السومرية نيوز-دوليات

ناقش تقرير لصحيفة "البوليتيكو" الامريكية، الحديث المتزايد عن قرب انسحاب القوات الامريكية من العراق او سوريا، وسط ترجيحات بأن يكون هذا الامر "دعاية انتخابية فعالة لبايدن مع دخول أجواء الانتخابات الرئاسية الامريكية". وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته السومرية نيوز، إنه فجأة، أصبح هناك الكثير من الحديث عن انسحاب القوات الأمريكية من دولتين في الشرق الأوسط، بالتزامن مع تعرض القوات في المنطقة لهجمات متزايدة من المسلحين مشيرة الى ان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن اعلن أن المناقشات الرسمية بين واشنطن وبغداد حول مستقبل المهمة العسكرية الأمريكية التي يبلغ قوامها 2500 جندي في العراق ستبدأ في الأيام المقبلة".



وأشارت الى انه في الوقت نفسه، قال خبراء في شؤون الشرق الأوسط إن هناك مناقشات داخلية حول سحب ما يقرب من 900 جندي من سوريا وهو ادعاء نفته الإدارة، مبينة انه لا يوجد أمر انسحاب وشيك من الرئيس جو بايدن أو متوجه إلى مكتبه مما سمعناه من خمسة مسؤولين أمريكيين، جميعهم طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، ويؤكد البنتاغون أن العراق لم يطلب من الجيش الأمريكي المغادرة.

وأوضحت ان "ما يحدث، بشكل عام، هو مناقشات في جميع أنحاء الإدارة حول الأماكن التي تشتد الحاجة فيها إلى القوات في المنطقة، وإن المحادثات بشأن العراق وسوريا مرتبطة ببعضها البعض".

وفيما يتعلق بالعراق، أكد أوستن بدء اللجنة العسكرية العليا الأميركية العراقية التي طال انتظارها، والتي اتفق البلدان على دعمها في آب/أغسطس، وسيناقش المسؤولون كيفية "انتقال" التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لهزيمة داعش بناءً على ثلاثة عوامل: التهديد الإرهابي، و"المتطلبات التشغيلية والبيئية"، وقدرات قوات الأمن العراقية، وفقًا للبنتاغون.

وأكدت انه في الوقت الحالي، تحرص إدارة بايدن بشدة على عدم القول بأن الولايات المتحدة ستغادر العراق، أما بالنسبة لسوريا، فقد أكد ثلاثة من كبار المسؤولين في الإدارة أن هناك مداولات حول الانسحاب.

يبحث المسؤولون في زوايا متعددة من الحكومة في التهديد الذي سيشكله داعش إذا غادر الجنود الأمريكيون سوريا، بالإضافة إلى احتمال إصابة المزيد من أفراد الخدمة من الضربات المتصاعدة التي تشنها الجماعات المرتبطة بإيران، مبينة انه مشابه للمحادثات التي أجراها المسؤولون حول موقفهم من سوريا في بداية الإدارة، ومنذ ذلك الحين، أدت مراجعة هذا القرار إلى نفس النتيجة: البقاء، وقال اثنان من كبار المسؤولين في الإدارة ومسؤول في وزارة الدفاع إن البنتاغون لا يفكر في الانسحاب.

واعتبرت الصحيفة انه من الغريب أن كل هذا الحديث عن إنهاء المهام في الشرق الأوسط يمكن أن يكون بمثابة نعمة سياسية لبايدن، حيث تتلخص رسالة الرئيس السابق دونالد ترامب في السياسة الخارجية في أنه سوف يتجنب الحرب العالمية الثالثة وينهي المهام المشؤومة في الخارج، وهي الحجة التي يتردد صداها بين الناخبين في كلا الحزبين، لكن يمكن أن يتباهى بايدن بإخراج الولايات المتحدة من أفغانستان والعراق وسوريا بحلول الوقت الذي يذهب فيه الناخبون إلى صناديق الاقتراع في نوفمبر.

المصدر: السومرية العراقية

إقرأ أيضاً:

العراق: الإدارة المالية للدولة والعبث!

