عربي21:
2025-08-11@23:29:16 GMT

الهجوم على القوات الأمريكية.. خلفيات واحتمالات

تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT

للمرة الأولى تتعرض القوات الأمريكي في المنطقة لمثل هذا الهجوم النوعي الذي تسبب في عدد كبير من القتلى والجرحى نسبيا، حيث سقط ثلاثة قتلى و34 جريحا، بينما لم تُسفر الهجمات السابقة إلاّ عن عدد محدود من الضحايا، وهو ما يؤشر إلى أن مرحلة جديدة قد تكون بدأت. ولم يشفع على ما يبدو النفي الإيراني المتكرر من أنها لم تكن وراء هذا القصف، في الوقت الذي تبنت ما تسمى بالمقاومة الإسلامية في العراق هذه العملية.



والمقاومة مكونة من المليشيات الشيعية الموالية لإيران، وقد برز اسمها بعد العدوان على غزة، وسعت إلى تلميع نفسها والمليشيات الموالية لإيران عبر إعلانها عن عدة هجمات على الكيان الصهيوني، لم يعلم حقيقتها وتفاصيلها.

الهجوم الأخير أصاب "البرج 22" داخل الأراضي الأردنية القريب من قاعدة التنف الأمريكية في سوريا، وإن كان الأردن قد نفى في البداية أن يكون الهجوم وقع داخل أراضيه، في إشارة إلى أن الهجوم قد وقع على قاعدة التنف.

إيران ومحورها معني الآن بتصعيد عسكري يخفف من الاحتقان والغضب ضدهما، ولذا ربما جاء التصعيد في هذا السياق ضد الأمريكيين دون أن تتبناه إيران
وهذه المنطقة منطقة استراتيجية للطرفين الأمريكي والإيراني، فالأول يراها نقطة مثلثية تستطيع من خلالها التحكم في حدود ثلاث دول وهي سوريا والعراق والأردن، كما أنها قادرة على قطع طرق الإمداد الإيرانية، والتي تنقل من خلاله الأسلحة والذخائر الواردة من العراق إلى لبنان عبر الأراضي السورية، وهو مكمن الحاجة الإيرانية الأساسية من المنطقة.

هذه التطورات أتت على خلفية العدوان الصهيوني المدعوم غربيا وأمريكيا على غزة، وفي ظل تقاعس ما يسمى بمحور المقاومة والممانعة عن دعم حماس في مواجهتها للصهاينة للشهر الرابع على التوالي، إذ توقعت حماس فتح جبهات من قبل حلفائها حزب الله وغيره لتخفيف الضغوطات العسكرية والاقتصادية عليها، إلّا أن حزب الله اكتفى بالقصف المحدود، ووفقا لقواعد اللعبة. وعلى الرغم من الهجمات الصهيونية الأخيرة على بيروت والضاحية، مستهدفة عددا من قادة الحزب العسكريين، وبالطبع ناهيك عن استهداف القادة العسكريين الإيرانيين الموجودين في دمشق، إلاّ أن الحزب لم يُصعد من هجماته.

إيران ومحورها معني الآن بتصعيد عسكري يخفف من الاحتقان والغضب ضدهما، ولذا ربما جاء التصعيد في هذا السياق ضد الأمريكيين دون أن تتبناه إيران، وهي التي تدرك تماما حاجة الأمريكي لها ولمليشياتها منذ أن تعاونهما وتنسيقهما في احتلال العراق، ويبقى الطرف الأمريكي يتحاشى التصعيد والعمليات القوية المستهدفة للإيراني، بخلاف الإسرائيلي الذي استهدف عددا من مستشاري الحرس الثوري الإيراني، أملا في توسعة الحرب للتخفيف عنه أيضا، وهذا يخالف الرغبة الأمريكية والغربية عموما، بحصر الحرب والعدوان على غزة بعيدا عن أراض جديدة، سيستفيد منها الروسي والصيني، لكون  ذلك سيُشتت الأمريكي على جبهات كثيرة امتدادا من أوكرانيا إلى بحر الصين الجنوبي، وكذلك غزة، إلى المناطق التي سيُجرّ إليها في الشرق الأوسط إن نجح الإسرائيلي في ذلك، وفشل الإيراني في تفاديها.

