عقد معهد التخطيط القومي، ثالث حلقات سمينار شباب الباحثين للعام الأكاديمي 2023/ 2024، والتي جاءت تحت عنوان «استثمار حلول الذكاء الاصطناعي في صناعة القرار ودعم السياسات الصناعية» من تقديم أستاذ أيمن الدسوقي مدرس مساعد بمركز التخطيط والتنمية الصناعية.

وأدار الحلقة إسلام خليل مدرس الاقتصاد بمركز التنمية الإقليمية والمنسق المشارك للسمينار، وبحضور أشرف العربي رئيس معهد التخطيط القومي، ونخبة من الأساتذة والأكاديميين والباحثين المتخصصين في هذا الشأن.

تأتي هذه الحلقة في إطار التأكيد على التوجه العام لمعهد التخطيط القومي لاستشراف المستقبل والتعامل مع معطياته، خاصةً في ظل ما تشهده السياسات الصناعية في مصر من تطوراتٍ مستمرة، وظهور تقنيات تكنولوجية متطورة كالذكاء الاصطناعي التوليدي Generative AI، الذي يُعد المحرك الفاعل لتطوير العمل في العديد من القطاعات، خاصةً القطاع الصناعي.

مجال الذكاء الاصطناعي والصناعة

واستهدفت الحلقة تسليط الضوء على أبرز التقارير والمؤشرات والاتجاهات في مجال الذكاء الاصطناعي والصناعة، وخطط وسياسات حوكمة الذكاء الاصطناعي في إطار الجهود العالمية، إلى جانب استعراض حالة الذكاء الاصطناعي في قطاع الأعمال حسب تقرير مستقبل وظائف 2023، والقطاعات ذات الأولوية في مصر وفقا لاستراتيجية مصر للذكاء الاصطناعي، وكذلك تقييم أداء القطاع الصناعي في مصر من واقع المؤشرات الدولية، وأخيرا الخيارات والسياسات لاستثمار حلول الذكاء الاصطناعي في صناعة القرار ودعم السياسات التصنيعية.

وسلطت الحلقة الضوء على أبرز الخبرات المستفادة من التجارب الدولية في مجال الذكاء الاصطناعي والتي ارتكزت على دمج حلول وتقنيات الذكاء الاصطناعي لدعم القطاعات الحكومية في مجالات التمويل، والصحة والتعليم والصناعة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، إلى جانب تعزيز الاستثمار في البنية التحتية التكنولوجية، وتقديم الاستشارات الاستراتيجية للحكومة لتعزيز الشراكة بين الجامعة والحكومة والقطاع الخاص، وحوكمة الجيل الجديد من الذكاء الاصطناعي، وكذلك تنسيق المشروعات والبحوث التطبيقية، وأخيراً وتطوير الحلول والابتكار.

جهود الدولة في الذكاء الاصطناعي

واستعرضت الحلقة النقاشية جهود الدولة المصرية في مجال الذكاء الاصطناعي والتي تمثلت في إطلاق الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي في يوليو 2021، وإطلاق الميثاق المصري للذكاء الاصطناعي المسؤول لبلورة الأطر التنظيمية لاستخدامه، إلى جانب إنشاء عدد من كليات الذكاء الاصطناعي، وجعل معالجة اللغة الطبيعية العربية، والرعاية الصحية، والتصنيع والبنية التحتية، وكذلك الزراعة البيئة والمياه قطاعات ذات الأولوية وفقاً لاستراتيجية الدولة للذكاء الاصطناعي.

وخلصت الحلقة إلى عرض ومناقشة بعض خيارات وآليات استثمار حلول الذكاء الاصطناعي في صناعة القرار ودعم السياسات الصناعية، ومنها تحفيز استحداث وحدات الذكاء الاصطناعي في الهياكل التنظيمية في القطاعات الصناعية، وتصميم وتدشين نماذج لغة كبيرة LLMs لتعزيز قطاع الصناعة، إلى جانب الانتقال التدريجي لاعتماد الروبوتات والأتمتة في القطاع الصناعي، واستثمار تكنولوجيا التوأم الرقمي Digital twin Technology في قطاع الصناعة، وكذلك تحليل البيانات الضخمة باستخدام الذكاء الاصطناعي في قطاع الصناعة، وأخيرا توظيف التسويق الإلكتروني للخدمات والمنتجات المعتمد على الذكاء الاصطناعي في قطاع الصناعة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: التخطيط القومي معهد التخطيط سمينار الذكاء الاصطناعي صناعة القرار حلول الذکاء الاصطناعی فی مجال الذکاء الاصطناعی السیاسات الصناعیة للذکاء الاصطناعی التخطیط القومی قطاع الصناعة إلى جانب فی مجال فی قطاع

إقرأ أيضاً:

كيف استخدمت السعودية الذكاء الاصطناعي في إدارة موسم الحج؟

قُدّمت تقنيات الذكاء الاصطناعي هذا العام كعنصر رئيسي في إدارة موسم الحج في السعودية، لا سيما في مراقبة حركة الحجاج.

وقالت وكالة "فرانس برس"، إن المسؤولين السعوديين وظفوا تقنيات الذكاء الاصطناع لمراقبة حركة الحجاج على مدار الساعة، باستخدام بيانات ضخمة وصور حية من آلاف الكاميرات المنتشرة في مكة والمشاعر المقدسة.

