بعد رفض السيسي محادثته.. نتنياهو يذكر مصر في مؤتمر صحفي فماذا قال؟
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
منذ أن أندلعت الحرب على غزة، وحملت الدولة المصرية على عاتقها محاولات إنهاء العدوان ضد أبناء فلسطين الشقيقه، وخلال المحاولات التي يتم إدارتها في بعض الدول العربية، خرج رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحفي، أمس السبت، مؤكدًا على استمرار الحرب على غزة، في تطور سافر للعدوان وتحدي صارخ قرارات المحكمة الدولية.
كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد رفض تلقي اتصال هاتفي من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفقًا لما اعلنه التليفزيون الإسرائيلي، والتي أفادت بأن مكتب رئيس وزراء حكومة الاحتلال حاول مؤخرًا تنسيق اتصال له مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، لكن تم رفضه من قبل الرئاسة المصرية.
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي قد أكد خلال كلمته في الاحتفال بالذكرى الـ 72 لعيد الشرطة، أن الدولة المصرية لم تغلق معبر رفع على الإطلاق من أجل منع دخول المساعدات إلى قطاع غزة قائلاً:
« معبر رفع مفتوح على مدار 24 ساعة في 7 أيام في 30 يوم.. الإجراءات اللي بتم من الجانب الأخر " إسرائيل" علشان نقدر ندخل الحاجة هي السبب.. وده شكل من أشكال الضغط اللي بيمارسه الجانب الإسرائيلي على القطاع.
خرج رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس السبت، في مؤتمر صحفي، ليزعم أن العلاقات مع مصر تُدار بشكل جيد، وأن لكل دولة مصلحتها التي تقلق بشأنها.
وفي الوقت ذاته لم يتطرق نتنياهو للرد على رفض الرئيس السيسي تلقي مكالمة رئيس حكومة الاحتلال.
لن نتراجع عن أي مسار للضغط على حماسأكد نتنياهو، على أنه لن يتراجع عن أي مسار من مسارات الضغط على حركة المقاومة الفلسطينية حماس، لافتًا إلى أن قطر يمكنها القيام بهذا الضغط، إذ تستضيف قادة من حماس، وبالتالي يمكنها ممارسة الضغط بخصوص الأسرى.
نتنياهو يحمل كتاب هتلر في مؤتمره الصحفيبينما كان يتحدث رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مؤتمره الصحفي حمل في يدده كتاب هتلر، مبرًرا أن القوات الإسرائيلية عثرت على هذا الكتاب في غزة، مضيفًا: « هذه هي الطريقة التي يعلم بها النازيون الجدد أطفالهم، ومجرد استعداد محكمة العدل الدولية لنظر الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل يُثبت أن الكثيرين لم يتعلموا شيئًا من المحرقة، لكننا فعلنا ذلك، والدرس الرئيسي هو أننا سندافع عن أنفسنا بأنفسنا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: نتنياهو السيسي عبد الفتاح السيسي بنيامين نتنياهو غزة حكومة الاحتلال إسرائيل رئیس حکومة الاحتلال بنیامین نتنیاهو
إقرأ أيضاً:
دمر الاحتلال أرشيفه.. مصور صحفي بغزة يقايض كاميرته بكيس طحين
غزةـ "إن عيوننا تحترق من خلف عدسات الكاميرا، وأقدامنا بالكاد تحملنا من شدة الجوع، وقلوبنا يعتصرها الحزن والقلق على أطفالنا المجوعين أيضا" بهذه الكلمات يصف المصور الصحفي فادي ثابت واقع المجاعة التي تنهش أجساد الغزيين، ومن بينهم الصحفيون الذين تحولوا من شهود على المأساة إلى جزء أصيل منها.
يتحدث ثابت بمرارة عن يومياته قائلا للجزيرة نت "في غزة نحن لسنا مجرد صحفيين نروي المأساة ونوثقها، إننا جزء من هذا الشعب المجوع، نلاحق الخبر والصورة بأمعاء خاوية، وقلوب مرتجفة، وأصوات مبحوحة".
ويشير إلى الأعباء التي تثقل كاهله، كأب وزوج، فضلا عن كونه شاهدا على معاناة لا تنتهي، تتجلى في كل زاوية وشارع وخيمة، وتعلق في قلبه وعقله ندوبا لا تزول.
وفي ظل ضيق الحياة، لم يجد ثابت (35 عاما) أغلى من كاميرته ليعرضها للمقايضة مقابل كيس دقيق يسد به جوع طفله وحيد (30 شهرا) وزوجته الحامل في شهرها الثامن، ورغم رمزية الكاميرا كأداة مهنية وتاريخية توثق مسيرته فإن الحاجة دفعت به إلى هذا الخيار الصعب.
