بينما يمضى الوقت – «قالوا العيال راكزين سووا النجيض مو نى» – أمل أبوالقاسم
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
_________
قبيل يومين شاهدت مقطع فيديو لبعض ضباط وجنود من الجيش السودانى وهم يتعانقون بحرارة ودموعهم أو قل اصوات نشيجهم تعبئ حيز المكان.
المكان الذي حرر وجمعهم بعد تسعة أشهر من الشتات كل يؤدى عمله باحترافية وتجرد.
ابطال سطروا ملحمة بطولية سيخلدها التأريخ حتما. شباب حملوا أرواحهم على اكفهم وتسابقوا لنيل الشهادة.
ما كشفته الحرب ان هؤلاء ليسوا مجرد جنود يؤدون واجبا وما اقساه من واجب. لكنهم يؤدون عملا يعشقونه حتى الثمالة محصلته نصرا أو شهادة وقد اصابوا الاثنتين.
مقاطع الفيديو التي تقع تحت ناظرينا كلها على شاكلة ما استشهدت به وأكثر. كلها تكرس حب هؤلاء لعملهم. عملا ربما في الاغلب نهايته الموت ومع ذلك يتسابقون نحوه، يتحملون كل قساوته بجلد وحب منقطع النظير، العسكرية عندهم واجب مقدس ورسالة ما اعظمها، يفرحون يهللون ويكبرون حين يصيبون نصرا ويغضبون حين يفوتهم متحرك، يتوكأ بعضهم على كتف رفيق أو عصا بيد بينما الأخرى تصر على قبض السلاح.
لم يخونوا عهدهم مع الله ومع مؤسستهم التى خرجوا من رحمها واحسنت تأديبهم وعندما اشتد عودهم بروها وردوا لها الجميل إيفاء للوعد، والتفاف حولها، وانصياع لأوامرها وقادتها.
من اي طينة انتم يا هؤلاء. صحيح انبرى الكثيرون وانا للدفاع عنكم حينما انتاشتكم سهام قذرة لم تقدر قيمتكم، صحيح تغزلنا فيكم وفي شجاعتكم وإعدادكم نظريا لتأتى الحرب وتكشف لنا الكثير الذي شاهدناه عمليا عيانا بيانا.
الحديث عن جنودونا وقادتهم محل فخرنا وعزتنا لا ولن ينضب معينه وفي كل يوم يبهروننا ويخطفون الاضواء ثم ينتزعون الوجدان.
قلنا كثيرا ولا نزال نردد ان ثقتنا في مؤسسة جيشنا مصنع الرجال وعرين الأشبال لا تحدها حدود وانهم قادرون على تحرير بلادنا وتنظيفها من المرتزقة والعملاء وان طال سافر.
تمكنت قواتنا المسلحة بفضل اللحمة والانصهار وحب الواجب وتقديسه ان تنهى النسخة الأولى من التمرد بما في ذلك جل قادتها لكن سرعان ما تكالبت عليها جيوش مرتزقة من كل حدب وصوب خرجوا من مسمى حرب وانخرطوا في اعمال عدائية نفذت بوحشية لا ترقى لمستوى الانسانية على شعب السودان وعلى البنى التحتية والعبث بمقدراته وإرثه العظيم. لم يتخاذل الجيش ولم يجبن بل ظل ينافح في عدد من الجبهات التي فتحت بغية تشتيت جهوده حتى اشفقنا عليه.
اشفقنا نحن عليه ولم يشفق على نفسه، فقد من كوادره المؤهلة نصيبا مقدرا كما فقد من جنوده والشباب المنخرطين كمتطوعين عددا، بللت دماءهم الطاهرة الثرى وذهبت ارواحهم نحو الثريات.
الحمدلله لله الذي بنعمته تتم الصالحات ها هي الحرب في خواتيمها والقوات المسلحة والأجهزة الأمنية تفي بالوعد بعد ان بلغت الروح الحلقوم.
قطعا ان هذا الانتصار الموعود وأيامه المعدودات نزل على اعداء الداخل والخارج كالصاعقة وضاعف من هزيانهم. لا ادرى كيف ستتعامل بعض الدول الرخيصة بعد إعلان النصر المشهود قريبا وهي التى لم تضع له حسابا وظنها ان الدعم الشامل للأعداء سيكسبها المعركة والسودان، لكن هيهات وعبثا تحاول.
