«مذكرات عمر الشريف والنوم مع الغرباء.. سيرة ومسيرة» للسيد الحراني بمعرض الكتاب
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
صدر حديثاً للكاتب الصحفي والباحث السياسي «السيد الحراني» الطبعة الثانية من كتابه «مذكرات عمر الشريف والنوم مع الغرباء.. سيرة ومسيرة» عن دار كنوز للنشر والتوزيع عبر خمسة عشر فصلاً في 300 صفحة من الحجم الكبير يشارك به في معرض القاهرة الدولي للكتاب الدورة 55.
انترريجونال يطرح 55 إصداراً في معرض الكتاب معرض الكتاب.. "عاش هنا ".. محاولة لإعادة إحياء إبداع الرواد الأوائل وذاكرة المدينة
تستعرض الطبعة الثانية من كتاب «مذكرات عمر الشريف والنوم الغرباء» سيرة ومسيرة حياة الفنان العالمي عمر الشريف على لسانه من خلال المصادر الإنجليزية والفرنسية والعربية سواء كانت لقاءات تليفزيونية أو إذاعية أو صحفية أو كتب صدرت على لسانه أو من كبار النقاد لأعماله الفنية.
ويطرح السيد الحراني المعلومات في سياق وقالب مختلف عما كتب ونشر من قبل عن الشريف حيث وضع علاقة عمر الشريف مع (الغرباء) في الميزان، وقيم من خلالها سلوكه تجاه زوجته وأبنائه وأحفاده وعائلته وأصدقائه، والمقربين له، وانتهى إلى وضع تحليل دقيق لتلك العلاقات التي احتلت فيها النساء مساحة كبيرة من حياته.
لذلك جاء النصف الثاني من عنوان الكتاب صادم ومباشر (النوم مع الغرباء) وصفه المؤلف أنه نتيجة طبيعية لحياة عمر الشريف التي اتصفت بالبزخ والمرح، وأيضا تكريمًا للروائي الراحل "بهاء عبد المجيد" صديق المؤلف والذي كانت نشرت له رواية تحمل هذا الاسم عن دار أكتب للنشر والتوزيع، لذلك أهدى المؤلف كتابه عن عمر الشريف إلى روح عبد المجيد الذي غدرت به الكورونا واصفا روايته بأنها التي ألهمته بتلك الرؤية.
أما عن الطبعة الثانية من «مذكرات عمر الشريف والنوم مع الغرباء» فهو كتاب يطرح ويجيب على الكثير من الأسئلة حول الحياة الأخرى للفنان العالمي وجاء جزء منها: لماذا زار صلاح نصر رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية عمر الشريف في منزله بالزمالك؟، لماذا طلب منه رجال المخابرات في الخارج الإستغلال العاطفي لابنة أحد السياسيين العرب؟، لماذا رفض الإقتناع بجملة (من أجل مصلحة الوطن) ولم يساهم في التمهيد للتصفية الجسدية لشخصية عربية شهيرة؟.
وأيضا: لماذا وجهت له إتهامات السب والإسائة إلى شخص الرئيس جمال عبد الناصر؟، لماذا تم مقاطعة أفلامة بقرار من جامعة الدول العربية؟، لماذا طلب منه السادات العودة إلى مصر؟ وما الدور الذي لعبة في عقد اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل؟.
كما دخلت الأسئلة إلى عمق الحياة الخاصة لعمر الشريف فاستطردت حول لماذا لعب عمر الشريف البريدج (القمار) مع الإمبراطورة الإيرانية؟ وما الهدية التي قبلها من الملك الأفغاني؟ ولماذا أهداه ملك المغرب (ياسمينة)؟، لماذا ثار وغضب في وجه وزير خارجية فرنسا؟ ولماذا لعن الثورة البلشفية، وحكم النازية الهتلرية في ألمانيا؟.
كما فتحت الطبعة الثانية من الكتاب الجرح الكبير للفنان عمر الشريف، حول انانيته التي اعترف بها هو بنفسه في تعامله مع حب «فاتن حمامة» الذي واجهه بالجحود والهجر إلى أحضان الغرباء في أوروبا.
ويفتش الكتاب في قلب عمر الذي لم تدخله امرأة اخرى بعد فاتن، رغم كل من قابلهن وعاش بين احضانهن في الغرب.
كما تستعرض الطبعة الثانية من الكتاب تفاصيل تجيب على سؤال لماذا أحب الملك فاروق، وتحفظ على حكم عبد الناصر، ودعم أيام السادات، وفرح بالثورة على مبارك؟!
ويكشف الكتاب بالتفاصيل حزن الفنان العالمي عندما حكموا الإخوان مصر، ومغادرته لمصر رغم خوفه الشديد عليها وعلى شعبها، وتعاملاته مع الإخوان في هوليوود، ونيويورك، ولندن، وفيينا، وأيضا يعرض دعمه وتشجيعه لثورة 30 يونيو وبيان 3 يوليو.
