آخر ما هُدم للمسلمين في الهند.. مسجد يعود للقرن الثالث عشر
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
نيودلهي- هدمت سلطة تنمية دلهي الحكومية مسجدا أثريا ومدرسة دينية ملحقة به، ونحو مئة من قبور المسلمين بما فيها "مزارات أولياء"، في منطقة مهرولي بجنوب دلهي، قبل أذان فجر الثلاثاء الماضي.
وفوجئ إمام المسجد بأمر الهدم، بعد تطويق المنطقة والاستيلاء على هواتف الأشخاص الموجودين فيه وفي المدرسة التابعة له، وطردهم بالقوة إلى خارج المنطقة.
ولم تسمح السلطات للإمام وطلبة المدرسة ومدرسيها بأخذ أمتعتهم، بما فيها مئات من نسخ القرآن الكريم والكتب الدينية والأموال والأغذية، التى تحطمت كلها تحت ضربات الآليات، بل قامت على الفور بنقل الأنقاض إلى مكان آخر، وجلبت التراب لتسوية المكان، لإسباغ مظهر جديد عليه.
ورغم أن التماسا ضد الهدم قدم لمحكمة دلهي العليا، فإنه لم يصل إلى لجنة المسجد أو المدرسة أي إشعار أو إنذار بالهدم.
ويقول مجلس أوقاف دلهي، وهو هيئة حكومية أيضا، إن هذه الأراضى بما فيها المسجد والمدرسة والقبور هي كلها أراضي أوقاف للمسلمين، ولا يجوز للإدارات الحكومية بسط قبضتها عليها.
وتوجهت لجنة المسجد والمدرسة إلى المحكمة العليا فى اليوم التالي، متظلمة من إجراء سلطة تنمية دلهي التعسفي، وحددت المحكمة يوم 12 فبراير/شباط للاستماع إلى القضية، مع إصدار أمر إلى سلطة تنمية دلهى بعدم التصرف أو إحداث أيّ تغيير فى أراضى المسجد والمدرسة والقبور.
سمي المسجد المهدوم باسم "مسجد أخوند جي" أو مسجد "الجن"، ويُقال إنه يعود إلى عصر مؤسس سلطنة دلهي الملك التتمش، والذي توفي سنة 1236، وتعد المدرسة الدينية الملحقة بالمسجد تاريخية أيضا، وأما القبور فعمرها نحو 4 قرون، وبها قبور بعض الأولياء، وتُعد هذه المعالم محمية ليس فقط لأنها أراضي أوقاف، بل أيضا لأنها آثار تاريخية، ولا يجوز هدمها وفق القانون الهندي.
وتزامن هدم المسجد والمدرسة مع هدم عدة مزارات أخرى فى أنحاء دلهي، كما هاجم الهندوس مقبرة إسلامية فى منطقة (موهان جاردن) في المدينة في الليلة نفسها، وألحقوا أضرارا بعدة قبور.
وفى الشهر الماضي ثارت قضية "سُنَهرِى مسجد" (المسجد الذهبي) فى دلهي، وهو الذي يعود لحقبة المغول، وقد أبقى عليه الإنجليز حين بنوا مدينة دلهي الجديدة التى تعرف بـ"نيو دلهي"، وذلك بسبب أهميته التاريخية، ولأنه كان "مسجدا حيا"، أي كان مستعملا وليس مهجورا.
وزعمت البلدية أن المسجد يعرقل المرور في المنطقة، فسعت لهدمه بحجة توسيع الشارع، رغم أن لجنة رسمية قد قضت سابقا أن هذا المسجد لا يشكل عائقا، لكن أمر الهدم توقف بعد أن ثار الناس وذهبوا إلى المحكمة العليا.
كما سبق وتم هدم مسجد أثري يسمى "مسجد شاهي" (المسجد الملكي) فى مدينة الله آباد (براياغ راج) في 9 يناير/كانون الثاني 2023، بحجة توسيع الطريق العام.
حوادث متكررةولا يعد الحادث الأخير الأول من نوعه، بل أصبح هدم المساجد والمزارات والقبور وتكايا الأولياء أمرا معتادا فى أنحاء الهند، وخصوصا فى الولايات التى يحكمها حزب الشعب الهندي، مثل أوتار براديش وأوتار خاند وآسام ومادهيا براديش.
ففي ولاية آسام، هُدم العديد من المساجد والعشرات من المدارس الإسلامية، كما هُدم أكثر من 350 قبرا ومزارا فى ولاية أوتارخاند الشمالية خلال السنتين الماضيتين، إلى جانب محاولة طرد المسلمين من الولاية، بحجة أنها مسكن آلهة الهندوس ولا يجوز لغيرهم العيش بها.
ومنذ عدة سنوات، عملت السلطات الهندية على استخدام الآليات الثقيلة (البلدوزرات) بصورة واسعة لتنفيذ عمليات الهدم، في الولايات التي يحكمها حزب الشعب الهندي، وخصوصا عقب خروج مظاهرات هندوسية ثم الادعاء بأن المسلمين رشقوها بالحجارة.
