باعترافها.. المقاطعة تكبد ماكدونالز خسائر طائلة في الربع الأخير لعام 2023
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
كشفت شركة ماكدونالدز عن ضعف للمبيعات أكبر من المتوقع في الربع الرابع من العام الماضي، حيث أصبحت سلسلة الوجبات السريعة أحدث شركة تحذر من أن المقاطعة المتعلقة بالعدوان الإسرائيلي علي غزة قد أضرت بأعمالها، بحسب تقرير نشرته صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية.
وأفادت الشركة الشركة إن مبيعات المتاجر العالمية ارتفعت بنسبة 3.
ويُشار إلى أن الخسارة أكبر داخل القسم الذي يغطي أكثر من 80 سوقًا عالميًا حيث قامت ماكدونالدز بترخيص حقوق الامتياز الخاصة بها.
وأضافت فاينانشال تايمز أن ماكدونالدز ألقت باللوم في المقام الأول على انخفاض الطلب في مطاعمها في الشرق الأوسط وكذلك تلك الموجودة في الغالب الدول الإسلامية مثل إندونيسيا وماليزيا.
وقال الرئيس التنفيذي كريس كيمبكزينسكي في دعوة للمستثمرين أمس الاثنين: "في [الأسواق المرخصة الدولية المتقدمة]، لا نتوقع أن نرى تحسنًا ملموسًا حتى يكون هناك حل في الشرق الأوسط".
وأضاف أن ماكدونالدز واجهت أيضًا تحديات في فرنسا، أحد أسواقها الرئيسية، في بعض المناطق التي يوجد بها عدد كبير من السكان المسلمين.
وانخفضت أسهم ماكدونالدز بنسبة 4.3% إلى 284.30 دولارًا في التعاملات المبكرة بعد الظهر.
وكان كيمبكزينسكي قد حذر بالفعل في منشور على موقع لينكد-إن الشهر الماضي من أن الحرب في الشرق الأوسط كان لها "تأثير تجاري كبير" داخل المنطقة وخارجها وأن "المعلومات المضللة" كانت عاملاً.
بدورها، أعلنت حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات المؤيدة للفلسطينيين، العام الماضي، أن ماكدونالدز “متواطئة مع الفظائع الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين” بعد اندلاع الغضب بسبب قرار صاحب الامتياز الإسرائيلي تقديم خصومات ووجبات مجانية للجنود وقوات الأمن في أكتوبر الماضي.
وقالت ماكدونالدز في بيان إنها "لا تمول أو تدعم أي حكومات متورطة في هذا الصراع"، مضيفة أن "الإجراءات التي اتخذها شركاؤنا التجاريون المحليون المرخص لهم بالتنمية تم اتخاذها بشكل مستقل دون موافقة ماكدونالدز".
كما أعلنت شركة ماكدونالدز عن تراجع مبيعاتها في الولايات المتحدة، حيث اشترى العملاء ذوو الدخل المنخفض عناصر قائمة أرخص، على الرغم من أن كيمبزينسكي يتوقع أن تنخفض الأسعار تقريبًا بما يتماشى مع التضخم، الذي انخفض من ذروته.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: شركة ماكدونالدز المقاطعة ماكدونالدز فرنسا
إقرأ أيضاً:
هل تكتب المنطقة مصيرها أم تبقى تقرأ من دفاتر الآخرين؟!
لا يبدو أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران هو نهاية للحرب وبداية لسلام طويل في منطقة الشرق الأوسط؛ فالتصريحات الإسرائيلية تثير الريبة أكثر بكثير مما تشعر بالاطمئنان لعودة الهدوء. وما يغذي الريبة أن منطقة الشرق الأوسط كانت على الدوام مشبعة بالشكوك ومثقلة بميراث من الانفجارات المؤجلة؛ الأمر الذي يصبح معه وقف إطلاق النار مجرد فاصلة مؤقتة على خط زمني من صراع لا ينتهي.
ومعلوم لدى الجميع الآن أن هدف إسرائيل لا يتلخص في مجرد تعطيل المشروع النووي الإيراني، ولكن في إحداث تغيير استراتيجي عميق في المنطقة تتغير معه كل موازين القوى التي بقيت سائدة لعقود طويلة. وهذا التغيير هو أساسي لاكتمال مشروع «الشرق الأوسط الجديد» الذي يتحدث عنه نتنياهو وزمرته اليمينية الحاكمة. وهذا «الشرق الأوسط الجديد» الذي يحلم به نتنياهو ليل نهار لا علاقة له بمشروع شيمون بيريز ـ رغم سوء وخطر المشروعين ـ المبني على أسس براجماتية علمانية اقتصادية في مرحلة ما بعد «سلام» أوسلو؛ فهو -أي مشروع نتنياهو- مبني على أساطير تنسب زورا إلى التوراة؛ حيث تسيطر «إسرائيل التوراتية» على المنطقة بأكملها. رغم ذلك فإن نتنياهو يحاول استخدام واجهة مشروع بيريز سواء من حيث الاسم أو من حيث الطرح الاقتصادي؛ ليمرر مشروعه التوسعي الذي يتغذى على ضعف العرب لا على بناء شراكة حقيقية معهم وفق ما كان يطرح بيريز. بل إن الأمر يتجاوز المشروع النووي إلى محاولة كسر إيران، وإعادة إدماجها في النظام الإقليمي وفق الشروط الغربية بعد إضعافها.
