الحلبي رعى إطلاق إستراتيجية اللبنانية: فرصة للنهوض بالجامعة
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
رعى وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال الدكتور عباس الحلبي حفل إطلاق استراتيجية الجامعة اللبنانية 2024 – 2028، الذي أقيم في قاعة المسرح في وزارة التربية، بحضور عضو لجنة التربية النيابية النائب إدغار طرابلسي، المدير العام للتعليم العالي الدكتور مازن الخطيب، رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء البروفسورة هيام إسحق، رئيس الجامعة الإسلامية الدكتور حسن اللقيس، مستشار الوزير لشؤون التعليم العالي الدكتور نادر حديفة وعدد كبير من ممثلي المنظمات الدولية وعمداء الكليات في الجامعة ومديريها واساتذتها.
وفي السياق، قال وزير التربية: "يكتسب لقاؤنا اليوم أهمية خاصة كونه يتمحور حول الجامعة اللبنانية، المؤسسة العريقة والتاريخية. والمناسبة هي اطلاق الخطة الاستراتيجية للجامعة أو ما يُتعارف عليه بالخطة الخمسية التي تهدف إلى النهوض بهذه المؤسسة الوطنية في التعليم ووضعها على سكة الحوكمة وتعزيز دورها في البحوث الأكاديمية وتحصينها لتتمكن من التقدم في التصنيفات، إضافة إلى إعادة هيكلتها وتطوير قانونها وصولا إلى استعادة ريادتها في التعليم العالي في لبنان والمنطقة".
اضاف: "ليست هذه المناسبة مكرسة للحديث عن الانجازات، فنحن نعيش مرحلة انتقالية في التعليم العالي لإعادة تنقيته وضمان جودته، علما أننا أطلقنا في الشهر الأول من العام الماضي الخطة الاستراتيجية للتعليم العالي، ونعمل على تنظيم أوضاع مديريته في الوزارة وصولا إلى هيكلتها وتعزيز دور مجلسه في المراقبة والتقييم".
وتابع: "نحن إذ نطلق هذه الخطة للنهوض بالجامعة لا نعني أننا نتجاهل مشكلاتها في ظل الأزمات التي يعانيها بلدنا، السياسية والأمنية والاقتصادية والمالية، وهي ترافق الجامعة منذ سنوات طويلة بدءا من ملف التفرغ إلى تعيين العمداء ولا ننسى التدخلات السياسية التي حولتها منذ أن صودرت صلاحياتها في العام 1997 إلى ساحة للتوظيف والمحاصصة".
وقال: "إننا اليوم ومن موقع المسؤولية نطلق هذه الخطة لنسجل احتضاننا للجامعة اللبنانية التي لا تزال تحتضن عشرات الآلاف من طالبات وطلاب لبنان، ومهمتنا هي نقلها إلى مصاف الحداثة ومواكبة التكنولوجيا وتعزيز كفاءتها وجودتها لتتمكن من طرق أبواب العالمية نحو مستقبل مشرق".
اضاف: "لا أبالغ إذا قلت إني أشعر بخطر يتهدد دوما الجامعة اللبنانية وكل مؤسسات التعليم، فلا تزال الأزمات التي عانينا منها خلال السنوات الماضية من انهيار اقتصادي ومالي وفي العملة الوطنية، ثم جائحة كورونا وانفجار مرفأ بيروت، والانهيارات المجتمعية المتتالية والفراغ الرئاسي، تلقي بآثارها السلبية على مؤسساتنا، وها نحن اليوم نعاني من أزمات جديدة ليس أخطرها ما يجري من اعتداءات إسرائيلية على حدودنا. ولأننا نعيش في قلب الأزمات لن يكون سهلاً مواجهة ما تتركه من ارتدادات على مؤسساتنا التعليمية، وهو ما جعلني أضع كل المسألة التعليمية على بساط البحث كمحاولة لإنتاج حلول وعقد تسويات للحفاظ على استمرارية التعليم وصون المؤسسات".
