امركز أبو ظبي للغة العربية: مصر ضيف شرف الدورة المقبلة لمعرض أبو ظبي الدولي للكتاب
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
نظم مركز أبو ظبي للغة العربية احتفالية داخل قصر عابدين بمناسبة مئوية "فنان الشعب" الموسيقار الكبير الراحل سيد درويش.
يأتي ذلك ضمن مشاركة المركز في معرض القاهرة الدولي للكتاب 55 وامتداداً لجهوده في نشر الثقافة والاحتفاء بالأدب والمعرفة. جاءت الاحتفالية تحت عنوان "أنا هويت ما انتهيت" بمشاركة نخبة من الفنانين العرب.
وأكد سعيد حمدان الطنيجي المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية - في كلمته خلال الاحتفالية نيابة عن د. على بن تميم رئيس مركز أبو ظبي للغة العربية- أن سيّد درويش لم يكن مجرّد ملحنّ، وموسيقي مجدّدٌ لما سبقه من عباقرة في المجال، بل هو مؤرخ لحالة مفصلية من التاريخ الاجتماعي والسياسي في مصر، هو فنّان وثّق الكثير من المشاهد اليومية في أغنياته، وجال في عوده بين أزقة البهية مصر، وغنّى للوطن، والكادحين، والفقراء، والعاملين في المرفأ، رسم بصوته الشجيّ صوراً رائعة الجمال للفلاحات وبنات "البندر" كما صال وجال في فنّه جنوباً وغرباً، شمالاً وشرقاً.
سعيد الطنيجي المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربيةوقال :" نُرحب بكم جميعاً معنا في هذه الاحتفالية المميزة، إذ نقف اليوم في حضرة شخصية فنية استثنائية، حفرت في ذاكرة الأجيال حضورها، ومكانتها، وشكّلت منعطفاً مهماً في مسيرة الموسيقى العربية، دوماً عندما نذكر جمهورية مصر العربية، يتبادر إلى أذهاننا الكثير من الأغنيات الجميلة التي تتسرّب من المقاهي العتيقة تلك التي تزيّن أزقتها وأرصفتها العريقة، ومن كلّ تلك الأغنيات هناك لحنٌ مميّز، وصوتٌ مميّز، وكلمة مميّزة، تحمل بلاغة، وفصاحة "سيّد درويش" الموسيقية، والأدبية، والإبداعية..
وأضاف أننا لو أردنا أن نتحدّث عن "فنّان الشعب"، هذه القامة الفنيّة لن يسعفنا الوقت، لكنني سأجتهد في الحديث مختصراً سيرة فنية باذخة الجمال، تركت للأجيال ثروة لا تضاهى من الإبداع الموسيقي الذي تحوّل إلى فكر، ومنهج عمل، وجهد يوميّ..
وتابع : لم يكن سيّد درويش مجرّد ملحنّ، وموسيقي مجدّدٌ لما سبقه من عباقرة في المجال، بل هو مؤرخ لحالة مفصلية من التاريخ الاجتماعي والسياسي في مصر، هو فنّان وثّق الكثير من المشاهد اليومية في أغنياته، وجال في عوده بين أزقة البهية مصر، وغنّى للوطن، والكادحين، والفقراء، والعاملين في المرفأ، رسم بصوته الشجيّ صوراً رائعة الجمال للفلاحات وبنات "البندر" كما صال وجال في فنّه جنوباً وغرباً، شمالاً وشرقاً، طاف مصر كلّها بعبير الوتر، فكان أن روى لنا من خلال أغنياته شجن الثورة والنضال.. وعرّفنا على جماليات العشق المكتنف في تفاصيل الحارات القديمة، والشبابيك العتيقة، والشوارع الصديقة.
الفنانة الإماراتية فاطمة الهاشميوقال :إن المرحلة التاريخية التي وجِد فيها سيّد درويش كانت فترة اختمار وطني، وفنّي، وإبداعيّ لا نظير لها، كان المسرح يتزيّن يومياً باللوحات الموسيقية والإبداعية التي ساهمت في نشر الأفكار والألحان الغنائية الوطنية، والتي تناقلتها الأجيال، واعتزّت بها باعتبارها إرثاً وطنيّاً لا يقدّر بثمن.. وقد اعتاد أهل القاهرة في ذلك الوقت على رؤية فنان الشعب سيد درويش، وزميله الفنان بديع خيري يستقلّان عربة الحنطور يطوفان بها شوارع وأحياء المدينة مرددين :"بلادي.. بلادي.." الذي أصبح اليوم النشيد الوطني لجمهورية مصر العربية الشقيقة... إلى جانب الكثير من الأناشيد مثل "قوم يا مصري" و"أنا المصري" واليوم يومك يا جنود.."... وغيرها.
د. محمد أبو الفضل بدران الأمين الأسبق للمجلس الأعلى للثقافةوأكد أن لقب فنان الشعب لم يطلق على سيد درويش مصادفة، بل هو استحقاق نوعيّ لقامة إبداعية استثنائيّة، فهو صاحب الفضل الأول في ربط الغناء المصري بالحياة اليومية، حيث جمعت أغنيته مختلف أطياف وتوجهات المجتمع، وساهم في إنزال الأغنية من مقامها العاجيّ إلى الشوارع والأزقة، فخاطب من خلالها مشاعر وإحساس عامة الشعب.. فمحبة الناس البسطاء لأغنيات درويش تعود إلى ذكائه، وفطنته في استخدام أغاني وفلكلور الشارع المصري وتطويرها والبناء عليها.
