إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

تبادلت روسيا وأوكرانيا الأربعاء نحو 200 أسير حرب لكل من الجانبين، ويأتي ذلك بعد أسبوع من تحطم طائرة عسكرية روسية قالت موسكو إنها كانت تقل جنودا أوكرانيين أسرى واتهمت كييف بإسقاطها. وهذه إحدى أهم عملية تبادل للأسرى خلال عامين.

وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الجيش الأوكراني أسقط الطائرة بصاروخ باتريوت أمريكي تستخدمه كييف لاعتراض النيران الروسية.

 وتحاول السلطات الأوكرانية والغربيون الحصول على أدلة حول المزاعم الروسية.

195 روسيا مقابل 207 أوكرانيين

وقالت وزارة الدفاع الروسية إنه تم تبادل "195 جنديا روسيا" مقابل نفس العدد تقريبا من الجنود الأوكرانيين. ورحب بوتين بالعملية مؤكدا أن موسكو تريد "إعادة" جميع الأسرى المحتجزين لدى كييف. وقال "لن نوقف عمليات التبادل. علينا إعادة رجالنا إلى البلاد".

كما رحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعودة "207" أوكرانيين من الأسرى. وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي "جنودنا عادوا إلى البلاد" متعهدا بإعادة كل الأسرى "سواء كانوا مقاتلين أو مدنيين".

وهذه خامس عملية تبادل من هذا النوع، كما أعلن مفوض حقوق الإنسان الأوكراني دميترو لوبينيتس، مضيفا أن ما مجموعه 3035 أوكرانيا تمكنوا من العودة إلى ديارهم.

قضية "تمويل الإرهاب"

وعلى صعيد آخر، رفضت محكمة العدل الدولية الأربعاء الجزء الأكبر من الاتهامات الأوكرانية لروسيا بـ"تمويل الإرهاب" في شرق أوكرانيا، مشيرة فقط إلى أن موسكو فشلت في التحقيق في الانتهاكات المفترضة. ورفضت المحكمة أيضا طلب أوكرانيا بصرف تعويض.

واتّهمت كييف موسكو بأنها "دولة إرهابية" مهّد دعمها للانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا إلى غزو العام 2022 الشامل.

وامتنعت المحكمة عن البت على وجه التحديد في زعم مسؤولية موسكو عن إسقاط طائرة ركاب ماليزية فوق شرق أوكرانيا في 17 يوليو تموز 2014، وهو طلب كانت كييف قد تقدمت به إلى المحكمة.

قصة تحطم الطائرة الروسية

الأسبوع الماضي، تحطمت طائرة عسكرية روسية قرب الحدود الأوكرانية في ظروف غامضة، ما أسفر عن مقتل جميع ركابها.

تؤكد موسكو أن كييف أسقطت الطائرة التي كانت تقل 74 شخصا، من بينهم 65 أسير حرب أوكرانيا كان من المقرر تبادلهم.

والأربعاء أعلن بوتين لأول مرة السلاح المستخدم من قبل الجيش الأوكراني قائلا "الطائرة أسقطت وتأكدنا من ذلك بنظام باتريوت أمريكي".

وعادة ما تُستخدم هذه الأنظمة الدفاعية المضادة للطائرات، التي سلمتها الولايات المتحدة، لاعتراض الصواريخ الروسية خاصة تلك التي "تفوق سرعتها سرعة الصوت".

لم تؤكد أوكرانيا أو تنفي تورطها، لكنها شككت في وجود جنودها على متن الطائرة. في المقابل أكدت أنه كان من المقرر تبادل أسرى في يوم الحادث لكن ذلك لم يحدث في نهاية المطاف.

واقع المعارك

وتمّت عملية التبادل الأربعاء بينما تستمر موسكو في الضغط على أنظمة الدفاع الأوكرانية خصوصا في دونباس وحول أدفيفكا مركز المعارك.

وأكد فلاديمير بوتين، الأربعاء أن رجاله يتمركزون في مواقع "على مشارف" هذه المدينة.

وتشهد هذه المدينة الصناعية منذ أشهر اشتباكات بين الأوكرانيين والروس، مما أدى إلى وقوع خسائر فادحة بحسب مراقبين.

وتؤكد كييف أنها تقاوم الهجمات المتكررة للقوات الروسية، لكن الروس يتواجدون الآن في جنوب وشمال المدينة، بالإضافة إلى السيطرة على الجانب الشرقي.

للتحرر من الضغوط الروسية، تستهدف القوات الأوكرانية بشكل متزايد أهدافا في روسيا لدفع الجيش الروسي إلى إعادة توجيه معداته ورجاله بعيدا عن الجبهة.

ليل الثلاثاء الأربعاء، أصابت طائرة مسيرة أطلقتها الاستخبارات العسكرية الأوكرانية مصفاة في سان بطرسبرغ شمال غرب روسيا على بعد حوالي ألف كيلومتر من الحدود.