وتابع: "من هنا كانت الجامعة اللبنانية في صلب اهتماماتي وهاجسي اليومي وشكلت أولوية في خططنا نصرة لقضاياها. حملنا مشعل الجامعة عن قناعة مطلقة، مؤمنين بدورها وبوظيفتها وبضرورة تطويرها وتوفير مقومات صمودها واستمرارها. وكنت أطرح في كل جلسة لمجلس الوزراء قبل أن تتحول الحكومة إلى تصريف الاعمال، ملفات الجامعة لنقاشها وإقرارها، من العمداء إلى التفرغ والملاك والمدربين والموازنة، إنما للأسف لم تكن هذه المؤسسة الوطنية الجامعة من الاولويات".
وقال إن "إطلاقنا للخطة الاستراتيجية هو مدخل للنهوض وفعل إيمان بالجامعة. فكيف لجامعة في أوضاع صعبة وانهيارات يعاني منها البلد انعكست على كل القطاعات، أن تواكب التكنولوجيا والحداثة وتعيد تنظيم أمورها وهيكلة أوضاعها في وقت يتهاوى الكثير من المؤسسات. إنها الجامعة اللبنانية التي ما زالت تمتلك رصيدا وقدرات تعليمية وأكاديمية وكليات ترفع إسمها بين العرب والعالم. واذا كانت إحدى ركائز الخطة تقضي بتأمين كل المقومات لرفع اسم الجامعة، فإنها رغم إمكاناتها المحدودة تمكنت من أن تحفر اسمها في التصنيفات العالمية وخير دليل على ذلك تقدمها في تصنيف Qs الجامعي العالمي للسنة 2024 وهو ما يؤكد أكاديميتها عالمياً ويمنحها مركزاً متقدماً في مقياس السمعة المهنية والتي تنافس فيه أهم الجامعات".
اضاف: "الجامعة في وضعها الحالي وفي غياب مجلسها تدار من رئيسها ووزير التربية والتعليم العالي. وأذكر أنه منذ أكثر من سنتين نعمل سويا على تسيير أمور هذه المؤسسة، فأعدنا الانتظام إلى عملها. وفي هذه الخطة نضع الركائز الضرورية لنهضة الجامعة بالتوازي مع انجاز ملفاتها العالقة، وتنفيذ برامجها للسنوات الخمس المقبلة، وهو أمر لا يتم إلا بالتشارك مع مكونات الجامعة وأهلها واساتذتها وطلابها وبالدعم الذي توفره الدولة وأيضا الجهات المانحة، لكننا نحتاج إلى تبادل الخبرات والتدريب، فضلا عن الدعم المالي لإعادة تأهيل المجمعات الجامعية وتجهيز المختبرات وتعزيز إدارة المعلومات".
وتابع: "أستطيع القول إن هذه الخطة تشكل فرصة للنهوض بالجامعة رغم الظروف الخانقة التي يعاني منها بلدنا على كل المستويات. فالجامعة هي لكل اللبنانيين خصوصا أن التعليم الجامعي الخاص غير متيسر لغالبيتهم، ومهمتها احتضانهم وتقديم التعليم الجامعي النوعي الذي يفتح على سوق العمل".
وقال: "إن الجامعة اللبنانية التي خرّجت طوال تاريخها مئات آلاف الطلاب في مختلف الاختصاصات وتتكوّن من 19 كلية ومعهدا وتضم اليوم نحو 62 ألف طالبة وطالب، هي بحاجة للدعم والرعاية لتتمكن من الاستمرار. الدولة معنية بالدرجة الأولى باحتضانها، وتعزيز صمودها لا بل تحولها إلى جامعة أكاديمية منتجة، وتسهم في إحداث نقلة نوعية في الحوكمة والابتكار والملكية الفكرية ومختلف المجالات التي تحاكي اهتمامات الجامعة وتطلعات طلابها، وهذا ما نراهن عليه للمستقبل بأن نجترح حلولا مبتكرة من تداعيات الأزمات الكارثية في لبنان".
اضاف: "نحن نطلق الخطة الاستراتيجية، أريد أن أحيي الجهود التي يبذلها رئيس الجامعة الدكتور بسام بدران. لقد نجحنا في أن يُعينه مجلس الوزراء لما يتمتع بصفات أكاديمية، في الثاني عشر من تشرين الاول العام 2021، وقد كان رهاننا في محله، ولو توفرت ظروف المساعدة لكان ممكنا نقل الجامعة الى مسار جديد. لكن الحقيقة أننا عملنا سويا على رفع قيمة الجامعة أكاديميا واستكمال هيئاتها على أسس تقوم على الشفافية والوضوح، وفي غياب مجلسها كنت اشكل مع رئيسها مركز القرار. إنما الإخفاق كان يحدث في ملفات الجامعة بسبب الخلافات السياسية".
