إل جي تكشف عن جيل جديد من أنظمة القيادة الذكية
تاريخ النشر: 10th, December 2025 GMT
تستعد شركة "إل جي إلكترونيكس" للكشف رسميًا عن منصتها الجديدة لمقصورة القيادة المعزّزة بالذكاء الاصطناعي، خلال مشاركتها في معرض CES 2026 بمدينة لاس فيجاس في الفترة من 6 إلى 9 يناير.
ورغم أن الشركة تُعد من اللاعبين التقليديين في قطاع تقنيات التنقّل، إلا أن ما تخطط للكشف عنه هذا العام يشير إلى توجه مختلف يُعيد رسم ملامح العلاقة بين السائق والسيارة.
المنصة الجديدة، التي تعتمد على جهاز حوسبة عالي الأداء (HPC) مدعوم بمعالج Snapdragon Cockpit Elite من "كوالكوم تكنولوجيز"، تمثل محاولة جادة للانتقال من مفهوم "السيارة المعتمدة على البرمجيات" (SDV) إلى مستوى أكثر تطورًا تروج له إل جي تحت اسم "المركبة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي" (AIDV).
ومن المنتظر أن يتمكّن زوار جناح الشركة من تجربة وحدة القيادة الرقمية المبنية على هذه التقنية، في عرض عملي يوضح كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يصبح شريكًا مباشرًا للسائق داخل المركبة.
تعتمد المنصة على دمج عدة نماذج من الذكاء الاصطناعي التوليدي — مثل نماذج الرؤية اللغوية، والنماذج اللغوية الكبيرة، ونماذج توليد الصور — داخل نظام المعلومات والترفيه "IVI".
ويهدف هذا الدمج إلى تقديم تجربة أكثر ذكاءً وتفاعلاً، بحيث يتمكن النظام من فهم سياق القيادة وتقدير نوايا السائق والتفاعل معه مباشرة دون تأخير.
إحدى النقاط التي تراهن عليها "إل جي" بقوة هي قدرة المنصة على تشغيل جميع عمليات الذكاء الاصطناعي داخل السيارة نفسها، دون الاعتماد على الاتصال بخوادم خارجية. هذا يعني — نظريًا — أداء أسرع، واستجابة فورية، وتقليل المخاطر المرتبطة بنقل البيانات إلى السحابة، خصوصًا في ظل تزايد القلق العالمي حول خصوصية المستخدمين داخل المركبات الذكية.
وتوضح الشركة أن المنصة الجديدة قادرة على تحليل البيئة الداخلية والخارجية للمركبة في الوقت الفعلي، اعتمادًا على بيانات الكاميرات المثبتة داخل السيارة وخارجها. فإذا أقدمت مركبة مجاورة على تغيير المسار باتجاه السائق بينما لم يظهر على السائق استجابة كافية، يستطيع النظام إصدار تنبيه مخصص مثل: "هناك سيارة تدخل إلى مسارك، يُرجى الانتباه."
هذه المقاربة التنبؤية تهدف إلى تحسين السلامة دون فرض إشعارات مزعجة أو نمط قيادة متحفظ مبالغ فيه.
لكن الذكاء الاصطناعي في منصة إل جي لا يقتصر على دعم السائق. فالشركة توسّع رؤيتها لتشمل "تجربة المقصورة" بالكامل، بما فيها الترفيه البصري والصوتي.
فعلى سبيل المثال، إذا كان السائق يستمع إلى الموسيقى خلال ليلة ممطرة أو ثلجية، يمكن للنظام توليد خلفيات بصرية ديناميكية تتناسب مع الحالة الجوية، بل وتقديم اقتراحات موسيقية مخصّصة تعتمد على الحالة المزاجية والظروف المحيطة.
هذا الاتجاه يُشير إلى رغبة الشركات في تحويل السيارة من مجرد وسيلة نقل إلى مساحة رقمية تفاعلية تتكيّف مع المستخدم، وهو اتجاه بدأت شركات عدة في تبنيه، لكن إل جي تبدو أكثر طموحًا في تقديم تجربة متكاملة تتجاوز مجرد شاشات أو أوامر صوتية.
ويأتي الكشف عن هذه المنصة بعد عام واحد من استعراض "إل جي" تعاونها مع "كوالكوم تكنولوجيز" عبر منصة "وحدة التحكم متعددة المجالات" خلال CES 2025. ذلك المشروع — الذي دمج بين نظام المعلومات والترفيه وتقنيات مساعدة السائق المتقدمة ADAS ضمن وحدة واحدة — حظي وقتها باهتمام واسع لقدرته على تقليل تعقيد أنظمة الحوسبة في السيارة. أما النظام الجديد، فهو خطوة إضافية نحو دمج الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل كامل داخل المركبة.