الدعم الأمريكي والأوروبي لأوكرانيا

دبلوماسيا، بينما لا تزال الدفعة الأخيرة من الأموال لدعم كييف عالقة في الكونغرس، وعد المستشار الألماني أولاف شولتز الأربعاء بأنه "سيبذل كل ما في وسعه" لزيادة المساعدة العسكرية الأوروبية لأوكرانيا عشية قمة حاسمة في بروكسل حول المساعدات لكييف.

وأعلنت بروكسل الأربعاء أن الاتحاد الأوروبي لن يتمكن من تسليم سوى نصف مليون قذيفة وعد بها أوكرانيا بحلول نهاية آذار/مارس، في حين تخشى كييف من انهيار الدعم الغربي.

وذكر دبلوماسيون أوروبيون أن بروكسل "مدت يدها" لرئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، الحليف الأقرب لبوتين بين الدول الأعضاء السبعة والعشرين ليرفع معارضته عن مساعدة أوروبية جديدة بقيمة 50 مليار يورو لكييف.

فرانس24/ أ ف ب/ رويترز

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: كأس الأمم الأفريقية 2024 الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج روسيا أوكرانيا فلاديمير بوتين كييف فولوديمير زيلينسكي محكمة العدل الدولية دونباس بروكسل الاتحاد الأوروبي أوكرانيا الحرب في أوكرانيا روسيا أسرى محكمة العدل الدولية للمزيد كرة القدم كأس الأمم الأفريقية 2024 منتخب المغرب وليد الركراكي الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا

إقرأ أيضاً:

روسيا تطالب بموقف أوكراني واضح وكييف تتهم موسكو بمحاولة «كسب الوقت»

عبدالله أبوضيف (موسكو، كييف، القاهرة)

أخبار ذات صلة الاتحاد الأوروبي يرفع كل العقوبات عن سوريا "القبة الذهبية".. مشروع دفاعي جديد يكشف عنه ترامب