وتابع: "إن هذه المناسبة تعطينا الأمل وتجدد إيماننا بهذه الجامعة التي تحتاج إلى رعاية ودعم مستمرين. لقد نجحنا مؤخرا وبعد جهود مضنية بإقرار ملف الملاك في الجامعة وانعكس ارتياحا في أوساط الهيئة التعليمية، لكن هذا الأمر لا يكتمل من دون إقرار ملف تفرغ مدروس تسلمناه من رئيس الجامعة ونعمل على إنجازه وفق حاجات وأولويات والهدف هو تغذية الجامعة للاستمرار في ممارسة وظيفتها التعليمية والبحثية. وهو ما يعطي للجامعة دفعا معنويا كبيرا وفرصة لاستقامة الحياة الاكاديمية فيها، وهذا ما يساعدنا على استقرار أمورها".
وفي الختام، قال: "أحيي كل من ساهم وأعد هذه الخطة الاستراتيجية، ونحن من جهتنا لن نألو جهدا في توفير كل مقومات نجاح تطبيقها. الجامعة اللبنانية لا تسقط ولن تكون مجرد مؤسسة في عهدي. ومن هنا أجدد ثقتي برئاسة الجامعة، وأشيد بأهلها وهم على مستوى المسؤولية لنكون معا في هذه الأيام العصيبة في العمل على تأمين صمود الجامعة وانقاذها".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الخطة الاستراتیجیة الجامعة اللبنانیة التعلیم العالی هذه الخطة
إقرأ أيضاً:
وزير التعليم العالي يتفقد مستشفى سعاد كفافي الجامعي
قام الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بجولة تفقدية لمستشفى سعاد كفافي الجامعي، يرافقه الأستاذ خالد الطوخي رئيس مجلس أمناء جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، والدكتور نهاد المحبوب القائم بأعمال رئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا وعميد كلية الطب البشرى بالجامعة، والدكتور عبدالوهاب عزت أمين مجلس الجامعات الخاصة، والأستاذ محمد غانم رئيس الإدارة المركزية لأمانة المجالس، وعدد من قيادات الجامعة والمستشفى.
وجاءت الزيارة التفقدية على هامش انعقاد اجتماع مجلس الجامعات الخاصة، الذي أقيم في رحاب جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، بمدينة السادس من أكتوبر.
وخلال جولته التفقدية، أشاد الدكتور أيمن عاشور بالمستوى المتميز للخدمات الطبية المقدمة بمستشفى سعاد كفافي، مشيرًا إلى أن المستشفى يتميز بوجود أجهزة طبية حديثة تساهم في تقديم رعاية صحية متكاملة للمرضى، ويعكس التزام الجامعة بدورها في خدمة المجتمع وتطوير التعليم الطبي.
وشدد الوزير على ضرورة التعاون بين مستشفيات الجامعات الخاصة والمستشفيات الجامعية الحكومية في رفع كفاءة العناصر البشرية وتوفير الأدوات والإمكانيات التي تساعد على تحسين جودة الخدمات الطبية اللازمة للمواطنين، لافتًا إلى الدور الهام الذي تؤديه المستشفيات الجامعية، حيث يمتد تأثيراتها من الخدمات الطبية المباشرة إلى التعليم والتدريب، بما يعكس التكامل بين العلم والممارسة الطبية.
واستمع الدكتور أيمن عاشور خلال جولته التفقدية إلى شرح مفصل من الدكتور نهاد المحبوب، حول أعمال مستشفى سعاد كفافي الجامعي، والأنشطة الطبية والتعليمية التي تقدمها المستشفى، بالإضافة إلى الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.
واستعرض الدكتور نهاد المحبوب جهود مستشفى سعاد كفافي في التوسع في تقديم الخدمات العلاجية، ورفع كفاءة البنية التحتية والتجهيزات الطبية، بما يضمن تقديم رعاية صحية متكاملة وفقًا لأعلى معايير الجودة، فضلًا عن دور المستشفى في التدريب العملي لطلاب كليات القطاع الطبي بالجامعة.