27 خدمة بـ الذكاء الاصطناعي لتسريع إجراءات الموارد البشرية لموظفي الحكومة
تاريخ النشر: 19th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة الإمارات عن 27 خدمة بـ الذكاء الاصطناعي لتسريع إجراءات الموارد البشرية لموظفي الحكومة، أطلقت الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، مؤخراً، المرحلة الأولى لـ تجربة الموظف الرقمية في الحكومة الاتحادية، More .،بحسب ما نشر الإمارات اليوم، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات 27 خدمة بـ الذكاء الاصطناعي لتسريع إجراءات الموارد البشرية لموظفي الحكومة، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
أطلقت الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، مؤخراً، المرحلة الأولى لـ"تجربة الموظف الرقمية" في الحكومة الاتحادية، More...
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: الذكاء موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس
إقرأ أيضاً:
إلى كتبة الذكاء الاصطناعي: ارحمونا!
«فـي لحظة فارقة فـي تاريخ البشرية»، «فـي عالمٍ يزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم»، «فـي زمنٍ تتسارع فـيه وتيرة الحياة»، «فـي عالمٍ يعلو فـيه الضجيج»، «فـي زمنٍ تتلاطم فـيه أمواج الفوضى». هذه عينة فقط من افتتاحيات مقالات باتت تنشر فـي بعض الصحف العُمانية منذ أن بلتْنا شركة OpenAI - سامحها الله - بإطلاق برامجها المتطورة للذكاء الاصطناعي للعامة فـي أواخر عام 2022. هذه المقالات المكتوبة بشكل كامل أو جزئي بأدوات الذكاء الاصطناعي، صارت تُنشر فـي جرائدنا بأسماء «كُتّاب» يحلو لي أن أسميهم «كتبة الذكاء الاصطناعي» رغم أن عددًا غير قليل منهم يحمل لقب (د) قبل اسمه، بل ويحرص على أن تُعَرِّفَه الصحيفة به. مقالات أقل ما يمكن أن يُقال فـيها إنها باردة، ومملة، لا حرارة فـيها ولا روح، ولا بصمة شخصية.
وعندما أقول «كتبة» وليس «كُتّابًا»، رغم أن الجمعَيْن يُستخدمان فـي اللغة العربية لمفردة واحدة هي «كاتب»، فلأن بينهما فارقًا جوهريًّا. فـ«الكُتّاب» هم من يكتبون نصوصًا أدبية أو فكرية أو علمية نابعة من بنات أفكارهم، وصميم إبداعهم، هم أولئك الذين تتقلّبُ الفكرة فـي رؤوسهم ردحًا من الزمن قبل أن تسقط على الورق أو جهاز اللابتوب. أما «الكتبة» فهم النسّاخون الذين يدوِّنون أقوال الآخرين أو يسجلونها، دون إبداع أو تأليف ذاتي، ومن هنا جاءت تسمية «الكاتب بالعدل» فـي المحاكم، المستوحاة من القرآن الكريم، لأن هذا الكاتب يسجل ما يُمليه عليه قانون الأحوال المدنية أو المتخاصمون أمام القضاء، وهي وظيفة جديرة بكل احترام وتبجيل لأنها ارتبطت بالعدل وإعادة الحقوق إلى أصحابها، على النقيض مما يفعله كتبة الذكاء الاصطناعي الذين يمكن تسمية الواحد منهم - بدون أي تحفظ - «الكاتب بالظُلم»، أو «الكاتب بالغصب»، أو «الكاتب بالسرقة»!
