أحمد شعبان (عدن، القاهرة)

أخبار ذات صلة خبراء لـ«الاتحاد»: هجمات الحوثي بالبحر الأحمر تفاقم الغلاء في اليمن اليمن: سياسة حوثية ممنهجة لتدمير المواقع التراثية

حذر خبراء في مجال حقوق الإنسان من تدهور المنظومة التعليمية في اليمن، وتسرب الطلاب من المدارس في جميع مراحل التعليم بسبب الحرب الدائرة منذ 9 سنوات، ما ينذر بكارثة تعليمية نتيجة استغلال «الحوثي» للأطفال وتجنيدهم.

 
وقال الخبراء، إن التعليم أصبح مستحيلاً بسبب انتهاكات الجماعة بحق الأطفال، وتحويل المدارس إلى ثكنات ومعسكرات تدريب ومراكز لبث الفكر المتطرف.
وكشف مسح أجراه الجهاز المركزي للإحصاء حول وضع العملية التعليمية في اليمن، التي تعطّلت جرّاء الحرب التي أشعلتها جماعة الحوثي، أن طفلاً من كل 4 في مرحلة التعليم الأساسي، وأكثر من نصف الأطفال في مرحلة الثانوية خارج المدارس.
وحذر مدير مكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة صنعاء فهمي الزبيري، من تدهور العملية التعليمية بشكل كبير، مشيراً إلى أنه منذ سيطرة الحوثي بقوة السلاح على مختلف المؤسسات اليمنية، عمل على تدمير المنظومة التعليمية واستهدفها بصورة ممنهجة.
وقال: «يواجه التعليم تحديات صعبة، بعد إحكام الحوثيين قبضتهم عليه في ظل انهيار كل المؤسسات والبنية التحتية والصحية».
وكشف الزبيري في تصريح لـ«الاتحاد»، عن أن من أبرز التحديات التي يواجها الطلاب وأولياء الأمور، فرض رسوم ومبالغ وجبايات مخالفة للقانون في المدارس، خاصة في ظل تدهور الوضع الاقتصادي، وارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية، مشيراً إلى أن هناك 2.5 مليون طفل لا يذهبون إلى المدارس بسبب الحرب، وعدم القدرة على تغطية تكاليف الدراسة.
وقال، إن «الحرب أدت إلى تدمير، أو إغلاق أكثر من 3500 مدرسة، ما يجبر الطلاب على ترك الدراسة أو التزاحم في فصول ضيقة أو الدراسة في خيام أو ملاجئ، ما يؤكد أننا بحاجة إلى تدخلات عاجلة من المنظمات الأممية والدولية».
وأضاف الزبيري، أن «الحوثي استهدف بعض المناطق بالمقذوفات الصاروخية، وشن هجمات عسكرية وزرع الألغام، ما يهدد حياة الطلاب والمعلمين، وخلق حالة من الخوف تؤدي إلى ترك التعليم وإغلاق المدارس واستمرار النزوح والتشريد القسري».
وكشف تقرير جديد للبنك الدولي، عن أن الصراع في اليمن أدى إلى تدهور جودة التعليم، وتسبب في تسرب الطلاب، وتواجه الأسر صعوبات كبيرة في إرسال أطفالها إلى المدارس، التي تعمل وفقاً لجدول طارئ، وبدوام جزئي ودروس متقطعة.
وقال مدير مكتب حقوق الإنسان، إن «جماعة الحوثي تواصل العمل على تغيير المناهج وتحريفها بصورة عنصرية واستعلائية تهدد مستقبل اليمن، رغم الرفض الشعبي الواسع في مناطق سيطرتها، مضيفاً إلى أن كثيراً من كوادر التربية في مدارس صنعاء والمحافظات رفض تدريس تلك المناهج، والتي تتعارض مع قيم ومبادئ الوسطية والاعتدال والدستور».
من جانبه، قال وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمنية، نبيل عبد الحفيظ، إن الطفل اليمني يعد من أكثر الشرائح التي انتهكت حقوقها بسبب الحرب، ومن أسباب التسريب خارج المنظومة التعليمية، العمليات العسكرية التي تقوم بها جماعة الحوثي لتجنيد الأطفال إلى ساحات القتال.
وأوضح عبدالحفيظ في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الهجوم المستمر من قبل جماعة الحوثي على المدارس، أدى إلى خروج عدد كبير من المرافق التعليمية من الخدمة، بالإضافة إلى الدفع بآلاف الأطفال إلى المعارك، وجعلهم وقوداً لحربها ضد أبناء اليمن لتحقيق مكاسب خاصة، حيث يلقى الآلاف من الأطفال حتفهم في المعارك، أو يصابون بإعاقات دائمة.
ووصف عبد الحفيظ تجنيد الأطفال بأنه «جريمة بحسب القوانين والاتفاقيات الدولية»، داعياً إلى توفير العدالة، واستمرار الرصد والتوثيق، والإبلاغ عن الانتهاكات عبر المنظمات والهيئات الحقوقية، وعلى المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة توفير الحماية لأطفال اليمن، وإلزام الحوثي بالتوقف عن انتهاكاتها ضد الطفولة.
وأوضح أن هناك أكثر من 4.5 مليون نازح معظمهم من الأطفال تهجروا من مناطقهم، وعاشوا في مخيمات، ويعاني هؤلاء جميعاً عدم الحصول على فرص التعليم، بجانب أن الإفقار المتعمد من قبل الحوثي للشعب اليمني، أدى إلى خروج الكثير من الأطفال إلى ساحات العمل لينفقوا على أسرهم.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الأزمة في اليمن اليمن الأزمة اليمنية أطفال اليمن جماعة الحوثي انتهاكات الحوثيين حقوق الإنسان جماعة الحوثی فی الیمن

