سودانايل:
2025-07-04@23:53:19 GMT

الإيقاد: يوم لم يلتق جنرالا السودان وجهاً لوجه (2-2).

تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT

عبد الله علي إبراهيم
ربما لم يخسر السودان كثيراً من مقاطعة الفريق ركن عبدالفتاح البرهان لمؤتمر منظمة الهيئة الحكومية للتنمية في أفريقيا (إيغاد) بكمبالا في الـ 20 من يناير الجاري وتجميد عضوية السودان فيها بتاريخ الـ 24 من الشهر نفسه، سواء كان الحق مع تظلم السودان منها أو لم يكن.
فكانت "إيغاد" علّقت إيقاف الحرب في السودان على لقاء بين الجنرالين البرهان وحميدتي وجهاً لوجه، ولا يعرف المرء سابقة تراضت فيها أعلى مستويات القيادة في طرفي الحرب على إيقافها أو نحوه وهي لا تزال مشتعلة كراً وفراً.

أدخل تعويل "إيغاد" على إنهاء الحرب في السودان بالضربة القاضية، أي بلقاء الجنرالين، المفاوضات في سياقات عكرت مناخها بدلاً عن ترويقه ناهيك ببلوغ إنهاء الحرب به.
ومما يستغرب له أيضاً أن لهذه الدول في "إيغاد" وغيرها خبرات في متوالية الجيش والميليشيات في الدولة الوطنية لو استرشدت بها لعرفت أن طموح الجنرالين ربما كان آخر بواعث الحرب في السودان، فلم تعان دولة مع ميليشيات مثل معاناة أوغندا مع جيش الرب. واحتقنت أوغندا زمناً، وربما لا تزال، لتوظيف السودان لهذا الجيش لمحاربة الحركة الشعبية لتحرير السودان على الحدود بين البلدين. وتعرف رواندا عن كثب أن للحرب بين الدولة والميليشيات أو الحركة المسلحة، بواعث متصلة بإحسان بناء الدولة الوطنية في ما بعد الاستعمار. فرواندا اليوم نفسها تولدت عن توحش دولة ما بعد الاستعمار وتعثر المفاوضات نحو تحولها من دولة رعايا إلى دولة مواطنين. وهي، من الجهة الأخرى، متورطة في الحرب الأهلية في جمهورية الكنغو الديمقراطية. فثبت أنها من يدعم حركة "أم-23" التي تروع شرق الكونغو منذ عام 2012. وقوام هذه الحركة هم شعب الـ "توتسي" الذي وقع عليه الـ "جنوسايد" المعلوم عام 1994 في الكونغو، والشاكي من التهميش وضعف تمثيله في السلطة فيها. غير أنه يقاتل، في الجانب الآخر، بالوكالة عن دولة رواندا التي يسود الـ "توتسي" دوائر حكمها. فقتال الحركة في الكونغو يصب لمصلحة رواندا ضد حركة تحرير رواندا المسلحة لشعب الـ "هوتو" في الكونغو، ومعلوم أن الـ "هوتو" هم من كانوا وراء الـ "جنوسايد" الـ "توتسي" في رواندا.
وحركة "أم-23" شبيهة بالدعم السريع ف" هم لا يأمن لها السكان متى جاءتهم طلائعها ويفرون من وجهها. فقولهم إنهم ثوار في سكة جيفارا لم تثبت لمن صدقوهم أول مرة. فهاجموا قُوما، وهي أكبر مدن شرق الكونغو عام 2012، فارضين إدارة على الناس أفحشت في الضرائب بما تجاوز مما شكَوا من حكومتهم منه قبلاً. وخربوا البنك المركزي، ونهبوا السيارات، وطرقوا باباً بعد باب ليحصلوا على موجودات الناس. واغتصبوا جماعياً وأعدموا على السليقة من اختاروا، وأخذوا السيارات بعد جلائهم إلى موضع لهم في أوغندا، وعادوا بحملة على شرق الكونغو عام 2023 ليولي الفرار نحو 100 ألف من أهله. وتذيع "أم-23" مع ذلك أن "المدنيين في مناطقنا في أمن وسلام، فقد أوقفنا الفوضى وحرمنا الاختطاف والاغتصاب، فالجرائم لا تقع عندنا بل في مناطق سيطرة الحكومة".
أما كينيا فهي الأعرف من دون غيرها بصراعات الدولة والمسلحين من غيرها، حتى إنه وقع اختيار الأمم المتحدة عليها في أكتوبر 2023 لتكون في قيادة قوة متعددة الجنسيات لمحاربة العصابات التي سيطرت على الدولة في هيتي، وتقوم على هيتي الآن حكومة غير منتخبة ولا ولاية حقيقة لها على الأمر، فالعصابات تسيطر على الموانئ ومحطات الوقود وتدير أحياء المدن كما شاءت، وقد انعقدت مهمة القوة التي ستقودها كينيا على فرض النظام والقانون لتمهيد هيتي لانتخابات عامة، ورحب وزير خارجية كينيا بالتكليف "لأنه ليس عن السلام والأمن فقط، بل لإعادة بناء هيتي سياسياً وتطورها الاقتصادي واستقرارها الاجتماعي"، وهو تشريف يرفع سمعة كينيا بين الدول لخدماتها السابقة في بعثات السلام في بلدان مضطربة.
وتصادف أن كانت جنوب أفريقيا ورواندا هما من يعين موزمبيق في حرب جماعة الشباب (لا علاقة مع شباب الصومال) الإسلامية شمال البلاد، وهي حركة إسلامية رفعت السلاح في وجه الحكومة منذ ستة أعوام، ويعمل البلدان مع الحكومة التي تستأجر من فرط وهنها جماعة فلاحية عسكرية هي الـ "نابارما" في قمع "الشباب"، وتتمتع بالاستقلال عن الجيش. ويخشى المراقبون مما ستؤول إليه متى انتصرت، فقد تصير عصابة عابرة للبلدان أو مخلباً للحكومة تقهر الناس لها، علماً بأن الـ "نابارما" ليست مجرد جماعة عسكرية، بل هي شبه طائفة دينية أيضاً عليها هرم سلطاني روحي.
من حق المرء أن يسأل لماذا علقت "إيغاد" وقف الحرب في السودان على لقاء الجنرالين وجهاً لوجه فضلَّتْ. والمسألة كما رأينا تطرح تحديات للدولة الوطنية الحديثة، لأي من هذه الدول خبرة في مقاربتها بصورة أو أخرى.
المزيد عن: السودان

