تهديد للأمم المتحدة وتهجير لأهل غزة
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
بعد قرارات محكمة العدل الدولية التى صدرت بحق إسرائيل ومطالبتها باتخاذ عدد من التدابير الاحترازية التى طالبت بها دولة جنوب أفريقيا من أجل وقف أعمال الإبادة الجماعية ضد غزة شعبا وأرضا وحجرا وشجرا، وما أحدثته هذه القرارات من صدمة لدى إسرائيل وقادتها وشركائها وداعميها أصابهم بالجنون والارتباك بعد أن وضعتهم جنوب أفريقيا فى قفص الاتهام.
إسرائيل دمرت العديد من مقرات وكالة «الأونروا» لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين وقتلت ١٦٥ فردا من أفرادها فى سابقة لم تتحدث منذ إنشاء الوكالة عام ١٩٤٩م. رغم عجز الوكالة عن القيام بمهامها الإنسانية من طعام وشراب ودواء بسبب وحشية الاحتلال ورغبته فى إنهاء عمل الوكالة لتجويع وتهجير شعب غزة.
وفى محاولة لتنفيذ مخطط التهجير لشعب غزة وتجويعهم وضرب كل من تمتد يده لتقديم مساعدة لشعب قابع تحت الاحتلال منذ ما يزيد على ٧٥ عاما.. بدأت إسرائيل بالتحريض على المنظمات الأممية خاصة (الأونروا) ووجهت إسرائيل اتهامات لعدد لا يتجاوز أصابع اليدين من أفراد المنظمة الأممية -يذكر أن عدد العاملين بها ثلاثون ألف فرد- بتهمة الضلوع فى أحداث السابع من أكتوبر.. الأمم المتحدة وحتى تريح إسرائيل قامت بفصل تسعة ممن اتهمتهم إسرائيل وبمجرد اتهامات حتى تتمكن من تلاشى أى زرائع إسرائيلية لعرقلة عمل الوكالة فى أغاثة ٢ مليون و٢٥٠ ألفًا من شعب غزة.. إسرائيل لم تكتف بذلك بل استغلوا ذلك وبدأوا فى تصفية الحسابات مع الأمم المتحدة وأمينها الشجاع والمنظمات الأممية واستعانت بشركائها وداعميها لمعاقبة الشعب الفلسطينى وأهل غزة وقامت أمريكا وهى الداعم الرئيسى للوكالة وتبعها عدد من الدول الغربية لوقف تمويل (الأونروا) وللمساهمة فى تجويع وتهجير شعب غزة.. ليس هذا وحسب بل لإهالة التراب على أحكام محكمة العدل الدولية وضرب قناعتها فيما استندت إليه من دلائل لتكوين عقيدتها من خرق إسرائيل اتفاقية منع الإبادة الجماعية.
هذه مؤشرات وجرائم تقودنا إلى نية إسرائيل وشركائها وداعميها تجاه القضية الفلسطينية ورغم الظروف التى يعيشها أهل غزة والتى لا يمكن أن يعيشها أى شعب على وجه البسيطة.. قضية فلسطين هى قصبة دولية سببها رفض دولة الاحتلال تنفيذ القرارات الأممية لإقامة دولة فلسطينية.. قضية فلسطين قضية عربية وإسلامية تستوجب أن تتصدى الدول العربية والإسلامية وأحرار العالم لوقف معاناة الشعب الفلسطينى والالتفاف على قرارات محكمة العدل الدولية.. كفى تمييعًا لحق شعب فلسطين فى دولة مستقلة عاصمتها القدس المحتلة.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محكمة العدل الدولية إسرائيل التدابير الاحترازية دولة جنوب أفريقيا الإبادة الجماعية افريقيا شهادات محکمة العدل شعب غزة
إقرأ أيضاً:
د. حسن محمد صالح يكتب: الفاشر .. يا خط دفاع ما ينكسر يا راية في جيش الفتى البرهان
كما هو معلوم فإن السيد رئيس المجلس السيادي القائد العام للقوات المسلحة الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان استجاب للطلب الذي تقدم به الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في إتصاله الهاتفي مع البرهان في صبيحة ٢٧ يونيو ٢٠٢٥م.
جاء طلب الأمين العام للأمم المتحدة متمثلًا في إعلان هدنة لمدة أسبوع في محلية الفاشر بولاية شمال دارفور لإيصال المواد الغذائية والمستلزمات الطبية لمدينة الفاشر المحاصرة لأكثر من عامين بواسطة مليشيا الدعم السريع الإرهابية .