إقرأ أيضاً:

تصاعد التحذيرات الدولية من ارتفاع خطير في معدلات سوء التغذية بين أطفال اليمن

تتصاعد التحذيرات الدولية من خطر ارتفاع معدلات سوء التغذية بين أطفال اليمن، في ظل أزمة تشهدها البلاد من عقد من الزمان.

 

وقالت منظمة أطباء بلاحدود في بيان لها إن استمرار الصراع وانعدام الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية يعرّضان حياة آلاف الأطفال للخطر ويعمّقان الأزمة الإنسانية، محذرة من ارتفاع مثير للقلق في معدلات سوء التغذية بين الأطفال.

 

وذكرت أن فرقها الطبية عالجت خلال الفترة من يناير حتى مايو 2025 نحو 3,767 طفلاً يعانون من سوء التغذية الحاد أو المتوسط المصحوب بمضاعفات، توزّعت على 2,117 حالة في الحديدة، و1,169 حالة في حجة، و454 حالة في تعز.

 

وكشفت الأرقام أن عام 2024 شهد معالجة 11,894 طفلًا من سوء التغذية، بينهم 4,666 حالة في الحديدة، و3,511 في حجة، و2,535 في عمران، وهو ما يعكس تدهورًا مستمرًا في الوضع الإنساني.

 

وأكدت المنظمة أن خفض المساعدات الإنسانية لليمن يسهم في تفاقم معاناة عدد لا يُحصى من الأطفال، ويزيد خطر انزلاق ملايين اليمنيين نحو الجوع الحاد وسوء التغذية، داعية الجهات المانحة والمجتمع الدولي إلى استمرار الدعم الإنساني المستدام.

 

وأمس السبت حذر الاتحاد الأوروبي، من خطر المجاعة في اليمن الذي يشهد صراعا منذ أكثر من 10 سنوات.

 

وقالت مفوضة الإتحاد الأوروبي، حاجة لحبيب في تغريدة على منصة إكس "في اليمن خطر المجاعة حقيقي ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة".

 


مقالات مشابهة

  • مليشيا الحوثي تفرض شعاراتها وملازمها الطائفية بالقوة في مدارس تعز وتختطف المعلمين الرافضين
  • 10 إنجازات جديدة .. ماذا أعلن وزير التربية والتعليم اليوم أمام رئيس الوزراء؟
  • بلا حدود تحذر من انزلاق اليمن نحو الجوع وسوء التغذية الحاد
  • ”التعليم“ و”منشآت“ تطلقان مبادرة لتأجير ملاعب ومسارح المدارس الخاصة مساءً - عاجل
  • "التعليم" تقر آلية التكليف عن بُعد لسد نقص الحصص بين المدارس
  • "التعليم" تقر آلية التكليف عن بُعد لسد نقص الحصص بين المدارس - عاجل
  • التعليم: تأجير مرافق المدارس الخاصة خارج أوقات الدوام لتعزيز الاستفادة
  • مبادرة لدعم استثمار المرافق التعليمية في المدارس الخاصة خارج أوقات الدوام
  • اعتداءات المستوطنين تحرم 160 ألف مواطن من المياه في رام الله
  • تصاعد التحذيرات الدولية من ارتفاع خطير في معدلات سوء التغذية بين أطفال اليمن