يفترض أن يكون الدستور والقانون، المرجع الوحيد ذا الطبيعة الإلزامية الذي يحكم عمل الدولة، وينظم السلطات العامة فيها. لكن في العراق لا تبدو هذه الفرضية صحيحة؛ وعلى جميع مستويات إدارة الدولة؛ فقد ألزم الدستور الحكومة بتقديم مشروع قانون الموازنة العامة والحساب الختامي (حساب الإيرادات الفعلية والمصروفات الفعلية لسنة مالية منتهية) إلى مجلس النواب لإقراره. لكن الحكومات المتعاقبة، ومجالس النواب المتعاقبة، تواطأت جميعها على إقرار قوانين الموازنة العامة دون إقرار قوانين الحسابات الختامية، وإلى حد هذه اللحظة لم تقدم الحسابات الختامية للسنوات 2016 إلى 2024 إلى مجلس النواب لإقرارها، وآخر حسابات ختامية قدمت إلى مجلس النواب، كانت موازنة عام 2015 وقد أقرت عام 2023!

ما يعكس عدم اهتمام مجلس النواب باقرار قوانين الحسابات الختامية، هو التنازع بين القوانين التي شرعها والمتعلقة بهذه المسألة؛ فبينما نص قانون مجلس النواب وتشكيلاته رقم 13 لسنة 2018 على أن «يعرض الحساب الختامي على المجلس في مدة لا تزيد على تسعة أشهر من تاريخ انتهاء السنة المالية» (المادة 21/ أولا). نص قانون الإدارة المالية رقم 6 لسنة 2019 على أن «يعلن وزير المالية تاريخ غلق الحسابات الختامية للسنة المالية المنتهية على أن لا يتجاوز (31/1) من السنة اللاحقة»، وأن يصدر ديوان الرقابة المالية تقريره عن هذه الحسابات «في موعد أقصاه نهاية شهر حزيران من السنة اللاحقة» (المادة 28/ أولا وثالثا). وبالتالي يفترض أن تعرض هذه الحسابات وتدقيقها خلال ستة أشهر وليس تسعة أشهر!

وسبق للمحكمة الاتحادية العليا أن أثبتت بقرارها (190/ اتحادية/ 2023) أن الحساب الختامي «يشكل عاملا أساسيا، إن لم يكن العامل الأول، في وقف هدر المال العام والحد من ظواهر الفساد المالي والإداري الذي تعاني منه مؤسسات الدولة». وأنها من خلال التحقيقات التي أجرتها قد ثبت لديها «عدم التزام كل من وزارة المالية ومجلس الوزراء بإنجاز الحسابات الختامية ضمن التوقيت المحدد في الدستور والقانون»، وألزمت رئيس مجلس الوزراء ووزير المالية بتقديمها وفقا لتلك التوقيتات!
في عام 2023 أُقرت موازنة اتحادية لمدة ثلاثة أعوام، وبالرغم من أن قانون الإدارة المالية قد اشترط أن يقدم مجلس الوزراء مشروع قانون الموازنة إلى مجلس النواب «قبل منتصف شهر تشرين الأول من كل سنة»، واشترط أيضا أنه «لا يجوز أن يزيد العجز في الموازنة التخطيطية عن 3٪ من الناتج المحلي الإجمالي» (المادة 6/ رابعا) لكن مشروع قانون الموازنة لم يصل إلى مجلس النواب إلا في 16 آذار/ مارس 2023، أي بعد أكثر من خمسة أشهر عن التاريخ المحدد في القانون، فيما زادت نسبة العجز المخطط في الموازنة عن 20٪ تقريبا من الناتج المحلي الاجمالي، أي سبعة أضعاف النسبة المحددة في القانون (وفقا لأرقام البنك الدولي فقد بلغ الناتج المحلي الاجمالي للعراق 250.84 مليار دولار في العام 2023، فيما بلغت نسبة العجز المخطط في الموازنة ما يقارب 49.6 مليار دولار). كما قرر القانون أنه من بين مصادر تمويل هذا العجز الهائل، قروض داخلية وخارجية بما يزيد قليلا عن 10 مليار دولار!
يفترض أن يكون الدستور والقانون، المرجع الوحيد ذا الطبيعة الإلزامية الذي يحكم عمل الدولة، وينظم السلطات العامة فيها قبل أيام قرر مجلس الوزراء العراقي تخويل وزيرة المالية صلاحية «سحب مبالغ الامانات الضريبية التي لم يمض عليها خمس سنوات»، والتي تبلغ ما يقارب 2.3 مليار دولار، لتمويل وتسديد الرواتب الحكومية «على أن تجري التسوية النقدية شهريا عند المطالبة بها»، وسوغت وزريرة المالية هذا القرار بالقول: «الإجراء طبيعي لتعظيم إيرادات الموارد والسيطرة عليها بكافة انواعها»!

