في ظل أزمة الحدود والهجرة.. ما حقيقة فيديو جرارات تكساس؟
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
يتصاعد التوتر بين السلطات الفدراليّة في الولايات المتحدة وحاكم ولاية تكساس الجمهوري غريغ أبوت الذي مدّ أسلاكاً شائكة على الحدود مع المكسيك، متحدّياً بذلك سلطة واشنطن.
وفي هذا السياق، تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل باللغة العربية مقطعاً قيل إنّه يُظهر تجمع مزارعين على حدود ولاية تكساس "لحمايتها" و دعماً لموقف حاكمها.
بيد أن الفيديو منشور قبل احتدام هذا التوتر، وهو يصوّر احتجاجات مزارعين في ألمانيا.
وتظهر في الفيديو أعداد كبيرة من الجرارات التي اصطفت على جنبات الطريق ليلاً.
وقال الناشرون إنه تجمع للمزارعين الأميركيين على حدود تكساس لحمايتها.
وجاء تداول هذا الفيديو بينما يتصاعد التوتر بين الحكومة الفدرالية وحاكم ولاية تكساس الذي مدّ أسلاكاً شائكة على الحدود مع المكسيك متجاوزاً السلطات الفدراليّة.
ويؤيّد أبوت علناً الرئيس السابق دونالد ترامب الذي جعل مكافحة الهجرة أحد العناوين الرئيسية لحملته الانتخابية. وهو يتحدّى إدارة الرئيس جو بايدن التي يتّهمها بالتقاعس عمداً عن مواجهة تدفق غير مسبوق للمهاجرين على الحدود في الأشهر الأخيرة.
وفي وقت سابق، تقدمت الإدارة الأميركية بشكوى قضائية على ولاية تكساس لرفضها إزالة أسلاك شائكة على الحدود مع المكسيك.
وفي الآونة الأخيرة، تحوّل مشروع قانون لتنظيم الهجرة إلى مادة تجاذب بين الجمهوريين والديمقراطيين، باعتبار أن الهجرة قضية ساخنة تستخدم في الحملات للانتخابات الرئاسية التي تقترب على الأرجح من جولة إعادة بين ترامب وبايدن.
فيديو من ألمانياإلا أن الفيديو لا شأن له بما يجري في ولاية تكساس.
فالبحث عنه بعد تقطيعه لمشاهد ثابتة يرشد إليه منشوراً على تيك توك بتاريخ 14 يناير أي قبل نحو أسبوعين من احتدام التوتر بشأن ولاية تكساس.
وأعادت صفحات نشر الفيديو في الأيام التالية مع القول إنه مصوّر خلال احتجاجات المزارعين في ألمانيا.
وبالفعل، بدأ المزارعون الألمان في الثامن من يناير أسبوعاً من الاحتجاجات على خطط لإلغاء بعض أشكال الدعم لقطاع الزراعة، بعدما أجبر حكم قضائي الحكومة على اقتطاع بعض التكاليف في موازنة العام 2024.
وكان آلاف المزارعين أغلقوا بجرّاراتهم وسط العاصمة الألمانية برلين منتصف الشهر الجاري، احتجاجاً على خطط إلغاء مزاياهم الضريبيّة ودعوا إلى استقالة حكومة أولاف شولتس.
أين صُوّر الفيديو؟اشتبه صحفيون في وكالة فرانس برس في ألمانيا أن يكون الفيديو مصوّراً في مدينة فورشتنبرغ في الغرب الألماني، وتحديداً أمام لافتة تحمل اسم المدينة وإرشادات أخرى.
