الجن والآثار.. هل سينصرك الجن على بني جنسه على الرغم من العداء الأبدي؟
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
يَحلُم الجميع بالغنى، لكن في هذه الأيام ومع كثرة المتطلبات المعيشية زادت الأمنيات، وأصبح البحث عن الآثار هو الشغل الشاغل لكثير من الناس الذين يريدون الثراء السريع والفاحش، لكن الغالبية العظمى منهم تعتمد في بحثهم عن الآثار على الجن، والجن - كما نعلم - إن لم يكن كاذبًا على طول الطريق، فقد يأتيك مُخلِّطًا بين الصدق والكذب، فقد يخبرك بوجود كنز في المكان، لكنه لا يدلك على المكان الصحيح تحديدًا، وإذا دلَّك على المكان الصحيح فلا بد لمن يستدلون على هذه الأماكن بالجن من ارتكاب مخالفات كبيره تهدم الدين، ولا يبقى لاستخراج الكنوز معها طعم ولا معنى، كيف هذا؟
الجن والآثار
الجن صاحب قضيه يدافع عنها إلى آخر يوم في حياته، وهي العداء لبني آدم، فإذا ما أجبر الجن على المفاوضة على أمرٍ يُحِبُّه كتخلِّيه عن هذه الكنوز لبني آدم، فإنه يطلب منهم مطالب تعجزهم إن كانوا أصحاب دين ويريدون أن يحافظوا عليه، أو تُضِّيع عليهم دينهم إن كانوا أصحاب دنيا ويريدون الدنيا فقط، فمن الممكن أن يطلب منهم، إما أن يقتلوا شخصا على المكان حتى يفتح لهم المكان، أو قد يطلب منهم زنًا صريحًا على المكان، وغالبا ما يطلبون زوجة أو ابنة صاحب المكان ليذلُّوه طوال حياته أن أقدم على فعلِ هذا العمل!
ولو فطن الباحث عن الآثار لعلم أن الجن لن ينصره بحالٍ من الأحوال على بني جنسه، إلا إذا كان ما يقدمه أكبرَ مما سيأخذه، إلا أن يكون الشخص الباحث عن الآثار ديوثًا لا يغار على أهله، ويُفَضِّل المالَ على العرض مع أن الأصل المحافظة على العِرض، ولو بذل صاحبُه كلَّ كنوز الدنيا، قال حسان بن ثابت:
أصُونُ عِرضِي بمَالِي لا أُُدَنِّسُهُ…لَا بَارَكَ اللهُ بَعدَ العِرضِ فِي المَالِ
ثم إن ما تبحث عنه من الآثار قدرٌ قدَّره الله سبحانه وتعالى، إمَّا كُتبَ لك فلن يمنعه إنسٌ ولا جنٌ، وليست المطالب الشركيه شرطًا في استخراجه، ولكن يكون ذلك بميعاد، وإمَّا أن يكون غيرَ مُقدَّرٍ لك فلن تحصل عليه ولو قدَّمت للجن جميع الكبائر، ولو أنفقتَ على ذلك مالَك كلَّه، فالأفضل لك تركُ البحث عما لم يُقَّدر لك أصلًا - أو قُدِّرَ ولكن لم يَحِن أوانه - لما قدَّره الله ووقَّته، فالأمر بإرادته لا ببحثك قال تعالى ( وأمَّا الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان ابوهما صالحا فأراد ربك ان يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمه من ربك) فأراد ربك ولم يرد الدجَّال ولا الجن استخراجه، فالأمر إرادة من الله سبحانه وتعالى لك وليس بحثا منك، فقدِّم ما عليك وهو ( وكان ابوهما صالحا) ودع ما ليس لك، لأن الأمر إرادة وليس بحثًا، ولو كان الأمر لك لبحثت الكنوز عنك.
قصة من الواقع
كان هناك رجل يعمل كدجال في مدينة الجيزة، وكان يحلم بالثراء السريع. قرر أن يستغل طموحه هذا بإقناع أحد الأشخاص، وهو مزارع يبلغ من العمر 42 سنة، بأنه قادر على اكتشاف الكنوز الأثرية المدفونة في الأراضي المحيطة به. لكنه كان بحاجة إلى مساعدة جني لاستخراج هذه الكنوز.
بدأ الدجال في زيارة منزل المزارع لمعاينة المنطقة التي يعتقد أنها تحتوي على الكنز. وخلال إحدى هذه الزيارات، لاحظ الدجال ابنة المزارع، التي تبلغ من العمر 16 سنة. طرأت فكرة على ذهنه، حيث أدعى أن الجن يرغب في معاشرة فتاة لكي يتمكن من فك الطلاسم واكتشاف مكان الكنز. وبدأ في إقناع والدها بأنه يجب أن يقدم ابنته كقربان للجن، وأن يسمح للدجال بأن يستغل جسدها لتحقيق هذا الهدف.