أما الغرب وأمريكا فيدركان تماما أن الإيراني يتفق معهما تماما في قناعة عدم جر المنطقة إلى حرب شاملة، الأمر الذي ستُفقد الإيراني تماما المكاسب التي جمعها في العراق وسوريا ولبنان.

الظاهر في المنطقة أن الإيراني يسعى إلى إخراج الأمريكي من سوريا، أملا في ملء فراغه في المنطقة التي تسيطر عليها قسد، لا سيما وأن قادة الأخيرة من حزب العمال الكردستاني، ولديهم علاقات قوية، إن كان مع النظام السوري أو مع النظام الإيراني، ولذا فتأمل إيران من خلال الانسحاب الأمريكي أن تملأ هذا الفراغ، فتُعوّض عن كثير من نزيفها المالي بحقول النفط والغاز في المنطقة.

القصف الأخير، على الرغم من أنه نوعي مقارنة بالهجمات السابقة، إلّا أن البعض لا يزال يقرأه في سياق المناكفات اليومية لتوسعة كل طرف لنفوذه على حساب الأطراف الأخرى، وهو ما قد يفلح به طرف ويفشل به آخر
كثير من الخبراء والمحللين يعتقدون أن إيران ليس لديها القدرة على ملء هذا الفراغ المهدد بأن تملأه جهات أخرى، فالطرف التركي سيُمانع الإيراني بأن يملأ هذا الفراغ، وهو يهاجم قسد الآن في ظل الكفيل الأمريكي، ووسع أخيرا من هجماته التي استهدفت حقول النفط والغاز، وبالتالي فهو معني أيضا بدفع حلفائه السوريين للسيطرة على مثل هذه الحقول، لحرمان قسد من التزود بها. وهناك الفصائل الثورية من أبناء المنطقة الشرقية المحرومين والمشردين، وقد يكونون جزءا من القوى المتربصة والمنتظرة لهذه اللحظة.

أما تنظيم الدولة فهو أكثر القوى التي تنتظر هذه اللحظة، لا سيما وأنه من أكثر القوى التي تتمتع بحضور ووجود عسكري في المنطقة، لا سيما مع عملياته شبه اليومية التي تقع ضد النظام أو مليشياته، ولعل هذا ما يجعل الإيراني مترددا في الانسحاب الأمريكي، فلربما سيناكفه تنظيم الدولة في المنطقة.

القصف الأخير، على الرغم من أنه نوعي مقارنة بالهجمات السابقة، إلّا أن البعض لا يزال يقرأه في سياق المناكفات اليومية لتوسعة كل طرف لنفوذه على حساب الأطراف الأخرى، وهو ما قد يفلح به طرف ويفشل به آخر، وبالعكس، ولكن يبقى ذلك كله على حساب مصالح الشعب السوري.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الهجمات الإيراني سوريا إيران سوريا الاردن امريكا هجمات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

إيران ترفض سيطرة واشنطن على الممر القوقازي بعد اتفاق السلام بين أرمينيا وأذربيجان

10 أغسطس، 2025

بغداد/المسلة: هددت إيران يوم السبت بمنع مد ممر مزمع في القوقاز بموجب اتفاق إقليمي برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفق ما ذكرت وسائل إعلام إيرانية، مما أثار شكوكا جديدة حول خطة السلام التي أشاد بها البعض باعتبارها تحولا استراتيجيا مهما.

وكان دبلوماسي أذربيجاني رفيع المستوى قد قال في وقت سابق يوم السبت إن الخطة التي أعلنها ترامب يوم الجمعة تجعل بلاده على بعد خطوة واحدة من اتفاق سلام نهائي مع أرمينيا التي أكدت مجددا دعمها لها.

وسيمتد طريق ترامب للسلام والازدهار الدولي عبر جنوب أرمينيا، مما يتيح لأذربيجان الوصول المباشر لجيب ناخيتشفان التابع لها ومن ثم تركيا.

وستحصل الولايات المتحدة على حقوق تطوير حصرية للممر الذي قال البيت الأبيض إنه سيسهل زيادة صادرات الطاقة وغيرها من الموارد.

ولم يتضح بعد كيف ستمنع إيران، التي تقع على حدود المنطقة، المشروع، لكن تصريح علي أكبر ولايتي، كبير مستشاري الزعيم الأعلى الإيراني، أثار شكوكا حول أمنه.

