ماكدونالدز تكشف حجم تأثر مبيعاتها وإيراداتها في الشرق الأوسط بـالتوترات
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
(CNN) -- أشارت سلسلة مطاعم البرغر، ماكدونالدز، التي أعلنت عن نمو إجمالي مبيعاتها وأرباحها للربع الرابع، إلى أن التوترات الخارجية أثرت على مبيعاتها في المنطقة، وأن الشركة تراقب تطور الوضع.
ولا يشكل الشرق الأوسط جزءًا كبيرًا من إجمالي نشاطها التجاري، إذ تمنح ماكدونالدز في معظم الأحيان ترخيص العلامة التجارية الخاصة بها لشركات مستقلة في المنطقة، وقالت إنها تُقدم بعض المساعدات المالية لهذه الشركات.
وأشارت ماكدونالدز إلى أنها قدمت قدرًا ضئيلًا من المساعدات المالية للشركة التي تحمل علامتها التجارية، التي تأثرت بالحرب في الشرق الأوسط.
لكن مبيعات أعمالها في الأسواق التي تنشط فيها الشركات التي منحتها رخصة استخدام علامتها التجارية، والتي تعد معظم شركات الشرق الأوسط جزءًا منها، ارتفعت بنسبة 0.7% فقط في الربع الأخير، نتيجة للتوترات.
وكان ذلك أسوأ بكثير من النمو الذي تجاوز 4% في الولايات المتحدة وغيرها من الأسواق الدولية.
وقبل عام، كانت أعمال الأسواق التي تضم الشركات المرخصة، الوحدة الأفضل أداءً، إذ حققت مبيعاتها نموًا يزيد عن 16%.
بشكل عام، ارتفعت المبيعات العالمية في مطاعم ماكدونالدز المفتوحة لمدة عام على الأقل بنسبة 3.4% في الربع الرابع، أقل من توقعات المحللين، حيث أثرت الاحتجاجات ضد الشركة في الشرق الأوسط على تلك النسبة.
وقد أدى ذلك أيضًا إلى انخفاض إيراداتها، التي ارتفعت إلى 6.41 مليار دولار ولكنها جاءت أيضًا أقل بقليل من التوقعات.
أمريكاماكدونالدزنشر الاثنين، 05 فبراير / شباط 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: ماكدونالدز الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
عالم يُقسَّم.. والشرق الأوسط يدفع الثمن
فـي الوقت الذي يتطلع فيه العالم إلى إنهاء الحروب، وبناء نظام دولي أكثر عدلا، تقود إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثانية تحولا مقلقا في السياسة العالمية يتمثل في الانتقال من منافسة القوى العظمى إلى التفاهم معها، حتى وإن جاء ذلك على حساب الحلفاء والدول الصغيرة. هذه ليست مجرد إعادة ضبط للعلاقات الدولية، بل هي بداية خريطة جديدة للعالم تُرسم بين الكبار، بينما يُطلب من الآخرين أن يتقبلوا ما يُفرض عليهم.
قبل سنوات فقط، تبنّت واشنطن استراتيجية واضحة: التنافس مع الصين وروسيا لحماية التفوق الأمريكي والدفاع عن الديمقراطية. كانت هذه الاستراتيجية -رغم صراحتها- تقوم على فكرة أن الولايات المتحدة تواجه خصمين يسعيان إلى تغيير النظام العالمي. ولهذا ركزت الإدارتان السابقتان -إدارة ترامب الأولى ثم إدارة بايدن- على صدّ النفوذ الروسي في أوكرانيا، ومنع توسّع الصين في آسيا، وبناء تحالفات أوسع حول العالم.
لكن الآن، يبدو أن الرئيس ترامب قد غير رأيه. هو لا يريد مواجهة الصين وروسيا، بل يريد الاتفاق معهما على إدارة العالم معا، كل في منطقته، وكل بما يراه مناسبا. وفقا لهذا المنطق الجديد، يمكن لروسيا أن تحتفظ بأراض من أوكرانيا، ويمكن للصين أن توسّع نفوذها في بحر الصين الجنوبي، بل وربما في تايوان لاحقا. مقابل ذلك، تتوقع واشنطن أن تظل هذه القوى على الحياد عندما تمارس الولايات المتحدة نفوذها في مناطق أخرى، بما فيها الشرق الأوسط.
هنا، تصبح المسألة خطيرة؛ لأن الشرق الأوسط هو المنطقة التي تأثرت أكثر من غيرها بقرارات القوى العظمى، وغالبا من دون أن يُؤخذ رأي سكانه بعين الاعتبار. واليوم، في ظل هذا التوجه الجديد، تصبح حروب مثل الحرب في غزة، أو الأزمة السورية، أو الملف النووي الإيراني، ملفات لا تُحل بمنطق القيم أو القانون الدولي، بل بمنطق «ما يناسب الكبار». وإذا اتفقت واشنطن مع موسكو أو بكين على تسوية ما، فالجميع مطالب بالقبول بها.
لكن هل هذا هو الطريق إلى السلام؟ وهل يمكن بناء استقرار عالمي من خلال تجاهل إرادة الشعوب والتفاهم مع الأنظمة القوية فقط؟ التجربة تقول لا. لقد جُرب هذا النموذج من قبل في أوروبا في القرن التاسع عشر، فيما عُرف بـ«نظام الوفاق»، حيث اتفقت القوى الكبرى على إدارة القارة وتجنب الحروب.
لكن النظام لم يصمد، وانتهى إلى صراعات أكبر؛ لأنه تجاهل التغيرات الحقيقية على الأرض.
في الشرق الأوسط، الناس لا يبحثون عن وفاق بين زعماء العالم، بل عن عدالة، وحرية، ومستقبل لا تُقرره القوى الكبرى خلف الأبواب المغلقة. التحديات التي تواجه المنطقة - من الاحتلال والنزاعات المسلحة، إلى الفقر والبطالة والتغير المناخي - لا يمكن حلها من خلال «صفقات جيوسياسية» لا تراعي مصالح الشعوب.
ما يحدث اليوم هو أن السياسة الدولية تعود إلى لعبة «تقاسم النفوذ»، بينما تُهمّش المؤسسات الدولية، وتُضعف التحالفات، ويُعاد تعريف المصالح بناء على من يملك القوة لا من يملك الحق.
وهذا يجب أن يقلق الجميع.
في نظام دولي عادل، لا ينبغي أن يكون مصير أوكرانيا أو فلسطين أو أي دولة أخرى موضوع تفاهم بين واشنطن وموسكو وبكين فقط؛ لأن العالم - ببساطة - لم يعد يتحمل نظاما يُدار كما لو أنَّ الآخرين غير موجودين.