الحرب ورغم ما فعلته بالسودان انسانه وارضه وعرضه لكنها قطعا ستكسبه الكثير لتتبدل الخارطة على كافة الصعد.
جيشنا العظيم نحبك من القلب ونشد من ازرك وانت تخوض معاركك الأخيرة وفي الأفق يلوح انتصارك والتحية والتجلة لابطالك في الميدان والرحمة والمغفرة للشهداء الأبرار
الليلة البشائر جات بالعزة والفرحة
يوم خيلنا جن واردات شايلة النصر رايات
رفت بروق الفال جابت الخبر من طي
قالوا العيال راكزين سووا النجيض مو ني
شالوها حمرة عين ختو الوسم بالكي
….
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: الوقت بينما يمضى
إقرأ أيضاً:
انقسام داخل جماعة الحوثي بشأن اعلان ترامب استسلامهم ووقف الضربات الجوية عليهم.. ماذا قالوا؟
تباينت مواقف قادة بارزين في جماعة الحوثي، بشأن الإعلان المفاجئ الذي خرج به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم امس، وفق ما رصده محرر مأرب برس.
ترامب الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي، حول ملفات عالمية عدة، قال أن الحوثيين ابلغوا واشنطن عبر وسيط، بأنهم لا يريدون القتال وسيوقفون عن استهداف السفن، مقابل وقف امريكا قصفهم.
وقال ترامب: ''الحوثيون قالوا لنا رجاء توقفوا عن قصفنا ونحن سنتوقف عن استهداف السفن''.
واعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب في وقت سابق، الثلاثاء، استسلام الحوثيين، وأنهم سيتوقفون عن توجيه الضربات والهجمات ضد السفن، وفي المقابل ستتوقف الضربات الجوية الأميركية في اليمن.
الحوثيون لم يعلنوا موقفا واضحا عبر بيان رسمي بخصوص اعلان ترامب وتأكيد خارجية سلطنة عمان التوصل لاتفاق وقف اطلاق النار بين الطرفين، واكتفت الجماعة ببعض التصريحات لقيادات كبيرة، والغريب ان تلك التصريحات لم تكن منسجمة وموحدة.
ففي حين اقر ناطق الحوثيين محمد عبدالسلام فليته، بوجود اتفاق مع أمريكا، هاجم مهدي المشاط ترامب وتوعد بمزيد من التصعيد، بينما كان موقف المدعو محمد علي الحوثي ضبابيا، ما يشير الى انقسام وتباين واضح في الموقف داخل جماعة الحوثي.
المتحدث باسم الجماعة محمد فليته قال ان الاتفاق بين صنعاء وواشنطن يقضي بوقف العدوان الأمريكي على اليمن.. زاعما ان الاتفاق مع واشنطن يخدم القضية الفلسطينية ويحرج إسرائيل
واضاف: ''من حقنا الرد الفوري على أي عدوان علينا، سنواصل استهداف السفن الإسرائيلية حتى إدخال المساعدات لغزة".
فليته اشار الى ان الضمانات للاتفاق 'هي تلك التجربة السوداء التي خاضتها أمريكا في اليمن".. مضيفا '' ما صرح عنه الأمريكي من مزاعم "الاستسلام" هو تعبير عن العجز والفشل''.
رويترز نقلاً عن كبير المفاوضين بجماعة الحوثي قوله ان ''اتفاق وقف إطلاق النار بين الحركة والولايات المتحدة لا يشمل العمليات ضد إسرائيل''.
أما المشاط فقال في تصريحات اليوم الأربعاء، أنه "إذا أراد المجرم ترامب وقف عدوانه وتعويض ما خلفه فهذا راجع إليه"، وأن جماعته لن تتراجع عن إسناد غزة مهما كان الثمن، مشيرا إلى أن "ما حصل يثبت أن ضرباتنا مؤلمة وستستمر" حسب تعبيره.
بدوره قال القيادي محمد علي الحوثي، إن إعلان ترامب وقف عدوان أمريكا على اليمن سيتم تقييمه ميدانيا اولا.
وأضاف: ''هذا انتصار يفصل الإسناد الأمريكي لإسرائيل المؤقت وفشل لنتنياهو وعليه أن يقدم استقالته''.