الدبلوماسية بين الشريعة والقانون(2) ومضة عن تاريخ الدبلوماسية في العصور القديمة قبل الإسلام
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
بقلم: هيثم السحماوي
القاهرة (زمان التركية) _تعتبر الدبلوماسية من أقدم المهن في التاريخ الإنساني، إنها وإن اختلفت في الشكل والتقاليد والأعراف، إلا أن الهدف والمهمة الأساسية لها واحدة وثابتة لا تتغير، ألا وهي قيام علاقات جيدة بين الشعوب والحضارات المختلفة وتطوير وتحسين هذه العلاقات.
ففي الحضارة المصرية القديمة، نشأ نظام دبلوماسي، حيث كانت هناك مفاوضات بين الممالك والدول المجاورة لتحديد الحدود وتبادل الموارد.
وفي الصين القديمة، كانت هناك مفاوضات بين الدول لتحقيق التوازن وتعزيز العلاقات الدولية. كتب “سون تزو” كتابًا يعتبر أحد أوائل الكتب حول الدبلوماسية في التاريخ.
أما في حضارة بلاد النهرين، فقد كانت تمارس الدبلوماسية في سياقاتها البينية. كانت الممالك ترسل رسلًا لتبادل المعلومات والاتفاق على المعاهدات التجارية.
وإذا نظرنا إلى الدبلوماسية في حضارة كلٍّ من اليونان والرومان نجد أنهما كانتا تمارسان الدبلوماسية من خلال إرسال السفراء والمفاوضين لحل النزاعات وتحسين العلاقات بين المدن الواقعة في نطاق إمبراطوريتيهما.
أما في العصور الوسطى قبل ظهور الإسلام فنجد أن الجزيرة العربية والمناطق المجاورة شهدت تبادلًا ثقافيًّا واقتصاديًّا، حيث كانت القرى والمدن تتبادل البضائع والمعلومات. كما كانت هناك مفاوضات ومعاهدات بين القبائل.
ومن القراءة في تاريخ الدبلوماسية نجد أن الشكل الذي كان غالبًا عليها والذي لا يزال ضمن عمل الدبلوماسي حتى الآن، هو الشكل التقليدي ألا وهو حمل رسالة من ملك أو زعيم دولة أو حاكم إلى حاكم دولة أخرى عن طريق ما يسمي المبعوث الدبلوماسي أو السفير، وهنا حالتان مبنيتان على مضمون الرسالة، ففي الحالة الأولى كون الرسالة ودية أو عن تعاون معين أو مصحوبة بهدايا وغير ذلك ففي هذه الحالة لم توجد مشكلة في مختلف العصور . ولكن المشكلة كانت في حالة كون الرسالة مضمونها تهديد أو وعيد من الحاكم المرسل للحاكم المرسل اليه، وهنا كان في بعض فترات التاريخ رد الفعل على مثل هذه الرسالة أن يتم قطع رأس السفير ووضعها على حصانه ثم إرساله إلى دولته، وهذا كان رمزًا للتحدي ..
كيف بدأت الدبلوماسية في التاريخ الإسلامي، وكيف كان شكلها ؟ أستأذن حضراتكم أن يكون ذلك عنوان المقال القادم إن شاء الله .
مراجع المقال:
لورانس، جون. (1994). “الدبلوماسية في التاريخ”. دار النهضة العربية. هول، جي. كارل. (2005). “تاريخ الدبلوماسية”. مكتبة الإسكندرية. نعمة، حسن. (2008). “تاريخ الدبلوماسية العربية”. المؤسسة العربية للدراسات والنشر.يسعدني التواصل وإبداء الرأي
[email protected]
المصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: تاریخ الدبلوماسیة الدبلوماسیة فی فی التاریخ
إقرأ أيضاً:
تسلسل زمني- المسجد النبوي عبر العصور: مراحل البناء والتوسعات الكبرى
(رويترز)
حظيت عمارة المسجد النبوي باهتمام لم يفتر على مر الأزمان قديما وحديثا خدمة للدين وحرصا على استيعاب الأعداد المتزايدة من المصلين.
والمسجد النبوي الذي يقع في غرب المملكة العربية السعودية حاليا هو ثاني أقدس مسجد لدى المسلمين وتهفو إليه القلوب دوما لزيارة قبر نبي الإسلام. وبناه النبي محمد بعد هجرته للمدينة سنة 622 ميلادية ليكون مركزا اجتماعيا ودينيا.
وشهد المسجد منذ بنائه العديد من التوسعات وعمليات الترميم والإصلاح والتسقيف والعمارة بداية من عهد الخلفاء الراشدين مرورا بالدول الأموية والعباسية والعثمانية وصولا لعهد الدولة السعودية الحديثة.
وفيما يلي عرض لأبرز محطات بناء وتوسعات المسجد النبوي على مر التاريخ.
*البناء الأول في السنة الأولى من الهجرة – 622م
بنى النبي محمد المسجد بعد هجرته مع من آمنوا به من مكة إلى المدينة. وكانت مساحته حينها نحو 1030 مترا مربعا. وكان سقفه من الجريد وأعمدته من جذوع النخل.
