سودانايل:
2025-12-14@22:08:50 GMT

الشيوعيون والإخوان ولعنة نميري – حميدتي …!!

تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT

إسماعيل عبدالله

الحزبان الأكثر جدلاً في ميدان السياسة السودانية هما الحزب الشيوعي وجماعة الإخوان المسلمين، كلاهما زرعا كادرهما العسكري بمؤسسة الجيش، ونجحا في اختراق المؤسسة العسكرية والسطو على سطلتين ديمقراطيتين، بانقلابين عسكريين يعتبران أكبر كارثتين حلتا بمؤسسات الدولة، جمع بينهما الكيد السياسي وانعدام التسامح، والإصرار على تجاوز القيم والأعراف السودانية المعهودة، فجعلا من السكان هدفاً مشروعاً للتشفي والانتقام، وعزيا فشلهما والرسوب في امتحان صندوق الاقتراع، لخذلان السكان لهما حينما حانت ساعة الإدلاء بالأصوات، كذلك اتصفا بالدموية والعسف والقسوة في حسم الخلاف السياسي بينهما وبين القوى السياسية الأخرى، وكان الحزب الشيوعي الأقل حظاً في الحفاظ على السلطة، حينما استخف بالنميري وغدر به، فما لبث المشير أن أعاد الكرة بعد ثلاثة أيام، فأودع جهابذة الحزب الشيوعي السجون ومن ثم أعدمهم، وعكس الشيوعي فإنّ الاخوان المسلمين قد أمد الله لهم في طغيانهم بعد انقلابهم على الشرعية الدستورية، فقبضوا على مقاليد السلطة بالحديد والنار، إلى أن قيّض الله للفتى البدوي القادم من أصقاع البلاد البعيدة، أن سحقهم بعد أن غدروا به صباحاً وهجموا على جيشه بالطيران الحربي والسلاح المدججة به كتائبهم المتطرفة، ولأن ملكهم العضود قد توطدت أركانه وعشعش في جسد الأمة والدولة، طالت أيام الحرب التي أشعلوها وظنوها نصر ساعة، ولم تكن إعادة الأمور إلى نصابها بالأمر السهل، سهولة قصر المسافة التي قاد فيها المشير نميري مدرعته المنصورة، من القصر الجمهوري إلى سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة العسكرية.


