عربي21:
2025-12-13@05:37:10 GMT

الهجوم على القوات الأمريكية.. خلفيات واحتمالات

تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT

للمرة الأولى تتعرض القوات الأمريكي في المنطقة لمثل هذا الهجوم النوعي الذي تسبب في عدد كبير من القتلى والجرحى نسبيا، حيث سقط ثلاثة قتلى و34 جريحا، بينما لم تُسفر الهجمات السابقة إلاّ عن عدد محدود من الضحايا، وهو ما يؤشر إلى أن مرحلة جديدة قد تكون بدأت. ولم يشفع على ما يبدو النفي الإيراني المتكرر من أنها لم تكن وراء هذا القصف، في الوقت الذي تبنت ما تسمى بالمقاومة الإسلامية في العراق هذه العملية.



والمقاومة مكونة من المليشيات الشيعية الموالية لإيران، وقد برز اسمها بعد العدوان على غزة، وسعت إلى تلميع نفسها والمليشيات الموالية لإيران عبر إعلانها عن عدة هجمات على الكيان الصهيوني، لم يعلم حقيقتها وتفاصيلها.

الهجوم الأخير أصاب "البرج 22" داخل الأراضي الأردنية القريب من قاعدة التنف الأمريكية في سوريا، وإن كان الأردن قد نفى في البداية أن يكون الهجوم وقع داخل أراضيه، في إشارة إلى أن الهجوم قد وقع على قاعدة التنف.

إيران ومحورها معني الآن بتصعيد عسكري يخفف من الاحتقان والغضب ضدهما، ولذا ربما جاء التصعيد في هذا السياق ضد الأمريكيين دون أن تتبناه إيران
وهذه المنطقة منطقة استراتيجية للطرفين الأمريكي والإيراني، فالأول يراها نقطة مثلثية تستطيع من خلالها التحكم في حدود ثلاث دول وهي سوريا والعراق والأردن، كما أنها قادرة على قطع طرق الإمداد الإيرانية، والتي تنقل من خلاله الأسلحة والذخائر الواردة من العراق إلى لبنان عبر الأراضي السورية، وهو مكمن الحاجة الإيرانية الأساسية من المنطقة.

هذه التطورات أتت على خلفية العدوان الصهيوني المدعوم غربيا وأمريكيا على غزة، وفي ظل تقاعس ما يسمى بمحور المقاومة والممانعة عن دعم حماس في مواجهتها للصهاينة للشهر الرابع على التوالي، إذ توقعت حماس فتح جبهات من قبل حلفائها حزب الله وغيره لتخفيف الضغوطات العسكرية والاقتصادية عليها، إلّا أن حزب الله اكتفى بالقصف المحدود، ووفقا لقواعد اللعبة. وعلى الرغم من الهجمات الصهيونية الأخيرة على بيروت والضاحية، مستهدفة عددا من قادة الحزب العسكريين، وبالطبع ناهيك عن استهداف القادة العسكريين الإيرانيين الموجودين في دمشق، إلاّ أن الحزب لم يُصعد من هجماته.

إيران ومحورها معني الآن بتصعيد عسكري يخفف من الاحتقان والغضب ضدهما، ولذا ربما جاء التصعيد في هذا السياق ضد الأمريكيين دون أن تتبناه إيران، وهي التي تدرك تماما حاجة الأمريكي لها ولمليشياتها منذ أن تعاونهما وتنسيقهما في احتلال العراق، ويبقى الطرف الأمريكي يتحاشى التصعيد والعمليات القوية المستهدفة للإيراني، بخلاف الإسرائيلي الذي استهدف عددا من مستشاري الحرس الثوري الإيراني، أملا في توسعة الحرب للتخفيف عنه أيضا، وهذا يخالف الرغبة الأمريكية والغربية عموما، بحصر الحرب والعدوان على غزة بعيدا عن أراض جديدة، سيستفيد منها الروسي والصيني، لكون  ذلك سيُشتت الأمريكي على جبهات كثيرة امتدادا من أوكرانيا إلى بحر الصين الجنوبي، وكذلك غزة، إلى المناطق التي سيُجرّ إليها في الشرق الأوسط إن نجح الإسرائيلي في ذلك، وفشل الإيراني في تفاديها.

