لم تروج شخصية مرشحة للحصول على جائزة نوبل للسلام، الجائزة الأعلى قيمة على المستوى الدولي، لتتوج الجائزة إنجازاته المهنية، وخاصة قادة الدول، كما يروج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لأحقيته الفوز بالجائزة لكونه مستحقا لها ليتوج بها إنجازاته وحياته السياسية في فترة رئاسته وهو يناهز ثمانين عاما من عمره اليوم.

يحفّزه فوز أربعة رؤساء أمريكيين سابقين خلال قرن من الزمن بالجائزة المرموقة: الرئيس ثيودور روزفلت والرئيس وودرو ويلسون والرئيس كارتر وآخرهم الرئيس أوباما عام 2009 بعد عام من بدء رئاسته الأولى ودون أن ينجز ويلعب دورا رئيسيا في حل أي نزاعات وحروب في رئاسته.

من المتعارف أن لجنة نوبل للسلام النرويجية-لجنة مستقلة بمعايير محددة للمرشحين تعتمد على دور وأثر الشخصية أو المنظمة «على السلام وحقوق الإنسان”. وتفضّل المرشحين الذين يلعبون دوراً ويلتزمون بدعم السلام المستدام، وليس انجاز حالة أو حالتين عابرة. وتراعي اللجنة سجل ودور وتأثير المرشح للجائزة بناء على مبدأ نوبل-اسم الجائزة على اسمه.

كما تحدد اللجنة المهلة النهائية لترشيح الشخصيات والمنظمات في 31 كانون الثاني/يناير من كل عام. ومعظم إنجازات الرئيس ترامب في حل النزاعات ووقف ثمانية حروب كما يدعي حدثت بعد المهلة النهائية لترشيح المرشحين للجائزة!!

كما أن مواقف ونهج الرئيس بالترويج وتسويق نفسه، ومواقفه المعادية للمنظمات الدولية، وتوبيخه وتقريعه للأمم المتحدة من على منبرها الشهر الماضي وانسحاب أمريكا من مجلس حقوق الإنسان ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسكو ومن اتفاقية باريس للمناخ والاتفاق النووي مع إيران أثروا سلبا على فرصه. لكن لا يستبعد ترشح الرئيس ترامب والوسطاء وخاصة قطر العام القادم للجائزة لدورهم البناء في دبلوماسية الوساطة وحل النزاعات.

لم يخف الرئيس ترامب حلمه وترويجه للفوز بالجائزة منذ رئاسته الأولى. ليتميز وينضم للرؤساء البارزين الذين سبقوه وفازوا بالجائزة خلال قرن. لذلك دأب الرئيس ترامب على تكرار: لماذا مُنح الرئيس أوباما جائزة نوبل للسلام ولم يقم بعمل أي شيء يستحق الجائزة بينما أنا من كابد وتوسط وأنهى نزاعات وحروبا بعضها أمتد لعقود وخاصة بين حماس وإسرائيل الذي أمتد كما يدعي 3000 عام.
وهناك تصريحات متكررة، ومقاطع فيديو في الإعلام الأمريكي تظهر كم ردد وطالب وناشد الرئيس ترامب المجتمع الدولي مقدما سيرته الذاتية ونجاحاته في حل النزاعات وإنهاء الحروب كما يدعي.

وآخرها من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل ثلاثة أسابيع يقدم سيرته الذاتية ويذكر كما في مؤتمراته الصحافية شبه اليومية، بوقفه وانهائه سبعة حروب. وأضاف إليها الأربعاء الماضي الحرب الثامنة بعد مصادقة حركة حماس وحكومة نتنياهو على تطبيق المرحلة الأولى من خطة الرئيس ترامب، بوقف الحرب وانسحاب قوات الاحتلال للمنطقة الصفراء والإفراج عن الأسرى الأحياء لدى حماس في غزة مقابل إفراج إسرائيل عن 250 من الأسرى الذين يمضون مؤبدات-مدى الحياة واحكام طويلة الأمد، وحوالي 1750 أسيراً-أُسروا من غزة بعد طوفان الأقصى من غزة.

رغم جميع إنجازات الرئيس ترامب، لم تمنحه لجنة جائزة نوبل للسلام الجائزة الموعودة، التي كان يُمنّي النفس الظفر بها. في تسييس مستمر للجائزة أعلنت اللجنة النرويجية ظهر الجمعة الماضي الفائزة بالجائزة-مرشحة الرئاسة والمعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو (خسرت الانتخابات الرئاسية)-بررت اللجنة فوزها بجائزة نوبل للسلام: «لعملها بلا كلل لدعم الانتقال واحترام الحقوق الديمقراطية للشعب الفنزويلي ولنضالها لتحقيق الانتقال السلمي والعادل من الديكتاتورية إلى الديمقراطية».! في اصطفاف معادٍ ورافض لنتائج انتخاب الرئيس نيكولاس ماديرو الشرعي ومحاولات تقويض حكمه.