لو نجح الشيوعيون في انقلابهم على المشير جعفر نميري، لفعلوا ما فعله الإخوان المسلمون من ارتكاب للجرائم بحق الوطن والمواطن، وذلك نسبة للوجه الدموي الذي كشفته مجزرة بيت الضيافة، فالإخوان والشيوعيون وجهان لعملة واحدة، لا يؤمنون بالديمقراطية إلّا تقيةً، ويتخذون من أدبيات التنظيم العالمي شرعةً ونهجاً وسلوكاً، خاصة في جانب الممارسة الأمنية والاستخباراتية، تلك الأدبيات التي أدخلت ولأول مرة البشاعة في القتل ووسائل التعذيب البدني والنفسي للمعارضين السياسيين، وما يفعله طيران الاخوان اليوم في حربهم ضد قوات الدعم السريع، وضربهم للنسيج المجتمعي السوداني، يؤكد غرابة النهج الأمني الذي تغذت عليه أدمغتهم المريضة، وكذلك يشترك الحزبان الأيدلوجيان في تنشئة كادرهما الحزبي على خصائص الغرور والتعالي والعجرفة والتكبر والغلو والتطرف، والاعتداد بالرأي حتى لو كان خاطئاً، وضح ذلك في أقوال الكادر الحزبي والمدني للحزب الشيوعي إبّان حربهم ضد المشير جعفر نميري، والكل يعلم محاولات اغتيال شخصيتي النميري والترابي من قبلهما، حين وصفوا الأول بالطيش (آخر الدفعة) والثاني بالغلام، فغالب ما شهده الانسان السوداني من وحشية في تعذيب الشهيدين الأستاذ أحمد الخير والطبيب علي فضل ومجزرة بيت الضيافة، كان جراء المنهج المنحرف الذي تربى عليه منسوبو كلا الطرفين، فحال الحزبين هو حال المنبت الذي جسّده المثل القديم (المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى)، فالأثنان استوردا نظريتيهما من خارج أطر التكوين النفسي والثقافي للفرد السوداني المتصوف، فاصطدمت دعوة الاخوان المسلمين بأفراد مجتمع صوفي حد الثمالة، وانهار مشروع الحزب الشيوعي عند أول اصطدام برغبة الجماهير الغاضبة.
كما صار الحزب الشيوعي مجرد أعلام حمراء وقصائد وأشعار تذرف لها الدموع، أمام حوائط المبكى السنوي الذي يقيمه المريدون احتفاءً بذكرى تقدم سن الديناصور العجوز المتهالك، أيضاً سيؤول المآل بالإخوان المسلمين لذات الحالة الماضوية التي سكنت وجدان الشيوعيين، وسوف تأتي تلك الأيام التي ترون فيها مريدي الحزب الكهنوتي الاخواني البغيض ينشدون أناشيد الدفاع الشعبي، وهم قلة قليلة ومستضعفة تعيش على هامش الفعل السياسي، فالتجريف الذي تعمل عليه (كرّاكة) الدعم السريع سيوصل هؤلاء النفر إلى أقاصي الدنيا لاجئين ومشردين، تماماً مثلما فتك المشير نميري برموز حلف لينين، الذين دفنوا في بلاد الثلج والجليد دون أن ترثيهم فرقتهم الكورالية الحمراء بقاعة الصداقة، فجماعة الاخوان التي وضعت ملامح نهايتها بيدها، بعد أن حسمت أمرها وتقدمت كمخلب قط إيراني في مواجهة حارس الازدهار، سوف تطاردها اللعنات الى يوم يبعثون، وستلاحقها مذكرات الاعتقال في كل جحر ضب خرب يدخلونه، وسوف يضرب أوكارها الأسد الأمريكي الجريح كما ضرب مليشيات الحشد الشعبي الإيرانية بالعراق وفلول داعش بسوريا، ووقتها لن يجدي فلول النظام البائد أهازيج فرقة الصحوة الجهادية، ولا حماس المنشد شنّان ولا نهيق ضارب الرق قيقم.

إسماعيل عبدالله
[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحزب الشیوعی

إقرأ أيضاً:

متقاعد بالبادية يضع منطقته على خارطة السياحة… ما التفاصيل؟

صراحة نيوز- في الجنوب، حيث تمتد القويرة والحميمة العباسية على خطوط التاريخ والطبيعة، يظهر متقاعد يعمل وكأنه فريق من الخبراء الدوليين:
ياسين الحساسين، هو متقاعد من سلاح الجو الملكي، الوكيل السابق الذي لم يغادر روح الانضباط والقيادة، بل نقلها من سماء الوطن إلى أرضه. يعمل بصمت، ويخطط بدقة، وينفذ بسرعة، ويرفع اسم منطقته كما تُرفع راية وطنية.

وفي نصف عام فقط، صنع ما يشبه ثورة تنموية بيئية وسياحية وتراثية، بهدوء المتواضعين، وبنتائج المحترفين.

أولاً: تأسيس منظومة عمل علمية – مجلس استشاري من النخبة، ومنهم البروفيسور محمد الفرجات وآخرون، والخطوة الأولى كانت تأسيس مجلس استشاري علمي تطوعي يضم أكاديميين وباحثين من جامعات الأردن في تخصصات:
السياحة والآثار
الموارد الطبيعية
البيئة والاستدامة
التنمية المجتمعية
الجغرافيا والمسارات
إدارة المياه والزراعة

هذا النموذج غير مسبوق في الجمعيات المحلية، ويعني أن كل مشروع يمر عبر عقل علمي ومنهجية واضحة، وليس مجرد جهد تطوعي عابر.
المجلس أصبح مركز تفكير (Think Tank) مصغراً يخدم المنطقة ويعيد هندسة مستقبلها.