أما الغرب وأمريكا فيدركان تماما أن الإيراني يتفق معهما تماما في قناعة عدم جر المنطقة إلى حرب شاملة، الأمر الذي ستُفقد الإيراني تماما المكاسب التي جمعها في العراق وسوريا ولبنان.

الظاهر في المنطقة أن الإيراني يسعى إلى إخراج الأمريكي من سوريا، أملا في ملء فراغه في المنطقة التي تسيطر عليها قسد، لا سيما وأن قادة الأخيرة من حزب العمال الكردستاني، ولديهم علاقات قوية، إن كان مع النظام السوري أو مع النظام الإيراني، ولذا فتأمل إيران من خلال الانسحاب الأمريكي أن تملأ هذا الفراغ، فتُعوّض عن كثير من نزيفها المالي بحقول النفط والغاز في المنطقة.

القصف الأخير، على الرغم من أنه نوعي مقارنة بالهجمات السابقة، إلّا أن البعض لا يزال يقرأه في سياق المناكفات اليومية لتوسعة كل طرف لنفوذه على حساب الأطراف الأخرى، وهو ما قد يفلح به طرف ويفشل به آخر
كثير من الخبراء والمحللين يعتقدون أن إيران ليس لديها القدرة على ملء هذا الفراغ المهدد بأن تملأه جهات أخرى، فالطرف التركي سيُمانع الإيراني بأن يملأ هذا الفراغ، وهو يهاجم قسد الآن في ظل الكفيل الأمريكي، ووسع أخيرا من هجماته التي استهدفت حقول النفط والغاز، وبالتالي فهو معني أيضا بدفع حلفائه السوريين للسيطرة على مثل هذه الحقول، لحرمان قسد من التزود بها. وهناك الفصائل الثورية من أبناء المنطقة الشرقية المحرومين والمشردين، وقد يكونون جزءا من القوى المتربصة والمنتظرة لهذه اللحظة.

أما تنظيم الدولة فهو أكثر القوى التي تنتظر هذه اللحظة، لا سيما وأنه من أكثر القوى التي تتمتع بحضور ووجود عسكري في المنطقة، لا سيما مع عملياته شبه اليومية التي تقع ضد النظام أو مليشياته، ولعل هذا ما يجعل الإيراني مترددا في الانسحاب الأمريكي، فلربما سيناكفه تنظيم الدولة في المنطقة.

القصف الأخير، على الرغم من أنه نوعي مقارنة بالهجمات السابقة، إلّا أن البعض لا يزال يقرأه في سياق المناكفات اليومية لتوسعة كل طرف لنفوذه على حساب الأطراف الأخرى، وهو ما قد يفلح به طرف ويفشل به آخر، وبالعكس، ولكن يبقى ذلك كله على حساب مصالح الشعب السوري.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الهجمات الإيراني سوريا إيران سوريا الاردن امريكا هجمات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

ترامب يتحرش بـ مادورو.. القوات الأمريكية تعترض ناقلة نفط قبالة السواحل الفنزويلية

أفادت وكالة بلومبيرج، نقلاً عن مصادر مطلعة، بأن القوات الأمريكية اعترضت ناقلة نفط خاضعة للعقوبات قبالة السواحل الفنزويلية، في خطوة تُعتبر تصعيداً جديداً في التوترات المتصاعدة بين واشنطن وكاراكاس.