IbrahimA@missouri.edu  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحرب فی السودان

إقرأ أيضاً:

حرب السودان الانتقال من الوكالة الي ارهاب الدولة وضرب الأمن الاقليمي

حرب السودان الانتقال من الوكالة الي ارهاب الدولة وضرب الأمن الاقليمي.
د الرشيد محمد إبراهيم الرشيد
استاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية.
أورد موقع قناة رؤية جديدة (NV) خبر وتسريبا مفاده
استهداف قيادات الدولة والجيش بالسودان :
الامارات تخطط لتوجيه ضربات جوية لبورتسودان وتحميلها إسرائيل
كشفت مصادر إستخبارية شرق أوسطية ، تطابقت مع معلومات دقيقة وردت في تقارير دبلوماسية في القرن الافريقي وبعض دول شرق أفريقيا ، عن نية دولة الإمارات العربية المتحدة ، توجيه ضربات عبر مسيرات او قصف جوي لبعض المواقع داخل السودان وخاصة في مدينة بورتسودان تستهدف قيادات الدولة السودانية ( مجلس السيادة – قيادات في الجيش السوداني ) ، إنطلاقاً من قواعدها الموجودة في خليج عدن وبعض الجزر في البحر الأحمر وفي مناطق بأرض الصومال وفى شرق ليبيا وتشاد وبالتنسيق مع مليشيا الدعم السريع المتمردة ، وقالت المصادر أنه في حال تنفيذ الضربات تنطلق حملة إعلامية ضخمة تشير إلى أن إسرائيل هي التي وجهت الضربات العسكرية لمناطق سودانية بغرض إستهداف وجود إيراني على التراب السوداني والمتعاونين من القيادات السودانية مع طهران وذلك في إطار الحرب الإيرانية الإسرائيلية الأخيرة .
وكشفت المعلومات ان السلطات السودانية وأجهزتها الأمنية تتابع عن كثب هذه التحركات وخيوطها في عدة عواصم و جهات إقليمية ويجرى اتخاذ الإجراءات الداخلية اللازمة ومتابعة وملاحقة العناصر بالداخل التي قد تُستخدم لتوفير المعلومات وإحداثيات المواقع المستهدفة ومقرات الجيش واماكن تواجد القادة المراد تصفيتهم وإغتيالهم .
وسبق أن نشرت وسائل إعلامية مواقع إلكترونية ووضعت على شبكات التواصل الاجتماعى تقارير تحتوي على معلومات مشابهة خلال الأيام الماضية عقب توقف الحرب بين ايران وإسرائيل ، كما نشرت وبثت مقاطع مصورة وصوتية وتعليقات مكتوبة غعدتها عناصر ورموز داخل مليشيا الدعم السريع وتنظيمات سياسية حليفة للامارات والمتمردين في السودان تدعو إسرائيل لتوجيه ضربات جوية للسودان ، وقال مصدر أمني في بلد عربي يتابع ملف الأزمة السودانية ” أن ما يتم تداوله في هذا الصدد ربما يكون خطة متفق عليها بين ابوظبي وتل ابيب ترافقها المناداة علناً من اطراف سياسية سودانية معارضة بتدخل دولى في السودان عن طريق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة .
لفائدة كشف وتعرية المخطط وخلع ضرس العقل منه قبل الانياب نورد بعض الحقائق التالية:
1- المخطط هو تعبير ومؤشر على دخول نظام أبوظبي حالة الياس والاحباط من بعد الفشل الذي لازم الدعم العسكري للمليشيا وجماعة تقدم. فلا تقدم الوكلاء والمرتزقة عسكريا ولا تقدمت صمود وتأسيس سياسيا فبالتالي لجوء نظام أبوظبي الي الانتقام وسياسة الأرض المحروقة لتعم الفوضى السودان والامن الاقليمي.
2- ياتي المخطط بعد التحول الذي حدث في المشهد السياسي السوداني باختيار رئس وزراء مدني غير مشكوك في حياديته واستقلاليته مما اربك أوراق العدو فصار يبحث عن تغيير قواعد اللعبة السياسية ولو عن طريق راس الرجاء الصالح وصولا الي جنوب أفريقيا.