بالطبع، كان هذا القرار غير مقبول وغير أخلاقي، ولكن المزارع وافق على طلب الدجال دون تفكير بعقلانية وتم تنفيذ الخطة، حيث قام الدجال بادعاء استحضار الجن وبدأ في أداء طقوس غامضة أمام صاحب المنزل.
بعد انتهاء الدجال من مهمته، غادر المنزل. وفيما بعد، اعترف الأب لزوجته بما حدث، أي أن الدجال اغتصب ابنتهما، تفاجأت الأم وغضبت للغاية، وقررت أن تأخذ الأمر إلى الشرطة. توجهت إلى قسم الشرطة وقدمت بلاغًا بالواقعة.
تم تشكيل فريق بحث للتحقيق في الحادثة، وتمكنوا من العثور على الدجال واعتقاله. اعترف الدجال بجريمته وأقر بأنه استغل الفتاة بهدف استحضار الجن وتحقيق أهدافه غير القانونية. تم توجيه التهم المناسبة له وأحيل إلى المحكمة لمحاكمته بتهمة اغتصاب قاصر وممارسة الدجل والشعوذة.
هذه القصة تسلط الضوء على خطورة النصب والاحتيال والاستغلال، وتذكرنا بأهمية الحذر والوعي في التعامل مع الآخرين. يجب أن نكون حذرين ونتجنب الوقوع في فخ الأشخاص الذين يستغلون طموحاتنا ويعدون بأشياء غير قانونية أو غير أخلاقية. كما يجب علينا التعاون مع السلطات لكشف ومحاسبة المجرمين وحماية الضحايا من الاعتداءات والاستغلال.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الدجل والشعوذة على المکان عن الآثار
إقرأ أيضاً:
28% في الإيرادات.. وزير السياحة والآثار يجتمع بهيئة المتحف القومي للحضارة
ترأس، اليوم، شريف فتحي وزير السياحة والآثار، اجتماع مجلس إدارة هيئة المتحف القومي للحضارة المصرية، بمقر المتحف بمنطقة الفسطاط، وذلك بحضور الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي.
المتحف القومي للحضارةوقد استهل الوزير الاجتماع بالترحيب بالأعضاء الجدد بالمجلس، معربًا عن تقديره لانضمامهم للمجلس، ومؤكدًا على ثقته في أنهم سيمثلون إضافة قيّمة للمجلس من خلال خبراتهم وأفكارهم الداعمة لتحقيق مستهدفات المجلس وتعزيز دوره في خدمة المتحف.
وتم خلال الاجتماع التصديق على محضر الجلسة السابقة للمجلس. كما قام الدكتور الطيب عباس الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف بتقديم عرض تقديمي موجز عن إنجازات المتحف خلال الفترة الماضية، حيث استعرض أبرز الأحداث والفعاليات المختلفة التي تم تنظيمها أو استضافتها بالمتحف بالتعاون مع العديد من الجهات الحكومية والخاصة، من أنشطة ثقافية وفنية وعلمية وتراثية ومعارض أثرية مؤقتة، وورش عمل تعليمية وفنية ودورات وبرامج تدريبية.
كما تم استعراض أداء المتحف ونسبة الإيرادات التي حققها منذ افتتاحه في إبريل عام 2021 وحتى يونيو 2025، وكذلك أعداد الزائرين وتذاكر الدخول، موضحاً أن المتحف شهد زيادة في الإيرادات بنسبة 28%.
وتم أيضاً عرض التدفقات النقدية للمتحف للعام المالي 2024/2025.
وشهد الاجتماع مناقشات موسعة لبحث آليات تعظيم إيرادات المتحف وجذب مزيد من الحركة السياحية له من الزائرين المصريين والأجانب، ولا سيما من خلال العمل على تحسين وإثراء التجربة السياحية به وتحديث سيناريو العرض المتحفي به وما يقدمه من خدمات وأنشطة لجذب أعداد أكبر من الزائرين مثل إضافة قاعات أو قطع أثرية جديدة أو أنماط جديدة للزيارة مثل دراسة إقامة قاعة عرض تفاعلي.
كما ناقش الاجتماع أهمية وضع خطة تسويقية متكاملة للمتحف تشمل خططًا قصيرة وطويلة المدى، من خلال التعاون مع إحدى شركات التسويق المتخصصة.
وفي هذا الإطار، وجه السيد الوزير بأهمية الترويج والتسويق للمتحف في إطار هذه الخطة من خلال إعادة تقديمه بصورة مبتكرة وجاذبة للجمهور، بجانب ضرورة الاستفادة من مختلف أساليب التسويق الحديثة، وعلى رأسها وسائل التواصل الاجتماعي ولا سيما للترويج للمتحف وفعالياته بشكل أكبر وأكثر فاعلية، مع العمل على الانتهاء من وضع الخطة وانهاء الإجراءات الخاصة بذلك في أقرب وقت ممكن.
كما تم الموافقة علي تخفيض الحد الأقصى للفئات العمرية المستفيدة من أسعار الطلاب لشراء التذاكر والتصاريح للمناطق الأثرية والمتاحف ليكون 24 عاماً، على أن يطبق اعتباراً من 2026/1/1.