عقد جناح الأزهر الشريف، اليوم الأربعاء، ندوة تثقيفية بعنوان" دور الدولة في الحفاظ على الهوية والتبصير بأخطار الغزو الثقافي"، حاضر فيها السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، والدكتور نظير عياد، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، والسفيرة سامية بيبرس، عضو مجلس أمناء مجلس الشباب المصري للتنمية والمدير التنفيذي لمشروع تعزيز الهوية الوطنية بالمجلس، وأدار الندوة، الإعلامي محمود عبدالرحمن، مذيع بالمركز الإعلامي للأزهر الشريف، وناقشت الندوة مفاهيم الهوية الثقافية والوطنية وكيفية الحفاظ عليها، ومشكلات الغزو الثقافي، وكيفية حماية عقول الشباب، وتعزيز دور الأسرة ومؤسسات الدولة.

وقالت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، إن هناك أهمية بالغة للعودة إلى القيم والحفاظ عليها، والتركيز على حضارتنا العريقة، خاصة في ظل وجود كثير من التحديات التي أثرت في وجهة نظر الشباب ومعتقداتهم الثقافية والفكرية، مؤكدةً أنه مهما بلغت التحديات والصعوبات، التي نواجهها فإن الدولة المصرية بوزاراتها وهيئاتها المختلفة، تتعاون باستمرار من أجل ضمان غد أفضل لأبنائنا وللأجيال المقبلة قائم على أسس وجذور ومعايير تحافظ على الهوية الوطنية، وتحمي الشباب من الغزو الثقافي والأفكار الدخيلة.

وصرحت “جندي” أن هناك  تعاون مستمر مع الأزهر الشريف من خلال مبادرة "اتكلم عربي"،  وهي مبادرة رئيسية تتم تحت رعاية رئيس الجمهورية؛ إيمانًا بأهمية دور اللغة العربية في تشكيل وجدان الأجيال القادمة، وتعميق الولاء والانتماء لدى أبناء المصريين بالخارج، وتتعاون وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، مع الأزهر الشريف لتطوير أساليب تعليم وفهم اللغة العربية، باعتبارها لغة بناء الإنسان، ولغة القرآن الكريم، وواحدة من أكثر خمس لغات تحدثًا في العالم فهي اللغة التي يتحدث بها أكثر من 400 مليون شخص حول العالم، وأحد أغنى لغات العالم، وتمكنت الشعوب الناطقة بالعربية من إظهار إبداعاتهم في مجالات الثقافة والأدب والفنون.

وأشارت إلى أن هناك برنامج مع الأزهر الشريف للحفاظ على التراث الإنساني والفكري، ولدينا الأسس الدينية والاجتماعية التي تحتاج إلى تنسيق وتعاون مستمر مع الأزهر، لأن المجتمع المصري في حاجة ماسة للعودة لجذوره التراثية والفكرية والدينية، مؤكدة  أن هناك تنوع في الأزهر، وعدد ضخم من علماء الأزهر يتحدثون بلغات العالم المختلفة، ويجمعون بين العلم الشرعي والديني، والتعامل مع مشكلات الأسر في المجتمع الغربي.

وأوضحت السفيرة سامية بيبرس، عضو مجلس أمناء مجلس الشباب المصري للتنمية والمدير التنفيذي لمشروع تعزيز الهوية الوطنية بالمجلس، أن منظومة القيم والأخلاق هي جزء من الهوية والمعتقدات الدينية، واللغة العربية أحد أهم مقوماتها، لأن الأمة التي تعتز بلغتها هي التي تعتز بهويتها الوطنية، وهناك أهمية كبيرة للحفاظ على العادات والتقاليد، والحقوق والالتزامات التي تقع على عاتق مواطني الدولة.