الأمين العام للأمم المتحدة وكثير من المهتمين والمراقبين والإعلاميين أبدوا تفاؤلًا بأن الهدنة ووقف إطلاق النار في الفاشر يمكن أن تعمم علي مناطق أخرى في السودان ويتم إيقاف الحرب ويحل السلام في السودان. ولكن هيهات فالعالم والمجتمع الدولي لا يعرف أو يتعامى عن هذه المليشيا الإرهابية.
وكما هو متوقع أخرجت المليشيا وأعوانهم في تأسيس وأحزابها العميلة أضغانهم وأعلنوا رفضهم لأي هدنة أو وقف لإطلاق النار من شأنه أن يوصل الإعانات للنازحين واللاجئين والمحرومين في مدينة الفاشر بل كثفوا هجماتهم الصاروخية على المدينة بواقع صاروخ كل يوم وهذا ليس بالأمر الغريب.
فقد ظلت المليشيا المتمردة تمارس سياسة التجويع على الفاشر ومعسكر زمزم للنازحين وأحالت حياة المواطنين هناك إلى جحيم لا يطاق باستهداف القوافل التي تنقل الإغاثة وآخرها ما حدث لقافلة الإغاثة التابعة لبرنامج الغذاء العالمي التي وصلت إلي مدينة الكومة بشمال دارفور وقامت المليشيا بتغيير وجهتها من الفاشر إلى حيث قواتها التي تحاصر أكثر من اثنين مليون مواطن داخل الفاشر معظمهم من النساء والأطفال .
هذا الجرم يضاف لكثير من الجرائم التي ترتكبها مليشيا الدعم السريع من نهب وسلب للإغاثة وتقوم بحرقها ونقل المواد من شاحنات تتبع للمنظمات الدولية إلى سيارات تتبع للمليشيا التي تنقل الإغاثة نظير أموال تدفعها المنظمات للمليشيا وقد تواترت العديد من التقارير الصحفية والإعلامية عن هذه تجاوزات المليشيا المتمردة ولكنها لا تجد إذنًا صاغية من الأمم المتحدة والمنظمات المنضوية تحتها بل قرار مجلس الأمن القاضي بفك حصار الدعم السريع عن مدينة الفاشر لم يتم تنفيذه وقد طالب رىئس مجلس السيادة البرهان عدة مرات بتنفيذ قرارات مجلس الأمن ٢٧ و٣٥ الخاصة بفك حصار الدعم السريع ولم يكن طلبه من غوتريش في الاتصال الذي جرى بينهما الأخير .
هل تصدق عزيزي القارئ أن المليشيا تمنع حتى الدواب والحمير من التحرك بين الفاشر وأريافها بحجة أنها تحمل موادًا تموينية لمواطني الفاشر .
وتستهدف المليشيا التكايا التي تقدم القوت وما يسد الرمق لأطفال الفاشر بالقصف المدفعي والصاروخي وتستهدف المستشفيات بالقصف وتقوم بقتل الكوادر الطبية العاملة في مشافي شمال دارفور حسب إفادة وزير الصحة بالولاية .
المليشيا بهذه الأفعال تريد الضغط على القوات المسلحة والمشتركة والمقاومة الشعبية التي تدافع عن الفاشر حتي تستسلم لها وهي تواصل هجومها فوق المئتين منذ اندلاع الحرب وفي كل مرة يتم دحر المليشيا على أبواب الفاشر وقتل قادتها وتدمير آلياتها وعتادها العسكري .
الفرقة السادسة والقوات المساندة لها في الفاشر صامدون ولها قيادة رشيدة مدربة فاهمة للحروب ومضاربها وهي تدري ما ترمي له المليشيا من استهداف المدنيين لأجل الضغط على القوات المسلحة .
بعد مضي يومين على اعلان الهدنة في محلية الفاشر بطلب من الأمين العام للأمم المتحدة على الشعب السوداني أن يدرك أن المجتمع الدولي ليس له ما يفعله مع المتمردين وليته كف دعمهم ودعم دولة الإمارات العربية المتحدة لمليشيا آل دقلو الإرهابية لأراحنا قليلًا .
ويبقى الحل في يد القوات المسلحة بأن تسند الفرقة السادسة بجحفل جرار قوامه البراءون والمشتركة والوعد الصادق وكل رايات الجهاد يتم رفعها بقيادة القوات المسلحة وما حدث في كادوقلي والدمازين من هزيمة التمرد يبشر باقتراب النصر في فاشر السلطان وعلي الباغي تدور الدوائر .
د. حسن محمد صالح