وبالفعل، أمكن العثور في مواقع ألمانيّة سياحيّة ومحليّة على اللافتة نفسها، ويمكن - في الخلفيّة - ملاحظة وجود المنزل نفسه الموجود في الفيديو المتداول، إضافة لعناصر أخرى مشابهة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: ولایة تکساس على الحدود
إقرأ أيضاً:
قاضٍ فيدرالي يُبطل أمر ترامب بشأن تعليق طلبات اللجوء على الحدود الجنوبية
أصدر قاضٍ فيدرالي أمريكي، يوم الأربعاء، حكمًا يقضي بعدم قانونية أمر تنفيذي أصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقضي بتعليق حق المهاجرين في تقديم طلبات لجوء عند الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، مما يوجه ضربة قانونية جديدة لنهج الإدارة في التشدد حيال ملف الهجرة، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الألمانية "د ب أ".
مهلة للاستئناف قبل بدء تنفيذ الحكمورغم قرار الإبطال، قرر قاضي المحكمة الجزئية الأمريكية راندولف موس تأجيل سريان الحكم لمدة أسبوعين، مانحًا إدارة ترامب فرصة للاستئناف أمام محكمة أعلى، ما يعني أن القرار لن يدخل حيز التنفيذ قبل السادس عشر من يوليو الجاري.
ويستهدف الحكم إبطال مرسوم وقّعه الرئيس الأمريكي في 20 يناير، زعم فيه أن الأوضاع على الحدود مع المكسيك ترقى إلى مستوى "غزو" وطني، معلنًا بموجبه "تعليق الدخول الفعلي" للمهاجرين، بما في ذلك تعليق قدرتهم على التقدم بطلبات لجوء، إلى حين انتهاء هذا الوضع الذي اعتبره طارئًا.
وأوضح القاضي موس في حيثيات حكمه أن السياسات التي اتبعها البيت الأبيض في هذا السياق تتنافى مع مبادئ الدستور الأمريكي، فضلًا عن انتهاكها لقانون الهجرة الوطني.
وأضاف أن "لا الدستور ولا القانون يسمحان للرئيس بإقامة نظام خارج القانون أو اللوائح يُعيد الأشخاص إلى بلدانهم، أو يرحّلهم من أراضي الولايات المتحدة دون منحهم فرصة لتقديم طلب لجوء أو الاستفادة من وسائل الحماية الإنسانية الأخرى".
ويُعد هذا الحكم القضائي بمثابة تقييد حاسم لإحدى أبرز دعائم استراتيجية ترامب التي تهدف إلى الحد من الهجرة غير النظامية عبر الإجراءات التنفيذية الأحادية.
معركة قضائية مرتقبة في محكمة الاستئنافومن المرجح أن تسعى الإدارة الأمريكية إلى الطعن في قرار المحكمة الفيدرالية خلال الأيام المقبلة، في محاولة لتثبيت سياستها المتعلقة بضبط الحدود، خاصة أن الهجرة تُعدّ ملفًا محوريًا في حملة ترامب الانتخابية القادمة.
وكان ترامب قد استند في قراراته الأخيرة إلى ما اعتبره "خطرًا داهمًا" ناتجًا عن تزايد أعداد المهاجرين القادمين عبر المكسيك، فيما تشير منظمات حقوقية إلى أن هذه السياسات تعرّض حياة الآلاف من طالبي اللجوء للخطر، خصوصًا أولئك الفارين من العنف والجوع في بلدانهم الأصلية.
وتأتي هذه التطورات في وقت يتصاعد فيه الجدل داخل الولايات المتحدة حول الهجرة، حيث تسعى إدارة ترامب إلى تقييدها عبر إجراءات تنفيذية متتالية. ومنذ بداية العام، طبّقت السلطات قيودًا واسعة النطاق على عبور الحدود وتقديم طلبات اللجوء، متذرعة بحماية الأمن القومي وضبط التدفق البشري عبر الحدود الجنوبية.
وتثير هذه السياسات اعتراضات متكررة من منظمات حقوق الإنسان ومراكز الدفاع عن اللاجئين، التي ترى في الإجراءات انتهاكًا صارخًا للمواثيق الدولية والالتزامات الإنسانية التي تعهدت بها الولايات المتحدة.