وأكد الحراني مؤلف الكتاب أن من أجل كل ذلك وأكثر .. تستعرض الطبعة الثانية من الكتاب الذي جاء على لسان عمر الشريف أسرار وتفاصيل وكواليس كثيرة وخطيرة في حياته، وأيضا نغوص في مشاعره النفسية والإنسانية وعلاقاته العاطفية والإجتماعية.. خاصة أنه عبر صفحات الكتاب يعترف بأنانيته في التعامل مع النساء، ويعترف بأمجاد البريدج (القمار)، وسباق الخيول الذان تسببا في خسارته ثروته بكاملها، مما جعله يقبل الكثير من الأعمال الفنية التي لم يرض عنها إلا لاحتياجه للمال.
الجدير بالذكر أن السيد الحراني كاتب صحفي بمؤسسة أخبار اليوم، وباحث سياسي، وروائي وسيناريست مصري، تخرّج في كلية الإعلام بجامعة القاهرة، ويشغل حالياً عضويات لجنة الإعلام بالمجلس القومي للمرأة، وعضو الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، ونقابة اتحاد كتاب مصر.
وعمل بالعديد من الصحف المصرية من بينها «الفجر، البوابة، مصراوي، المصري اليوم، الوطن، الأهرام، أخبار اليوم»، وقام بكتابة مذكرات «الدكتور مصطفى محمود»، و«الدكتور سعد الدين إبراهيم»، و«الدكتور مصطفى الفقي»، و«الدكتور رفعت السعيد»، و«الدكتور محمد حبيب»، ورجل الأعمال «أحمد الريان» بعد خروجه من السجن، والمفكر الإسلامي «جمال البنا»، و«الفنانة فاتن حمامة»، و«الفنانة ماجدة الصباحي»، و«الفنان نور الشريف» والفنان «حمدي أحمد».
وقدم برنامجًا تليفزيونيًّا باسم «مسافر بين الشك واليقين»، وله العديد من المؤلفات، من بينها: روايات «مارد»، «قضية الكوراني»، وكتب: «الجماعات الإسلامية من تانى»، «الفيلسوف المشاغب»، «الوثائق المجهولة للإخوان المسلمين»، «فلسفة الموت»، و«الإخوان القطبيون».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: للكاتب الصحفي والباحث السياسي الطبعة الثانية سيرة ومسيرة الطبعة الثانیة من
إقرأ أيضاً:
الصاروخ والمُسيرة من بين المعاناة: اليمن يصنع قراره من نور القرآن لا من فتات العالم
يمانيون ـ حزام الأسد*
في زمن تتصدّر فيه عناوين الرفاهية، والشكوى من ضيق المعيشة، وانقطاع المرتبات، يخرج البعض ممن يجهلون طبيعة الصراع أو يتجاهلون أسبابه ليتساءلوا: لماذا تصنع اليمن الصواريخ والمسيّرات في وقت الجوع؟ ولماذا لا تُنفق تلك الموارد على تحسين الوضع المعيشي؟.
سؤال يبدو للوهلة الأولى مشروعاً، لكنه في الحقيقة امتداد لدعاية العدو، وترديد لخطاب الخضوع، وتبرئة لمن حاصر ونهب ودمّر، وتحميل المظلوم وزر ما جناه الظالم. هذا المقال يُقارب المسألة من جذورها الإيمانية، ويُسقطها على الواقع السياسي والعسكري، مستعرضًا تجارب دولية راهنت على السلاح من قلب المعاناة، لكنه يُبيّن في الوقت نفسه أن اليمن، بقيادته القرآنية، يختلف جوهريًا في المنطلق، والمنهج، والغاية.
بين بوتو وماو… والسيد القائد
“سوف نأكل العشب وأوراق الشجر وسنجوع، لكننا سنحصل على قنبلة تكون ملكنا.”
بهذه العبارة الشهيرة أعلن ذو الفقار علي بوتو، رئيس وزراء باكستان الأسبق، في ستينات القرن الماضي، بداية مشوار بناء السلاح النووي لبلاده. كانت باكستان حينها دولة فقيرة، محاصرة بالتهديد الهندي، وبحرب الاستنزاف، لكنها اختارت أن تجوع بكرامة، لا أن تعيش في ظل الخوف.
أما في الصين، فقد كانت المجاعة في أشدها، وعشرات الملايين يموتون جوعًا، والعالم يتعامل مع الصين كـ”دولة مارقة” غير معترف بها دوليًا، لا صوت لها في الأمم المتحدة، ولا مقعد في مجلس الأمن، لأن أمريكا وحلفاءها أبقوا تايوان بديلاً عنها في تمثيل “الصين” دوليًا.
ومع ذلك، قال ماو تسي تونغ عبارته المفصلية: “من لا يملك القنبلة الذرية سيُجبر على الركوع.”