قالت روسيا، أمس، إنه يتعين على أوكرانيا أن تقرر ما إذا كانت ستتعاون في وضع مذكرة تفاهم قبل اتفاق سلام مستقبلي محتمل ناقشته موسكو مع الولايات المتحدة، في وقت اتهمت أوكرانيا الجانب الروسي بالعمل على «كسب الوقت» لمواصلة الحرب.  وعبّر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن استعداد بلاده للعمل مع أوكرانيا بشأن مذكرة تفاهم للتوصل لاتفاق سلام مستقبلي، مشيراً إلى أن الجهود المبذولة لإنهاء الحرب في أوكرانيا تسير على النهج الصحيح.
وتأتي تصريحات بوتين بعد الاتصال الهاتفي الذي جرى بينه وبين نظيره الأميركي دونالد ترامب، أول أمس (الاثنين)، وبعد لقاء بين مسؤولين روس وأوكرانيين في إسطنبول، الجمعة، في أول محادثات مباشرة بين الطرفين منذ اندلاع النزاع قبل أكثر من ثلاث سنوات، وإن أخفقوا في التوصل لهدنة.
وأشار بوتين في تصريحاته، أمس، إلى أن المناقشات المتعلقة بمذكرة التفاهم المطلوبة ستشمل مبادئ تسوية وتوقيت وتعريفات وقف إطلاق نار محتمل، بما في ذلك إطاره الزمني.
 وعبّرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، للصحفيين، عن أملها في أن تتخذ أوكرانيا موقفاً «بناءً» فيما يتعلق بالمحادثات المحتملة حول المذكرة المقترحة من أجل «الحفاظ على مصالحها الخاصة». وقالت زاخاروفا : «حالياً.. الكرة في ملعب كييف»، مضيفة أنها «لحظة مهمة»، قبل أن تشير إلى أن حلفاء كييف الأوروبيين حاولوا عرقلة استئناف المحادثات المباشرة بعد أن اقترحها بوتين، إلا أن محاولتهم باءت بالفشل.
من جهته، اتهم الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الجانب الروسي بالعمل على «كسب الوقت» لمواصلة الحرب ضد كييف، غداةَ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الطرفين سيجريان مفاوضات مباشرة عقب تواصله هاتفياً مع نظيريه الروسي والأوكراني، وقال زيلينسكي إن «أوكرانيا مستعدة لأي صيغة تفاوضية تحقق نتائج، وإذا استمرت روسيا في طرح شروط غير واقعية وتقويض التقدم، فلا بد من عواقب وخيمة».
وفي سياق الأزمة الأوكرانية والجهود الرامية لحلها، شدد محللون وخبراء على أهمية المحادثة الهاتفية التي جرت بين الرئيسين الأميركي والروسي، واعتبروها «دفعة قوية» لمفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا. 
وأكد هولاء في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن المحادثة الرئاسية تعكس محاولة جادة لإعادة فتح قنوات التواصل السياسي بين الجانبين الروسي والأوكراني بعد سنوات من الجمود، مشددين على أن أي اختراق حقيقي يتطلب تنازلات صعبة من جميع الأطراف، مشيدين بالجهود التي قادها الرئيس ترامب، منذ عودته إلى البيت الأبيض، مما أسهم في كسر حالة الجمود، وفي تحقيق هدنة إنسانية صغيرة، وهي نقطة بالغة الأهمية، إذ تؤدي في النهاية إلى وقف الحرب.
وأوضح المحلل السياسي الأوكراني، إيفان أس، أن جهود ترامب يجب أن تكون في سياق واضح يشير إلى إنهاء الحرب والمعاناة الإنسانية التي تعيشها ملايين الأسر من الجانبين، إضافة إلى استعادة الأسرى بشكل أولي، ووقف استهداف المنشآت المدنية، والعمل على تشكيل لجان من الجانبين بهدف حل النقاط العالقة.
وذكر أس، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن عدم الأخذ في الاعتبار المواقف الأوكرانية الرافضة للتنازل عن أراضي واسعة لصالح موسكو، حتى ولو كانت الأخيرة قد نجحت في السيطرة عليها، سيؤدي إلى جمود المفاوضات.
من جانبه، شدد مدير عام مجلس الشؤون الدولية الروسي، أندريه كورتنوف، على أن المكالمة بين الرئيسين ترامب وبوتين تشير إلى وجود محاولة لإعادة فتح قنوات التواصل السياسي بشأن الحرب في أوكرانيا، وعقد تواصل مباشر بين الجانبين الروسي والأوكراني بعد سنوات من الجمود، وميل الجانب الأميركي لطرف على حساب الآخر. 
وذكر كورتنوف، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الرئيس ترامب قد يكون مستعداً لمناقشة بعض المطالب الأساسية لروسيا، مثل حياد أوكرانيا وتثبيت الوضع الإقليمي كما هو عليه الآن، موضحاً أن أي تحرك في هذا الاتجاه سيصطدم برفض شبه مؤكد من الجانب الأوكراني، بالإضافة إلى أن الدول الأوروبية لن تقبل بصيغة تتضمن «مكافأة» لموسكو.  
المحادثات الثنائية بقيادة ترامب أسهمت في كسر الجمود 
ويرى فولوديمير شوماكوف، المحافظ السابق لمقاطعة خيرسون، أن أي حديث عن صفقة سياسية محتملة بين ترامب وبوتين يجب أن يقابل بالحذر، لأن كييف لن تقبل بأي تسوية تُبقي الأراضي الأوكرانية تحت السيطرة الروسية. وأكد شوماكوف، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن أوكرانيا تطالب بضمانات أمنية وتعويضات، وليس فقط انسحاباً روسياً، مشدداً على أن أي اتفاق يتم من دون التشاور مع القيادة الأوكرانية سيكون غير ذي أهمية كبيرة.  ويوضح المحلل السياسي الروسي، فاديم كزلين، أنه رغم عدم الوصول إلى صيغة تفاهم واضحة تقضي بوقف الحرب الروسية الأوكرانية فإن المحادثات الثنائية التي قادها الرئيس ترامب، منذ عودته إلى البيت الأبيض، أسهمت بشكل كبير في كسر الجمود، وفي تحقيق هدنة إنسانية قصيرة، وهي نقطة بالغة الأهمية على طريق التوصل إلى وقف الحرب. 
وأفاد كزلين، في تصريح لـ«الاتحاد»، بأن الطرفين غير راضيين عن الشروط الأميركية التي لا تبدو في صالح أي منهما، لكن مع الوقت قد تحدِث هذه المحادثات نوعاً من الخرق لهذا الجمود الذي تسبب فيه منذ البداية ميل الغرب إلى جانب واحد، ما أدى لتصاعد الأحداث بين روسيا وأوكرانيا، وانهيار جهود التفاوض والوصول إلى نقطة الحرب.

مقالات مشابهة

  • موسكو: زيارة زعيم كوريا الشمالية إلى روسيا قيد التنسيق
  • خبير: موسكو ترفض الهدنة.. وزيلينسكي يتهم واشنطن بعدم الجدية في وقف القتـ.ـال|فيديو
  • روسيا تطالب بموقف أوكراني واضح وكييف تتهم موسكو بمحاولة «كسب الوقت»
  • الخارجية الروسية: موسكو اقترحت العمل على مذكرة تفاهم بشأن اتفاق سلام مستقبلي مع أوكرانيا والأمر متروك الآن لكييف
  • الصين تؤيد إجراء حوار مباشر بين روسيا وأوكرانيا
  • ترامب: روسيا وأوكرانيا ستباشران محادثات لوقف إطلاق النار
  • ترامب يعلن بدء مفاوضات سلام بين روسيا وأوكرانيا
  • الدفاع الروسية: مقاتلة سو-34 استهدفت معقلا للقوات الأوكرانية
  • روسيا تقرر حظر منظمة العفو الدولية بسبب أوكرانيا.. غير مرغوب فيها
  • ‏وزارة الدفاع الروسية تعلن استيلاء القوات الروسية على بلدة "نوفولينيفكا" شرقي أوكرانيا