ثانياً: مشاريع الحصاد المائي وإحياء التراث المائي النبطي
أعاد الحساسين تسليط الضوء على واحدة من أعظم تقنيات الأنباط والرومان في منطقة الحميمة: الحصاد المائي والخزانات والأحواض القديمة.
وشملت إنجازاته:
تنظيف وإحياء آبار تراثية كانت مطمورة.
توثيق مواقع المياه القديمة وربطها بالمسارات السياحية.
إطلاق مبادرات لحماية مصادر المياه من التلوث والرعي الجائر.
دراسة تطوير سدود ترابية صغيرة لحفظ مياه الأمطار.
هذه الأعمال ليست تراثية فقط، بل أساس لأي تنمية زراعية وسياحية مستقبلية.

ثالثاً: حماية وصيانة المواقع الأثرية – نهج جديد بمبادرة شعبية
الحميمة العباسية تحتضن آثاراً تمتد من الحقبة النبطية، والحقبة الرومانية، والبيزنطية، وصدر الإسلام، والدولة العباسية.
وبعض الإنجازات التي أشرف عليها:
حملات تنظيف منتظمة للمعسكر الروماني والحمامات والكنائس القديمة.
دعم عمليات التوثيق والحماية للمباني الأثرية.
تنظيم زيارات علمية لخبراء آثار ومسح ميداني مشترك مع الجامعة.
تعزيز وعي الأهالي بأهمية حماية الإرث الأثري كقيمة وطنية واقتصادية.
ولأول مرة منذ سنوات طويلة، أصبحت الحميمة تُقرأ على أنها وجهة سياحية وليست مجرد موقع مهجور.

رابعاً: رسم واستكشاف مسارات سياحية جديدة – فتح أفق لم يكن موجوداً
منطقة القويرة – الحميمة غنية بممرات طبيعية مدهشة، لكن الكثير منها لم يكن معروفاً. فبدأ الحساسين بجهد فردي ومنهجي بـ:
استكشاف مسارات جديدة تمتد بين الوديان والجبال.
توثيقها على الخرائط الحديثة باستخدام GPS.
إعداد مسارات آمنة للعائلات، ومسارات للمغامرة، ومسارات للتراث.
تدريب شباب المنطقة على مهارات قيادة المسارات (Trail Guiding).

هذه المسارات لم تجذب فقط السياح… بل أعادت هوية المنطقة الطبيعية إلى الظهور.

خامساً: جذب قروبات سياحية لأول مرة – إنجاز استثنائي
لأول مرة منذ عقود، نجحت الجمعية بقيادة الحساسين في:
استقطاب قروبات سياحية من شركات محلية وأجنبية.
تنظيم جولات داخل الحميمة العباسية والمناطق المحيطة.
إشراك الأهالي في البيع المباشر للمنتجات المحلية.
الترويج للمنطقة عبر تصوير المسارات والمعالم وبثها على منصات السياحة.

وهذا يعني بداية تحرك اقتصادي حقيقي للناس:
بيع منتجات محلية
تدريب شباب
خدمات ضيافة
مواسم سياحية
وهذا إنجاز حقيقي غيّر وجه المنطقة.

سادساً: القباب الطينية – علامة سياحة بيئية جديدة
أحد أهم المشاريع المبتكرة التي قادها:
تدريب شباب على نمط البناء القديم من أجل بناء قباب طينية بأسلوب يناسب البيئة المحلية .
استخدام مواد طبيعية وتدريب شباب عليها.
تطوير موقع يمكن أن يتحول إلى Eco-Lodge مستقبلاً.
إبراز الطابع البدوي والتراثي لعمارة المنطقة.
هذه القباب ليست مبانٍ فقط… إنها نواة مشروع سياحة بيئية مستقبلية.