قال أون سوك-هيون، رئيس شركة حلول السيارات في "إل جي"، إن الشركة تسعى إلى تعزيز شراكاتها مع الشركات العالمية الرائدة، مؤكدًا أن مستقبل التنقل يتجه نحو مركبات تتفاعل مع السائق بذكاء وتفهم احتياجاته بشكل فوري، معتبراً أن منصة المقصورة الذكية هي "محاولة لإعادة تعريف تجربة القيادة على نحو يجعلها شخصية بالكامل".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
تجربة بنوك بريطانيا لحفظ أموالك بالذكاء الاصطناعي
تستخدم البنوك البريطانية الكبرى الذكاء الاصطناعي لمكافحة الاتجار بالبشر، وتخصيص خيارات استثمار العملاء، وإصلاح مراكز الاتصال.
وتتيح الموجة الأخيرة من نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي للمقرضين تجاوز تقنيات التعلم الآلي التقليدية، التي لطالما استُخدمت لتحديد حالات الاحتيال المحتملة وتقييم مخاطر الائتمان.
وطور بنك سانتا ندير نموذج ذكاء اصطناعي مُدرّبًا على تحديد أنماط السلوك المشبوهة في الحسابات، والتي قد تُشير إلى حالات اتجار بالبشر.
ووفقًا لجاس نارانغ، كبير مسؤولي التحول والبيانات والذكاء الاصطناعي في سانتاندير المملكة المتحدة، لطالما كانت البنوك بطيئة في تحديد هذا النوع من الجرائم المنظمة من بيانات العملاء.
النحاس.. "الذهب الأحمر" في قلب السباق العالمي للطاقة والذكاء الاصطناعيويقول لصحيفة فايننشال تايمز، "لقد كان الأمر متذبذبًا بعض الشيء بالنسبة لجميع البنوك في الماضي، والأهم من ذلك، لم يكن ذلك دائمًا في الوقت المناسب - بل كان تحليلًا يأتي بعد الحدث، أي الوقت الذي يكون فيه المجرمون قد انتقلوا إلى مكان آخر".
ومع ذلك، في العام الماضي، طوّر البنك أداة ذكاء اصطناعي مُدرّبة على التقاط بعض "المؤشرات" التي قد تُشير إلى اتجار بالبشر - مثل إيداع الأموال في الحساب من عدة مواقع مختلفة بفارق دقائق قليلة.
وأضاف نارانغ أن الفرق بين التعلم الآلي التقليدي، المُستخدم لتحليل كميات هائلة من البيانات، والذكاء الاصطناعي التوليدي، يكمن في قدرة الأخير على إصدار الأحكام في الوقت المناسب.
ويقول "الفرق بين ما كان يحدث سابقًا وما يحدث الآن هو التوقيت المناسب، إنه يُظهر معلومات بينما يستمر النشاط الإجرامي، لذا، يُمكنك تحديده في نفس اليوم."
ومنذ إطلاق هذه الأداة العام الماضي، أتاحت هذه التقنية لبنك سانتاندير توليد مئات الأدلة التي تُشير إلى وجود عمليات اتجار، والتي أحالها المُقرض بعد ذلك إلى السلطات لمزيد من التحقيق.
وإلى جانب الجرائم المالية، تستخدم البنوك أيضًا الذكاء الاصطناعي التوليدي لإعادة تصميم خدماتها المُوجهة للمستهلكين.
وتستخدم مجموعة لويدز المصرفية الذكاء الاصطناعي لبدء تخصيص الخدمات التي تُقدمها لعملائها.
ويُمكن لروبوتات الذكاء الاصطناعي التوليدي مسح وتحليل البيانات من حسابات العملاء، مثل المعاملات والمدخرات ومستويات الرغبة في المخاطرة، واستخدامها لتقديم خدمة مُخصصة.
عصر الذكاء الاصطناعي.. فرص غير مسبوقة ومخاطر تهدد البشرية والاقتصاد
ويقول رانيل بوتيجو، كبير مسؤولي البيانات والتحليلات في أكبر بنك تجاري في المملكة المتحدة، إن الهدف هو توفير الاستشارات المالية المُخصصة التي يتلقاها أصحاب الثروات الضخمة لملايين المستخدمين.
وهذا الشهر، أعلن لويدز عن تكليف 7000 موظف بتدريب مساعد مالي آلي لتقديم المشورة للعملاء في إدارة شؤونهم المالية.