3_ ان المخطط وفق هذا التصميم ومقاييس الرسم من حيث المنهج والتفكير يتسق والمدرسة الإسرائيلية الصهيونية وفرعها نظام أبوظبي.
*ماهي دلالات التسريب والتوقيت؟*
التسريب مقصود به اولا بالونة اختبار وقياس النبض او التمهيد لمسرح العمليات القادم وإجراء فحوصات التربة صلاحية الملاحة الجوية .
استخدامه كورقة ضغط امام الحكومة والجيش السوداني لجره الي مرحلة التفاوض الذي يعتبر طوق نجاة لنظام أبوظبي المازوم خليجيا وعربيا.
دلالات التوقيت ليست بعيدة عن المسرح العملياتي والجيش السوداني المتجه غربا بسرعة الصاروخ نحو الفاشر ومعبر ادري. فصرف الانتباه وابطاء وتأخير محركات الكرامة المشتركة منها والدراعة وبراءون وجحافل المقاومة الشعبية المسلحة في الصياد او حتى التعطيل هو هدف في هذا التوقيت الحالي.
_ من ناحية توقيت يبدو أن نظام أبوظبي ضخم له وشبه له ان حالات التباين والنقاشات حول تشكيل حكومة رئيس مجلس الوزراء د كامل إدريس بين مكونات الدولة وأطراف اتفاق جوبا من الحركات المسلحة هي بوادر انشقاق وتصدع في تماسك الحكومة بينما حقيقة الأمر هو تمرين ديمقراطي ونوع من المشاركة السياسية وهو مفهوم ومطلوب في سياقاته الصحيحة وادواته السلمية ولكن المرجفين في المدينة روجوا له واغروا الكفيل بأن فرصة الانقضاض حانت ودمغ الحركات بالمخطط التخريبي القادم ولكن سنقاتلكم من وراء حاجز الوعي والانحياز للسودان الوطن اولا واخيرا.
فالجيش والقوات المشتركة اختلطت دماءهم في معارك الخرطوم والجزيرة كردفان دارفور فلن يسقطهم كرسي مصنوع من الخشب.
*تحويل المخطط من مهدد الي فرصة*.
بمثلما ان المؤامرة في بدايتها قد وحدت وجدان الشعب السوداني كرامة وعزة خلف قواته المسلحة فان المطلوب في المرحلة القادمة هو رفع حالة الوعي والحس الأمني رسميا وشعبيا وانطلاق حملات التعبئة والاستنفار لهزيمة مخطط الفوضى و نسف استقرار الدولة والرد الجماعي من منصات الوطن الممتدة في السهول والوديان من العقبة حتى الدبة ومن جبل مفو الي جبل مون ومن السنط والسنطة الي السنيطة و من جزيرة بدين ومقاصر الي صراصر ومن التفرقة الي الوحدة ومن الانصراقيات الي الهدف المركزي وهو هزيمة العدو مهما تلون وتنوعت اساليبه فالظلم ساعة والحق الي الي قيام الساعة.
*تصحيح موقع مع تحديد الاحداثيات بدقة*
الحرس الثوري في جزر ابو موسى وطنب الكبري والصغرى الإماراتية المحتلة وليس شرق تشاد وشرق ليبيا او شرق السودان في بورتسودان.
*في الختام*
بنتباشر وقت نلقى الكلام حرا.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • البرهان لـ”حفتر”: “أنت لست صادقاً”.. تقابلا في العلمين وجها لوجه
  • سفارة رواندا لدى الدولة تحتفل بيومها الوطني
  • حرب السودان الانتقال من الوكالة الي ارهاب الدولة وضرب الأمن الاقليمي
  • لكنها الحرب !!
  • عنوان ما بعد الحرب العدوانية؟
  • ظلال الإبادة في غزة تثير جدلا بشأن دور أميركا في صناعة السلام بأفريقيا
  • كوردستان.. مطالبات بصرف رواتب الفئة التي أفنت أعمارها في خدمة الدولة
  • هل ينهي اتفاق الكونغو ورواندا صراع الـ30 عاما بالبحيرات الكبرى؟
  • ٣٠/ يونيو، ليلة القبض علی جَمْرَة!!
  • فرنسا تواصل انسحابها من ثاني دولة بالعالم وتسلم قواعدها العسكرية التي كانت تستخدمها