرف على التغيرات الحادثة في تربة بعض مناطق مدينة فردان الفرنسية التي شهدت أحداث الحرب العالمية الأولى، عبر فحص الحفر الناتجة من القصف، ووجد هوبي قطعا من الأحجار الجيرية بين طبقات التربة العميقة، ولاحظ تغير أسلوب تدفق المياه في المناطق المحيطة بهذه الحفر، مما أدى إلى تغير أنماط نمو النباتات.
وإضافة إلى ما سبق، أوضح التقرير المخاطر المقترنة بمرور الدبابات فوق الأراضي الزراعية مسببة انضغاط التربة، وهو ما قد يسبب انخفاض ناتج المحاصيل الزراعية بنسبة تصل إلى 60% بسبب صعوبة وصول جذور النباتات إلى المغذيات في التربة، وصعوبة اختراق المياه والمخصبات الزراعية طبقات التربة نفسها.
وأخيرا ذكر التقرير أن التلوث الكيميائي الذي قد ينتج من استخدام الذخيرة والأسلحة الكيميائية، إضافة إلى البقايا الحيوانية، عوامل تفسد التربة، وربما يمتد هذا الضرر إلى عقود عدة.
من ناحية أخرى، أوضح تقرير نشرته منصة "ذا إيكونومست" أن القصف الأميركي لدولة كمبوديا منذ نحو 52 عاما أدى إلى استمرار تضرر قطاعها الزراعي حتى وقتنا الحالي.
وأشار التقرير إلى دراسة أجرتها الباحثة إرين لين تبينت منها أن المزارعين الكمبوديين قد يتجنبون ممارسة الزراعة في المناطق ذات التربة الداكنة خوفا من احتوائها على مواد قابلة للتفجير، خاصة تلك التي تعرضت لقصف شديد.
وأوضحت الدراسة أيضا أن المزارع الموجودة في المناطق الخصبة التي تعرضت للقصف صارت غير منتجة.
وقدرت لين أن المزارعين الموجودين في الأراضي التي تعرضت للقصف استغلوا مساحة أقل بنحو 12% من أراضيهم مقارنة باستغلال الأراضي الناجية من القصف، مما أدى إلى انخفاض العائد من بيع محصول الأرز بنسبة 40%.
أكدت مدير عام خدمات المزارعين إيمان جرار في حديث مع "الجزيرة نت" أن الوضع في غزة "خطير جدا وسوداوي". وأضافت أنه "رغم استحالة حصر الخسائر بدقة، أشار تقرير جهاز الإحصاء المركزي إلى إبادة مزارع دواجن وخضراوات بالكامل في شمال القطاع، إضافة إلى تدمير أغلب قوارب الصيد، وتضرر الآبار الجوفية البالغ".
وتتوقع جرار أن تفقد مساحات واسعة من الأراضي الزراعية قدرتها الإنتاجية مستقبلا جراء الاعتداء المسلح واستخدام الأسلحة المحرمة دوليا مثل القنابل الفوسفورية، إضافة إلى تأثير مرور المعدات الثقيلة فوق تلك الأراضي. ومن الطبيعي أن يؤدي هذا الدمار إلى جانب الاعتداءات المستمرة؛ إلى تهجير المزارعين القسري خارج أراضيهم.
وصدر تقرير عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في 28 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أكد خسارة القطاع الزراعي نحو مليوني دولار أميركي يوميا بسبب توقف عجلة الإنتاج.
تواصلت الجزيرة نت مع رئيس اتحاد الفلاحين الحاج عزام للوقوف على الوضع الحالي للمزارعين وأولئك ممن يعملون في مجال تربية الحيوانات والطيور.
وأكد عزام أن اعتداءات الكيان الصهيوني طالت جميع المحاصيل الزراعية وأضرت بالثروة الحيوانية ضررا كبيرا نظرا لوجود الأراضي الزراعية قرب الشريط الحدودي للقطاع.
وأوضح أن "بركسات الثروة الحيوانية كانت هدفا رئيسيا لطائرات الاحتلال، مما أدى إلى نفوق عدد كبير من الحيوانات والطيور".
وعن وضع المزارعين أنفسهم أوضح عزام أن "تكرار الاعتداءات على الأراضي الزراعية خلال فترات قصيرة أدى إلى خسائر بشرية ضخمة، حيث استشهد عدد كبير من أولئك المزارعين في محاولة ممارسة أعمالهم، وذلك إلى جانب الخسائر الاقتصادية الناتجة من حصار القطاع، مما أدى إلى انعدام الإنتاج وارتفاع أسعار كل أنواع المنتجات".