كل صباح، يرتدي ثابت درعه الصحفي الثقيل الذي يقول إنه بات "يخفي آثار الجوع على جسدي أكثر مما يحميني من الرصاص" مستذكرا استشهاد عشرات الصحفيين رغم ارتدائهم هذا الدرع، ويخرج من خيمته نحو الميدان باحثا عن قصة أو لقطة توثق المأساة. في وقت أغلقت معظم التكايا والمطابخ المجتمعية أبوابها، إما بفعل القصف المباشر أو نتيجة نفاد المواد الغذائية بسبب الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات منذ 2 مارس/آذار الماضي.
وتتسارع المشاهد المؤلمة في ذاكرة الصحفي الفلسطيني، حيث يختلط صوت صراخ الأطفال الجياع ببكاء الآباء العاجزين، وتزداد وطأتها مع صوت معدته الفارغة، كما يقول للجزيرة نت.
ويتوقف ثابت عند لحظة قاسية عاشها مؤخرا، حين طلب منه طفله ساندويتشا قائلا "بابا جوعان" ولكنه لم يجد في خيمته لا خبزا ولا شيئا يسد رمق الصغير، مما جعله يشعر بأن "العالم متوحش" خاصة عندما بكى وحيده قائلا "أنا زعلان منك" متسائلا: هل يوجد أصعب من شعور العجز لدى أب لا يملك رغيفا لطفله؟
يقيم ثابت مع أسرته في خيمة بمخيم للنازحين قرب مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح (وسط القطاع) وقد خسر منزله بالكامل في منطقة جحر الديك التي تعرضت لاجتياح بري إسرائيلي وتحولت إلى جزء مما يعرف بـ"محور نتساريم".
إعلانويقول "كنت أول صحفي يدمر الاحتلال منزله بالكامل" مشيرا إلى خسارته معدات التصوير والأرشيف المهني الذي وثق نحو 15 عاما من العمل بما يشمل حروبا وجولات تصعيد ومسيرات العودة.
وقد نجت من هذه المجزرة كاميرا واحدة كان قد أعارها لصديق قبل الحرب، وهي التي بات مجبرا على مقايضتها من أجل تأمين رغيف خبز.
ويشير ثابت إلى أن أسرته ظلت نحو 10 أيام دون دقيق، وكانت تعتمد فقط على ما تقدمه تكية بسيطة من عدس أو معكرونة، وغالبا ما يحصلون على كميات محدودة في ظل الازدحام الشديد.
ويقضي الصحفي ساعات طويلة في طوابير الطعام أو جولات بحث بأسواق شبه خالية، وغالبا ما يعود لأسرته خاوي اليدين، وقلبه مثقل بالحزن والخيبة، ويضيف "زوجتي الحامل تعاني من ضعف شديد بالدم، وقد حذرتها الطبيبة من أن ذلك قد يعرضها لمضاعفات أثناء الولادة، كما أن حجم الجنين أقل من الطبيعي".
ويضع تحسين الأسطل نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين هذا الواقع في سياق سياسة إسرائيلية ممنهجة تستهدف "حراس الحقيقة" ويقول للجزيرة نت "الاحتلال الذي قتل الصحفيين ولاحقهم بغرض ترهيبهم ومنعهم من مواصلة رسالتهم السامية، هو نفسه الذي يجوعهم الآن مع أكثر من مليوني إنسان".
وبحسب بيانات رسمية، ارتفعت حصيلة شهداء الصحفيين إلى 232 شهيدا، إضافة إلى عشرات الجرحى، وبعضهم تعرض لإعاقات دائمة، علاوة على اعتقال عدد آخر.
ويؤكد الأسطل أن الصحفي الفلسطيني دفع ثمنا باهظا لكنه يواصل أداء رسالته رغم الجوع والخطر، ويقول "الصحفي هنا إنسان وصاحب قضية، يرى أبناءه يتألمون من الجوع، لكنه لا ينسحب من الميدان، وأثبت خلال هذه الحرب أنه جدير بالثقة".
ويشير إلى أن نقابة الصحفيين على تواصل دائم مع مؤسسات دولية وإقليمية فاعلة، وتضعها في صورة ما يواجهه الصحفيون في غزة، وتحثها على الضغط على إسرائيل للسماح بدخول صحفيين أجانب للاطلاع على حجم الكارثة وإسناد زملائهم الفلسطينيين.