نظمت مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع معهد الشارقة للتراث ندوة بعنوان "الجهود المؤسسية لحماية التراث الثقافي العربي.. الواقع والمأمول"، ضمن البرنامج الثقافي المصاحب لفعاليات معهد الشارقة للتراث بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وذلك ببيت السناري التابع لقطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية.

 

شارك في الجلسة كل من  الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور عبد العزيز المسلم؛ رئيس معهد الشارقة للتراث، والدكتور أحمد بهي الدين؛ رئيس الجمعية المصرية للمأثورات الشعبية، و عبدالله ماجد آل علي؛ مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية، بحضور لفيف من المثقفين والمفكرين وكبار المسؤولين من الجانبين.

 

الاهتمام بقضية التراث والتجديد

 

قال الدكتور أحمد زايد إن العرب قد بدأوا الاهتمام بقضية التراث والتجديد منذ ستينيات القرن الماضي، نتيجة أن البعض رأوا في سنوات سابقة أن التراث قد يتعارض مع الحداثة، لكن في الوقت الحالي فهناك وعي واهتمام متزايد بالتراث، إذ تجاوز العالم العربي لكل الخلافات الجدلية السابقة حول مفهوم التراث والحداثة، وهذا الاهتمام موجود داخل معظم البلدان العربية وهذا ما نلاحظه منذ سنوات. فمكتبة الإسكندرية تحاول دائمًا الحفاظ على التراث ومخطوطاتها بصورة علمية صحيحة، كما نحاول رقمنة هذه المخطوطات في الوقت الحالي. أما في مجال حفظ التراث فنحن حاليًا نهتم داخل المكتبة بعقد الشراكات مع المؤسسات الدولية للتوعية بقضايا حفظ وصون التراث. كما أننا نعمل على أرشفة التراث المادي والغير مادي داخل المكتبة من خلال مبادرة الدكتور فتحي صالح، بالتعاون مع وزارة الاتصالات المصرية، فقد قمنا برقمنة الكثير من التراث المادي الموجود داخل مصر في مختلف المحافظات.  

ومن جانبه تحدث الدكتور عبد العزيز المسلم عن عملية جمع التراث الشفاهي داخل إمارة الشارقة إذ كانت هذه المحاولة في عام 1987، أي عندما جرى تأسيس وحدة التراث الشعبي، وفي سنة 1995 تم تأسيس إدارة للتراث بشكل مستقل وأصبح لها نشاط إضافي وأضيف إليها التراث المادي، إلى أن جاء عام 2014 فقد تم تأسيس معهد الشارقة للتراث لصون وحفظ التراث، فوظيفة المعهد كانت جمع التراث الثقافي الإماراتي، كالأدب الشعبي، والعادات والتقاليد والمعارف الشعبية، بجانب المأثور الصوتي والحركي والثقافة المادية، إذ أصبح لدينا أرشيف كامل حول هذه الأمور. كما أن المعهد يعمل على تنفيذ أنشطة وفعاليات مختلفة، بجانب تأهيل كوادر وباحثين في هذا المجال.

 

وأضاف المسلم في نهاية حديثه أنهم خلال عام 2024 سيكملون عامهم العاشر على تأسيس المعهد؛ لذلك فهم يطمحون لعقد شراكات كبرى مع المؤسسات الثقافية العربية، والعمل معهم في مجال التراث الثقافي، والشعبي.

 

وتحدث عبد الله ماجد آل علي عن قضية التراث وكون الأرشيف الوطني وسيلة لحفظ التراث الوثائقي داخل دولة الإمارات، فخلال 50 عامًا استطاع الأرشيف وكذلك المكتبة الوطنية في الإمارات من بناء مجموعات أرشيفية ضخمة من السجلات التاريخية، وكذلك الأفلام، والتراث الشفاهي، إلى أن تخطت في النهاية أكثر من 5 مليون وثيقة ومواد مختلفة، إذ تخضع هذه الوثائق لعمليات مختلفة من الحفظ والإتاحة وكذلك التحول الرقمي، وذلك في سبيل خلق مادة يمكن الاستفادة منها في أي وقت كان.

 

وأضاف عبد الله ماجد: إدارة هذا العدد الضخم من التراث الوثائقي داخل الإمارات عملية ليست سهلة بطبيعة الحال فنحن نملك أكثر من 50 مليون وثيقة حكومية خلال الخمسين سنة المقبلة سيصبحوا هم أيضًا تراثًا، فنحن نريد تشكيل إرثًا وثائقيًا نتسطيع الاعتماد عليه في نهاية الأمر، لكننا نفعل ذلك لكوننا ندرك أهمية الحفاظ على ذاكرة الإمارات.

 

وقال الدكتور أحمد بهي الدين أن التراث الشفاهي كان ينظر إليه دائمًا نظرة دونية بانعزالية عن التراث المصري، لكن عندما انتهت الحقبة المتعلقة بالفولكور بدأنا حقبة جديدة مختلفة تزامنت مع الاهتمام العالمي بقضية صون التراث غير المادي، إذ بدأ إعادة الاهتمام بالتراث، بل زاد الأمر إذ جرى توثيق التراث الحي، فنحن هنا لا نتعامل مع حفائر أثرية، بل نتعامل مع تراث حي يؤدي دوره حتى يومنا هذا. 


وأضاف بهي: أن العالم في حاجة لاستعادة تراثه، وذلك كي نستعيد إنسانيتنا من خلال أن يكون الإنسان حيًا يؤدي وظائفه النفعية لأنه ليس روبوتًا.

