الجوع اليائس في غزة.. الأسر تكافح من أجل درء المجاعة
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
يواجه سكان قطاع غزة خطر المجاعة، في ظل انتشار الجوع ونقص المواد الغذائية، ما يضطر بعضهم لتناول "علف الحيوانات"، حسبما يشير تقرير لصحيفة "واشنطن بوست".
كل يوم، لمدة أربعة أيام، كان محمد ينتظر في الطابور للحصول على بضعة أرطال من الدقيق، وعندما عاد إلى منزله خالي الوفاض لأطفاله الخمسة، كان يطحن "علف الحيوانات" ليخبزه فوق موقد مؤقت.
وعبر الهاتف من بيت لاهيا شمال غزة، قال الرجل البالغ من العمر 40 عاما لـ"واشنطن بوست": "لا نعرف مدى خطورة تناول علف الحيوانات على صحتنا، لكن ليس لدينا خيارات أخرى".
وأضاف محمد الذي كان يعمل سائقا قبل الحرب: "إذا استمر الوضع على هذا النحو، فقد ترى الناس يموتون من الجوع في الشوارع".
ويواجه 93 بالمئة من السكان في غزة "مستويات أزمة الجوع"، وأكثر من نصف مليون شخص، يمثلون ربع سكان القطاع يواجهون "الجوع والمجاعة الكارثية"، وفق ما ذكره برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، نهاية ديسمبر 2023.
والشهر الماضي، قال المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي، ستيف تارافيلا، إن حجم وسرعة هذه الأزمة لم يسبق لهما مثيل في العصر الحديث، مضيفا "إذا استمرت التوقعات الحالية، فسوف نصل إلى المجاعة بحلول فبراير".
ومن جانبها، رفضت إسرائيل نتائج التقرير.
وفي تصريحات صحفية، الإثنين، قال العقيد إيلاد غورين، الذي يرأس مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، والذي يعد جناح وزارة الدفاع الإسرائيلية الذي يشرف على الشؤون المدنية الفلسطينية، "لا توجد مجاعة في غزة".
مع تحول الجيش الإسرائيلي إلى ما يقول إنها مرحلة أكثر استهدافا من القتال، تحذر وكالات الإغاثة من أن أكبر التهديدات طويلة المدى لسكان غزة هي الجوع والمرض والتعرض لبرودة فصل الشتاء.
والأصغر سنا هم الأكثر عرضة للخطر، حيث يقول محمد إن ابنه البالغ من العمر 7 أشهر يعاني من الجفاف وسوء التغذية، بينما والدته الجائعة تكافح من أجل الرضاعة.
أما صباح أبو عطايا البالغة 19 عاما، فقد نزحت ثلاث مرات أثناء حملها بطفلها الثاني.
وقالت لـ"واشنطن بوست"، إنها خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من حملها، كانت تأكل حوالي مرة واحدة يوميا، وعادة ما كانت تأكل شيئا معلبا.
وأشارت إلى أن طفلتها وفاء قد ولدت مبكرا في 15 ديسمبر بوزن أقل من المعتاد، وأرجع الأطباء ذلك سوء التغذية الذي كانت تعاني منه الأم.
فرت الأسرة من القتال مرتين أخريين في الشهر الأول من ولادة طفلتهم وفاء، وقالت أبو عطايا إنهم وصلوا في 16 يناير إلى منطقة آمنة نسبيا في رفح بجنوب غزة.
لكنها قالت إنها بالكاد تستطيع "إرضاع طفلتها".
والجمعة الماضية، تحول لون وفاء إلى "اللون الأزرق"، وهرعت والدتها إلى المركز الطبي، الذي أرسلها إلى مستشفى مكتظ، وأرسلها بدوره إلى مستشفى آخر.
وكانت وفاء قد ماتت عند وصولهم، وكان عمرها 35 يوما فقط، وقالت والدتها "ماتت الطفلة من الجوع والبرد، والحرب لم تنتهي".
وينشب الجوع مخالبه في قطاع غزة بأكمله الذي يعيش فيه 2.3 مليون شخص تحت القصف الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر، بعد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى.
وتتوقع منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" أن أكثر من عشرة آلاف طفل في غزة معرضون لخطر الهزال ونقص الوزن غير الطبيعي خلال الأسابيع المقبلة، وهو أحد أخطر نتائج سوء التغذية الذي قد يعيق نمو البدن والدماغ، حسب ما ذكرته وكالة "رويترز".
