أليك بالدوين يطلب محاكمته “بأقرب وقت ممكن” في قضية فيلم “راست”
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
متابعة بتجــرد: طلب الممثل الأميركي أليك بالدوين، الأربعاء، بحسب مستندات قضائية، أن تنطلق في أقرب وقت ممكن محاكمته في نيو مكسيكو بتهمة القتل غير العمد في قضية إطلاق نار أودى بحياة مصورة سينمائية أثناء تصوير فيلم “راست” عام 2021.
وكان تصوير فيلم الويسترن “راست” داخل مزرعة بولاية نيو مكسيكو الأميركية شهد مأساة في 21 تشرين الأول 2021، عندما شغّل بالدوين سلاحاً يُفترض أنه يحوي رصاصا خلبياً، غير أن ذخيرة حية أُطلقت من السلاح تسببت بمقتل المصورة هالينا هاتشينز (42 عاماً) وإصابة المخرج جويل سوزا.
وأثارت هذه الحادثة النادرة صدمة في هوليوود، وصدرت على إثرها دعوات كثيرة لمنع استخدام الأسلحة النارية في مواقع التصوير.
ودأب الممثل البالغ 65 عاماً والذي يواجه عقوبة بالسجن لـ18 شهراً في حالة إدانته، على تأكيد براءته منذ بداية القضية. وأشار مراراً إلى أن أفراداً في طاقم العمل أبلغوه بأن السلاح غير مؤذ.
وانتهى اتهام أول بالقتل غير العمد ضد أليك بالدوين، بوقف الملاحقات في نيسان. لكن لائحة اتهامات جديدة وُجّهت إليه الجمعة.
وطلبت المحكمة من بالدوين المثول حضورياً أو عبر الإنترنت للردّ على التهمة قبل الأول من شباط، بحسب مستندات قضائية اطّلعت عليها وكالة “فرانس برس”.
وطلب فريق الدفاع عنه، الأربعاء، أن تتم محاكمته في أقرب وقت ممكن واستناداً إلى القانون.
وقال محامياه لوك نيكاس وأليكس سبيرو إنّ الطلب يرمي إلى “التخفيف من التشهير العام بالممثل وتجنّب ما قد ينجم عن إثبات براءته نتيجة محاكمة طويلة”.
ووُجّهت أيضاً تهمة القتل غير العمد في القضية إلى مسؤولة الأسلحة في موقع تصوير الفيلم هانا غوتيريز ريد، ومن المقرر أن تبدأ محاكمتها في 21 شباط.
خلال التحقيق الأولي، خلصت الشرطة إلى أنها هي التي وضعت الذخيرة في السلاح الذي استخدمه بالدوين، بدلاً من الرصاصة الخلبية.
ولم يُحدّد التحقيق أبداً كيف وصلت ذخيرة حية إلى موقع التصوير، حيث يُسمح فقط بالرصاص الفارغ.
main 2024-01-29 Bitajarodالمصدر: بتجرد
إقرأ أيضاً:
مسلسل "الست" وأفلام سير المشاهير
من المؤسف أن يكون التعبير الشائع في الصحافة، والصحافة الموازية، أي وسائل التواصل الاجتماعي، في وصف الأفلام والمسلسلات التي تتناول سير المشاهير ونجوم المجتمع، هو تعبير "السيرة الذاتية" بينما الصحيح هو أن هذا النوع من الأعمال الفنية ينتمي إلى "سير حياة المشاهير"، فعندما يكون لدينا فيلم مثل فيلم "الست" الذي يثير حاليا الكثير من الجدل، فليس من الصحيح اعتباره فيلما من أفلام "السيرة الذاتية"، فمعنى هذا أنه معد عن كتاب في "السيرة الذاتية" autobiography كتبته أم كلثوم نفسها وروت فيه قصة حياتها من وجهة نظرها.