نعم. هم «كتّاب بالسرقة»، لأنهم ينسِبون إلى أنفسهم نصوصًا ومقالات لم يُعمِلوا فـيها فكرًا، ولم يبذلوا جهدًا، عدا جهد النقر على تطبيق «تشات جي بي تي» فـي هواتفهم، وهم «كُتّاب بالغصب» لأنهم يُعيدون إنتاج نصوص ومقالات كُتِبتْ قبلهم دون أن يشيروا إلى مصادرها، متخفّين وراء القدرة السحرية للذكاء الاصطناعي على إعادة كتابة النصوص والأفكار المكتوبة سابقًا بعبارات جديدة. بل إن الكسل يبلغ بهم أحيانًا حدّ أن يكتفوا بطلب المقال الجاهز من التطبيق دون أن يزودوه بأي تفاصيل تخلق خصوصية ما للمقال، ثم ينشرون ما يجود به عليهم كما هو، دون أي إضافة أو حذف، وبصياغاته المكرورة نفسها: «من هنا تبرز أهمية كذا ...»، «حين نتحدث عن كذا لا نعني مجرد كذا»، «مع هيمنة كذا نقف اليوم أمام سؤال جوهري»، «ولو سألنا أنفسنا كذا، حتمًا ستكون الإجابة كذا»، إلى آخر تلك الصياغات الرتيبة. وما إن يظهر موضوع يشغل الرأي العام، أو يصبح «ترندًا» لأي سبب، نجد هؤلاء الكتبة يتهافتون على تقيؤ «مقالاتهم» المعلبة التي تسبب حُرقة فـي المعدة، ومغصًا فـي القولون، وعلى سبيل المثال؛ أجزم أنه لو أُتيح لزميلنا محمود عبيد - رحمه الله - قراءة كل المقالات الباردة التي دبّجتها الآلةُ فـي تأبينه، لابتسم ساخرًا وقرر كتابة تمثيلية كوميدية جديدة بطلها واحد من هؤلاء الكتبة. أما علي مسعود المعشني؛ الكاتب والمحلل السياسي العُماني، فلا بد أن لسان حاله وهو يقرأ مقالات «كتبة الذكاء الاصطناعي» المدافعة عنه خلال الهجمة السيبرانية الأخيرة عليه بصياغات تكاد تكون واحدة من مقال إلى آخر: «شكرًا لكِ أيتها الآلة. كم أنتِ طيبة ومنصفة».
ولكي لا أُفهَمَ خطًأ أقول إن الذكاء الاصطناعي اختراع مهمّ، وثورة معلوماتية مفـيدة للبشرية، وله دور مهمّ فـي تسهيل حياتنا، ومن يتجاهله فالمؤكد أنه خارج نطاق التغطية، غير أن طريقة استخدامنا له هي التي تحدد هذه الأهمية، ففـي مجال الكتابة يمكن أن يكون ناصحًا أمينًا للكُتّاب، ومُساعدًا مخلصًا، يوفّر لهم المعلومات اللازمة للكتابة، ويقترح عليهم المحاور التي عليهم أن يطرقوها، بل إن بوسعه أن يُراجع الصياغة ويدقق اللغة، ويقترح تحسينات أسلوبية. أما أن يكتب هو المقال بدلًا منهم فهذه ليس لها أي تسمية أخرى إلا السرقة والضحك على الذقون.
وإذا كان «الكتَبة» هم الملومين، فإن هذا لا يعفـي الصحف ورؤساء تحريرها من المسؤولية، ذلك أن على هذه الصحف وضع سياسة تحريرية واضحة تمنع هذا النوع الجديد من الانتحال، وتفعيل آليات تدقيق إضافـية حين تصلها مقالات أو نصوص مشتبه فـي أنها مولّدة ذاتيا، وهناك أدوات وبرامج متقدمة لكشف ذلك، كما إن عليها تدريب طواقم تحريرها على التمييز بين النصوص البشرية وتلك الناتجة عن أدوات الذكاء الاصطناعي.
فـي «كتاب الضحك والنسيان»؛ الرواية الشهيرة للروائي التشيكي ميلان كونديرا، تُبدي إحدى الشخصيات اندهاشها من تنامي هوس الكتابة بين الساسة وسائقي سيارات الأجرة والنادلات والعاشقات والقتلة والسارقين والأطباء والمرضى وغيرهم من فئات المجتمع، ثم تتنبأ هذه الشخصية بأنه «سيأتي يوم (وهو غير بعيد) يُلفـي فـيه كل الناس أنفسهم كُتّابًا»، وعندها «سنكون بلغنا زمن الصمم وانتفاء التفاهم الشامِلَيْن». وإذا ما علمنا أن هذه الرواية نُشِرتْ لأول مرة عام 1979 عرفنا أنه مضى نحو نصف قرن على نبوءة كونديرا هذه، والتي نرى اليوم تحققها أمامنا رأي العين؛ فالجميع صاروا «كتّابًا» بالفعل، لا بفضل موهبتهم وثقافتهم، ولا لواسع اطلاعهم، وإنما بفضل آلة صماء قادرة على الإدلاء بدلوها فـي أي موضوع، وعلى تدبيج مقالات ونصوص باردة ومملة، لكنها كافـية لتحقيق أمنية هؤلاء بأن يُشار إليهم بأنهم «كُتّاب». وها قد بلغنا حقًّا زمن الصمم الشامل وانتفاء التفاهم، «فـي عالمٍ يزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم»، مع شديد الاعتذار لـ «سيدتنا الآلة» على استخدام عبارتها الأثيرة لقفل هذا المقال.