وفي بداية الحرب، أعلنت إسرائيل أنها قطعت جميع الإمدادات عن غزة، ووافقت في وقت لاحق على السماح بدخول المساعدات الإنسانية، لكن ما يدخل إلى الجيب الساحلي الآن أقل بكثير مما كان عليه قبل السابع من أكتوبر.
وتقول وكالات الإغاثة إن عمليات التفتيش الإسرائيلية تعرقل توصيل المساعدات إلى غزة وإن الجيش يمنع توزيعها خارج المنطقة الجنوبية المحيطة برفح.
وتمر حوالي 150 شاحنة يوميا عبر معبري رفح المصري ومعبري كرم أبو سالم الإسرائيلي بعد التفتيش الإسرائيلي، انخفاضا من حوالي 500 شاحنة يوميا قبل الحرب.
ونفى المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، إيلون ليفي، فرض قيود على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وأرجع أي مشكلات إلى قدرة الأمم المتحدة على التوزيع.
وتتهم السلطات الإسرائيلية حماس بسرقة المساعدات من المدنيين، وتقول إن المنظمات الإنسانية تبالغ في التهديد بالجوع.
ومع تزايد المساعدات، أصبح المزيد من المنتجات الغذائية، مثل اللحوم المعلبة والتونة والجبن "متاحة"، وفي بعض المناطق، استقرت أسعار الدقيق وبدأ المزارعون في جني المحاصيل الشتوية، حسبما تشير "واشنطن بوست".
ويقول عمال إغاثة إن المناطق القريبة من الحدود المصرية تحصل على إمدادات محدودة من المواد الغذائية المستوردة، لكن هناك كارثة يواجها الناس في شمال ووسط القطاع حيث يدور أشرس قتال.
والتضخم المرتفع يعني أن القليل من الفلسطينيين يستطيعون شراء ما هو معروض للبيع، والظروف هي الأسوأ في الشمال، الذي عزلته القوات الإسرائيلية وبعيد عن متناول منظمات الإغاثة إلى حد كبير.
في شمال قطاع غزة الذي سحقته الضربات الإسرائيلية وأصبح من الصعب الوصول إليه، تهجم حشود من فلسطينيين جوعى وبائسين على شحنات المساعدات الشحيحة، ويقول عمال الإغاثة إنهم يرون أناسا في حالة هزال يتضورون جوعا وهو ما يتبين من شكل أعينهم الغائرة.
وتتحدث "واشنطن بوست" عن محمد أبو شرخ، جار محمد في بيت لاهيا، والذي انتظر أياما في نفس الطابور للحصول على الطحين.
وأكد الرجل البالغ من العمر 39 عاما، إن أطفاله الستة "فقدوا الوزن، وتبرز أقفاصهم الصدرية".
وقال: "أعطيهم وجبة واحدة فقط في اليوم، عادة في الليل، حتى يتمكنوا من النوم دون بكاء".
وقالت ريم، وهي أم لثلاثة أطفال في مدينة غزة، إنها فقدت ما يقرب من 30 رطلا من وزنها".
وأضافت: "لا توجد فواكه أو خضروات".
وقالت ريم إن أسرتها تعيش على إمدادات متضائلة من الأرز، وفي بعض الأحيان يجدون البسكويت المدعم من وكالات الإغاثة.
ومن جانبها، قالت ميرفت البالغة 51 عاما، إن هناك المزيد من المواد الغذائية في رفح، حيث لجأ مليون نازح "لكن لا يتم توزيعها بالتساوي".
وأضافت:" نرى المساعدات قادمة ولكن إلى من لا نعرف، حتى أولئك الذين يوزعون المساعدات، فإنهم يعطونها لأصدقائهم، إذا كنت لا تعرف أحدًا، فلن تحصل على أي شخص".
وتذهب ميرفت مرتين كل أسبوع إلى مدرسة تديرها الأمم المتحدة، حيث تقول إنها تحصل على القليل من الخضار والبطاطس.
وهي مصابة بداء السكري وقد أصيبت بعدوى في الكلى، على الأرجح بسبب الجفاف وعدوى المسالك البولية غير المعالجة.