د.علي بن تميم رئيس مركز أوبظبي للغة العربيةوقال إن هذا الفتى الاسكندراني الذي اعتلى عرش الإبداع الموسيقي رسّخ حضوره وخلّده في صفحات التاريخ الفنيّ العربي والإنساني بصفة عامة، فكان يعالج بأغنياته قضايا الناس وهمومهم، من هذا المنطلق كانت أعمال فناننا الكبير دعوة صريحة للتقدّم والازدهار، والرقيّ، والنهوض بجمهورية مصر العربية وإنسانها.. وكانت رسائل أعماله لغة استثنائية تحمل على عاتقها آمال وتطلعات الإنسان، وقضاياه اليومية.. فاستحقّ أن يتخلّد في أذهان وفكر الجماهير.. وأن يبقى نموذجاً للفنّ المدافع عن الظلم والقهر.. وأن يؤسس لمرحلة فنية موسيقية عزف خلالها أجمل الألحان وأروعها.. وباتت نقطة تحوّل جوهرية في تاريخ الموسيقى المصرية والعربية إلى الأبد.
وأعلن اختيار مصر ضيف شرف الدورة المقبلة من معرض أبو ظبي الدولي للكتاب قائلا:" يسعدني أن أنتهز هذه المناسبة الجميلة لأعلن وباعتزاز كبير عن استضافة جمهورية مصر العربية الشقيقة ضيف شرف للدورة المقبلة من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وفي الحقيقة نحن كلّنا ضيوف عندما تُذكر "مصر"...كما نعلن عن اختيار القامة الأدبية والفكرية الكبيرة، الراحل الذي وضع الأدب العربي على أرفف مكتبات العالم، وعرّف الشعوب على أزقة القاهرة العريقة، الروائي الكبير "نجيب محفوظ" شخصية محورية للمعرض في نسخة عام 2024 حرصاً منّا على أن يتواصل ارتباط الأجيال الجديدة مع هذه القامات الفكرية، والأدبية الكبيرة، ويتعرّفوا على جهودها، وانتاجاتها، ويحذوا حذوها للارتقاء بالثقافة العربية وإيصال رسائلها وقضاياها للعالم بأسره.
وتضمن الاحتفالية باقة متميزة ومختارة من أعمال «فنان الشعب» سيد درويش بمشاركة مجموعة من أبرز الفنانين العرب، منهم المطرب محمد محسن، والفنانة الإماراتية فاطمة الهاشمي، والفنانة التونسية عبير النصراوي، وفرقة مسار إجباري، حيث قدموا باقة متميزة ومختارة من أعمال "فنان الشعب" سيد درويش، والتي لاقت استحسان وتفاعل كبير من الجمهور الحاضر.
وحضر الاحتفالية عدد كبير من المثقفين والاكاديميين المصريين والعرب من بينهم د. محمد أبو الفضل بدران الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للثقافة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مركز ابو ظبي للغة العربية قصر عابدين فنان الشعب سيد درويش معرض القاهرة الدولي للكتاب 55 علي بن تميم رئيس مركز أبو ظبي للغة العربية مرکز أبو ظبی للغة العربیة الدولی للکتاب مصر العربیة فنان الشعب سید درویش الکثیر من ان الشعب
إقرأ أيضاً:
تتويج “صالح بلعيد” بجائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية بالسعودية
توّج رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، صالح بلعيد، بجائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية بالسعودية.
وجاء هذا التتويج في فئة الأفراد لفرع “نشر الوعي اللغوي وإبداع مبادرات مجتمعية لغوية”. وهذا لـ “تميز إسهاماته في خدمة اللغة العربية.
وكذا لما قدمه لتعزيز الهوية اللغوية من أبحاث علمية، وما كتبه في التأريخ للعربية ودراسة قضاياها، كالتعريب والمصطلحات والهوية والحضارة”.
بالإضافة إلى نظير ماقدمه الدكتور صالح بلعيد من جهود أثناء ترؤسه المجلس الأعلى للغة العربية بالجزائر، حيث عمل على تطوير السياسات اللغوية، وادماج اللغة العربية إدماجاً أكثر فاعلية في جوانب التعليم كلها، وتشجيع البحث العلمي في مجالات اللغة والأدب”، اضافة إلى “مشاركاته الهامة في العديد من المؤتمرات الدولية والندوات العلمية”.
وتكرّم هذه الجائزة التي سيتم تسليمها في 24 نوفمبر المقبل بالعاصمة السعودية الرياض، الأفراد والمؤسسات البارزة في مجالات اللغة العربية الأربعة وهي” تعليم العربية وتعلمها”، “حوسبة اللغة العربية وخدمتها بالتقنيات الحديثة”، “أبحاث اللغة العربية ودراساتها العلمية” و”نشر الوعي اللغوي وإبداع مبادرات مجتمعية لغوية”.
وللإشارة فقد عرفت باقي فروع الجائزة تتويج أفراد ومؤسسات من الإمارات والصين والسعودية.