سابعاً: الفعاليات الطبية والتطوعية – مجتمع يحيا من جديد
ساهم الحساسين في تنظيم:
أيام طبية مجانية لأهالي المناطق المجاورة.
أنشطة تطوعية لتنظيف المواقع الطبيعية والأثرية.
فعاليات تراثية تحيي قصص المنطقة وتاريخها.
ورش تدريب للشباب على المهارات البيئية والسياحية.
هذا كله خلق روح مجتمع جديد يستشعر قيمته ويمتلك طاقة العمل.

ثامناً: التوعية البيئية – برنامج متكامل بنكهة احترافية
ركز على:
نشر ثقافة الاستدامة
حماية الحياة البرية
مواجهة تدهور الغطاء النباتي
الحد من التلوث
إدارة النفايات في المسارات السياحية

وأطلق حملات ميدانية شارك فيها أطفال وشباب وعائلات، مما صنع جيلاً جديدًا واعيًا بالطبيعة.

تاسعاً: حماية النباتات الأصيلة والكائنات الحية وتوثيقها – بيئة تُستعاد من جديد
من أبرز ما يميز عمل ياسين الحساسين اهتمامه العميق بالبيئة الطبيعية للحميمة والقويرة، ليس فقط من باب التوعية، بل من باب الحماية والتوثيق وإعادة الإحياء. فقد عمل على:

انشاء فكرة مدارس الحميمة البيئيه المستدامة
توثيق النباتات الأصيلة في المنطقة، وخاصة الأنواع النادرة والمهددة.
مراقبة التنوع الحيوي ورصد الكائنات البرية التي تعيش في البيئة الصحراوية المحيطة.
حماية الأعشاب الطبية المحلية ومنع العبث بها أو اقتلاعها بشكل جائر.
تنفيذ حملات توعية حول أهمية النباتات المحلية في حفظ التوازن البيئي.
العمل مع المتطوعين على إعادة زراعة أنواع أصيلة في مواقعها الطبيعية.
جمع بيانات ميدانية تشكّل نواة دليل بيئي للمنطقة يمكن الاعتماد عليه مستقبلاً.

هذا الجهد جعل من الحساسين وجمعيته جهة تُعنى بالبيئة على مستوى علمي وميداني، وأسهم في تثبيت الهوية البيولوجية للمنطقة، وحمايتها من التدهور، وإبراز جمالها الطبيعي كجزء لا يتجزأ من هويتها السياحية.

رسالة العمل كله:
ما يقوم به ياسين الحساسين ليس نشاطاً فردياً… بل نموذج لدور المتقاعدين العسكريين حين يضعون خبرتهم في خدمة التنمية.
ليس عملاً متقطعاً… بل رؤية شاملة تربط التراث بالبيئة، والسياحة بالمجتمع، والتاريخ بالمستقبل.
ليس عملاً عادياً… بل نهضة حقيقية تقول:
“في الأردن… رجل واحد يعمل بجد قادر على إحداث فرق بحجم مؤسسات.

مقالات مشابهة

  • المشير حفتر ونائبه يباركان انتخابات المجالس البلدية ويشيدان بجهود التأمين
  • المشير يحذر من مؤامرة كبيرة.. شهادات وذكريات يرويها مصطفى بكري «الحلقة 66»
  • صناعة وطنية …مستقبل واعد
  • متقاعد بالبادية يضع منطقته على خارطة السياحة… ما التفاصيل؟
  • "نداء أهل القبلة: دعوة مشتركة لوحدة المسلمين".. في ندوةٍ لحكماء المسلمين بمعرض العراق الدولي للكتاب
  • الخواطر … بوابة إلى الوعي القرآني وسمو الروح
  • الأرقام تثبت …ترامب يُعدّ الأكثر شفافية
  • بريطانيا تفرض عقوبات على 4 قادة في الدعم السريع بينهم شقيق حميدتي
  • خطيب المسجد الحرام: ستظل فلسطين والقدس في قلوب المسلمين والعرب
  • الفيل … وضل الفيل