وقالت ميرفت إنها "تأكل مرة واحدة في اليوم، إذا أكلت على الإطلاق".
واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم حركة حماس غير المسبوق في إسرائيل في السابع من أكتوبر الذي أسفر عن مقتل 1200 شخصا، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل "القضاء على الحركة"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، ما أسفر عن سقوط 26083 قتيلا غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 64487 شخصا بجروح فيما لا يزال كثيرون تحت الأنقاض ولا يمكن لفرق الإسعاف الوصول إليهم، وفق ما أعلنته، وزارة الصحة التابعة لحماس، الجمعة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: واشنطن بوست قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
قافلة زاد العزة الـ92 تدخل إلى قطاع غزة من مصر
شرعت قافلة شاحنات المساعدات الإنسانية الـ92 في الدخول إلى الفلسطينيين بقطاع غزة، عبر البوابة الفرعية لميناء رفح البري بمحافظة شمال سيناء باتجاه معبر كرم أبوسالم تمهيدا لإدخالها إلى القطاع.
وصرح مصدر مسؤول بميناء رفح البري في شمال سيناء، اليوم الخميس، بأن الشاحنات اصطفت في ساحة الانتظار ضمن قافلة "زاد العزة..من مصر إلى غزة".. مشيرا إلى أن الشاحنات تخضع للتفتيش من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي على معبر كرم أبو سالم جنوب شرقي قطاع غزة قبل إدخالها إلى القطاع.
يذكر أن قافلة "زاد العزة..من مصر إلى غزة" التي أطلقها الهلال الأحمر، انطلقت في 27 يوليو حاملة آلاف الأطنان من المساعدات تنوعت بين سلاسل الإمداد الغذائية، دقيق، ألبان أطفال، مستلزمات طبية، أدوية علاجية، مستلزمات عناية شخصية، وأطنان من الوقود.
ويتواجد الهلال الأحمر كآلية وطنية لتنسيق وتفويج المساعدات إلى قطاع غزة منذ بدء الأزمة في أكتوبر 2023..ولم يتم غلق ميناء رفح البري نهائيا خلال تلك الفترة، ويواصل تأهبه في كافة المراكز اللوجستية وجهوده المتواصلة لإدخال المساعدات بواسطة 35 ألف متطوع.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد أغلقت المنافذ التي تربط قطاع غزة، منذ يوم 2 مارس الماضي، بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وعدم التوصل لاتفاق لتثبيت وقف إطلاق النار، واخترقت الهدنة بقصف جوي عنيف يوم 18 مارس الماضي، وأعادت التوغل بريا بمناطق متفرقة بقطاع غزة كانت قد انسحبت منها.
كما منعت سلطات الاحتلال دخول شاحنات المساعدات الإنسانية والوقود ومستلزمات إيواء النازحين الذين فقدوا بيوتهم بسبب الحرب على غزة؛ ورفضت إدخال المعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الركام وإعادة الإعمار إلى قطاع غزة..وتم استئناف إدخال المساعدات لغزة في مايو الماضي وفق آلية نفذتها سلطات الاحتلال وشركة أمنية أمريكية رغم رفض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لمخالفتها للآلية الدولية المستقرة بهذا الشأن.
وأعلن جيش الاحتلال "هدنة مؤقتة" لمدة 10 ساعات (الأحد 27 يوليو 2025)، وعلق العمليات العسكرية بمناطق في قطاع غزة للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية، فيما واصل الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة) بذل الجهود من أجل إعلان اتفاق شامل لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل إطلاق الأسرى والمحتجزين، حتى تم التوصل فجر يوم 9 أكتوبر 2025، إلى اتفاق ما بين حركة "حماس" وإسرائيل حول المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وفق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشرم الشيخ بوساطة مصرية أمريكية قطرية وجهود تركية.
هذا المحتوى منلمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
غزة المساعدات الإنسانية فلسطين معبر كرم أبوسالم أخبار ذات صلةفيديو قد يعجبك
محتوى مدفوع
أحدث الموضوعاتإعلان
أخبار
المزيدإعلان
قافلة "زاد العزة" الـ92 تدخل إلى قطاع غزة من مصر
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
من نحن اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
21 14 الرطوبة: 42% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي من نحن إتصل بنا إحجز إعلانك سياسة الخصوصية