وتقوم أكثر من 15 ألف كاميرا بمراقبة حية للحشود، فيما تعمل برمجيات ذكية على تحليل المشاهد المرصودة، للتنبؤ بنقاط الازدحام ورصد أي خلل في حركة السير. وتشمل هذه المنظومة أيضًا تتبّع أكثر من 20 ألف حافلة تنقل الحجاج بين المواقع المقدسة.

ويُعد هذا النظام جزءًا من منظومة تقنية شاملة تعتمدها السعودية لإدارة واحد من أكبر التجمعات البشرية في العالم، حيث استقبلت مكة نحو 1.4 مليون حاج هذا الأسبوع من مختلف الدول.

وأوضح محمد نذير، المدير التنفيذي للمركز العام للنقل في الهيئة الملكية لمدينة مكة، أن "غرفة التحكم المروري" تستخدم كاميرات متخصصة مدعومة بطبقات من الذكاء الاصطناعي لتحليل الحركة، تحديد المناطق المزدحمة، والتنبؤ بأنماط المرور. وتعمل الغرفة على مدار الساعة، وتستعين بشاشات وخرائط وأنظمة رصد متقدمة.

وأضاف نذير أن الهدف من هذه الإجراءات هو تقليل الحوادث، خاصة وأن الحجاج يتنقلون في الغالب سيرًا على الأقدام، بالإضافة إلى تخفيف المشقة الناتجة عن التنقل لمسافات طويلة في ظل درجات حرارة مرتفعة. وذكر أن نحو 17 ألف حافلة تتحرك في وقت واحد خلال ذروة الحج.

من جانبه، قال محمد القرني، مدير عام الحج والعمرة في المركز ذاته، إن غرفة العمليات تُعد "العين الرقيبة" على كافة الخطط التشغيلية، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكّن من تتبّع الأعداد ومراقبة الطرق والمسارات، إلى جانب استشعار الحالات الطارئة قبل وقوعها.

وأضاف أن النظام يسمح برصد الطاقة الاستيعابية للمواقع المقدسة، مما يُمكّن الجهات المعنية من توجيه الحشود عند الضرورة. وأشار إلى أنه خلال شهر رمضان الماضي، ساعدت هذه التقنية في وقف دخول المصلين عند بلوغ المسجد الحرام طاقته القصوى.

ولا يقتصر استخدام التكنولوجيا المتقدمة على الجوانب التنظيمية فقط، بل يشمل أيضًا الرقابة الأمنية.

فبعد وفاة 1301 حاج في العام الماضي – معظمهم دون تصاريح رسمية – شددت السلطات هذا العام على تطبيق القوانين، خاصة مع التوقعات بارتفاع درجات الحرارة إلى ما فوق 40 درجة مئوية.

وأوضحت السلطات أن 83% من الوفيات المسجّلة العام الماضي كانت لأشخاص لا يحملون تصاريح حج. وأكّد وزير الحج، توفيق الربيعة، في تصريحات سابقة أن الأجهزة المختصة تستخدم مستشعرات لرصد حركة الحجاج، مما يتيح التدخل السريع عند وجود مخاطر.

كما أُعلن عن استخدام طائرات مسيّرة لرصد مداخل مكة، والكشف عن الحجاج غير النظاميين. وقال الفريق محمد بن عبدالله البسامي، مدير الأمن العام ورئيس اللجنة الأمنية للحج، إن "التقنية أصبحت أداة يومية"، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي، والطائرات المسيّرة، والكاميرات الحرارية أسهمت في ضبط المخالفين عبر مركز عمليات متقدّم.

وفي مقاطع نشرتها القوات الخاصة لأمن الطرق، تم توثيق استخدام هذه التقنيات الحديثة، بما في ذلك الكاميرات الذكية والحرارية، لمراقبة المحيط الخارجي لمكة والمشاعر.
???? باستخدام طائرة "الدرون" .. قوات أمن الحج تضبط (38) وافدًا من حاملي تأشيرات الزيارة لمخالفتهم أنظمة وتعليمات الحج.#لا_حج_بلا_تصريح pic.twitter.com/o8WVJnpo7m — أمن الطرق (@SA_HWY_SECURITY) June 4, 2025
وتُوزع تصاريح الحج وفق نظام حصص للدول، وتُمنح للأفراد غالبًا عبر قرعة. إلا أن ارتفاع تكاليف الحج النظامي يدفع البعض إلى اللجوء إلى طرق غير نظامية منخفضة التكلفة، رغم ما تنطوي عليه من مخاطر.

مقالات مشابهة

  • تعليم نماذج الذكاء الاصطناعي ما لا تعرفه
  • نقابات العمال الأمريكية تبدأ معركتها ضد الذكاء الاصطناعي
  • احذر فخ الذكاء الاصطناعي: مشهد وهمي بتقنية Veo 3 يثير الجدل
  • هل يوجد الذكاء الاصطناعي جيلا مسلوب المهارات؟
  • كيف استخدمت السعودية الذكاء الاصطناعي في إدارة موسم الحج؟
  • وزير قطاع الأعمال يبحث فرص التعاون في مجال الغزل والنسيج
  • رادار الذكاء الاصطناعي يرعب السائقين في تركيا
  • كيف غيّر الذكاء الاصطناعي حياة المكفوفين في جامعة باريس؟
  • مايكروسوفت تستغني عن مئات الموظفين للاستثمار في الذكاء الاصطناعي
  • شركة "إتش" الفرنسية تطلق 3 نماذج جديدة للذكاء الاصطناعي