وهذه التهمة كافية لهدم بيوت المتهمين بواسطة البلدوزرات، التي تصل المكان خلال ساعات، أو على الأكثر في اليوم التالي للمظاهرة، قبل أن يتم إصدار حكم قضائي بذلك.
كما سبق أن هدم حي كامل لصائدي الأسماك المسلمين في "بيت دواركا" على سواحل ولاية كوجرات فى أكتوبر/تشرين الأول 2022، وطالت عملية الهدم مئات البيوت والمتاجر والمساجد والقبور والمزارات، لكن تم الإبقاء على معبد هندوسي يقف وحيدا على الساحل.
مطالبات أمميةومع اتساع سياسة الهدم، لفت 3 من مقرري منظمة الأمم المتحدة أنظار الحكومة الهندية في يونيو/حزيران 2022، إلى أن هدم بيوت المسلمين بالآليات، فى الولايات التى يحكمها حزب الشعب الهندي، يرقى إلى سياسة "العقاب الجماعي للمسلمين"، وطالبوا الحكومة الهندية بالكف عن هذه السياسة المجحفة.
لكن هذا التحذير لم يردع السلطات الهندية وخاصة في العاصمة دلهي، التى شهدت العشرات من هذه الوقائع خلال السنوات القليلة الماضية.
وتقع هذه الحوادث بحجة تجميل المنطقة أو توسيع الشوارع، أو هدم مبان غير مرخصة، بينما لا يتم التعرض لآلاف معابد الهندوس غير القانونية، والمنتشرة فى كل مكان بالعاصمة وخارجها، بما فيها الحدائق العامة وعلى حواف نهر يامونا الذي يمر عبر المدينة، والتي لا يسمح لأحد بالبناء فيها أو حتى بالقرب منها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: بما فیها
إقرأ أيضاً:
ولاية أمريكية تصنف “الإخوان المسلمين” ومجلس “كير” منظمتين إرهابيتين
أعلن حاكم ولاية فلوريدا الأمريكية رون دي سانتيس تصنيف جماعة “الإخوان المسلمين” ومجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية “كير” منظمتين إرهابيتين.
وكتب دي سانتيس على حسابه في منصة “إكس”: “تصنف ولاية فلوريدا جماعة الإخوان المسلمين ومجلس العلاقات الأميركية الإسلامية كير منظمتين إرهابيتين، ويسري الأمر على الفور”.
وأضاف أنه “بموجب هذا، توجه هيئات ولاية فلوريدا إلى اتخاذ جميع التدابير القانونية لمنع الأنشطة غير القانونية للمنظمتين، بما في ذلك حرمان أي شخص يقدم دعما ماديا لها من الامتيازات أو الموارد”.
وقرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 24 نوفمبر الماضي، بدء دراسة عملية تصنيف بعض فروع جماعة “الإخوان المسلمين” بوصفها “منظمات إرهابية أجنبية”.
ووفقا لبيان صادر عن البيت الأبيض، فقد وقع ترامب أمرا تنفيذيا يوجه وزير الخارجية ماركو روبيو ووزير الخزانة سكوت بيسنت إلى إعداد تقرير حول احتمال تصنيف عدد من فروع الجماعة “منظمات إرهابية أجنبية”، بما في ذلك تلك الموجودة في لبنان ومصر والأردن. ويلزم الأمر الوزارتين بالمضي قدما في تنفيذ أي إجراءات خلال 45 يوما من تقديم التقرير.
واتهمت إدارة ترامب فروعا للجماعة في تلك الدول بدعم أو التحريض على تنفيذ هجمات عنيفة ضد إسرائيل وشركاء الولايات المتحدة، إضافة إلى تقديم دعم مادي لحركة “حماس” الفلسطينية.
وتعود جذور جماعة “الإخوان المسلمين” إلى مصر في عشرينيات القرن الماضي، حين تأسست كحركة سياسية إسلامية لمواجهة انتشار الأفكار العلمانية والقومية، وانتشرت الجماعة لاحقا في دول إسلامية متعددة، وأصبحت لاعبا سياسيا واجتماعيا مؤثرا، وإن كانت تعمل غالبا في إطار سري.
وجدير بالذكر أيضا أن جماعة الإخوان المسلمين محظورة في عدة دول منها روسيا ومصر والسعودية ومؤخرا الأردن.
المصدر: RT+ وكالات
إنضم لقناة النيلين على واتسابPromotion Content
أعشاب ونباتات رجيم وأنظمة غذائية لحوم وأسماك
2025/12/10 فيسبوك X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة طرد معلم بريطاني بعد قوله لتلميذ مسلم إن بريطانيا ما زالت دولة مسيحية2025/12/10 ترامب يهدد المكسيك2025/12/10 إيران تعلن الاتحاد مع مصر ضد المثليين في المونديال2025/12/09 الخارجية الروسية: محاولات الاستيلاء على الأصول المجمدة في الغرب تشكل خطرا على كافة الدول2025/12/08 الكويت تسحب جنسية الداعية طارق السويدان2025/12/07 وزير خارجية بنين يعلن فشل محاولة الانقلاب في البلاد2025/12/07شاهد أيضاً إغلاق سياسية مصر في رسالة جديدة لإثيوبيا: سد النهضة غير شرعي والمفاوضات انتهت 2025/12/07الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن