أعشاش النسور في إسبانيا تكشف عن صندل عمره قرون
تاريخ النشر: 13th, October 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لطالما أثار النسر الملتحي، وهو طائر جارح كبير يتميّز بنظام غذائي غير معتاد يعتمد بشكل أساسي على العظام، اهتمام علماء الطيور.
لكن الآن، أظهرت دراسة جديدة أن هذه الطيور الآكلة للعظام قد تكون أكثر إثارة للاهتمام مما كان يُعتقد سابقًا. إذ أن أعشاشها المصممة بعناية، والتي تخدم أجيالًا متعددة، قد تكون بمثابة "متاحف طبيعية" تحفظ قطعًا أثرية ثقافية تعود لقرون، بحسب ما أفاد به العلماء.
في إسبانيا، درس الباحثون 12 عشًا للنسر الملتحي بين عامي 2008 و2014. وقام الفريق بتحليلها طبقة تلو الأخرى، ليكتشفوا أكثر من 200 قطعة من صنع الإنسان قد تكون الطيور قد أعادت استخدامها كمواد بناء.
كشف التأريخ بالكربون المشع عن أن بعض هذه الأعشاش تعود إلى القرن الثالث عشر على الأقل، مع أقدم قطعة أثرية تم العثور عليها، وهي صندل عمره أكثر من 700 عام. وقد نُشرت هذه النتائج في سبتمبر/ أيلول الماضي في دورية "Ecology".
قال المؤلف الرئيسي أنطوني مارغليدا، وهو عالم بيئة في معهد البيرينيه لعلم البيئة التابع للمجلس الوطني الإسباني للبحوث في مدينة خاكا بإسبانيا: "كنا نعلم أن النسر الملتحي هو نوع من الطيور ينقل الأشياء إلى عشه لاستخدامها في البناء، لكننا تفاجأنا بعدد الأشياء التي عُثر عليها، ومدى قِدمها".
وأضاف: "هذا يعني أن هذه المواقع، التي استُخدمت لقرون، هي أماكن ذات جودة عالية استخدمتها أجيال مختلفة من الطيور للتكاثر".
وأوضح العلماء أن هذا البحث لا يفتح فقط آفاقًا جديدة لاكتشاف قطع أثرية ثقافية، بل يمكن أن يساعد أيضًا في جهود الحفاظ المستقبلية على هذا النوع من النسور.
القطع الأثرية في أعشاش النسوريُعد النسر الملتحي الفقاري الوحيد المعروف الذي يتخصص في أكل العظام، والتي تُشكّل ما يصل إلى 90% من نظامه الغذائي. وعندما بدأ مؤلفو الدراسة في البحث عن أعشاش تاريخية، وهي مواقع لم تعُد قيد الاستخدام إما بسبب الانقراض المحلي أو بسبب ظروف بيئية غير مناسبة، كان هدفهم الأساسي العثور على بقايا عظام.
وقد سعى الفريق إلى دراسة النظام الغذائي لطيور هذه الأعشاش في الماضي ومقارنته بنظام النسور المعاصرة.
لكن الباحثين قالوا إن عثورهم على هذا العدد الكبير من القطع الأثرية المتشابكة داخل الأعشاش التاريخية كان مفاجئًا لهم. إذ إن أكثر من 9% من العينات المستخرجة من تلك الهياكل كانت من صنع الإنسان.
بالإضافة إلى الصندل، المصنوع من أغصان وأعشاب مضفورة، عُثر داخل الأعشاش على قطعة جلدية مطلية من العصور الوسطى تشبه القناع، وبقايا سلة تعود إلى القرن الثامن عشر، وسهم يعود لقوس نبلة، وحبال وأدوات لربط الخيول، وغيرها من الأشياء.
يُعد الصندل أقدم قطعة أثرية عثر عليها حتى الآن، لكن فريق الدراسة بحسب ما ذكره مارغليدا لم يجر بعد تأريخًا بالكربون لبقية القطع.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الحياة البرية تحف آثرية أکثر من
إقرأ أيضاً:
كارثة تضرب مكتبة الآثار المصرية بمتحف اللوفر.. تلف 400 كتاب ووثيقة أثرية
شهد متحف اللوفر في باريس حادثة جديدة ضمن سلسلة مشكلاته الأخيرة، بعد أن أدّى تسرب مياه شديد في 27 نوفمبر إلى إتلاف نحو 400 كتاب ووثيقة داخل مكتبة قسم الآثار المصرية، وفق ما ذكرته مجلة لا تريبيون دو لارت وأكّدته قناة BFMTV.
وأوضحت التقارير أن التسرب نجم عن عطل في أحد الأنابيب المارّة فوق المكتبة، ما أدى إلى تدفّق مياه متسخة إلى الرفوف والأرضيات، ووصولها إلى خزانة كهربائية، في واقعة كادت أن تتسبب بحريق. ووفق لجنة النظافة والسلامة وظروف العمل، فإن العديد من الكتب، وخاصة ذات الأغلفة القديمة، تعرض لتلف كبير، وبعضها لم يعد قابلًا للإصلاح.
وكشفت المجلة أن قسم الآثار المصرية كان قد حذّر مرارًا من وضع الأنابيب القديمة، وطلب تمويلًا لحماية الوثائق من مخاطر التسرب المتكرر، إلا أن هذه الطلبات لم تلقَ استجابة، رغم الحوادث الطفيفة المتكررة في السنوات الماضية.
وتأتي هذه الواقعة بعد أيام من حادثة سرقة مجوهرات التاج من داخل المتحف، ما يضيف إلى ما وصفته الصحافة الفرنسية بأنه "سلسلة كوارث" تضرب مؤسسة اللوفر خلال فترة قصيرة.