* السنة السابعة من الهجرة – 628م
توسعة قام بها النبي محمد ورفعت مساحة المسجد إلى 2475 مترا مربعا.
* توسعة سنة 17 هجرية – 638م
كانت في عهد الخليفة عمر بن الخطاب ورفعت مساحة المسجد إلى 3575 مترا مربعا.
* توسعة بدأت سنة 29 هجرية – 649م
جرت هذه التوسعة في عهد الخليفة عثمان بن عفان بعدما ضاق المسجد بالمصلين. وتجاوزت مساحته بعدها الأربعة آلاف متر مربع. وبني جدرانه من الحجارة المنقوشة والجص وجعل أعمدته من الحجارة المنقورة وبداخلها قضبان من الحديد مثبتة بالرصاص وغطى سقفه بخشب الساج.
* توسعة بدأت سنة 88 هجرية – 707م
جرت هذه التوسعة في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك وقام عليها واليه في المدينة عمر بن عبد العزيز، ورفعت مساحة المسجد إلى أكثر من 6400 متر مربع. وفي عهد الوليد شهدت التوسعة لأول مرة بناء المنارات وكذلك إقامة محراب مجوف للمرة الأولى.
* توسعة بدأت عام 161 هجرية – عام 779م
كانت هذه التوسعة في عهد الخليفة العباسي أبو عبد الله المهدي ورفعت مساحة المسجد إلى نحو 8900 متر مربع. وشهدت هذه التوسعة عمارة المسجد وزخرفته بالفسيفساء وأعمدة الحديد.
* توسعة بدأت سنة 886 هجرية – 1481م
جرت في عهد السلطان المملوكي قايتباي بعد الحريق الثاني الذي لحق بالمسجد، ورفعت هذه التوسعة مساحته إلى أكثر من تسعة آلاف متر مربع.
* توسعة بدأت في سنة 1265 هجرية – 1849م
في عهد السلطان العثماني عبد المجيد الأول ورفعت المساحة إلى أكثر من 10300 متر مربع. وشملت التوسعة عمارة لكامل المسجد واستغرقت نحو 13 سنة. وتم استخدام حجارة حمراء من جبل غرب الجماوات بذي الحليفة لبناء الأعمدة. وفيما يتعلق بالجدران فقد كانت من حجر البازلت الأسود. وجرى تزيين سقف المسجد بالقباب.
* توسعة بدأ العمل فيها سنة 1372 من الهجرة – 1952م
أصدر أوامر القيام بهذه التوسعة الملك عبد العزيز آل سعود، ووصلت بالمساحة إلى أكثر من 16300 متر مربع. وجرى افتتاح هذه التوسعة في سنة 1375 من الهجرة الموافق 1955م. وأقيمت التوسعة كمبنى هيكلي من الخرسانة المسلحة وهي عبارة عن أعمدة تحمل عقودا مدببة، كما قسم السقف إلى مسطحات مربعة شكلت على نمط الأسقف الخشبية وزخرفت بأشكال نباتية. أما المآذن فقد بلغ ارتفاعها 72 مترا تتكون كل واحدة من أربعة طوابق.
* توسعة بدأت أعمالها 1406 هجرية – 1985م
جرت هذه التوسعة بأمر من الملك فهد بن عبد العزيز وتم الانتهاء منها عام 1994. وبهذه التوسعة أصبحت المساحة الإجمالية للمسجد النبوي 98500 متر مربع، كما أن سطح التوسعة المقدرة مساحته بنحو 67 ألف متر مربع تم تغطيته بالرخام ليستوعب 90 ألف مصل، وبذلك يبلغ استيعاب المسجد النبوي بعد التوسعة أكثر من 257 ألف مصل ضمن مساحة إجمالية 165500 متر مربع.
واشتملت التوسعة كذلك على إحاطة المسجد النبوي بساحات مغطاة بالرخام والجرانيت خُصص جزء كبير منها للصلاة يستوعب 250 ألف مصل ويمكن أن يزيد عدد المصلين إلى 400 ألف في حالة استخدام كامل الساحات المحيطة بالمسجد النبوي، مما يجعل الطاقة الاستيعابية لكامل المسجد والساحات المحيطة به تزيد عن 650 ألف مصل لتصل إلى مليون مصل في أوقات الذروة
* توسعة بدأت 1433 هجرية-2012م
أمر بهذه التوسعة، التي تعرف بالتوسعة السعودية الثالثة، الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز لتكون الأكبر على مدى التاريخ وبما يصل بالطاقة الاستيعابية إلى ما يقرب من مليوني مصل بعد إنهاء الأعمال.
كما شمل مشروع على مظلات المسجد النبوي التي جرى تركيبها على أعمدة ساحات المسجد ويصل عددها إلى 250 مظلة تغطي مساحة 143 ألف متر مربع وصممت بارتفاعين مختلفين بحيث تعلو الواحدة الأخرى على شكل مجموعات لتكون متداخلة.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق عربي ودوليقيق يا مسؤولي تعز تمخض الجمل فولد فأرة تبا لكم...
المتحاربة عفوًا...
من جهته، يُحمِّل الصحفي بلال المريري أطراف الحرب مسؤولية است...
It is so. It cannot be otherwise....
It is so. It cannot be otherwise....