فيما يستمر ترامب بعد أن أعلن المواجهة العسكرية ،بقصف زوارق مدنية قرب سواحل فنزويلا بذريعة حماية الأمريكيين من كارتيلات المخدرات الإرهابيين. منحت اللجنة ماريا كورينا ماتشادو الجائزة لدورها في دعم الديمقراطية والمقاومة المدنية في فنزويلا. هذا قرار يعبّر عن أولويات اللجنة هذا العام (دعم قوى المعارضة الديمقراطية) ـ من بين 338 مرشحا بينهم 244 شخصية و94 منظمة ـ أبرزهم الرئيس ترامب، و«غرف الاستجابة للطوارئ السودانية» ومنظمة أطباء بلا حدود، وزوجة المعارض الروسي الذي قتل في السجن يوليا نافلينا.

ومعروف أن المعارِضة ماتشادو مدعومة من الغرب وموالية وداعمة لإسرائيل ولحرب إبادتها على غزة. وسبق أرسلت رسالة لنتنياهو، تطالبه بغزو فنزويلا وأن يرتكب في بلادها ما يرتكبه في غزة، وذلك بعد خسارتها الانتخابات…

كما تعهدت في حال فوزها (خسرت) ـ بعزمها نقل السفارة الفنزويلية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، كما فعل ترامب عام 2018!! في دعمها لحق إسرائيل على حساب الحق الفلسطيني. لذلك اختارتها اللجنة بين المرشحين للجائزة المرموقة والتي للأسف تم تسيسيها في العقود الأخيرة. وسبق رشحت لجنة جائزة نوبل للسلام أدولف هتلر للجائزة عام 1939 قبل تفجيره الحرب العالمية الثانية.

في أول تعليق لتراخ ٍ بعد عدم فوزه بجائزة نوبل للسلام علق بأسى واستياء:
«لا أكترث إذا لم أحصل على جائزة نوبل للسلام. لم انهي الحروب من أجل الحصول على الجائزة. ويكرر في لازمة تبريره لحقه انتزاع جائزة نوبل للسلام بتكراره «لقد انهيت ثمانية حروب. لكن لجنة جائزة نوبل للسلام تفعل ما تشاء»!! وانتقد مناصرو الرئيس ترامب قرار اللجنة المسيس الذي قدم السياسة على الإنجازات والسلام. كما أنه لا شك، لعبت قرارات الرئيس ترامب بتعزيز الانقسام الداخلي، ومعاداة المنظمات الدولية دورا سلبيا وأضرت بفرص فوزه بالجائزة.

وعلّق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «لقد تم منح جائزة نوبل لشخصيات لم تفعل شيئا لمصلحة العالم… ما تسبب بإضرار كبير بمصداقية الجائزة! « سنرى هل تُعوّض لجنة جائزة نوبل للسلام ترامب العام القادم وترشحه للفوز وتحل عقدته؟!!

القدس العربي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه نوبل ترامب الاحتلال غزة غزة الاحتلال نوبل ترامب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات اقتصاد مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لجنة جائزة نوبل للسلام الرئیس ترامب

إقرأ أيضاً:

أوقف 8 حروب.. رئيس وزراء باكستان: أرشح ترامب لجائزة نوبل للسلام

قال رئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف، إن اليوم أحد أعظم الأيام في التاريخ الحديث لأن السلام تحقق بعد جهود مضنية، قادها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي هو عن حق رجل سلام، يقوم بجهود لا تكل ولا تمل عبر شهور ليلا ونهارا لجعل هذا العالم سلام.

ترامب يغادر مصر بعد مشاركته في قمة شرم الشيخ ترامب: لولا الرئيس السيسي ما كنا سنحقق السلام في الشرق الأوسط


وأضاف رئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف، خلال كلمته في قمة شرم الشيخ للسلام، أن باكستان رشحت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لنيل جائزة نوبل للسلام، بسبب جهوده الهائلة في إيقاف الحرب بين الهند وباكستان.

وتابع: “اليوم مرة أخرى أود أن أرشح هذا الرئيس العظيم لجائزة نوبل للسلام لأنني أشعر عن صدق أنه الشخص الأكثر صدقا واستحقاقا لجائزة السلام لانه استحضر السلام في جنوب شرق آسيا واليوم هنا في شرم الشيخ يحقق السلام في غزة الذي سينقذ الملايين في الشرق الأوسط”.

أقدم للرئيس الأمريكي تحياتي على رؤيته 

وقال رئيس الوزراء الباكستاني خلال كلمته: أقدم للرئيس الأمريكي تحياتي على رؤيته واعتقد أنه هو الرجل الذي احتاجه العالم في هذا التوقيت، فالعالم سيتذكرك دائما بأنك الرجل الذي حقق السلام وأوقف 8 حروب حتى اليوم.

مقالات مشابهة

  • أوقف 8 حروب.. رئيس وزراء باكستان: أرشح ترامب لجائزة نوبل للسلام
  • الرئيس الأمريكي: تمكنا من إنهاء 8 حروب في غضون 8 أشهر
  • فوز 3 علماء بجائزة نوبل في الاقتصاد
  • ترامب يبرر عدم حصوله على جائزة نوبل للسلام
  • هل قال رئيس لجنة نوبل إن ترامب لم يفز بالجائزة لعدم نزاهته؟
  • بعد دونالد ترامب.. 4 رؤساء يحلمون بالحصول على جائزة نوبل للسلام
  • هيمنة مصرية .. تعرّف على الفائزين العرب بجائزة نوبل منذ إطلاقها
  • الفرق بين ترامب وماتشادو
  • مؤامرة.. غضب وانتفاضه لأنصار ترامب بعد خسارته جائزة نوبل للسلام