ووفقاً للوكالة، لم يُكشف بعد عن اسم الناقلة أو الموقع الدقيق لاحتجازها، ولم يصدر أي تعليق رسمي من البيت الأبيض. وامتنعت شركة النفط الوطنية الفنزويلية «PDVSA» ووزارتا النفط والإعلام عن التعليق.

ويرى خبراء في قطاع الطاقة، نقلت عنهم بلومبيرج، أن معظم صادرات النفط الفنزويلية تتجه إلى الصين عبر وسطاء وبخصومات كبيرة بسبب مخاطر العقوبات، مشيرين إلى أن عملية الاحتجاز قد تُعقّد تصدير النفط الفنزويلي، إذ قد تتردد شركات الشحن في التعامل مع هذه الشحنات مستقبلاً.

وتُكثّف إدارة الرئيس دونالد ترامب الضغط على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، متهمةً إياه بإدارة شبكة لتهريب المخدرات. نفّذ البنتاجون أكثر من 20 غارة على سفن يُشتبه بتورطها في عمليات تهريب قرب فنزويلا وكولومبيا، ما أسفر عن مقتل أكثر من 80 شخصًا، في حين ألمح ترامب مرارًا وتكرارًا إلى أن أيام مادورو باتت معدودة، متحدثًا عن إمكانية شنّ عمليات برية داخل فنزويلا.

وفي المقابل، تتهم حكومة مادورو الولايات المتحدة بالسعي للسيطرة على احتياطيات النفط الهائلة في البلاد.وفي الأشهر الأخيرة، دعا مادورو المواطنين إلى تشكيل «ميليشيات شعبية» لمواجهة ما وصفه بالتهديدات الأمريكية، ونشر قوات وسفنًا وطائرات وطائرات مسيّرة على طول الحدود مع كولومبيا وفي بعض المناطق الساحلية.

وتشير بلومبيرج إلى أن شركة النفط الحكومية الفنزويلية «PDVSA» تُسيطر على قطاع النفط في فنزويلا وتعمل مع شركاء دوليين، من بينهم شركة شيفرون الأمريكية، التي تواصل عملياتها بموجب ترخيص خاص من وزارة الخزانة الأمريكية يُعفيها من العقوبات ويسمح لها بدفع حصة الحكومة الفنزويلية من خلال جزء من النفط المُنتَج.

اقرأ أيضاًترامب يعلن «القوة القصوى» ضد فنزويلا ويحرك حاملة طائرات وآلاف الجنود

برلماني فنزويلي: الاستراتيجية الأمريكية اعتداء مباشر على سيادتنا وعلى البحر الكاريبي

قاذفات «الحصن الطائر» الأمريكية تستعرض قدرتها الهجومية قرب سواحل فنزويلا

مقالات مشابهة

  • هجوم مسيّرة على معسكر عارين في شبوة يخلف 9 قتلى وجرحى
  • إيران تعلن عن عقد اجتماع إقليمي لمناقشة التطورات في أفغانستان
  • رئيس الجمهورية لبزشكيان: أي عرقلة تواجه إيران هي بمثابة عداء لنا
  • جرحى في هجوم أوكراني على روسيا وموسكو تستهدف منشآت نفطية
  • رويترز: الولايات المتحدة تستعد لاعتراض السفن التي تنقل النفط الفنزويلي
  • نحو 100 قتيل في هجوم الإنتقالي على حضرموت.. ومعلومات تكشف حجم الإنتهاكات التي ارتكبتها مليشياته هناك
  • الكونغرس:تجميد 50%من المساعدات الأمريكية للعراق إلا بعد حل الحشد الشعبي الإيراني الإرهابي
  • كوبا تدين بشدة استيلاء القوات الأمريكية على سفينة نفط فنزويلية
  • ترامب يتحرش بـ مادورو.. القوات الأمريكية تعترض ناقلة نفط قبالة السواحل الفنزويلية
  • الاحتلال يعترف: إيران تستخدم أساليب حرب ضدنا دون إطلاق رصاصة واحدة