وقال ولايتي إن المناورات العسكرية التي أجريت في شمال غرب إيران أظهرت استعداد الجمهورية الإسلامية وتصميمها على منع أي تغييرات جيوسياسية.

وقال “هذا الممر لن يصبح ممرا مملوكا لترامب، بل مقبرة لمرتزقة ترامب”.

وكانت وزارة الخارجية الإيرانية قد رحبت في وقت سابق بالاتفاق “كخطوة مهمة نحو سلام إقليمي دائم”، لكنها حذرت من أن أي تدخل أجنبي بالقرب من حدودها يمكن أن “يقوض أمن المنطقة واستقرارها الدائم”.

ويقول محللون ومصادر مطلعة إن إيران، التي تتعرض لضغوط أمريكية متزايدة بسبب برنامجها النووي وعواقب الحرب التي دامت 12 يوما مع إسرائيل في يونيو حزيران، تفتقر إلى القوة العسكرية اللازمة لإغلاق الممر.

واستقبل ترامب الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في البيت الأبيض يوم الجمعة، وشهد توقيع الطرفين على إعلان مشترك يهدف إلى وضع حد لصراعهما المستمر منذ عقود.

ولم تنضم روسيا إلى الاجتماع رغم تمركز حرس حدودها على الحدود بين أرمينيا وإيران. وروسيا هي الوسيط التقليدي وحليف أرمينيا في منطقة جنوب القوقاز التي تتقاطع فيها أنابيب نفط وغاز.

وكانت موسكو قد أعلنت دعمها للقمة لكنها اقترحت “تطبيق حلول وضعتها دول المنطقة نفسها بدعم من جيرانها المباشرين روسيا وإيران وتركيا” لتجنب ما تطلق عليها “التجربة المؤسفة” للجهود الغربية للتوسط في الشرق الأوسط.

ورحبت تركيا، حليفة أذربيجان الوثيقة وعضو حلف شمال الأطلسي بالاتفاق.

وظهر الخلاف بين أرمينيا وأذربيجان في أواخر الثمانينيات عندما انشقت منطقة ناجورنو قره باغ عن أذربيجان بدعم من أرمينيا.

وناجورنو قره باغ منطقة جبلية في أذربيجان أغلبية سكانها من الأرمن.

واستعادت أذربيجان السيطرة الكاملة على المنطقة في عام 2023 في هجوم عسكري، مما دفع جميع الأرمن المتبقين في الإقليم البالغ عددهم 100 ألف تقريبا إلى الفرار إلى أرمينيا.

وقال إلين سليمانوف سفير أذربيجان لدى بريطانيا “لقد طوى ملف العداء ونحن الآن نتجه نحو سلام دائم”، وتوقع أن يشهد ازدهار المنطقة وروابط النقل فيها تحولا إيجابيا.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • السوداني يستقبل لاريجاني.. على الطاولة مذكرة أمنية وتأييد للحوار الأمريكي-الإيراني
  • إيران: لن نسمح بأي تغييرات جيوسياسية على حدودنا مع أرمينيا
  • إيران تحذر من مشروع «طريق ترامب» في القوقاز: سذاجة سياسية لا يمكن قبولها
  • إيران ترفض سيطرة واشنطن على الممر القوقازي بعد اتفاق السلام بين أرمينيا وأذربيجان
  • انسحاب أوروبي من البحر الأحمر مع اقتراب التصعيد اليمني الرابع
  • تهديد لأمن المنطقة.. إيران تعلن رفضها لـ ممر القوقاز المدعوم من ترامب
  • إيران:حشدنا الشعبي أصبح أكثر قوة وتماسكا مع باقي فصائل المقاومة في المنطقة
  • مدير إدارة الشؤون الأمريكية في وزارة الخارجية: المعيار الحقيقي للوحدة هو الأفعال التي تتجسد على أرض الواقع
  • الرئيس الإيراني: لاعتداءات التي تعرضت لها إيران لم تكن هجمات صهيونية
  • بالأرقام.. عدد الصواريخ التي أطلقتها البحرية الأمريكية للدفاع عن إسرائيل من الهجمات اليمنية