وحول مفهوم الغزو الثقافي الغربي، أضافت السفيرة سامية بيبرس، أنه عبارة عن مجموعة السياسات والممارسات التي تنتهجها أمة بذاتها لاستهداف أمة بعينها، مؤكدةً أنه أكثر خطورة من الغزو العسكري،  يستهدف القيم الوطنية، وينال من المعتقدات الدينية ويزعزع القيم والأفكار والعادات والتقاليد التي تحكم أبناء الأمة، كما يستهدف عقول الشباب من خلال الذوبان في الثقافات المختلفة والانسلاخ من الهوية الوطنية وفصل المواطن عن هويته الوطنية؛ وأشارت أنه لحماية الشباب من  مخاطر الغزو الفكري والثقافي، ينبغي أن يتعلم الشباب ويتدرب جيدًا على كيفية انتقاء العناصر التي لا تتنافى مع قيمنا الثقافية، إلى جانب أهمية دور الأسرة والدور التكاملي للمؤسسات التعليمية المختلفة بالدولة.

من جانبه أوضح الدكتور نظير عياد، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، أن قضية الغزو الفكري من أهم القضايا التي يوليها الأزهر الشريف اهتمامًا كبيرًا، بحكم دوره في تحصين شباب الأمة من الأفكار الدخيلة، وهناك تعاون وتكامل بين الأزهر الشريف ومؤسسات الدولة المختلفة، وقد خطا الأزهر هذه الخطوات إيمانًا منه بالواقع والتحديات التي تواجه هويتنا الثقافية والعربية؛ وشهد الأزهر في الآونة الأخيرة، برعاية فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، تطورات كبيرة، في بنية مؤسّساته، وأنشطته؛ حيث كان الأزهر شريكًا وطنيًّا أصيلًا لجموع جماهير الشعب المصري في إنقاذ هذا الوطن وقيمه الوطنية والثقافية، إضافة إلى مكافحة الفتن الطائفية والتمييز على أساس الدين، وإرساء مبدأ المواطنة، ومكافحة فوضى الفتاوى الدينية، وخطابات العنف والتطرف والإرهاب من خلال قطاعات الأزهر المختلفة.

وبيّن الدكتور نظير عياد، أن الشرق والغرب في حاجة إلى وجود تكامل وتعاون، فكلاهما يكمل الآخر لأن حضارة بلا أخلاق عبث، ودين بلا تقدم جفاء فهناك علاقة وثيقة  وتكامل؛ ويقدم الأزهر الشريف مبادرات لدعم القيم الأخلاقية والحفاظ على التراث الوطني، وحماية الشباب من الثقافات الوافدة.


ويشارك الأزهر الشريف -للعام الثامن على التوالي- بجناحٍ خاصٍّ في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، في الفترة من 24 يناير الجاري حتى 6 فبراير 2024؛ وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.

ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الأزهر المصریین بالخارج الهویة الوطنیة الغزو الثقافی الأزهر الشریف نظیر عیاد الشباب من مع الأزهر

إقرأ أيضاً:

ملتقى الجامع الأزهر يوضح أثر أبو بكر الصديق في بناء الدولة الإسلامية على العدل والمساواة

عقد الجامع الأزهر ، اللقاء الأسبوعي لملتقى السيرة النبوية، تحت عنوان: "من مواقف أبو بكر الصديق بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم"، بحضور كل من أ.د حسن القصبي، أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر،  وأ.د أسامة مهدي، أستاذ الحديث وعلومه بجامعةالأزهر،  وأدار الملتقى  الشيخ محمود عبد الجواد، الباحث بالجامع الأزهر.

قال فضيلة الدكتور حسن القصبي منذ أن أعلن أبو بكر الصديق رضي الله عنه إسلامه، وما مر به من أحداث وتهيئة، كان له أثر عظيم في الأحداث الإسلامية، وتجلى هذا الأثر بوضوح بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في أمرين عظيمين: الأول، التعامل بحزم مع ارتداد من ارتد من بعض القبائل، والثاني، إنفاذ بعث أسامة بن زيد الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم قد جهزه قبل وفاته لمواجهة الروم في الشمال، بعد عودة النبي من فتح مكة، ورغبة الروم في منع دخول الناس للإسلام بعد غزوة مؤتة.