وبعد أعوام قليلة من تفجير أول قنبلة نووية عام 1964، تغيّر كل شيء: استعادت الصين مقعدها الدائم في مجلس الأمن عام 1971، واعترف بها العالم كقوة لا يمكن تجاوزها، وبدأت رحلة نهوضها العظيم.
لكن اليمن… شيء آخر
نعم، باكستان صنعت القنبلة من العشب، والصين من الرماد، لكن اليمن ليس نسخة منهما. نحن لم نبنِ مشروعنا العسكري من منطلق قومي أو مادي، بل من صميم التوجيه القرآني: “وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ…” هذه الآية ليست تكتيكًا حربياً، بل منهجاً حضارياً، وقاعدة ربانية تؤسس لردع الطغيان وصون السيادة.
اليمن يصنع سلاحه لأن الله أمره. نصنعه لأن القوة شرط من شروط الإيمان، ولأن الذل لا يليق بالمؤمنين. نصنعه من قلب المعاناة، وتكالب الأعداء، لا برغد الوفرة. ونبنيه بقيادة مؤمنة، لا بزعامات قومية أو عسكرية.
السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، حفظه الله، لم يقل “سوف نأكل العشب لنصنع سلاحنا”، بل قال: “سنتوكل على الله، وسنواجه، ولن نركع إلا له، وسنعدّ ما استطعنا من قوة.” وهنا يكمن الفارق الجوهري: قيادتنا لا تقايض قوت يومنا بكرامة أمتنا، بل تربط الجهاد العسكري بالجهاد الاقتصادي، وتعتبر الصبر على الضيق جزءا من تعبيد الطريق إلى النصر.
وهم الرواتب ودجل المرتزقة
يرفع المنافقون اليوم شعار “المعاناة مقابل الصاروخ”، محاولين زرع التذمر في نفوس أبناء شعبنا. لكن الحقيقة الساطعة هي أن هؤلاء أنفسهم هم من تسببوا بالمعاناة الاقتصادية:
• هم من استجلبوا العدوان على شعبهم خدمةً لمشاريع أسيادهم في الخارج.
• وهم من نقلوا البنك المركزي من صنعاء إلى عدن.
• وهم من التزموا أمام المجتمع الدولي بدفع المرتبات ثم تنصلوا.
• هم من شاركوا في الحصار، ونهب الثروات، وحوّلوا موارد الدولة إلى بنوك السعودية.
• وهم من اعترفوا بأن أموال المرتبات مودعة في البنك الأهلي السعودي، تُستخدم للابتزاز والمقايضة السياسية.
ورغم ذلك، لم يتوقف التصنيع العسكري، ولم تُشل الإرادة، لأن معركتنا لا تُدار بالحسابات البنكية، بل بالإيمان، والصبر، والتوكل على الله.
ختاماً… معادلة الحق والنصر
نعم، عانينا كما عانى غيرنا، لكننا لم ننهَر، ولم نركع، بل اخترنا أن نستمر في معركتنا المقدسة: أن نصنع قوتنا، ونبني سلاحنا، ونحرّر قرارنا، وندفع ثمن ذلك من ضيقنا لا من كرامتنا.
في اليمن، لا توجد مجاعة كما يزعم المهرجون في إعلام العدو، بل معاناة اقتصادية وضيق معيشي صنعه العدوان ومن استجلبه، ويستثمر فيه المنافقون من الفنادق والمنتجعات السياحية لنفخ اسطواناتهم المشروخة، بينما الشعب صامد وواعٍ ومدرك أن العدو هو من يحاصره، وأن السلاح الذي يُصنع اليوم هو طريق الخلاص ووسيلة الردع وراية الكرامة.
في اليمن، بفضل الله وتوفيقه لم نعد نُدافع عن أنفسنا فقط، بل نساند إخواننا المستضعفين في غزة، نحاصر العدو الصهيوني في البحر، نستهدف عمقه الوجودي، ونتصدّى للأمريكي ونكبّده الخسائر ونهزمه…
لأننا وثقنا بالله، وتسلّحنا بالإيمان، وصنعنا سلاح الردع.
وهذا هو الفارق بين تجارب اختارت أن تُضحّي لتحيا بكرامة، وتجربتنا الإيمانية التي تجعل من التوكل على الله منطلقًا، ومن القرآن مصدرًا للقرار، ومن التصنيع والتطوير العسكري عبادةً وجهادًا.
وإن سألونا: من أين لكم هذه القدرة؟
نقول: من الله تعالى، من المشروع القرآني، من القيادة الربانية المؤمنة والشجاعة، من ماء الشهداء وآلآم الجرحى، من المعاناة، من الوعي الجمعي لشعب الإيمان والحكمة ومن يقين لا يتزعزع بأن العاقبة للمتقين.
* عضو المكتب السياسي لأنصار الله
* موقع انصار الله