والأمانات الضريبية مبالغ تودعها الشركات لحين إكمال التحاسب الضريبي، ولا تعد من الإيرادات العامة للدولة، إلا بعد مرور خمس سنوات على إيداعها دون المطالبة بها كما يقرر القانون. وبالتالي فان قرار مجلس الوزراء يُعد اجراء مخالفا للقانون من أوجه عدة، وليس «إجراء طبيعيا» كما قالت وزيرة المالية.

فضلا على أن استخدام أموال الأمانات الضريبية لتسديد الرواتب االحكومية يمثل دينا داخليا إضافيا ما يزيد حجم هذا الدين الذي وصل إلى أرقام غير مسبوقة في ظل الحكومة الحالية؛ فقد ارتفع الدين الداخلي عام 2023 2023 من 48.624 مليار دولار إلى 55.033 مليار دولار، وارتفع أيضا في نهاية النصف الأول من عام 2024 ليصل إلى 58.995 مليار دولار وفقا لأرقام وزارة المالية. فيما يقدم البنك المركزي العراقي أرقاما مختلفة، فعلى موقعه الرسمي بلغ الدين الداخلي في العام 2024 ما يقارب 63.883 مليار دولار وفقا لسعر الصرف الرسمي، في حين قرر قانون الموازنة أنه يجب أن لا يزيد الدين الخارجي والداخلي عن 10 مليار دولار! كما أن قانون إدارة الدولة اشترط أن الااقتراض لتمويل العجز يجب أن يكون «ضمن الحدود القصوى المقررة في قانون الموازنة العامة الاتحادية» (المادة 39/ اولا)!

كان يمكن للدولة أن تلجأ إلى إجراءات أخرى لتخفيض العجز الكبير في الموزانة العامة، خاصة بعد الانخفاض الكبير في أسعار النفط (بلغ سعر برميل النفط المقدر في قانون الموازنة 70 دولارا وانخفاض سعر النفط عن هذا السعر سيعني زيادة العجز في الموازنة بأكثر من 1.5 مليار دولار عن كل دولار واحد) من بينها خفض الإنفاق الحكومي، أو خفض قيمة الدينار العراقي مقابل الدولار، لكنها لم تفعل ذلك لأسباب انتهازية بحتة، تتعلق بقرب موعد الانتخابات، وعدم استعدادها للذهاب إلى اجراءات اقتصادية يمكن أن تفقدها بعض الأصوات؛ لهذا كان الحل هو كالعادة اللجوء إلى انتهاك أحكام القانون في سياق التواطؤ الجماعي على عدم احترام القانون بشكل منهجي، فالقانون بالنسبة للطبقة السياسية العراقية مجرد «سطر تكتبه وسطر تمسحه» متى شاءت، ومتى ما اقتضت مصالحها ذلك!
(القدس العربي)

مقالات مشابهة

  • العراق وخيارات البقاء أو الانسحاب من تحالف أوبك بلس ؟
  • الفارسي: كافة المحاولات التي سعت لتشوية القوات المسلحة كان مصيرها الفشل
  • بعثة قطرية تبحث عن رفات أسرى أمريكيين في سوريا.. ومصادر تكشف تفاصيل العملية
  • “المجاهدين” تشيد بـالعملية التي نفذتها القوات اليمنية على عمق الكيان
  • آلاف الطلبة محرومون من الامتحانات في شمال شرقي سوريا
  • سوريا.. حقيقة انتفاضة المدن الجامعية ضد الإدارة الجديدة
  • العراق: الإدارة المالية للدولة والعبث!
  • «عكاوي» يناقش مبادرة الحوكمة الإلكترونية للمستشفيات الجامعية
  • السوداني: الوقت حان لإطلاق مبادرة عربية موحدة
  • الرئيس ماكرون: نحيي الخطوات التي قام بها الرئيس الشرع للاتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية وضمان السلم الأهلي