وأكد عزام أن المزارعين الناجين من القصف يتركون أراضيهم إما هربا من الاعتداءات، وإما بسبب التهجير القسري الذي تفرضه قوات الاحتلال.
وفي محاولة التواصل مع أي من المزارعين داخل قطاع غزة للوقوف على الوضع، أكدت إيمان جرار فشلها في التواصل مع أي منهم.
وعلقت: "المزارعون -وأهل غزة بوجه عام- يعانون مخاطر القتل جراء الاعتداءات المستمرة، كما يعانون التهجير، ويطوف حولهم شبح المجاعة بسبب تدمير الأراضي وصعوبة وصول المساعدات إليهم. ولا يفكر أهل غزة حاليا إلا في كيفية النجاة، لذا يستحيل التواصل معهم".
وأوضحت جرار أن الصور التي حصلت عليها الجزيرة صورها المهندس الزراعي المتقاعد نبيل أبو خاطر الذي تطوع من أجل رصد مختلف الخسائر التي عانت منها الثروتان الزراعية والحيوانية داخل القطاع، وإثبات الخسائر التي تعرّض المزارعون لها، ونقل الوضع العام إلى دائرة خدمات المزارعين، وقد استشهد في أثناء أداء هذه المهمة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الأراضی الزراعیة مما أدى إلى إضافة إلى
إقرأ أيضاً:
تنفيذ 406 قرار إزالة.. متابعة يومية لأعمال الموجة 26 لإزالة التعديات على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة
تابع اللواء طارق مرزوق محافظ الدقهلية، سير أعمال تنفيذ الموجة 26 لإزالة التعديات، على أراضي أملاك الدولة، وجهات الولاية، والتعديات على الأراضي الزراعية، وشدد على جميع رؤساء المراكز والمدن والأحياء ومديري المديريات ورؤساء القطاعات والإدارات المعنية، بالتنسيق المستمر مع الأجهزة الأمنية والتنسيق الدائم لضرورة التواجد الشرطي، والتصدي بكل قوة لحالات التعديات على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة، والتعامل بكل حسم مع مخالفات البناء بجميع المراكز، وشدد على ضرورة عرض تقارير يومية بمعدلات التنفيذ.
وأوضح اللواء "مرزوق" أن أعمال المرحلة الأولى من الموجة 26 لإزالة المخالفات بلغت حتى اليوم، تنفيذ 406 قرار إزالة تعديات ومخالفات بناء منذ بدء الموجة، منهم 340 قرار إزالة تعدي بالمباني، 66 تعدي بالزراعة، وبياناتهم، تنفيذ 38 قرار إزالة تعدي على أملاك الدولة ولاية الوحدات المحلية، 28 قرار تعدي بالبناء بمساحة 5837 متر مربع، 10 حالات تعدي بالزراعة على مساحة، 2 سهم ـ 4 قيراط ـ 5 فدان، 113 قرار إزالة تعدي على الأراضي المملوكة لجهات الولاية (هيئة مشروعات التعمير والتنمية الزراعية والموارد المائية والري)، منهم 58 قرار إزالة تعدي بالبناء على مساحة 8273 متر مربع، 55 قرار إزالة تعدي بالزراعة على مساحة 1سهم ـ 2 قيراط - 10 فدان، 237 قرار إزالة متغيرات مكانية غير قانونية بمساحة، 20914 متر مربع، 1 قيراط، 62 قرار إزالة تعدي على الأراضي الزراعية بمساحة 21سهم - 10 قيراط ـ 3 فدان.
وأشار محافظ الدقهلية إلى أن الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة بديوان عام المحافظة، تعمل على مدار الساعة، بالتنسيق مع غرف العمليات والجهات المعنية، في مختلف مراكز ومدن المحافظة، لمتابعة الموقف التنفيذي أولًا بأول، ورصد أي معوقات قد تواجه الأعمال، لسرعة التعامل معها وتحقيق المستهدف من الحملة في مرحلتها الحالية.
وأضاف محافظ الدقهلية أن الموجة الـ 26 سيتم تنفيذها على 3 مراحل، تستمر المرحلة الأولى في الفترة من 10/05/2025 وحتى 30/05/2025، والمرحلة الثانية في الفترة من 07/06/2025 وحتى 27/06/2025، والمرحلة الثالثة في الفترة من 05/07/2025 وحتى 25/07/2025.
تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية، والسيد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، بمنع كافة أشكال التعديات على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة وإزالة جميع المخالفات، وفي إطار توجيهات الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية، بالمتابعة اليومية للموجة 26 لإزالة التعديات على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة ومخالفات البناء.
جانب من تنفيذ الازالات 1000180695 1000180751 1000180716 1000180719 1000180729 1000180745 1000180754 1000180704 1000180748