ولكن الصحيح القول إنه "سيرة حياة أم كلثوم" أي من أفلام "سير المشاهير" فقط، أي أن هناك من كتب هذه السيرة ووضعها في قالب سينمائي أو تليفزيوني. ولكن الموضوع قد يكون أكثر تعقيدا من التدقيق في وصف "النوع" رغم أهميته الكبيرة. كيف؟
إذا أراد الفنان أن يصنع عملا فنيا يروي فيه قصة حياة شخصية من شخصيات المجتمع، أو المشاهير سواء كان هؤلاء المشاهير من الشخصيات الفنية أو السياسية، أو حتى لو من المجرمين الذين حيروا الناس طويلا، كما في حالة "رية وسكينة" مثلا، أو سفاح الصعيد الشهير في الأربعينيات الماضية الذي عرف بـ"الخُط"، فلابد أن يكون لدى الفنان الذي يعيد صياغة قصة حياة هذه الشخصية أو تلك، "رؤية" جديدة، أو زاوية جديدة للرؤية، تبرر إعادة رواية قصة ربما يكون الجميع على إطلاع بتفاصيلها كونها رويت كثيرا في مقالات وكتب وربما أيضا في أعمال فنية سابقة كما هو الأمر في حالة "الست" أم كلثوم التي سبق أن شاهدنا مسلسلا كاملا طويلا عنها من قبل (37 حلقة).. هل مجرد تغيير الأشكال والديكورات وإعادة ترتيب بعض الأحداث، يكفي؟ أم أن ما يمكنه أن يكون بالفعل "جديدا" ويشد الجميع للإقبال على المشاهدة، هو الكشف عن جوانب جديدة كان خافية من حياة النجم الذي تُروى سيرته؟
إن لم يكن في الأمر جديد، فسوف يظل الجدل يدور عادة حول أشياء لا قيمة لها في حد ذاتها مثل: هل الممثلة التي أدت دور أم كلثوم أفضل من التي سبق أن قامت بالدور نفسه من قبل، وهل هي تشبه أم كلثوم في ملامحها أم لا تشبهها، وما مدى التشابه بين الممثلة وصاحبة السيرة، وهو في الحقيقة جانب ليس مهماً كثيرا في تقييم الأعمال الفنية من هذا النوع، أي تلك التي تعتمد على إعادة تجسيد شخصيات عامة معروفة، فالأهم هنا هو هل نجح الممثل أو الممثلة التي تتقمص الدور، في التعبير عن "روح" الشخصية وأبعادها النفسية بعيدا عن مجرد التشابه الشكلي الخارجي معها؟
لدينا أمثلة كثيرة على أفلام لم يكن هناك أي تماثل في الشكل بين الممثل والشخصية التي أداها، لكن أحدا لم يتوقف أبدا أمام هذه النقطة، لأن أداء الممثل في التعبير عن الشخصية فاق كل حد يمكن تصوره، ونجح في خلق شخصية "جديدة" أصبح لها عالمها الخاص الذي لا يفنى، على الشاشة، رغم أن هذه الشخصية لا تشبه الممثل الذي قام بدورها أصلا. ولعل أفضل مثال يخطر على ذهني الآن، هو أداء الممثل الأمريكي "ليوناردو دي كابريو" لدور "جوردان بلفورت" أكبر محتال عرفته أمريكا ارتبط اسمه بفضحة استثمار أو "توظيف الأموال" ونسبب في ضياع مليارات الدولارات من أموال المستثمرين الأبرياء، كما تم تجسيده في فيلم "ذئب وول ستريت" للمخرج الكبير مارتن سكورسيزي.
القدرة على التعبير وبالتالي "التأثير" في المشاهد، لا علاقة لها بمدى التطابق الشكلي، بل الأداء الذي لابد أن يكون أولا وأخيرا، مستندا إلى نص قوي، يسبر أغوار الشخصية ويشدك كمشاهد، إلى عالمها، لتكتشف مناطق وزوايا جديدة، لم تكن تعرفها من قبل، وليس مجرد الاستعراض الكسول لتعاقب فترات زمنية مختلفة (معروفة( في حياة الشخصية المراد تجسيدها في "السيرة" السينمائية.