 

واختتمت فعاليات الجلسة بحفل تراث شعبي مصري قدمته فرقة "النيل" للفنون الشعبية، وسط أجواء من البهجة والاستمتاع شهدها كافة الحضور.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الثقافي التراث الثقافي حماية التراث الثقافي الجهود المؤسسية معهد الشارقة مكتبة الإسكندرية البرنامج الثقافي معهد الشارقة للتراث التراث الثقافی الدکتور أحمد

إقرأ أيضاً:

«جناح يونايتد» في دائرة «الاهتمام السعودي»

معتز الشامي (أبوظبي)

أخبار ذات صلة الهلال السعودي يترقب وصول إنزاجي لقيادة الفريق رابطة الدوري الإنجليزي تؤيد لائحة بيع الأصول الثابتة للأندية

يقترب جادون سانشو من الرحيل إلى السعودية هذا الصيف، بعد أن رفض تشيلسي فرصة التعاقد مع اللاعب المرفوض من مانشستر يونايتد، وبقي الدولي الإنجليزي في حالة من الغموض مجدداً بعد رفض البلوز استخدام شروط العقد التي تتيح له التعاقد مع سانشو. وقرر تشيلسي دفع 5 ملايين جنيه إسترليني لمانشستر يونايتد كرسوم جزائية، لفشله في تفعيل التزام شرائه مقابل 25 مليون جنيه إسترليني كجزء من صفقة الإعارة المتفق عليها في الصيف الماضي، حيث خاض سانشو، البالغ من العمر 25 عاماً، موسماً متبايناً في ستامفورد بريدج، لكنه سجل في فوز البلوز على ريال بيتيس في نهائي الدوري الأوروبي، الأسبوع الماضي. وكان إنزو ماريسكا حريصاً على الاحتفاظ بالجناح لكن كبار مسؤولي تشيلسي رفضوا تلبية مطالب اللاعب، بشأن راتبه الأسبوعي البالغ 300 ألف جنيه إسترليني. ودخلت إدارة يونايتد في المناقشة بشأن ما إذا كانت ستدفع بعض الأجور المتبقية في عقده الذي ينتهي الصيف المقبل، لكنهم اختاروا عدم التدخل، وسيحتفظون بغرامة الخمسة ملايين جنيه إسترليني على أمل بيعه إلى فريق آخر. ولا يزال يونايتد مديناً لبروسيا دورتموند بما يقارب 17 مليون جنيه إسترليني كرسوم غير مدفوعة من صفقة بقيمة 75 مليون جنيه إسترليني لضمه في عام 2021، وهو المأزق الذي يواجه يونايتد مع عدم تفكير أي ناد أوروبي كبير في التعاقد مع اللاعب بهذه الأجور، وأظهر سانشو برفضه خفض راتبه في تشيلسي، أنه لا يزال يريد كسب ما يحصل عليه في أولد ترافورد. وبحسب صحيفة "ميرور" البريطانية، فإن العديد من أندية الدوري السعودي للمحترفين أصبحت مرشحة بقوة للحصول على توقيع اللاعب، ومن بين هذه الفرق الهلال والاتحاد والنصر، وهي 3 من أكبر فرق الدوري وأكثرها طموحاً، ولم تكتف الأندية السعودية بإظهار اهتمامها القوي باللاعب، بل يُعتقد أيضاً أنها تراقب وضع اللاعب بشكل نشط. ولا ينوي مدرب مانشستر يونايتد روبن أموريم إعادة دمج اللاعب في فريقه، حيث يواصل السعي للحصول على صفقة رايان مبيومو بعد تأمين ماتيوس كونيا، بينما استقر بشكل شبه نهائي علي بيع سانشو لجمع المزيد من الأموال، لإعادة بناء الفريق خلال الصيف، حيث يأمل أن يُعادل العرض السعودي مبلغ الـ 25 مليون جنيه إسترليني الذي كان مستحقاً لهم من تشيلسي. لكن غرامة الـ 5 ملايين جنيه إسترليني التي تلقوها تمنحهم هامشاً للمناورة في ميزانيتهم. يمكن استخدام هذه المكافأة لتكملة رواتب اللاعبين في ناد آخر، إذا لم يتوصلوا إلى اتفاق مع الأندية السعودية.

مقالات مشابهة

  • في مؤتمر دولي… مدير عام الآثار والمتاحف يؤكد ضرورة التضامن الدولي لحماية الآثار والتراث السوري
  • أهالي المنوفية يُطالبون الدكتور عادل السباعي بالترشح للبرلمان: «صوتنا المخلص وخير من يُمثلنا»
  • على كرسي متحرك.. تفاصيل مقتل الدكتور عبدالملك قاضي في منزله بالظهران
  • الشارقة.. إطلاق «حافلات تحت الطلب» لتعزيز النقل المستدام
  • جريمة صادمة في الظهران.. مقتل الدكتور عبدالملك قاضي وطعن زوجته داخل المنزل
  • «جناح يونايتد» في دائرة «الاهتمام السعودي»
  • “الروائي المريب” لفواز حداد .. يتجول في خفايا الواقع الثقافي زمن النظام البائد
  • مناقشة التنسيق والتعاون المشترك بين بعثتي الحج العُمانية و"العسكرية"
  • جلسة عمل بين وزير التنمية الإدارية ورئيس هيئة التخطيط والإحصاء لبحث الهيكلية المؤسسية للهيئة
  • عُمان تطلق أول منطاد سياحي في تركيا