وأمام هذا الطرح أو المشروع الذي كسبت فيه إسرائيل بعض الجولات عربيا وخسرت إيرانيا؛ لا بد من مشروع مضاد لا يُبقي المنطقة في مربعاتها الراكدة والمتخمة بالصراعات، بل يواجه جوهر الرؤية الإسرائيلية التي تختزل الشرق الأوسط في معادلة أمنية تكنولوجية، ويضع العرب بين خيارين: إمّا التطبيع، وإما العزلة الدولية والإقليمية!
ويبدأ تفكيك التصور الإسرائيلي من كشف بنيته بالاعتراف أنه تجاوز الرؤية اليمينية الدينية إلى ما يمكن أن نسميه خليطا هجينا من الأسطورة التوراتية، والواقعية الأمنية، والمراوغة الاقتصادية. ما تطرحه إسرائيل -خصوصا في مرحلة ما بعد «اتفاقات إبراهام»- ليس سلاما بالمعنى الأخلاقي أو القانوني، بل اندماج اقتصادي مشروط بتشريع تفوقها الإقليمي، ونزع الطابع السيادي عن الجوار العربي.
وهذا المشروع يفترض تجويف المنطقة من أي بديل معرفي أو اقتصادي أو حضاري، وجرّها إلى أن تصبح سوقا واسعة بلا صوت أو سيادة، و«جوارا» بلا مركز. إنه بعبارة أخرى أكثر وضوحا مشروع «تطبيع التفوق» لا «تطبيع السلام»، وهو ما يجب كشفه فكريا وسياسيا وإعلاميا.
ولكن ما المطلوب من الدول العربية في هذه اللحظة المفصلية في تاريخها؟
لم يعد ممكنا الركون إلى خطاب قومي تقليدي، أو شعارات الممانعة المجردة في وقت تخوض فيه إسرائيل معركتها بأدوات مركبة واستراتيجية؛ ولذلك فإن المنطقة بحاجة إلى صياغة مشروع عربي إقليمي جديد يقوم على إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية بصفتها بوابة العدالة والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وأن أي مشروع لا يعترف بالحقوق الفلسطينية التاريخية، ولا يعالج جوهر المأساة، سيبقى هشا وعرضة للانفجار في أي لحظة، وأمام أي عقبة.
كما يقوم المشروع على تحرير فكرة التعاون الإقليمي من الهيمنة الإسرائيلية عبر تكامل إقليمي يكون ندا لإسرائيل، ويشمل مشاريع مشتركة في الطاقة، والأمن الغذائي، والمياه، وتديره أطراف متعددة.
لكن قبل ذلك وخلاله وبعده؛ لا بد أن يتضمن المشروع الإقليمي مسارا معرفيا وإعلاميا يتحدى السردية الإسرائيلية، ويبني سردية حقيقية للتاريخ واليوم والمستقبل؛ فلا يمكن مواجهة مشروع يقوم على «إعادة تعريف الشرق الأوسط» من دون مساحات فكرية مستقلة تعيد تعريف الذات، والموقع، والدور. وهذا يتطلب جهدا مؤسسيا ضخما ينطلق من وعي جديد وحر في المنطقة.
كما أن تأسيس مشروع عربي جديد يتطلب أكثر من موقف سياسي، بل يحتاج إلى حقل معرفي قادر على إنتاج الأفكار، وتأسيس مراكز أبحاث، ومنصات إعلامية مستقلة تعيد رسم سردية المنطقة بلغتها الخاصة، وتستعيد تعريف القيم مثل السيادة، والعدالة، والتحرر بعيدا عن قوالب الاستيراد.
وإذا كانت إسرائيل تحاول تثبيت مشروعها بقوة السلاح والدعاية؛ فإن المنطقة مطالبة ببناء مشروعها وتثبيته بقوة المعرفة، والسيادة، والعدل. فثمة فرصة نادرة الآن في ظل السقوط الأخلاقي للسردية الإسرائيلية، والمأزق الغربي المتواطئ. السؤال الآن: ليس هل يمكن، بل: هل نريد أن نبدأ من جديد؟ وهل نملك شجاعة أن نكتب بدل أن نظل نقرأ من دفاتر الآخرين؟