وتابع فضيلته، لقد كان جيش أسامة بن زيد - الذي كان عمره ثمانية عشر عاماً - جاهزاً بأمر النبي صلى الله عليه وسلم للحفاظ على النفس البشرية ومواجهة الروم، ولما جاء أسامة خبر وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، رجع ليستشير أبا بكر الصديق، فكان قرار أبي بكر الصديق هو إكمال ما أمر به النبي، وخرج بنفسه ماشيا ليودع أسامة، وبعد انتصار أسامة وعودته، أوكل إليه أبو بكر مهمة محاربة المرتدين الذين كانوا على ثلاثة أصناف: عباد الأوثان، وعُباد البشر، وصنفٌ منع الزكاة بتأويل خاطئ،  وقد وضع أبو بكر هؤلاء في منزلة واحدة، وقال قولته الشهيرة لسيدنا عمر بن الخطاب: "والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة"؛ وهذا دلالة على قدسية الفرائض وأن الإسلام كل لا يتجزأ.

أفضل الأساليب العملية لتثبيت حفظ القرآن الكريم.. أمين الفتوى يكشف عنهاكيفية صلاة الصم والبكم عند غياب سماع الأذان.. أمين الفتوى يوضحالإفتاء: البِشْعَة موروثات خاطئة باطلة ومُحرَّمة شرعاًخلال اتصال هاتفي.. شيخ الأزهر يهنئ محمد بن زايد بعيد الاتحاد الـ54

من جانبه أوضح فضيلة الدكتور أسامة مهدي أن لأبي بكر الصديق أثرا عظيما ومحورياً في الإسلام، فقد كان يتمتع برأي زكي وحصيف خلف آثارا إيجابية كبيرة، وقال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر"، وكان الهدف من ذلك تعليم الأمة منزلة الصحابة وفضلهم، وقد كان له أثر كبير في العناية بالقرآن الكريم من خلال جمعه، وهو ما مثل خطوة تأسيسية لحفظ النص الإلهي.

وأضاف فضيلته أن تأسيس الخلافة الإسلامية كان ضرورة قصوى لتوحيد كلمة المسلمين وإقامة دولة تقوم على العدل، وفي حادثة سقيفة بني ساعدة، كان قرار الصحابة هو أن يخلف أبو بكر النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان الاختيار للخليفة الأول قائما على عدله ونزاهته وورعه، وهو اختيار حر ونزيه، وقد اقتنع الجميع ووحدوا كلمتهم على اختيار أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وبعد ذلك قال كلمته الشهيرة: "لقد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ الحق له، والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه.

يذكر أن ملتقى "السيرة النبوية" الأسبوعي يُعقد الأربعاء من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، بهدف استعراض حياة النبي محمد ﷺ، وإلقاء الضوء على المعالم الشريفة في هذه السيرة العطرة، وبيان كيفية نشأته وكيف كان يتعامل مع الناس وكيف كان يدبر شؤون الأمة، للوقوف على هذه المعاني الشريف لنستفيد بها في حياتنا.

طباعة شارك ملتقى الجامع الأزهر أبو بكر الصديق الدولة الإسلامية العدل المساواة

مقالات مشابهة

  • بلال قنديل يكتب: أزمة أخلاق
  • التنظيم والإدارة يعلن نتيجة مسابقة شغل 4474 وظيفة معلم مساعد بالأزهر الشريف.. ويفتح باب التظلمات غدًا
  • هل يمكن تجديد الهوية الوطنية لمقيم خارج المملكة؟.. توضيح من الأحوال المدنية
  • «الرواق الأزهري بالسويس.. رسالة متجددة لخدمة الطفل والمرأة والشباب وتعزيز الهوية الوسطية»
  • 5 أيام من الندوات الفكرية.. الأزهر يطلق أسبوعًا دعويًا بجامعة عين شمس
  • فضيلة الدكتور نظير عياد يشيد بنجاح دولة التلاوة
  • العراق يعتزم بناء متحف كبير لعرض آثار لم ترَ النور من حضارة وادي الرافدين
  • ملتقى الجامع الأزهر يوضح أثر أبو بكر الصديق في بناء الدولة الإسلامية على العدل والمساواة
  • الأزهر للفتوى يختتم دورة تدريبية جديدة للمقبلين على الزواج
  • المشاركة المجتمعية ودورها في تعزيز الهوية الوطنية بمجمع إعلام البحيرة